مجلة المقتبس/العدد 21/ثروة العرب
→ صدور المشارقة والمغاربة | مجلة المقتبس - العدد 21 ثروة العرب [[مؤلف:|]] |
اليونان ← |
بتاريخ: 15 - 10 - 1907 |
قد يظن من يطالع تاريخ الإسلام بدون أن يعمل نظره معمله أن مايراه في تضاعيف سطوره من أخبار الثروة وطول ارقامها وتفإني الباحثين عنها والمتفإنين في نيلها ضرباً من ضروب الغلو ساق إليه تسرع المؤلف او اختلاق منه ليجعل لمن يتكلم عنه وقعاً في النفوس ويحبب إليها مطالعة كتابه خصوصاً والبشر في كل دور من ادوارهم كادوا يجعلون الدينار معبودهم.
لو لم يرد إحصاء الثروة الإسلامية في كتب الثقات ما كان كلام بعضهم عنها بحيث يصبح نقله. فقد لقي الرسول عليه الصلاة والسلام ربه وحاله من الزهد في المال والرفاهية حاله واستن معظم أصحابه بسنته وكان من أمر أبي بكر وعمر وعلي من الزهد في المال ماشاع ذكره وظهر أثره وتحدث به السمار في الامصار. قال معاوية وقد ذكر المال (اما ابو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده واما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها واما عثمأن فأصاب منها واما نحن فتمرغنا فيها ظهراً لبطن)
على هذا النحو كان التأثل والارتياش راح الخليفة الأول وأسباب الفتوح معدودة ولم يصل قواده إلى أقصى جزيرة العرب ليفتحوا بلاداً عأمرة كفارس ومصر والشام كانت خزانة الثروة والأموال بما كان فيها من حضارة قديمة وإنما تهيأت الفتوحات وكثرت الغنائم أيام الخليفة الثاني ففتح الله للمسلمين تلك البلاد الغنية فعف عنها هو معظم أصحابه وكان يصادر من عماله من يجمع مالاًُ من غير حله. أما الخليفة الثالث فأخذ نصيباً من الدنيا هو وعماله وربما اغرق هؤلاء في نيلها بطرق لم تعهد زمن الخليفتين السالفين لان معظمهم من انسبائه وخاصته لا يحاسبون فيما هم فاعلون حتى إذا جاء الخليفة الرابع أراد إرجاع الخلافة إلى طورها اللائق وقتر على نفسه وعلى خاصته وذويه ولم يتسع له الوقت حتى تظهر فيها أخلاقه بالقول والفعل لاشتغاله بدفع غوائل الفتن.
جاء معاوية فإنقلبت الخلافة إلى ملك عضوض وبدأ يستكثر من المال فيعطيه الأديب والطبيب والخطيب والفقيه والكاتب والقائد والعامل ومن ماثلهم يجعلهم عدته في توطيد الملك له ولذريته فكثرت الأموال والناس على دين ملوكهم. ولم يكن الا قليل حتى ابدى عبدة الدرهم نواجذهم من غير نكير وكاد ينسى ما كان عليه أهل الصدر الأول الا قليلاً ففي حوادث سنة اثنتين وثلاثين (أن الدنيا اتسعت على الصحابة حتى كان الفرس يشترى بمائة الف وحتى كان البستان يباع بالمدينة بأربعمائة الف وكأنت المدينة عأمرة كثيرة الخيرات والأموال والناس يجبى إليها خراج الممالك وهي دار الأمارة وقبة الإسلام فبطر الناس بكثرة الأموال والخيل والنعم وفتحوا اقاليم الدنيا واطمأنوا وتفرغوا)
(وكان عبد الرحمن بن عوف الزهري أحد الثمانية الذين سبقوا الخلق إلى الإسلام تاجراً كثير الأموال بعد أن كان فقيراً باع سرة أرضاً له بأربعين ألف دينار فتصدق بها كلها وتصدق مرة بسبعمائة جمل باحمالها قدمت من الشام وأعان في سبيل بخمسمائة فرس عربية)
(ومات أبو طلحة الانصاري احد من شهد بدراً في سنة أربع وثلاثين وكان أكثر الانصار مالاً)
(وكان الزبير بن العوام ابن عمة النبي ﷺ وأحد العشرة كثير المتاجر والأموال قيل كان له الف مملوك يؤدون إليه الخراج فربما تصدق بذلك في مجلسه وقد خلف أملاكاً أبيعت بنحو أربعين ألف الف درهم وهذا لم يسمع بمثله قط)
(وكان طلحة بن عبيد التميمي أحد العشرة من الأجواد يقال له طلحة الفياض وطلحة الجود ويقال أنه فرق في يوم واحد سبعمائة الف ويروى أن إعرابياً من أقاربه قصده وتوسل إليه فوصله بثمانمائة الف درهم ويروى عن عمرو بن دينار عن مولى طلحة أن دخل طلحة كان كل يوم الف درهم ويقال أنه خلف من المال الفي الف درهم ومائتي ألف دينار وقال ابن الجوزي خلف طلحة ثلاثمائة حمل ذهباً وروى ابن سعد باسناد له قومت أصول طلحة وعقاره بثلاثين الف الف درهم)
وخلف عمرو بن العاص نائب معاوية على مصر (أموالا عظيمة من ذلك سبعون رقبة بعير مملوءة ذهباً وكان معاوية قد أطلق له خراج الديار المصرية ست سنين شارطه على ذلك لما أعانه على وقعة صفين). جمع ابن العاص ما جمع لا من الخراج الذي كأن يستأثر به وحده وإنما من تلونه في أساليب استخراج المال من أهل مصر ولذا صادره عمر بن الخطاب لما كان عاملاً له عليها. روى الديري في كتاب الحبس على التهمة عن أبي القاسم بن سلام في كتاب الأموال في اسناد له عن هشام بن أبي رقية وكان ممن افتح مصر قال افتتحها عمرو بن العاص فقال: من كان عنده مال فلينتابه قال: فأبي بمال كثير قال: وبعد ذلك بعث إلى عظيم أهل الصعيد فقال: المال فقال: ما عندي مال فسجنه قال: وكان عمرو يسأل من يدخل عليه هل تسمعونه بذكر أحداً قالوا: نعم يذكر راهباً بالطور فبعث به مع رسول من قبله إلى الراهب فأتي بقلة من نحاس مختومة برصاص فإذا فيها كتاب وإذا فيه يا بني إن ارتم مالكم فاحفروا تحت الفسقية فبعث عمرو الأمناء إلى الفسقية فحفروا فيها فاستخرجوا منها خمسين اردباً دنانير قال فضرب عنق القبطي وصلبه.
ومصر هي أم المدن الإسلامية بثروتها وتربتها ذهب كما وصفها احد حكامها ولم يزل أمراؤها يستنزفون أموالها ففي سنة خمس وثمانين (مات متولي مصر والمغرب عبد العزيز بن مروان الأموي اخو الخليفة وقد ولي الديار المصرية عشرين سنة وخلف أموالاً لا تحصى) وسنة 515 مات بمصر الأفضل أمير الجيوش شاه نشاه احمد بن أمير الجيوش بدر الأرمني وكانت ولايته ثمانياً وعشرين سنة على الديار المصرية (واستولى الأمر على حواصله كلها ولم يسمع في الدنيا بمثلها كثرة كانت دوابه باثني عشر ألف ألف دينار وكان لبن المواشي التي له يغل في العام ثلاثين ألف دينار وأما بن خلكان فنقل عن صاحب الدول المنقطعة قال: خلف الأفضل وزير الديار المصرية وأمير جيوشها ستمائة ألف ألف دينار ومائتين وخمسين إردب دراهم وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج)
وكانت أسباب الثروة في البلاد الشرقية كثيرة وخصوصاً لمن ولي شيئاً من أمر الأمة في دور الانحطاط وارتفاع المراقبة وفساد التربية فإن المصادرات والرشوات وأنواع الهدايا والقربات وقلة النفقات ورخص البياعات كانت كلها من الأسباب التي تهيء الأمير متى رفع خوف الله من قلبه أن يكون صاحب القناطير المقنطرة من الذهب والفضة يسلبها ألوفاً من الضعفاء لينعم بها باله وبال عياله وأولاده من بعده. وإلا فكيف كان يتأتى للأمراء أن يخلفوا الأموال الطائلة في خزائنهم ويسرفوا إسرافاً لا يكاد يصدق لولا صحة ما رواه المحققون من أهل النظر.
قيل أن جملة ما أنفقه عبد الله محمد بن أبي يوسف احد ملوك الأندلس في سفرة له مائة وعشرون حملاً ذهباً فكم كان في خزائنه يا ترى؟ ولا يخفى على ذي بصر أن أحوال العرب الاجتماعية لم تكن في الدرجة التي نتصورها ولو حفظت لنا كتبهم وسجلاتهم من الضياع لكان حكمنا على مدنيتهم من هذا القبيل صحيحاً لا شوب فيه ولا تخليط ولاشك إن كان للقوم عناية بالمال وطرق استثماره وأخبار أصحابه عنايتهم بالشؤون التي قلما يخطر بالبال إن كتاب العرب دونوا فيها وصنفوا. وما تعب يعانيه من يود الخوض في ذكر أحوال العرب على جليتها إلا ناتج من قلة الظفر بكل ما كتبوه وقد صام القوم عن العلوم الاجتماعية قرابة خمسمائة سنة لم يكن لهم فيها بعد ابن خلدون فيما احسب كتابة ولا رسالة يصح الرجوع إليها في المعضلات.
رغب كثير من أهل الإسلام في الدنيا على أصولها ونشدوها من أبوابها وادخروا الأصفر والأبيض بعرق الجبين والكدح المشروع والطرق المعقولة والارتياض والاستنفاض والصناعات والتجارات والزراعات. وإن قل من جمعوا المال من حله وأنفقوه كذلك قلتهم في كل امة بحيث يتأتى للباحث في تراجم كبار الأغنياء في العالم أن يرجع طبقاتهم إلى ثلاث أما سارق بطرق تجارية أو صناعية كما في الغرب اليوم أو سارق برشوة ومظلمة كما في الشرق قديماً وحديثاً أو وارث ترك له أهله مالاً جنوه بتلك الأسباب وقليل منهم بالعمل واتخاذ أسباب الرزق. ولا يعقل أن يكسب المرء من حلال صرف ويسير على قانون مشروع أو معقول ويتسنى له أن يكون من رجال الخزائن والصناديق.
كان أمام أهل مصر الليث بن سعد الفهمي المتوفي سنة 175 (من بحور العلم له حشمة وافرة وكان نظير ملك قيل كان دخل الليث في السنة ثمانين ألف دينار وما وجبت عليه زكاة مال قط وكان نواب مصر من تحت اوأمره) وسنة 302 صادر المقتدر بالله العباسي حسين ابن الجصاص الجوهري وسجنه قال ابن الجوزي: وأخذوا منه ما قيمته ستة عشر الف ألف دينار قال بعضهم: رأيت ابن الجصاص يقبن بين يديه بالقبان سبائك الذهب قال الكتبي في ذيل الوفيات: كان ابن الجصاص من اعيأن التجار ذوي الثروة الواسعة ولما بويع لعبد الله ابن المعتز وانحل أمره وتفرق جمعه وطلبه المقتدر اختفى عند ابن الجصاص هذا فوشى به خادم صغير لابن الجصاص فصادره المقتدر على ستة آلاف ألف دينار قال ابن الجوزي: أخذوا منه ما مقداره ستة عشر الف ألف دينار عيناً وورقاً وقماشاً وخيلاً وبقي له بعد المصادرة شيء كثير إلى الغاية من دور وقماش وأموال وبضائع وضياع.
قال ابن الجصاص في سبب ثروته: إنه كان في دهليز أبي الجيش خمارويه بن احمد ابن طولون وكان وكيله في ابتياع الجوهر وغيره مما يحتاجون إليه وما كان يفارق الدهليز لاختصاصه به فخرجت إليه قهرمانة لهم في بعض الأيام ومعها عقد جوهر فيه مائة حبة لم ير قبله ولا بعده افخر ولا أحسن منه كل حبة منه تساوي مئة ألف دينار عنده وقالت: يحتاج أن يخرط حتى تصغر فتجعل في إذأن اللعب وفي قلائده قال: فكدت اطير وأخذتها وقد قلتٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ السمع والطاعة وخرجت في الحال مسروراً وجمعت مائة حبة أشكإلا في النوع الذي طلبته واردته وجئت عشياً وقلت إن خرط هذا يحتاج إلى انتظار زمان وقد خرطت اليوم ما قدرنا عليه وهو هذا ودفعت إليها المجتمع وقلت الباقي يخرط في أيام فقنعت بذلك واعجبيها الحب فخرجت وما زلت أياماً في طلب الباقي حتى اجتمع ف حملته إليها وقامت علي المائة حبة بدون المائة الف درهم وأخذت منهم جوهراً بمائتي الف الف دينار ثم لزمت دهليزهم وأخذت لي غرفة كانت فيه فجعلتها مسكني وكان يلحقني من هذا كثر مما يحصى حتى كثرت النعمة وانتهيت إلى ما استفاض خبره.
هكذا اغتنى ابن الجصاص المتوفي بعد العشرين والثلثمائة تقريباً وله أخبار ونوادر لا تصدر الا عن النوكي كان يتظاهر بها ليرى الوزراء منه هذا التغفل فيأمنوه على انفسهم إذا خلا بالخلفاء.
ومما يدل على مقدار الثروة الإسلامية النظر في مصادرات الملوك لأمرائهم وقوادهم فقد صادر المنصور سنة ثمان وخمسين ومائة خالد بن برمك (وأخذ منه ثلاثة آلاف الف ثم رضي عنه).
(وفي سنة 219 غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وأخذ بي أبي دؤاد القاضي وصادره وأخذ منه ستة عشر الف الف درهم) وفي سنة تسع عزل القاضي القضاة يحيى بن اكثم وأخذ منه مائة ألف دينار. وكان الوزير ابن الفرات ذا جبروت وفتك وزر مرات للعباسين ثم صودر وقتل قيل كان دخله من ملكه في السنة الفي ألف دينار وكان له من الخيل والمماليك والتجمل مالا يكون مثله لسلطان. ولما جرت المحنة على الوزير أبي علي بن مقلة صاحب الخط المشهور في زمن الراضي بالله في سنة 324 أخذ خطة بالف ألف دينار (ومات ايتاخ التركي الأمير مقدم جيوش الواثق سنة أربع وثلاثين ومائتين خافه المتوكل فقبض عليه وأميت عطشاً وأخذوا له الف ألف دينار.
جاء في ذيل الدول وسنة 753 قبض السلطان على الوزير علم الدين بن زنبور وصودر بعد الضرب والعذاب فكان المأخوذ منه من النقد ما يزيد على الفي ألف دينار ومن أواني الذهب والفضة نحو ستين قنطاراً ومن اللؤلؤ نحو أربعين ومن الحياصات الذهب ستة آلاف ومن القماش المفصل نحو ألفين وستمائة قطعة وخمسة وعشرين معصرة سكر ومائتي بستان وألف وأربعمائة ساقية ومن الخيل والبغال ألف ومن الجواري سبعمائة ومن العبيد مائة ومن الطواشية سبعون إلى غير ذلك. وكان دخل القاسم بن عبيد الله وزير المعتضد العباسي من املاكه في السنة سبعمائة ألف دينار (ومات سنة 301 أمير جند يسابور علي بن احمد الراسبي وخلف تركة عظيمة منها ألف ألف دينار وألف فرس). وخلف احمد ابن يونس الحراني من أطباء الأندلس ما قيمته أزيد من مائة ألف دينار نال أكثرها من الطب. وكان أبو عبد الله بن الكتاني من أطباء الأندلس وفلاسفتها ذا ثروة وغنى واسع وفي عيون التاريخ أن عبد الله بن محمد الأسدي المعروف بابن الاكفإني قاضي قضاة بغداد المتوفي سنة 405 أنفق على ماقيل مائة ألف دينار على طلب العلم. وخلف خاسر الشاعر أيام الرشيد ستة وثلاثين ألف دينار وليس هذا بعجيب على من نظم بيتين مدح محمد بن زبيدة لما بايعه الرشيد فخشت فاه دراً باعه بعشرين ألف دينار.
وذكر أن السلطان سنجر بن ملكشاه المتوفي سنة 552 صاحب خراسان وغزنة وما وراء النهر الذي خطب له بالعراقين واذربيجان واران وارمينية والشام والموصل وديار بكر وربيعة وضربت السكة باسمه في الخافقين - اصطبح خمسة أيام متوالية ذهب في الجود بها كل مذهب فبلغ ما وهبه من العين ستمائة ألف دينار غير ما أنعم به من الخيل والخلع والأثاث وغير ذلك وقال خازنه اجتمع في خزائنه من الأموال ما لم اسمع أنه اجتمع في خزائن احد من الملوك إلا كاسرة وقلت له يوماً حصل في خزائنك ألف ثوب ديباج أطلس وأحب انب يصرها فسكت وظننت أنه رضي بذلك فأبرزت جميعها وقلت أما تنظر إلى مالك أما تحمد الله تعالى على ما أعطاك وانعم عليك فحمد الله تعالى ثم قال يقبح بمثلي أن يقال ما ل إلى المال وأمر الأمراء بالأذن في الدخول عليه ففرق عليهم الثياب الأطلس وانصرفوا واجتمع عنده من الجوهر ألف وثلاثون رطلاً ولم يسمع عند احد من الملوك بمثل هذا ولا بما يقاربه قاله ابن خلكان.
قال صاحب الدول: خلف الملك الأفضل ستمائة ألف ألف ديناراً عيناً ومائتين وخمسين اردباً دراهم نقد مصر وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج أطلس وثلاثين راحلة إحقاق ذهب عراقي ودواة ذهب فيها جوهر قيمته اثنا عشر ألف دينار ومائة مسمار من ذهب وزن كل مسمار مائة مثقال في عشرة مسامير على كل مسمار منديل مسرود مذهب بلون من الألوان ايما احب منهالبسه وخمسمائة صندوق كسوة لخاصته من دق تنيس ودمياط وخلف من الخيل والرقيق والبغال والمراكب والطيب والحلي والتجمل مالا يعلم قدرة إلا الله تعالى وخلف خارجاً عن ذلك من البقر والغنم والجواميس ما يستحي الإنسان من ذكر عدده وبلغ ضمان البانها في سنة وفاته ثلاثين ألف دينار ووجد في تركته صندوقان كبيران فيهما ابر ذهب برسم الجواري والنساء.
ذكر الطبري في سنة ثلاث عشرة ومائتين أن المأمون ولي أخاه المعتصم الشام ومصر وابنه العباس بن المأمون الجزيرة والثغور والعواصم وأعطى كل واحد منهما ومن عبد الله بن طاهر الخمسمائة ألف دينار وقيل إنه لم يفرق في يوم واحد من المال مثل ذلك.
وكان أبو محمد عبد الله بن احمد الطالبي المصري صاحب رباع وضياع ويغم ظاهرة وعبيد وحاشية كثير التنعم كان بدهليزيه رجل يكسر اللوز كل يوم من أول النهار إلى أخره برسم الحلوى التي ينفذها لأهل مصر من الأستاذ كافور الاخشيدي إلى من دونه فمن المناس من كان يرسل له الحلوى كل يوم ومنهم لك جمعة ومنهما كل شهر وكان يرسل إلى كافور في كل يومين جامين حلوى ورغيفاً في منديل مختوم قال ابن خالكان: ودفع أبو محمد عبد الله ين عبد الحكم والد أبي عبد الله محمد صاحب الأمام الشافعي لهذا الإلمام عند قدومه إلى مصر ألف دينار من ماله وأخذ له من ابن عسامة التاجر ألف دينار ومن رجلين آخرين ألف دينار وكان أبو محمد من ذوي الأموال والرباع وله جاه عظيم وقدر كبير.
هذه أمثلة مما عثرنا عليه تصور للقارئ حالة الثروة عند العرب بعد التثوير والله اعلم بالصواب.