مجلة المقتبس/العدد 18/سير العلم
→ بعض تباريح | مجلة المقتبس - العدد 18 سير العلم [[مؤلف:|]] |
مطبوعات ومخطوطات ← |
بتاريخ: 15 - 7 - 1907 |
أثار رومانية
كان أحد علماء الأثار من الطليان اكتشف منذ بضع سنين في فياسا كرا من جبال مدينة رومية مدافن قديمة جداً يرد عهدها إلى ما قبل تأسيس رومية بقرون فاهتز لذلك العلماء والمؤرخون إذ ثبت لهم إن ما يوجد في عظماء هو ما وجد تلك المدافن من الخزف والحلي والتعاويذ وضروب الزينة التي زينت بها العظام هو مما يدل على أن هناك عنصراً وتمدناً يخالف العنصر الروماني وتمدنه. وقد عثر الأن في جبال بلاتين أي في تلك البقعة عينها على مدافن على شكل آبار مثل قبور الفور وم وربما كان المدفون فيها أناس من سكان تلك البلاد الأصليين وما زال الحفر متتابعاً.
أميركا والفينيقيون
ما برح علماء الأثار يبحثون عمن سكن أمريكا قبل القرون الوسطى قائلين أنها عرفت قبل مكتشفها كريستوف كولومبس بنحو خمسة وعشرين قرناً لأن الأثار التي وجدت في كثير من أنحائها كالهياكل والأواني النحاسية والكتابات العبرانية تدل على أنه سكنها ناس من العبرانيين أو الفنييقين والأرجح أنهم فينيقيون لأن جميع الهياكل كانت أبوابها متجهة إلى الشرق خاصة بعبادة الشمس على نحو الهياكل الفينيقية ووجد فيها صور بعض الحيوانات الكاسرة والدا جنة منها ما عهد عند الفنييقين ومنها ما أثرت عبادته عن قدماء المصريين ومعظم تلك العاديات أشبه بهياكل سورية وجنوبي أوروبا وشمالي أفريقية وغيرها من البلاد التي نزلها الفنيفييون وأقاموا فيها متاجر فاستنتج من ذلك علماء الأثار ورجحوا أن الفينيقيين نزلوا أمريكا كما نزلوا أيرلندا في أقصى الشمال الغربي من أوروبا وأن أهل أمريكا قبل الاكتشاف كانوا يعرفون ما عند الفينيقيين من الصنائع والدين واللغة وكلما ظهرت عاديات جديدة تجلت حقائق كثيرة ويثبت ثبوتاً لا مجال للشك فيه.
المنازل المهلكة
وضعت المجلة مقالة وصفت فيها المنازل الفقيرة في باريس بدأت فيها بما جاء في المثل الفارسي القديم يدخل الطبيب أحياناً إلى الدار المحرومة من الهواء والشمس وقالت أن الأمراض المعدية ولاسيما السل لا تنتشر إلا في الأمكنة الندية التي لا تضربها أشعة الشمس وأن جراثيم هذا المرض تعيش أسأبيع بل أشهراً في الظلام فإذا أقام أمرؤ ضعيف الجسم مستعد لهذا المرض الخبيث في غرفة معرضة للشمس يسلم من هذا المرض وعلى العكس تسرع إليه جراثيمه إذا جلس في مكان رطب لا شمس فيه ولا هواء ينفذ إليه حتى قال بعضهم أن السل هو أحد أمراض الظلمة وقد أجمع أطباء الأمم الباحثين في هذا الداء العياء على أن السبب الرئيسي في انتشاره فقدان النور والشمس من أكواخ الفقراء التي يحشر إليها العيال والأطفال وقالوا لا يكفي أن تكون غرفة النوم وردهة الاستقبال وغرفة الطعام معرضة للشمس بل لا بد من أن يكون المطبخ وكل مكان في البيت معرضاً لها أيضاً ولأجل السكنى في بيت ذي ثلاث طبقات ينبغي أن يكون قائماً على شارع عرضه 15 إلى 30 متراً بحيث يغدو الهواء والشمس فيه وتروح. وقال كاتب المقالة أنه يؤخذ من الإحصاء الذي جرى مدة عشر سنين في مساكن باريس وهي 80 ألف مسكن أنه قضى بالسل 101496 شخصاً في 23124 مسكناً منها 5763 مسكنا وقع فيها 38 في المئة من مجموع من قضوا بالسل وثبت أن 358 مسكناً من هذه المساكن كان فيها 2628 غرفة مسكونة لا هواء فيها ولا نور بالمرة وإن 820 مسكناً يجب أن يهدم فوراً لأنها منبعث هذا العقام. وقد قامت عدة جمعيات في فرنسا تدعو إلى تطهير البيوت واختيار أماكن صحية للعمل والنوم والراحة في الليل والنهار. وفي ألمانيا مجالس بلدية تعطي التعليمات يختاره وسيئاته لئلا يصاب وأسرته بمرض عششت فيه جراثيمه وكذلك ترى في كثير من المدن مجالسها البلدية عارفة بالبيوت الملوثة والبيوت السليمة لتتوفر على محاربة جراثيم السل الرئوي. وفي مقالة ثانية أن السل يمكن شفاؤه إذا تدورك أمره وأنه ثبت أن الفقراء هم أكثر الناس عرضة له ففي ألمانيا يموت به 110 آلاف نسمة منهم 80 ألفاً من الطبقات العاملة التي يقل دخلها عن أفي مارك في السنة.
عادة الأفيون
تعاقب اليابان متعاطي الأفيون بالأشغال الشاقة وتختلف مدة ذلك باختلاف استهتاره واسترساله وقد أصدرت الصين في العهد الأخير أمراً تقضي فيه على جميع بيوت الأفيون العامة أن تصفي أشغالها وتقفل أبوابها وأعطتها أمراً لذلك عشر سنين ولكن عادة الأفيون التي يطاردها أهل الشرق الأقصى التي نشأت بينهم أصبح أهل أوروبا يتسأهلون معها بحيث يجري تنأول الأفيون جهاراً في العواصم والحكومات غافلة عن متعاطيها الذين اعتادوها في رحلته إلى الشرق مثل الإنكليز والفرنسيين وقد ارتأى أحد أطباء الفرنسيين إن خير علاج يعالج به متعاطي هذا المخدر أن يسجن في دار خاصة بأمثاله ويقطع عنه الأفيون دفعة واحدة ففي الأسبوع الأول يشكو كثيراً ثم يخف ألمه لفقد ما كان الفه وتسمم به دمه لا كما يعامل الذين يستخدمون المورفين إذا أريد منعهم من تعاطيه بالتدريج معهم في نزع عادته منهم وهو يرى أن الأفيون كالأوبئة ينبغي مكافحتها بشدة زائدة وأنه خطر اجتماعي لا يقل عن خطر المسكرات يعود بأعظم المضار على الجنس كما يعود على الشخص وعلى المجتمع كما على الأسرة.
الرعاد الجديد
اخترع أحد رجال الإنكليز رعاداً يقطع في الدقيقة 300 متر وهي أعظم سرعة بلغتها السفن البخارية حتى الآن وسيحدث عنه تبديل في الملاحة الحربية وتتضاعف به قوة الغواصات.
ذرور اللحى
اخترع أحد الإنكليز ذرورا للحى تستغني به بعد الآن عن استعمال المواسي في حلقها وهو ما يجعل معجوناً يمد على اللحية فتزول بالحال ولا يحتاج صاحبها إلا إلى غسلها بعد ذلك وقد جرب هذا الاختراع ونجح ويؤكدون أنه خير ما عرف من نوعه حتى الآن.
تأثير الشعراء
قالت بعض المجلات العلمية أن الشعراء في بعض أدوار الأمم هم الذين ينشئون لغة بلادهم وعنهم تنبعث وبهم تهتدي فاللغة الألمانية الأدبية الحقيقية نشأت من عهد كيتي وقد جعل دانتي الطلياني لهجة طوسكانيا لغة لإيطاليا عامة وقد تبين لأحد الباحثين أن أشعار هوميروس اليوناني هي التي أحكمت اللهجة الآسية في بلاد اليونان.
الطلبة في فرنسا
نشرت نظارة المعارف في فرنسا إحصاء بطلاب الكليات والمدارس والجامعة في هذه السنة فكانوا 58 ألفاً منهم 2300 أنثى ونحو 3500 غير وطني ونصف الطلبة يتعلمون الحقوق بينهم نحو مئة طالبة وطلاب الطب أقل من طلاب الحقوق فيهم نحو ألف طالبة وفي كلية باريس نصف طلاب فرنسا ثم تجيء كلية ليون وتولوز وبوردو.
موت الأطفال
ينقص معدل الوفيات من الأطفال في معظم البلاد المتمدنة ولاسيما في ألمانيا وإنكلترا ففي كل مئة طفل في ألمانيا يبلغ 75 منهم السنة الأولى من أعمارهم. أما فرنسا فإن 87 في المئة يبلغون هذه السن.
عقل الأمبراطورة
إمبراطورة اليابان من أعقل نساء الأرض وأكثر الملكات والأمبراطورية عناية بالمسائل النسائية فهي محسنة تصرف القسم الأعظم من وقتها في الاختلاف إلى المستشفيات والمدارس وقد أنشأت للبنات كثيراً من المستشفيات الخاصة بهن وهي التي أسست منذ سنة 1874 أول مدرسة لتخريج المعلمات في طوكيو إذ أنها علمت بأن المرأة اليابانية ينبغي لها أن تعضد زوجها في عمله لإصلاح حال اليابان.
سكر الفاكهة
يوصي علماء الصحة باستعمال السكر لمن يصرفون كثيراً من قوأهم العضلية ليعوضهم عما فقدوه وقد رأوا الآن أن استعمال سكر القصب يهيج الغشاء المخاطي المعدي كما ظهر تجارب كثيرة في الجند الألماني وأنه يفضل استعمال السكر المصنوع من الثمار.
التآليف في أوروبا
يؤخذ من الإحصاءات الأخيرة أنه ظهر في ألمانيا في السنة الماضية ضعفاً ما ظهر في فرنسا من المصنفات الأدبية وأنه حظ إيطاليا من ذلك حظ فرنسا تقريباً أما إنكلترا فصدر قيها نصف ما صدر في فرنسا. وقد صدر في سنة 1901 نحو 35 ألف مصنف في ألمانيا و1000 في فرنسا ومثلها في إيطاليا و6000 في إنكلترا. فكم تأليف صدر باللغة العربية ياترى لغة نحو مائتي وخمسين مليوناً من المسلمين ولغة يقدر المتكلمون بها في أفريقية وغربي آسيا بنحو ستين مليونا.
الترجمة باليابانية أكد أحد علماء اليابان أن الترجمة من اللغات الأوروبية إلى اللغة اليابانية صعبة جداً ويصعب نقل جميع صور الألفاظ والمعاني كما يسهل نقل العلوم من لغة أوروبية إلى لغة مثلها ولو لم يكن في اللغة المنقول إلها نفس المفردات والأوضاع الموجودة في اللغة المنقول عنها وقال أن اللغة اليابانية اليوم عائقة عن إدخال أساليب الارتقاء الأوروبي وأن لغة اليابان غنية وفيها من الألفاظ والأساليب في الشعر ما لا يوجد مثله في لغة سواها والصعوبة في ذلك أن لغة للكتابة ولغة للتكلم فهي من جهة ترسم التصورات ومن جهة تنطق بها فمن المتعذر والحالة هذه رسم التصورات في مفردات مفهومة فما دامت الألفاظ تحول دون الترجمة الصحيحة يصعب أن تكون يابأن في تمدنها كأهل أوروبا كما تحب وترضى.
صحة العيون
أثبت الدكتور كوليك مدير التربية الطبيعية في مدارس نيويورك بما قام به من التجارب العديدة أن لاضطراب النظر تأثيراً يلحق بالصحة واستنتج أن إجهاد العيون يضر بمجموع تركيب الإنسان وقال أن العلماء هاكسي وكارلايل وأنييركان سبب هلاكهم سوء حالة عيونهم. ولا يزال هذا المرض بتزايد الحالة الاجتماعية. ومعلوم أن عيون الحضري أعظم من عيون البدوي لما تتعرض له الأولى من القراءة والتحديق في الأمور الدقيقة أو الحروف السوداء على الورق على حين أن الثاني لا يقرأ ولا يكتب ولا يتعب نظره لأنه يسرح بصره في الأبعاد في هواء مطلق بدون أن يهيج أعصاب النظر وأثبت الدكتور المشار إليه أن كثيراً من الأمراض كالأوجاع الطبيعية والشقيقة والأم المعدة مسببة من القراءة فلا تداوى إلا بوضع المناظير على العيون. ومعظم الناس لا يحتاطون في قراءتهم ويجهلون بأنه ينبغي أبداً اجتناب القراءة أو العمل وهم على وضع يدخل النور إلى عيونهم مباشرة على حين أن بؤبؤ العين يتطلب نوراً معكوساً. ومن رأيه من يعنى بعينيه تجود صحته وغسلهما بالماء البارد حسن وأحسن منه عدم تعريضهما لما يضرهما.
اكتشاف القطب
ستسافر هذه السنة بعثتأن لاكتشاف القطب الشمالي علاوة على البعثتين اللتين سافرتا إليه فبالبعثة الأولى برئاسة رجل دنمركي تتولى البحث عما إذا لم يكن أرض غير معروفة في شمال الأسكا والثانية بزعامة أمير من أمراء وهي ستتم أبحاث القبطان أيرتشين في غروانلاند وترسم صورة جزء من الشاطئ الشمالي الشرقي من هذه الجزيرة. كما تسافر في هذا الصيف بعثة علمية إلى القطب الجنوبي من طريق المحيط الهندي حتى تصل إلى أرض فيكتوريا ومنها تنزل من السفن وتستعمل طريقة أخرى للنقل وربما استعمل الأتومويل في هذه الرحلة. وكان الرحالة روس وصل إلى عرض 78 في القرن الماضي وأعلن أنه يستحيل أن يتقدم المرء إلى الأمام ولكن الرحالة سكوت اكتشف سنة1902 و1903 بأن وراء سد الثلج الذي منع روس من التقدم بقعة يمكن الوصول إليها على مراكب بلا عجل فبلغ بذلك درجة 82 ودعا ذلك المكان باسم ادوارد السابع.
نور غير الشمس
الاسيتلين مادة من المواد التي تستعمل في إنارة المصأبيح. وقد ارتأى أحدهم في أمريكا بأنه يمكن الاستغناء بها عن نور الشمس في زراعة النباتات ويمكن بواسطة الحصول على توت إفرنجي جيد لطيف قبل موسمه بخمسة عشر يوماً.