مجلة الرسالة/العدد 992/البريد الأدبي
→ الكتب | مجلة الرسالة - العدد 992 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 07 - 07 - 1952 |
مفرد شمائل
جاء في مقال شخصية الرشيد للأستاذ أنور الجندي في العدد 991 من الرسالة الزهراء ما يأتي: وتلك شمائل الرجل الفذ: والمعروف أن مفرد شمائل شمال بالكسر بمعنى الخلق والطبع، ولم أعثر على شميلة التي استعملها الأستاذ، ويحضرني قول عبد يغوث:
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل وما لومي أخي من شماليا
كما يحضرني قول لبيد وقد جمع المفرد والجمع في شعار واحد
وهم قومي وقد أنكرت منهم ... شمائل بدلوها عن شمال
عبد الرزاق عبد ربه
رسالة السينما في تربية الشعوب
إن (للسينما) في بلاد الغرب رسالات لها قدرها في تربية الشعوب، ولها خطرها في النهوض بها، وما من رواية تعرض على الشاشة في تلك البلاد إلا ولها قصة حية، وموضوع قوي، ومعان عظام تأخذ بالألباب. .
إن (السينما) أصبحت هناك وسيلة إلى تربية الشعوب والنهوض بها، وتقويم أخلاقها وبذر بذور المثل العليا في نفوسها ودفعها إلى الأمام نحو الحياة الصحيحة لتصل إلى غاية المجد ونهاية السؤدد، وبذلك أمكنها أن تؤدي لأوطانها خدمات كثيرة جليلة، وأن تكون لها رسالة تنال تقدير الجميع وثقتهم.
أما هنا في الشرق - ولا سيما في مصر - فلم (تصبح السينما) بعد، وبكل أسف إلا عاملا من عوامل الترفيه ليس إلا، يغزوها أفراد الشعب ليشبعوا أنظارهم من المناظر الماجنة، ويرفهوا عن أنفسهم بالنكات الفارغة - وإذا حاولت أن تجد قصة لها مغزاها الاجتماعي أو السياسي أو الخلقي فلن تجد، وبذلك استساغت الطبقة المثقفة أن تنفر من الرواية المصرية متجهة إلى الرواية الغربية تنهل من معانيها وترتوي من مثلها.
إننا لا ننكر أن بعض السينمائيين يتجهون اتجاها سليما في التأليف والإخراج، ويقدمون للشعب المصري زاداً طيبا يرضى عنه الجميع، ولكن هذا الزاد ضئيل الضآلة التي تجعله ضائعا بين الغث الكثير الذي لا ساحل له.
إن الألم ليملأ نفوسنا حين نجد الشوارع والميادين والصحف تغص بالإعلانات عن روايات، تعال سلم - ما تقولش لحد - أحبك أنت - قبلني يا أبي - لهاليبو - بيت الأشباح - في الهوى سوى. . وما إلى ذلك من الفوضى التي لا حد لها. وكم كنا نود من صميم أنفسنا ألا نقل عن الغرب في هذا الجانب، ولنا من طبيعتنا ما يساعدنا على ذلك، ولنا من أحوالنا ما يجعلنا في مسيس الحاجة إلى القصص الحية ذات المعاني التي تنهض بنا في كل شأن من شؤون الحياة.!
نفيسة الشيخ
الاقتباس من القرآن
. . أعتاد الكتاب والشعراء أن يضمنوا مقالاتهم وكتبهم وأشعارهم بعض آيات من القرآن الكريم. وربما لم تكن هناك أدنى صلة بين المقال والموضوع الذي نزلت الآية من أجله. لذلك عد العلماء هذا النوع من الاقتباس من النوع المحرم الذي ينبغي أن تعاف النفوس مساغه. . وفي ذلك يقول الإمام الحجة أبو عبد الله محمد المعروف بابن قيم الجوزية في كتابه (كنوز العرفان في أسرار وبلاغة القرآن). يقول في مبحث الاقتباس ما يأتي: - (. . . وقد أودعت جماعة من الشعراء وجلة من الكتاب الفضلاء في أشعارهم ورسائلهم وأنواع فصاحتهم التي هي من جملة وسائلهم آيات من كتاب الله تعالى وسموه اقتباس من القرآن. وهذا مما قد نهى عنه جلة العلماء وأفاضل الفقهاء الأتقياء وكرهوا أن يضمن كلام الله تعالى شيئاً من ذلك أو يستشهد به في واقعة من الوقائع كقولهم لمن جاء وقت حاجتهم إليه - ثم جئت على قدر يا موسى - وأشباه ذلك لأن ذلك كله صرف لكلام الله عن وجهه وخروج له عن المعنى الذي أريد به. . فمن التضمين النهي عنه قول عبد الله بن طاهر لأبن السرى حين ملك مصر وقد ورد رسوله وهديته إليه - لو قبلت هديتك نهاراً لقبلتها ليلاً - بل أنتم بهديتكم تفرحون - وقال لرسوله - إرجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون - وأوحش من ذلك وأعظم منه قول الشاعر: -
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف ... بما جناه وانتهى عما اقترف لقوله. . أقل للذين كفروا ... إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
إلى أن قال: هذا وما أشبه مما يعدونه من الفصاحة والبلاغة وهو مما ينبغي أن تعاف النفوس مساغه وهو مندرج في التحريم لما فيه من عدم الإجلال لكلام الله عز وجل والتعظيم. وكيف يليق أن يجمع بين المحدث والقديم؟)
محمود حمدي زقزوق
اقتراح. . ودعوة
بضعة أسابيع أخرى. . وتزف دار الرسالة العدد الألف من هذه المجلة الكريمة.
العدد الألف! أليست تستوقف هذه الكلمة الصغيرة نظر كل قارئ وكل كاتب تصله بهذه المجلة صلة، أي صلة؟ أليست تشير هذه الكلمة الصغيرة إلى المنارة التي رفعتها! سامقة هذه المجلة على شاطئ المفاخر العربية في جهادها الطويل في محيط الأدب والعلم؟
أليست من المفاخر الخالدة في تاريخنا الحاضر أن تواكب الحياة مجلة أدبية جدية كالرسالة كل هذا العمر المديد؟ إن مواكبة الرسالة للحياة لم تكن نزهة خالية إلا من المرغبات والمنشطات والمبهجات. .
لقد كانت مواكبتها للحياة هذه الفترة كلها جهاداً ونضالاً. . كانت تحمل أمانة العلم الخالص، وكانت تضطلع برسالة الأدب الإنساني الحر. . وما أثقله حملاً! وأمانة العلم تبهظ أشد الكواهل! وما أخطرها وظيفة، ورسالة الأدب الحق تهول أثبت الأفئدة!
وكانت تخوض - بما تحمل - من ظروفها أعنف الأمواج، ويناهضها من كل مشاكل جهادها المنزه المجرد أضرى الأنواء. . ومع ذلك فقد أدت الرسالة أماناتها أمثل أداء. . وسمت برسالتها إلى أخلد الآفاق وأمجادها. . يقر بذلك كل قارئ ورد غديرها، ويشهد به كل كاتب وقع على روحها!
فهل تمر بعد ذلك هذه المناسبة السعيدة - مناسبة العدد الألفي - دون أن تستلفت أحد؟!
ألا يجدر بأبناء العربية أن يقفوا هنيهة يحيون فيها هذا المجاهد العظيم في هذه المناسبة العظيمة؟
ألا يقتضينا الولاء قبل الإنصاف أن نسجل للرسالة هذا الفخر الفاخر بكلمة تكتب أو كلمة تقال؟
إني أقترح على راعي هذه المجلة العظيم الأستاذ الزيات بك أن يخرج من العدد الألفي عدداً ممتازاً. .
وإني أدعو أدباء العربية أن يتبادروا للمشاركة في هذه المأثرة الأدبية النادرة - تحية الرسالة بمناسبة عددها الألفي!
محمد الأرناؤوط