الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 989/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 989/البريد الأدبي

بتاريخ: 16 - 06 - 1952

1 - البيتان للمتنبي

كنت أطالع كتاب (نديم الخلفاء) عن حياة الحسين ابن الضحاك لمؤلفه الأستاذ عبد الستار أحمد فراج فلفت نظري في الصفحة 117 هذا البيتان اللذان نسبهما المؤلف للخليع

بأبي من وودته فافترقنا ... وقضى الله بعد ذاك اجتماعا

فافترقنا حولا فلما التقينا ... كان تسليمه على وداعا

فقد جاء في الصفحة (279) من الجزء الثاني من التبيان شرح ديوان أبي الطيب المتنبي لأبي البقاء العكبري أنهما للمتنبي وقد قالهما ارتجالا في صباه. .

وكذلك ورد في جميع دواوين المتنبي

فما هو قول الأستاذ فراج ومن أي المصادر استقى نسبة البيتين للخليع؟ هذا ما أرجو أن يشير إليه، ولا يفوتني أن أقدم يدي للأستاذ أهنئه على كتابه الممتع الطريف وبحثه الحلو الجديد مع إعجابي وتحياتي

2 - الموشح لابن الخطيب

نسب الأستاذ عمر الدسوقي الأستاذ بكلية دار العلوم في الصفحة (44) من الجزء الأول من كتابه (في الأدب الحديث) الطبعة الثانية الأبيات التالية من الموشح المشهور

جادك الغيث إذا الغيث هما ... يا زمان الوصل بالأندلس

لم يكن وصلك إلا حلما ... بالكرى أو خلسة المختلس

لابن سهل الإشبيلي عند كلامه عن المعلم بطرس كرامة وشعره، والحقيقة أن البيتين المذكورين هما من موشح للوزير (أبو عبد الله بن الخطيب) قاله معارضة لموشحة ابن سهل الأندلسي ومطلعها

هل دري ظبي الحمي أن قد حمى ... قلب صب حله عن مكنس

فهو في حر، وخفق مثلما ... لعبت ريح الصبا بالقبس

والموشحتان موجودتان بكاملهما في ديوان ابن سهل المطبوع في مصر سنة 1928 هذا ما لفت نظري وأحببت أن أذكر به الأستاذ وفقد الله في جمال العلم والتأليف

3 - إلى الأستاذ كامل كبلان قرأت أمس مقالك القيم المنشور في الصفحة (1149) من مجلة (الهلال) في العدد الخامس الذي أصدرته عن (أبي نواس) وقد جاء في مقالك (بين شوقي وأبي نواس) ما يلي:

(قالوا: إن أمير مصر، أعجب بمعارضة شوقي للبوصيري في قصيدته التي أسماها (طراز البردة) بمناسبة حج الأمير إلى الأقطار الحجازية

وقد مر الأمير على دار شاعره - بعد عودته من الحج - فأعطب بما رآه من بديع الزينة التي افتن فيها شوقي ليظن احتفاءه بعودة سيده فقال الأمير:

(يا شوقي لقد أعجبتني قصيدتك، كما أعجبتني زينتك)

فقال شوقي الأبيات التالية

زين الملوك الصيد مر ببابي ... كرما، وباب الله طاف ببابي

يا ليلة القدر التي بلغتها ... ما فيك بعد اليوم من مرتاب

ما كنت أهلا للنوال وإنما ... نفحات أحمد فوق كل حساب

لما بلغت السؤل ليلة مدحه ... بعث الملوك يعظمون جنابي

بدران: بدر في السماء منور ... وأخوه فوق الأرض نور رحابي

ثم

هذا أين هاني نال ما قد نلت من ... حسب تدل به على الأحساب

قد كان يسعى للرشيد ببابه ... فسعى الرشيد إليه وهو ببابي

هذه الأبيات فقط هي التي ذكرتها من الشوقية الخالدة. . فهل لك يا سيدي وأنت المعجب بأميرنا الخالد أن تزف إلى عشاق شعره القصيدة بأكملها. . نحن ننتظر منك هذا الأثر القيم على صفحات الرسالة الزاهرة. . فهل نحن بالغون ما نريد

عبد القادر رشيد الناصري

التسول أمام بيوت الله

إن الذي لا ريب فيه أن التسول في مصر قد اصبح حرفة من الحرف الثابتة الدعائم، ومهنة من المهن التي لها قدرها وخطرها، فلا تكاد تسير في شارع من الشوارع، أو تخطو في ميدان من الميادين، أو تضع قدمك في مركبة من المركبات العامة حتى يفاجئك سيل لا ينقطع من المستولين والمتسولات، كل يدعي الحاجة أو يتصنع البؤس أو يزعم الفاقة

ولو أن قطعان التسول قد اقتصر نشاطها على الشوارع والميادين والمركبات العامة إذا لهان الأمر، ولكن هذه القطعان تأبى أن ترحم بيوت الله من بلائها، وقصر على أن تزاحم المصلين بمناكبها دون أن تتفضل لو بذرة واحدة من الحياء والخجل. .

إننا حين نمر بمسجد كمسجد الحسين أو مسجد السيد زينب أو مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة مثلا، وحين نمر بمسجد أبي العباس والأباصيري بالإسكندرية، وغير هذه المساجد في المدن الكبرى، لابد أن تقع أعيننا على قطعان التسول وقد اتخذت عتبات هذه المساجد أوكارا تنفث منها سمومها على المصلين في كل وقت من ليل ونهار

وكأن المسئولين في مصر لا يكادون يفهمون أن هناك أجانب يزورون مصر؛ ويقصدون المساجد الكبيرة بالذات، ويعودون إلى بلادهم، وفي مخيلتهم صورة فظيعة لفوضى التسول في مصر، وإلا فلم يغضون الطرف عن هذه الوصمة التي تلطخ جبين الوطن بالعار! إننا نرى هذه المناظر المنكرة فنتميز من الغيظ، وتمتزج في صدورنا الآلام والحسرات، ولكنا لا نستطيع أن نفعل شيئا لأننا لا نملك من الأمر شيئا

إذا كان ولاة الأمور يعجزون عن أن يطهروا مصر بأسرها من وصمة التسول، فلا أقل من أن يصونوا بيوت الله منها ليحفظوا عليها جلالها ووقارها!

رمل الإسكندرية

نفسية عبد اللطيف الشيخ

عبيد الناس

بات كثير من الناس يخشون بعضهم كخشية الله أو أشد خشية، ويحرصون على إرضائهم وطاعتهم أكثر من حرصهم على إرضاء الله وطاعته. . ممال زعزع إيمانهم، وأوهن عقائدهم، فاعتقدوا أن مصيرهم مرتبط بمصير هؤلاء الذين يخشون. . وأن حياتهم رهن إرادتهم، إن شاءوا أسعدوهم ورفعوا درجاتهم، وإن شاءوا نبذوهم فطردوا من جنة الخلد التي يوعدون!. .

ما زال بيننا الكثيرون من عبدة الأصنام. . وأعتقد أنني أسيء إلى عبدة الأصنام إذا شبهت هؤلاء المارقين بهم. . يؤلهون الأشخاص، ويكادون يعبدونها من دون الله، ويخرون لها سجدا!. .

نسو الله فنسيهم، وأنساهم أنفسهم، ونضب معين التقوى من قلوبهم، وزلزل الخوف أوصالهم، يمشون في ركاب ذوي الجاه، يوقفون كل جوارحهم على طاعتهم، يزينون لهم القبيح ويقبحون لهم الطيب، مردوا على النفاق، تعرفهم بسيماهم، وبأساليبهم، يخادعون الله ويخادعون الناس، ويحسبون أنهم مهتدون!. .

يعبدون الله على حرف، يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم، إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، ولو أنهم خشوا ربهم كخشيتهم أنفسهم لاستقامت أمورهم، وانصلح حالهم، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!.

عجباً لهم، أيخشون الناس والله أحق أن يخشوه!. .

أين هم من الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً، وقالوا حسبنا الله ونعم والوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم. . .

عيسى متولي

بنك مصر القاهرة