مجلة الرسالة/العدد 984/البَريد الأدبيَ
→ الكُتبُ | مجلة الرسالة - العدد 984 البَريد الأدبيَ [[مؤلف:|]] |
القَصَصُ ← |
بتاريخ: 12 - 05 - 1952 |
ليس في القرآن أساطير
يقول الأستاذ توفيق الحكيم في كتابه الجديد (فن الأدب) الذي طبعته ونشرته مكتبة الآداب بالقاهرة ما نصه: -
(لقد أتى القرآن بجديد في فن الكتابة لا اللغة وحدها بل القصص والأساطير، لقد استخدم الفن القصصي في التعبير عن المرامي الدينية، ولكن المدهش أن الأدب العربي لم ير في القرآن إلا نموذجا لغويا. . ولم ير فيه النموذج الفني. فلم يخطر له استلهام قصصه، أو استغلال أساطيره استغلالا فنيا مستفيضا. . . الخ) (صفحة 24 من الكتاب المذكور).
ولست أدري على وجه التحقيق ماذا يريد أديبنا الكبير الأستاذ الحكيم بنسبة الأساطير للقرآن الكريم؟ وهل يحتوي كتاب الله المنزل على رسوله الصادق الأمين أساطير تستغل استغلالا فنيا أو غير فني؟ ومن هم الذين عناهم الله بقوله في (سورة الفرقان) آية 5 (وقالوا أساطير الأولين أكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا).
وإذا كان يقصد بالأساطير القصص فإن الفارق واضح بين القصة والأسطورة. . والقرآن الكريم (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (سورة فصلت آية 42)
(وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق) سورة هود
(نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) (سورة يوسف آية 3)
(كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق) (سورة طه آية 99)
وبعد فلعل الأستاذ الحكيم يرمي إلى معنى آخر غير المعنى المفهوم من الأساطير. . . وأترك المجال لغيري من أهل البحث والتحقيق. والله ولي التوفيق.
سلامة خاطر
في الشعر العباسي:
تحت هذا العنوان نشرت مجلة الإذاعة المصرية في عددها الصادر بتاريخ 3 من مايو سنة 1952 مقالا قيما للأستاذ محمد البهبيتي وقد جاء في آخره ما يلي: -
يقول شاعر الخوارج في قتل ابن ملجم لعلي كرم الله وجهه
يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
فيأخذه شاعر الشيعة فيقلبه هذا القلب لاعنا قائله وهو عمران بن حطان
يا ضربة من غدور صار ضاربها ... أشقى البرية عند الله إنساناً
إذا تفكرت فيه ظلت ألعنه ... وألعن الكلب عمران بن حطانا. . .)
وقد ذكر جمال الدين أبو بكر الخوارزمي في الباب الثامن من فتنة الخوارج من كتابه (مفيد العلوم) ما يأتي بعد أن ذكر خبر معاوية وعمرو: -
فقالت الخوارج: -
يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
فأجابه عمران بن حطان: -
يا ضربة من لعين ما أراد بها ... إلا ليهدم للإسلام أركانا
أضحى غداة تعاطاها بضربته ... مما عليه من الإسلام عريانا
طوراً أقول ابن ملعونين ملتقطا ... من نسل إبليس بل قد كان شيطانا
والرواية التي ذكرها الخوارزمي تدل على أن عمران بن حطان كان شيعيا وقد يكون بأبياته قد عارض الخارجي في مدحه قاتل علي كرم الله وجهه؛ وكيف يلعن نفسه كما ذكر الأستاذ نجيب؟
فما رأي الأستاذ نجيب في هاتين الروايتين وأيهما أحق بالتصديق.
شطانوف
محمد منصور خضر