مجلة الرسالة/العدد 971/البريد الأدبي
→ الأدب والفنّ في أسبُوع | مجلة الرسالة - العدد 971 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 11 - 02 - 1952 |
الموسيقى العراقية
في العراق رجال كرسوا حياتهم لخدمة العلم والأدب، وضحوا في سبيل هذه الخدمات كل رخيص وغال، فدرسوا وحققوا ودققوا ونشروا ما كتبوه، وألفوا الرسائل والكتب وطبعوها على نفقاتهم الخاصة، ولكن ويا للأسف لم يجدوا تشجيعا يكفل لهم ولو جزءا قليلا مما يبذلونه بسخاء في هذا السبيل، وأن من أولئك الأفذاذ الأستاذ المحامي عباس العزاوي الذي أخرج لنا مؤخرا من نتاج عمله المضني المستمر كتابا في الموسيقى العراقية في عهد المغول والتركمان 1258هـ 1534م تناول فيهما التطورات التي طرأت على الموسيقى العربية قبل الإسلام، والموسيقى العربية في عهد المغول والتركمان، ثم تطرق من هذه الرسالة إلى من اشتهر في الموسيقى من نوابغ وترجم لهم وذكر ما صنفوه في هذا الفن من رسائل وكتب، وذكر الموسيقاريين والمغنين، وتناول الآلات الموسيقية وأسماءها وأسباب تسميتها، وما اندثر منها وما بقي حتى الآن، وفصل المصطلحات الموسيقية سابقا وقارنها في العهد الحاضر، وختم رسالته هذه بأن نشر للأمة رسائل منها كتاب الملاهي وأسماءها لمؤلفه أبي طالب المفضل بن مسلمة النحوي، اللغوي، المتوفى سنة 290هـ. والذي تناول فيه إثبات معرفة العرب (للعود) والآلات الموسيقية الأخرى وساق الأدلة القوية والبراهين الثابتة على ذلك. والرسالة الثانية نبذة من اللهو والملاهي لابن خرداذبة المتوفى سنة 300هـ نقلها من تاريخ مروج الذهب للمسعودي تناول فيها أيضاً إثبات كون العرب تعرف العود وبقية الآلات الموسيقية.
والرسالة الثالثة، أرجوزة الأنغام لبدر الدين محمد بن علي الخطيب الأربلي، المتوفى سنة 768هـ، وقد نظمها سنة 1328م وفيها ذكر معرفة أصول الأنغام، والمناسبة بين الأصول والأركان والأخلاط، وأبحر الأنغام الأصولية الأربعة والأبحر الثمانية المتفرعة عن الأصول الأربعة وكيفية ترتيب الأنغام الأثنى عشر، وذكر الأوزان الستة والشواذ، والأنغام الزوائد وتأثير الأنغام في الأمزجة من الأخلاق، وبيان الضروب السبعة ووجوب مراعاتها.
والحاصل أن الأستاذ العزاوي - وفقه الله - قد قام بهذه الخدمة الجليلة للأمة العربية، إضافة إلى خدماته الكثيرة التي سبقت له في التحقيق والتنقيب والتأليف والنشر. وسنف لترجمة الأستاذ العزاوي بحثا مستفيضا نقدمه للقراء في فرصة أخرى.
إبراهيم الواعظ
إلى المعقبين
لعل من أخص ما تمتاز به (الرسالة) على زميلاتها الأخريات وأوضح مظاهر قوتها هو هذه الكتيبة المسلحة المرعبة المؤلفة من حضرات المعقبين على شتى مذاهبهم وألوانهم، وإن إعجابي بهذه الكتيبة المسلحة المتيقظة لبالغ حد التعصب لها؛ ولكن هذا الإعجاب لا يمنعني من التصريح بما يدور في خاطري وما يتردد في ذهني من حين إلى آخر بشأنها. فمثلا ألاحظ أن بعض حضراتهم يجهد نفسه في تحقيق بعض كلمات لغوية قد شاعت وأصبح إحلال الكلمة القياسية محلها عسير الهضم على أفكار الأدباء والكتاب، لأن الكلمة قد أخذت مدلولها بين المتكلمين بيد أن تصحيحها لا يضفي عليها معنى جديدا أو زيادة مستحدثة، ولأن عملهم هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم لا يقرؤون للفهم والاستفادة بل للبحث عن هفوة لغوية أو سقطة نحوية وبذلك يضيعون على أنفسهم - كما قال الأستاذ عبد الحميد جودة السحار - زبدة البحث وعصارة المقال. ومما يدل على صحة هذه النتيجة أنهم إنما يقرؤون لا لوجه الكاتب أو الشاعر بل للقنص والصيد، أن بعض التراكيب قد يكتبها الكاتب لتؤدي معنى بعينه فإذا بها تؤدي عكس الذي قصده الكاتب ثم تمر على إفهامهم فلا تحرك لهم ذهنا أو تثير لهم خاطرا؛ فمثلا جاء في مقال للدكتور محمد يوسف موسى في عدد الرسالة الممتاز - وكنت أنتظر أن يعقب على ما كتبه أحد منهم فلم يحصل -. . وقد ختم الله رسالاته ورسله ولكنه ترك لنا بعد هذا ما إن تركناه لن نضل وهو القرآن العظيم. . ولكي يكون المعنى الذي قصده الدكتور مستقيما يجب أن يقال ولكنه ترك لنا بعد هذا ما إن تمسكنا به لن نضل (ولكن هذا ذهب في غمار فسح وأفسح ومهيب ومهاب. بقي شيء آخر أحب أن ألفت نظر حضرات المعقبين إليه ألا وهو أدب الخطاب في التعقيب، فقد قرأت في العدد 964 تعقيبا للأستاذ الأبشيهي ختمه بقوله. . فإن كان قد ألقى الحديث على عواهنه فقد علم القاعدة منذ اليوم (فهل في هذه الجملة ما يشعر بالاحترام؟ وإلا فأي كاتب هذا الذي يلقي الحديث على عواهنه؟ وقرأت في العدد 967 تصحيحا لبعض الآيات بصدد الاستشهاد بها في مقالة للأستاذ السوافيري. . ولا أدري أكان الأستاذ حافظا فخانته ملكته أم مستشهدا بآيات سمعها عفوا فذكرها محرفة الخ) إن دل هذا على شيء فإنما يدل على تحامل لا موجب له وتعصب لا خير منه. والأعجب من هذا أن حضرة الحافظ المتثبت جاء ليصحح فأخطأ؛ فليست الآية (محمد رسول الله والذين آمنوا معه) من سورة (محمد) بل هي من سورة (الفتح) فتح الله علينا وهدانا سواء السبيل.
هارون المنيقي
تصويب أخطاء
جاء في مقال (دعوة محمد) بالعدد 967 من الرسالة، بعض الأخطاء نتيجة لتحريف بعض الحروف أو لسقوط بعض الكلمات فرأيت أن أصحح الخطأ ليستقيم المعنى.
فقد جاء في ص51 س3 من العمود الأول (فهناك شبه غريب) والصواب (فهناك شبه قريب).
وجاء في ص51 س6 من العمود الثاني (فقد شاركوهم مرارة الحد) والصواب (مرارة الجد).
وجاء في ص53 س25 من العمود الأول (وأرى أنك تخصها بالحب أكثر) والصواب (وأرى أنك تخصني بالحب أكثر مما كنت تخصها).
وجاء في ص54 س4 من العمود الأول (وتتهدده الخلوف) والصواب (وتتهدده الحتوف).
وجاء في ص54 س19 من العمود الأول (امتشق الحسام الذي يزيل. . .) والصواب (امتشق الحسام ليغل به عوابس الخطوب ويزيل بحده)
وجاء في ص54 س3 من العمود الثاني (بينه وبينهم المهند) والصواب (بينه وبينهم الحسام المهند والوشيج المقوم).
وجاء من نفس الصفحة ونفس العمود س5 (حتى تلين قناتهم عزين) والصواب (حتى تلين قناتهم ويأتوا صاغرين).
كما جاء من نفس الصفحة ونفس العمود س31 (وحسب هؤلاء الطاغين) والصواب (وحسب هؤلاء الطاعنين).
هذه هي الكلمات التي رأيت أن أردها إلى صوابها وإن كان هناك شيء فإنه لا يخفى على فطنة القارئ الكريم والسلام عليكم ورحمة الله.
عبد الموجود عبد الحافظ