مجلة الرسالة/العدد 958/البريد الأدبي
→ تعقيبات | مجلة الرسالة - العدد 958 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القَصصُ ← |
بتاريخ: 12 - 11 - 1951 |
أوهام الخاملين!
يرزأ السباق برزيئة المتخلفين، ويصاب اللامع بعتمة أوهام الخاملين؛ فيرى العجائب شاهدة على فساد الطوية، وسوء النية، وقبح السجية، لكنه ينصرف إلى أناة حلمه، وتؤدة حكمته، وزنة تجربته؛ ثم يحتمل الغضاضة بالإغضاء، ويقوي سخرية التجاهل بالكتمان وعدم الإفضاء!
إن الخاملين تعزيهم في نكبة التخلف والمحمول أوهام باطلة، يصور لهم ظلامها رعونة الحقد في مأتى المكيدة، وإعمال الحول الضعيف باستعمال أتضاع الحيلة!
ترى القمامة لا تقدير معه؛ فهو إما ذيل أو إمعة، إذا انفتحت الأفواه فتح فاه، وإذا أهل الأمر الأجل أعرض عنه وأعطى له عرض قفاه!
إن الخمول داء وبيل، يعرض مضناه بأساه، وحسرته، ولوعته إلى الحقد الأصيل
كم مجد لاحق بجده جده، حتى استوى أمره، وبلغ مجده؟
وكم خامل قعدت به همته؛ ثم نشطت حتى قوت غضبه وحقده؟
الحياة واد تضرب فيه نفوس الأحياء، وما يقر اضطرابها سوى قطنة الأريب الذي يطل من علياء حقيقته ليطارد أوهام الخاملين
لقد جاءني صاحبي بتهالك على إحساسه المرهف، وقد اكتنفت نفسه مشاعر السخط على من (وضعه) الزمن معهم في قرن واحد؛ فهو يرى شرارات الحقد تكاد تحرق أهداب العيون، والتفاهات تزيف كيانه في وهم الظنون
قلت: يا صاحبي. إن من يتحاشاك يرهبك، فهو يعرف قدرك في قرارة نفسه؛ ثم ينكرها بعماوة حسه؛ وكلما ألمت بك نكبة من نكبات العقوق عملت على تجاهلها لأنها صنيعة الخمول
كن حيث شئت، ليكون لك المجد حيث يشاء
بور سعيد
أحمد عبد اللطيف من الأستاذ ميخائيل نعيمة إلى صاحب الأعماق:
سلام عليك، وبعد فقد كان أول عهدي بك يوم أطلعني أحدهم على الكلمة السخية التي توجت بها فصلا نقلته إلى المصري من كتابي (جبران خليل جبران)، وتكرر من بعدها وقوع اسمك في مسمعي من غير أن أعثر على شيء من نتاج قلمك، إلى أن جمعتني الظروف في أواخر هذا الصيف بصديقنا محيي الدين رضا وإذا به يسلمني النسخة التي تلطفت بإهدائها إلى من كتابك الأعماق، وإذا بي، وقد طالعت (أعماقك) أخرج منها بأكثر من درة، وأنفسها أنت
قيل من زمان - والقول حق - إن الكتاب ينم عن كاتبه، وقد تبينتك من فصول كتابك أديبا بالطبع لا بالتطبع، فرشاقة في العبارة، وصفاء في اللغة، وبراعة في وصف الظواهر، ودقة في تحليل البواطن، ونزعة قوية إلى الابتكار في الأسلوب والموضوع، وذوق لطيف في مزاوجة الأفكار، وتلوين الرسوم، وعرض المشاهد، وتوزيع النبرات، والسكنات والظلال والأنوار دون ما إسراف في المادة أو تبذل في المرمى
والذي استهواني في قصصك بنوع أخص هو روحك الإنساني المهيمن عليها، وحماستك للغاية التي من أجلها تكتب، وإيمانك بقدرة القلم على تقومي ما اعوج من مسالك الناس، ثم لباقتك في عرض ما بلى ورث من عاداتهم ومعتقداتهم عرضا لا يشتم منه القارئ لجاجة (المصلح) ولا ادعائه بأنه أشرف طينة من الذين يريد إصلاحهم فأنت تكتب لبيئتك لا تتنكر لها ولا تجلدها بالسياط، بل تماشيها كواحد منها؛ ولكنك إذ تماشيها تحاول الانحراف بها هن طرقها القديمة إلى طرق جديدة من غير أن تثير شكها وعنادها. أنت تكتب للناس حبا لهم لا سخطا عليهم، ولا شماتة بضعفهم
من كانت تلك عدته للكتابة كان لنفسه خير محاسب وموجه، وكان في غنى عن نقد الناقدين؛ وتوجيه الموجهين؛ ثم كان في مأمن من الآفة الكبرى التي تفتك بالكتابة في الكتاب الناشئين وهي الغرور. . . فسر يا أخي في طريقك، وليكن الحق هادياً لقلمك
ميخائيل نعيمة
توضيح: تحية من عند الله مباركة طيبة
وبعد فقد كنت أمليت على الأستاذ الصديق أحمد مصطفى حافظ مقالاً بعنوان (أدبنا القومي) ومقالا آخر بعنوان (مع شوقي الخالد)، وآخر بعنوان (أعلام السويس). .
وتفضلت (الرسالة) - مشكورة بنشر المقالين الأولين. . ولكني لسوء الحظ، لم يقدر لي الاطلاع على هذين المقالين، بعد نشرهما، إلا منذ يوم واحد فقط.! وذلك لأنني كنت، ولا زلت، مشغولا بالطب لمرض الانفصال الشبكي بعيني. . وإن الذي دفعني إلى الكتابة الآن يتلخص في أنني حين اطلاعي على مقالي (أدبنا القومي) استوقفني به شيء لم أرض عنه. . وذلك أن الأستاذ الصديق أحمد حافظ قد سمح لنفسه بأن ينسب إلى الشعر الذي ورد بهذا المقال، برغم أنه ليس من مقولي، بل من مقوله هو. . وبرغم أنني حين أمليته المقال أوردت الشعر منسوبا إليه هو. . إلا أنه صمم فيما بينه وبين نفسه على أن (يخرج) المقال بالصورة التي نشر بها. . وفي ذلك مجانبة للحق والصدق. . ومن ثم احتاج الأمر إلى توضيح وتصحيح. . وأستحلفكم بالله أن تنشروا هذه الكلمة، لتمكيني من القيام بواجبات الصدق والحق والأمانة العلمية. . وبخاصة وقد فعلها الأخ أحمد حافظ لكي يهرب من تبعة نشره مداعبة لصديقه الذي ألهمه قول هذا الشعر الظريف (على قفاي).! إذ يوهمه أنني قائل هذا الشعر في الحقيقة. . وليس هو. . بينما العكس هو الصحيح
السويس
حسين كامل عزمي
وقفة عند بيت شعر:
بينما كنت أتصفح مجلة الرسالة الغراء العدد (955) لفت نظري بيت شعر في مقال للأديب محمد محمود زيتون عنوانه (أصحاب المعالي) ذكر الكاتب أن البيت:
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
قاله شاعر في رثاء الأحنف بن قيس والحقيقة - فيما أعلم - أن قائل هذا البيت الشاعر (عبده بن الطبيب) قاله في رثاء قيس بن عاصم المنقري وليس في رثاء الأحنف كما ذكر الأديب.
ويشهد بهذا صدر البيت لأن فيه قيساً وليس الأحنف، ويرشد لذلك أيضاً بيتان قبل هذا البيت هما:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من غادرته غرض الردى ... إذا زاد عن شحط بلادك سلما
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
وللأستاذ تحياتي وإكرامي
أم درمان: المعهد العلمي
محمد الأمين صبيه
الفيروز أباذي:
في كلمة الأستاذ النجار في عدد (الرسالة) 957 وردت نسبة (الفيروز أبادي) بالدال المهملة، والصواب بالذال المعجمة كما في معجم (اللباب في الأنساب لابن الأثير) المطبوع بمصر. وضبطها يقول: بكسر الفاء وسكون الياء وضم الراء وفتح الزاي وفي آخرها ذال معجمة
أبو الفضل محمد
إن شاء الله
مع تقديري للكاتب القدير السيد عبد القادر رشيد الناصري أقول: إن من يكتب (إنشاء الله - بإدماج الحرف في الفعل) إنما يقلد سيدنا عثمان (ض) وكذلك كتبها جمع من الصحابة والتابعين وغيرهم من أئمة الفقه والنحو واللغة، في المصحف وفي غيره من كتب أصول الدين. . وإذن فلا تبعة على كاتبها ولا على (مصحح النماذج) ولا خوف على الفهم من اختلاف الرسم - وتحيتي للأستاذ الجليل
المصحح بدار الرسالة