مجلة الرسالة/العدد 949/رسالة الشعر
→ رحلة إلى الحجاز | مجلة الرسالة - العدد 949 رسالة الشعر [[مؤلف:|]] |
الأدب والفن في أسبوع ← |
بتاريخ: 10 - 09 - 1951 |
إلي هناء. . .
للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري
(هناء): يا ملاحن الأطيار ... وفرحة النسيم بالأزهار
وبسمة الخميلة المعطار ... وضحكة الأمواج للدراري
ورقصة الغصون في الأسحار ... ورنة الأقداح والأوتار
ويا صدى ترنيمة الهزار ... ويا ربيع الحب في آذار
لو لاك ما جن هوى قيثاري
وفاح عطر الحب في أشعاري
(هناء): يا بهجة عين الرائي ... يا كوثر الجوانح الظلماء
يا نفحة الزنبقة العذراء ... يا عبق الطيوب والأشذاء
يا قمرا أشرق في سمائي ... أقسمت بالحاجر الشهلاء
وبابتسام الشفة اللمياء ... وبائتلاف الليلة القمراء
لو لاك ما طربت للغناء
ولا تنسمت شذى الأنداء
(هناء): يا إشراقة الجمال ... ويا مثالا صيغ من جلال
يا بسمة الأوطار والآمال ... رفت على ثغر المنى حيالي
أهواك يا أنشودة الليالي ... رددها في مسمع الأجيال
شاعرك المفتون بالخيال ... فالوتر النشوان بالوصال
لما يزل يقتات بالمحال
ويستثير الشك بالسؤال
(هناء): يا ترتيلة الحنان ... ويا شعاع القمر النشوان
ويا شذى البنفسج الغيسان ... ويا أماني العاشق الولهان
ويا مثال الطهر في الحسان ... فداء عينيك الذي أعاني
هواك يا نعمائي قد أضواني ... وألهب الأشواق في جناني وفجر الدموع من بياني
فمشت كالمفجوع بالأماني
(هناء): ما أنت سوى هناءي ... يا نجمة زهراء في سمائي
ونسمة مرت على رمضائي ... وواحة تحلم في صحرائي
وفرحة تهزأ من بكائي ... حبك ينبوع من الرجاء
يفيض بالآلاء والنعماء ... يا أملي في غمرة الأرزاء
خذي بكفي في دجى الشقاء
ونضرى عودي باللقاء
بغداد
عبد القادر رشيد الناصري
مشهد من مآسي الحياة بين اللاجئين
للآنسة سميرة أبو غزالة
مشت في وجوم الأباء الطريد ... كطيف (حبيب) لحلم قريب
وشاح الشقاء على جسمها ... وفوق المحيا وشاح المغيب
تجر خطاها وئيدا وئيدا ... فيسمع للمشي لحن كئيب
وفي ذلة تستجير المجير ... وتبدي يداها إلى من يجيب
وفي صدرها أنة الفاقدات ... وقصة ذاك النعيم السليب
نظرت إليها وفي لهفة ... تراءى لعيني خيال حبيب
معاذ الإله فأين الثراء ... أيحرق في هبوات اللهيب؟
أحقا سليمى تراءيت لي ... أم للعقل في غمرات الشيب
أحقا أراها وفي البؤس تحيا ... وفي مثل هذا الصراع المهيب
وفي رجفة الحزن تابعتها ... لأكشف ذاك القناع الرهيب
دخلت بصحن به نسوة ... من (اللد) كل شريد طريد
فتلك تئن وأخرى تنوح ... وطفل يموت وكهل قعيد وفي آخر البهو باب ينادي ... تعالى ترى ما يفل الحديد
فأسرعت في خطوات السكارى ... وبؤس الحياة بقلبي يزيد
أدق بكفي باب المآسي ... وأقرعه في ذهول الشريد
وطال انتظاري فلا من مجيب ... ولا من برد ولا من يريد
فألقيت جسمي على الباب فورا ... وقاومته في صراع شديد
إذا كومة من حجار تزول ... ويكشف ذاك الستار الجديد
هنا مشهد من مآسي الحياة ... هنا مصرع للجهاد الشهيد
هنا جسم سلمى هنا روحها ... لبت أن تعيش معاش العبيد
سليمى تعانى أقسى الرزايا ... تشد إلى الصدر طفلا رضيع
وقد أسلمت روحه للإله ... ومالت عليه بشكل مريع
وفي وجنتيها اصفرار المنايا ... وفي ناظريها الإباء الفجيع
وفي الجسم من طعنات المآسي ... بقايا حطام النعيم الصربع
سليمى دوا بؤس تلك الحياة ... أتلقين هذا الجحود السريع
لقد كنت نورا ومجدا ونبلا ... وقد كنت للحق ركنا منيع
فيا موطني حاد عنك الوفاء ... وزاد البلاء وزاد الفجيع
ويا موطني داهمتك الليالي ... كوحش هصور لحمل وديع
توالت عليك رعاة المآسي ... ومالت إليك ذئاب القطيع
سميرة أبو غزالة