الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 921/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 921/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 921
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 26 - 02 - 1951


إلى الأستاذ محمد محمود زيتون

ورد في مقالكم جامعة الزهراء المنشور في مجلة الرسالة الغراء عدد 919 - 12 فبراير حديث. خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء. . أي عائشة، ولقد ظن كثير من العلماء بأن هذا الحديث صحيح. ووضعاً للحق في نصابه رأيت أن أتثبت منه فرجعت إلى كتاب معارج الألباب في مناهج الحق والصواب للنعيمي المتوفى سنة 1187هـ فرأيته يقول عن هذا الحديث: وقد بحثنا عن هذا الخط وإذا حفاظ الفن وأئمة هذا الشأن لا يعرفونه في جميع ما وقفنا عليه من كتبهم الحوافل ولم يأنسوا فيه بسند ضعيف، فضلاً عن حسن، فضلاً عن صحيح. وقد كشف أمره الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي في المقاصد الحسنة وكذا العلامة ابن الدبيع في مختصره (تمييز الخبيث من الطيب) والفيروز آبادي في آخر كتابه سفر السعادة وهذا الحديث ذكر في بعض المصنفات القديمة منها النهاية لابن الأثير، ونص العالمون على أنه حديث منكر لم يجد له العلماء الحفاظ إسناداً قط بل قال ابن القيم الإمام (كل حديث فيه يا حميراء أو الحميراء فهو كذب مختلق). (ويقول ابن الدبيع في كتابه تمييز الخبيث من الطيب (خذوا نصف دينكم عن الحميراء يعني عن عائشة رضي اله عنها قال ابن حجر لا أعرف له إسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ولم يذكر من خرجه، وذكر الحافظ عماد الدين بن كثير أنه سأل المزني والذهبي عنه فلم يعرفاه).

ومما تقدم نعرف بأن الحديث موضوع ومفترى على صاحب الرسالة وختاماً اشكر لكم هذه الفكرة الجريئة، وحبذا لو وجدت قبول في أولي الأمر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد أحمد عطيفي الشامي

بمعهد التربية العالي للمعلمين

حول أديب يتعاظم

كتب الأستاذ محمد خالد حنفي في العدد السالف من الرسالة الغراء يسأل زميله رج البيومي عن مراجع المقال الذي نشره في العدد المذكور لأنه وعد ت على حد قوله - في صدر المقال أن يذكرها. وأنا أقول لا داعي لهذا السؤال فالمراجع بحمد الله كثيرة ومعروفة ولكن الذي يدعو إلى التساؤل حفاً هو هل هذا المقال أو مضمون هذا المقال وقع لياقوت الحموي وحده مع شميم أم وقع لعدة أشخاص من بينهم ياقوت وإنما الذي قام بدور المؤلف بين هذه الطرائف إنما هو خيال الأستاذ بيومي؟؟ أؤكد للأستاذ بيومي أنني من المعجبين بأسلوبه وطريقته في الكتابة - غير أن هذا الإعجاب لا يقف حائلاً دون أن أقول إنه يجب أن يكون هناك شيء من الأمانة في النقل ونسبة الوقائع إلى أصحابها في النقط الجوهرية على الأقل؛ ولا علينا بعد هذا أن يفعل الخيال فعله في صوغ القصة وتجويدها. وها ذا ياقوت الرومي يذكر هذه الوقائع في (معجم الأدباء) ص50ج14 ويسجل المحاورة الطريفة التي وقعت بينه وبين شميم وليس بينها قصة السجود وإنما يذكرها ياقوت - عن طريق الرواية - لشاعر آخر استنشده شميم فأجاد ثم أنكر عليه نسبة الشعر وتحداه أن يأتي بشعر هذا المعنى فارتجل الشاعر أبياتاً يعتذر فيها في أن القريض قد لا يأتيه عفواً فانتزع إعجابه بهذه الأبيات وأمره بالسجود. وليس من بينهم أيضاً قصة (نشيد) النائحات على الإطلاق. وهنا يبلغ بنا العجب أقصاه غذ كيف يتصور أن تقع هذه الحادثة الفريدة لياقوت ثم يهملها وهو من هو في اقتناص الطرائف وتصيد أخبار الأدباء؟. . ثم إني أشك في وقوع هذه القصة أصلاً من شميم نفسه، شميم الذي يقول عنه ابن خلكان (إنه أديب فاضل له خبرة باللغة والأدب جم الفضائل الخ) كيف تتخلى هذه الأوصاف جميعها عن الرجل ليهبط إلى مصاف المجانين فيضع (نشيداً) للنائحات ثم يقوم بتلحينه وتمثيله مع نخبة من تلاميذه المجانين. ولو قد فعل ذلك لوجد نفسه مشمولاً بالرعاية في كتاب (عقلاء المجانين) على الأقل ولم يعرف بمهذب الدين، وصاحب فضائل، وشيخ الأدباء.

وهل من الأدب أن يلطم الشخص خده ويأمر تلاميذه من أجل النادبات النائحات. أعوذ بالله!

مختار محمد هويسة

هذه هي المراجع: صديقي الأستاذ محمد خالد حنفي على حق حين يطلب مني المراجع التي نقلت عنها مقالي المعروف (أديب يتعاظم) بعد أن وعدت بها القراء.

والواقع أني سجلت المراجع في صدر المقال، ونسيت مطبعة الرسالة أن ترفقها بالبحث كما هو معتاد، وهأنذا أضعها للقراء من جديد

(1) معجم الأدباء جـ13ص50.

(2) معجم الأدباء جـ8ص122.

(3) أنباه الرواة ص543.

(4) بغية الوعاة ص333.

(5) صحيفة دار العلوم (س5) يوليه 1938م.

وللأستاذ خالد تحياتي وشكري.

(المنصورة)

محمد رجب بيومي

طه حسين الشاعر. .

كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث عن نابغة الجيل وشعر النابغة عميدنا الدكتور طه حسين باشا.

ولقد قال البعض إن عميدنا انقطع عن الشعر منذ عام1914، وجاء آخرون فأوردوا له شعراً انبث في ثنايا كتبه التي ظهرت بعد هذا العام. .

والحقيقة الواقعة أن عميدنا لم ينقطع عن الشعر أبداً حتى العام الماضي فقط، وقد أشار الأستاذ إبراهيم محمد نجا إلى ذلك. .

ففي كتابه الفريد (جنة الحيوان) الذي ظهر في العام الماضي، ابتدأ فصلاً منه بهذه السطور التي هي في الواقع شعر مقفى موزون:

من أين أقبلت يا ابنتي؟ ... من حيث لا تبلغ الظنون!

ماذا تريدين يا ابنتي ... أريد ما لا تقدرون!

كيف تقولين يا ابنتي؟ ... أقول ما لا تصدقون! أسرفت في الرمزيا يا ابنتي ... بل ما لكم كيف تحكمون!

وينظر الشيخ حوله ... فلا يرى من يحاوره

وينكر الشيخ نفسه ... ولا شكوك تساوره

فقد رأى شخصها الجميل ... تظله هذه الغصون

ولم يزل صوتها الضئيل ... يثير في نفسه الشجون

وكانت الشمس قد تولت ... كالأمل الخائب الكذوب

وظلمة الليل قد أظلت ... كاليأس إذ يغمر القلوب

أما بعد، فما أشبه نفس عميدنا بالنبع العذب الرقراق، لا ينقطع فيضه أبداً، رضى أم لم يرض فحق الناس أن يرشفوا من كأسه ويعبوا من نبعه.

ولإخواننا الباحثين الإجلاء، خالص الشكر والثناء.

ع. الزقم