مجلة الرسالة/العدد 911/البريد الأدبي
→ رسالة الفن | مجلة الرسالة - العدد 911 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 18 - 12 - 1950 |
ألفاظ ف أبياتي
في هذا الركن من (البريد الأدبي) للرسالة الغراء التقيت مع الأستاذ الفاضل عبد الوهاب حمودة في معنا لفظة (الفرقان) واليوم يسرني أن التقي معه مرة أخرى في ألفاظ أخرى وردت في مقاله (همزية شوقي) المنشور في مجلة (لواء الإسلام) عدد ربيع الأول فأقول:
بعقب الأستاذ على بيت شوقي من همزيته:
والوحي يقطر سلسلا من سلسل ... واللوح والقلم البديع رواء
بأن لفظة (البديع) قلقة في موضعها نازلة عن درر عقدها لأن (وصف القلم البديع) وصف عادي نازل، لا يقوم بتصوير ما للقلم من جلالة وقدسية وخطر وخصوصية).
وبالرد أقول: لفظة (البديع) في البيت ليس المقصود منها الجمال على وجه الصفة. . وإنما هي بمعنى (المبدع) وهل ثم جلالة وقدسية وراء الآية (الله بديع السماوات. .) وإذا فاللفظة (غير قلقة في موضعها) وإنما هي نازلة في منزلها حالة في محلها ثابتة لا تريم.
ولست أدري كيف ينتقد الأستاذ بيت البوصيري:
رق لفضاً وراق معنا وجاءت ... في حلاها وحليها الخنساء
بأن (التشبيه بالخنساء في هذا المقام غير لائق ولا مناسب، وليس فيه أي شيء من الجمال الفني) بينما نراه يمر على بيت شوقي:
أنت الجمال بها وأنت المجتلي ... والكف والمرآة والحسناء
وبيته:
أنت الدهور على سلافته ولم ... تفن السلاف ولا سلا الندماء
مر الكرام وفيهما ما فيهما من ألفاظ (المرأة والحسناء، والسلافة والندماء،) وهي من أخوات (الخنساء) في بيت البوصيري منزلا ومقاماً.
وفي بيت شوقي:
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا ... منها وما يعشق الكبراء
يقول الأستاذ حمودة: إن لفظ القافية (الكبراء) قلقة ضعيفة. وأقول: لا قلق في لفظة القافية ولا ضعف؛ لأن المقصود (بالكبراء) كبراء النفوس بالأخلاق والفضائل وكل محمود من الصفات التي ترفع قيمة الإنسان والإنسانية، وليس المعنى هو ما تفهمه العامة من قولهم (فلان من الكبراء. .) أي من أصحاب الراغي والثاغي والصامت والناطق. . وفرق كبير بين هذا الكبير وذاك الكبير. . وفي المأثور: ليس الغنى في كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس.
وبعد: فالشكر أزجيه إلى الأستاذ العالم الأديب على مقاله (التشريحي) القيم. هدانا الله جميعاً إلى سواء السبيل، والسلام
(الزيتون)
عدنان
الكتب السامة
قالت الصحف في تفاصيل حادث سفاح كرموز إن المحققين عثروا أثناء تفتيش منزل هذا السفاك على مجلة بوليسية، تدور إحدى قصصها حول طريقة القتل، وإخفاء الجثة.
ولعل الكثيرين مروا بهذه الأسطر مر الكرام. . أما أنا فقد وقفت طويلا عندها. . لا نأمل مدى تأثير المطالعة في نفس الشباب، وهو في هذا السن المبكر من العمر. . وكيف تخلق هذه الكتب السامة من الشباب الطاهر شياطين، يوولعون بالجريمة، تحت تأثير ما طالعوه من مطالعات سامة، نفثت في نفوسهم سمومها.
وهناك روايات غرامية، تتأثر بها الفتيات. . . تصور لهن الحياة على غير حقيقتها. وتزين لهن الطريق الشائك. وهذه لا يقل أثرها في نفس الفتاة الساذجة عن أثر الروايات البوليسية في نفس الشباب!
وما يقال في الكتب يقال عن الأفلام. . . فالأفلام البوليسية لها تأثيرها كذلك في نفوس الشباب. . . والمفروض أن الأفلام والأقلام كلها وسائل ثقافية، يستعان بها على توجيه النشء الوجهة القومية، فإذا انحرفت هذه الوسائل عن غايتها، انحرف الشباب بتأثيرها. . . وكان عاقبة أمره حسرا.
ولقد شاهدت في الأسبوع الماضي قصة على الشاشة البيضاء تزين للفتاة طريق الهرب من بيت الأب، إلى بيت الخليل. . . فهربت بطلة القصة من بيت أبيها مع ابن البقال الذي يقع حانوته بنفس العمارة التي تسكنها. . . ومن أسف أن معظم أفلامنا المصرية تدور حول الحب. . ولا شيء غير الحب!
إن الأفلام الأجنبية لا تخلو من نقد اجتماعي، أو تحليل لمشكلة من المشاكل، أما أفلامنا فلا تعالج موضوعا غير موضوع الهيام. . والخيانة. . والهجران!
أن التربية الصحيحة تحتم على كل والد أن يتخير لأبنائه وبناته الكتب التي يقرئونها، والأفلام التي يشاهدونها، تجنبا لما تجره علينا الكتب السامة والأفلام الخليعة من ويلات اجتماعية. . نشفق على أبنائنا وبناتنا من شرورها وآثامها!
عيسى متولي
انصر أخاك ظالما أو مظلوماً:
جاء في مقال الأستاذ أحمد حسن عبد الرحيم (شعر الحماسة عند العرب) المنشور في العدد 909 من مجلة الرسالة الزاهرة قوله:
(ولقد تمكن حب الحرب من نفس العربي، وساد نظام (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما). وأصبحت الحرب عندهم من الأماني الثلاثة العزيزة التي لولاها لا يحفل الإنسان بحياته). ولست أرى معنى لإبراز هذا الحديث الشريف في هذا المقام اللهم إلا أن يعني الأستاذ منه أن يكون الإنسان بجانب أخيه ناصراً ومعيناً، ومشايعاً ومدافعاً ظالماً كان أو مظلوماً وفي هذا خروج بالحديث الشريف عن معناه، وانحراف عن مقصده ومرماه. وحسبنا أن نروي الحديث بنصه دون تعليق: -
روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تأخذ فوق يديه).
عبد العظيم عطية هاشم
ناظر مدرسة سرابيوم الأولية
(الرسالة) أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً مبدأ جاهلي مقرر كان يراد به ما ذكره الأستاذ صاحب المقال فلما جاء الإسلام نسخ ما كان يريده الجاهليون من هذه العبارة وفسرها الرسول الكريم بما يتفق مع مبادئ الدين
سلطان العلماء: مسرحية للأستاذ كامل عجلان:
محاولة تستحق التشجيع لا لنضجها الفني واكتمالها المسرحي فحسب؛ بل لأنها تشق طريقها بين مختلف المعوقات البيئية والذوقية؛ فالبيئة الأزهرية بحكم تقاليدها لا تهش لهذا اللون الأدبي ولا تفسح له بين تلك الفنون الأدبية التي تعالجها، بل ربما ساقتها بعض التيارات إلى أن تأخذ على هذا اللون من الإنتاج الأدبي الطريق: ذاهبة مذاهبها المختلفة لتسوغ مسلكها مع ما لهذا اللون من الثر العميق من الناحية السيكولوجية والاجتماعية والأدبية؛ فمن الناحية السيكولوجية يأتي تأثيره من تغذيته أكثر من جانب في الشخصية الإنسانية. فهو يخاطب خيالها؛ ويؤثر على حسها فيكون أثره أقوى وسحره أشد؛ وق استعانت به التربية في صقل الجانب الوجداني فاتخذته وسيلة ناجمة في - إقرار الخير في النفوس. واقتلاع الشر من الرؤوس. وتغذية القلوب المريضة بالعواطف النبيلة بتصوير مثلها العليا كما في المأساة؛ أو إصلاح الفاسد؛ وتقويم المعوج من العادات والأخلاق باتخاذه لها مضحكة للناس كما في الملهاة -
ومن الناحية الأدبية فهي الآن تكاد تكون محور النشاط الأدبي. من الناحية الاجتماعية فمنذ أن أصبحت الطبقة الوسطى والدنيا تحتل مكانتها بفضل التضامن الاجتماعي والوعي الطبقي وتخلص المسرح من طغيان أهل النبالة؛ وانتقل من الخيالية إلى الواقعية وأصبح المسرح مسؤولاً عن تزويد المشاهد بالأفكار السليمة والأخذ بيده في كثير من مشكلاته النفسية والاجتماعية صارت له رسالته البليغة في هذا العصر. وليس أقتل لأمثال تلك ألبوا كير من الإشاحة ومحاولة الغض أمام النفوس الأزهرية الناشئة من رسالتها. وقد اتقى المؤلف بكثير من الدواعي المثبطة. ولكنه قد ظهر عليها وتخطاها؛ وأخرج هذه المسرحية التي تصور فترة تعرض فيها الشرق لأعاصير التتار والصليبين والدور الذي اضطلع به العلماء. وقد اصطنع المؤلف في إخراج هذه المسرحية أصدق الأحداث التاريخية ومأثور الأقوال على لسان الأبطال وقد أعتمد في تصوير شخصيات مسرحيته على ما حفظه التاريخ من سماتهم النفسية والفكرية. وقد وفق في إبراز ذلك الصراع النبيل الذي قام به العلماء والذي يشهد لهؤلاء العلماء بما لهم من أيادي على الشرق والشرقيين
محمد عبد الحليم أبو زيد
دبلوم في التربية وعلم النفس
ومدرس اللغة العربية بالمدارس الأميرية