الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 846/فن القراءة

مجلة الرسالة/العدد 846/فن القراءة

بتاريخ: 19 - 09 - 1949


للأستاذ إيليا حليم حنا

القراءة فن له أصوله وقواعده كأي فن آخر، وهي أداة تثقيف واستزادة في كل الفنون المنوعة الأخرى. وقد أصبح لها الآن عيادات ملحقة بالجامعات في أمريكا اسمها (عيادات المطالعة) غرضها إصلاح عيوب القراءة والإرشاد إلى أصولها وقواعدها. هذا بالإضافة إلى آلاف الكتب والمقالات التي عالجت هذا الفن وما زالت تمدنا بخبرة رجال التربية وعلم النفس وتجاريهم في ضبط أصول هذا الموضوع الحيوي الذي لم يكتب عنه في العربية إلا القليل من المقالات التي لا تتعدى أصابع اليدين.

إننا ما زلنا لا تولي درس المطالعة العناية الكافية في مدارسنا. والذين يقومون بتدريس هذه المادة المهمة يرون أنها فرع تافه من فروع اللغة العربية، ولذا تراهم كثيراً ما يشغلون وقتها بقواعد اللغة أو التطبيق، وذلك لأننا لا نعد مدرس اللغة الإعداد الكافي لتدريس هذه المادة المهمة، وإننا نجهل حتى الآن أن القراءة فن يجب أن يدرس على الأقل للذين نعدهم للتدريس فيعرف المعلمكيف يعلم الطفل القراءة في مراحل نموه العقلي ومتى يقوم بتعليم القراءة الجهرية والقراءة السرية والقراءة البطيئة والقراءة السريعة ويعرف أن الغرض من المطالعة تعويد الأطفال على حب القراءة وتربية ملكه الانتباه وسرعة الإدراك وإنماء قوة التفكير والقوة المتخيلة.

ويتكلم (الدكتور نيل رايت) رئيس قسم علم النفس بكلية (جور دانهل) عن أهمية درس المطالعة في حياة الطالب فيقول (تعليم الطفل القراءة مهمة ذات مسئولية خطيرة تتطلب درجة عالية من المهارة في فن التدريس والثقافة)

إننا لا نشترط في مدرس المطالعة إلا أن يكون ملماً بفنون اللغة فيرهق التلاميذ الصغار بضبط أواخر الكلمات والكبار بالإعراب فيرى كل منهما درس المطالعة عبئاً ثقيلاً لا لذة فيه، وهي الطريقة العتيقة المسئولة عن تنفيرنا من القراءة وكراهيتنا لها أثناء مرحلتنا الدراسية وبعدها.

القراءة الناطقة:

القراءة قد تكون ناطقة ولكنها غير مسموعة وإليك ما قالته الدكتورة (ستلاسنتر) رئيس عيادة المطالعة بجامعة نيويورك: (إذا أردت أن تعرف هل تقرأ بصوت أو لا فالمس شفتيك بخفة وأنت تقرأ، فإذا كانتا لا تتحركان فالمس عنقك عند أوتار الصوت، فإن وجدتها تختلع قليلا فأنت تقرأ بصوت).

ويلذ للطفل حتى سن الثامنة أو التاسعة أن يقرأ قراءة منطوقة جهرية لأنه يدرك أثناءها نبرات صوته ويتذوقها ولذا يجب أن نستغل حبة هذا للقراءة.

وفي هذه القراءة المنطوقة يستعمل الطفل عضلات النطق ويحرك شفتيه ويتوقف لفهم المنطوق وبوساطتها يكون معجمه اللغوي. وهذه القراءة لازمة لتعليم الطفل في مراحل نموه الأولى لإتقان النطق وإخراج الألفاظ من مخارجها وضبطها بالشكل وجودة الإلقاء، كما أنها تساعده في تلك المرحلة على محاولة فهم ما يقرأ لأن استعمال حاستين في القراءة أقوى من استعمال حاسة واحدة؛ ففي القراءة الناطقة تصل رسالتان إلى الدماغ في وقت واحد فتصبح العبارة أقرب للفهم وأثبت في الذهن، أي أنها تترك أثراً أعمق في طيات المخ. وهي تخلق الجرأة في الطفل وتعوده على الخطابة والتكلم في الجماعات. ولكن القراءة الصامتة تفضلها في هجاء الكلمات لأنه فيها يكون غير مقيد بمستلزمات المطالعة الجهرية من جودة النطق وتنويع الصوت حسب المناسبات. والتلميذ في المطالعة الجهرية قد يخشى النقد فيقرأ دون أن يعي ما يقرأه.

والقراءة الناطقة المسموعة فن لازم لبعض الناس؛ فهي وسيلة لإسماع الغير ما نقول بصوت عال واضح ونبرات تتمثل فيها احساساتنا وشعورنا. ويحتاج إليها الزعماء والخطباء والمحامون والمعلمون وأعضاء المجالس النيابية. ولكن هؤلاء لا يحتاجون إليها مطلقاً في قراءاتهم الخاصة. إننا إذا أردنا الاطلاع على التقدم العلمي والثقافات المختلفة لنجارى في التفكير العصر الذي نعيش فيه وننتفع بما تقرأ في حياتنا العملية فإننا نستعمل القراءة الصامتة، لأن القراءة الناطقة قراءة بطيئة لا تستعمل بعد التاسعة إلا فيما ترغب أن نسمعه لغيرنا. والسبب في هذا البطء أنها تتقيد بالسرعة التي تنتج بها عضلاتنا الصوتية الصوت. ومعدل القراءة بها 120 كلمة في الدقيقة للشخص العادي الكبير.

ولا يخفى أن القراءة الجهرية تجهد العضلات الصوتية ويشعر بها كل من يستمر نصف ساعة يقرأ بصوت مرتفع، ويعجز الشخص عن القراءة بصوت عال مدة تزيد على الساعة مع أنه يستطيع مواصلة القراءة الصامتة ساعات متوالية.

القراءة الصامتة:

القراءة الصامتة قراءة بصرية دون نطق، تتعطل فيها وظيفة الأوتار الصوتية والشفاه، ومداها البصر والتركيز الذهني. وهي قراءة سريعة لأننا لا نتقيد فيها إلا بالسرعة التي يعي بها العقل معنى ما نقرأه. وقد دلت تجارب الدكتور استارك على أن سرعة القراءة الصامتة للطفل الذي في الثامنة من عمره كلمة أو كلمتان في الثانية، أو 126 كلمة في الدقيقة، أي أنه يكون أسرع من الشخص الكبير الذي يقرأ قراءة منطوقة. والطفل الذي في الثالثة عشرة من عمره يقرأ قراءة صامتة بمعدل أربع كلمات في الثانية أي 240 كلمة في الدقيقة.

والقراءة الصامتة أكبر معين على فهم العبارات التي تقرأ والإلمام السريع بما تنطوي عليه من الآراء، لأنه فيها ينطوي الإنسان على نفسه ويتجرد من عالمه الخارجي، ويكون مخه مصدر النشاط لا يشغله سماع اللفظ ورنين الصوت ومحاولة ضبط الكلمات بالشكل، بل ويشعر بحماسة ولذة لأن ما يقرأه يملأ عقله وشعوره وحسه.

والقارئ الصامت يقتنص المعاني من أطراف الألفاظ ويلتقطها من خلال السطور ويقفز ببصره قفزاً فوق حروف الجر والعطف. . . والأفكار السهلة المعروفة لديه من قبل. وهو لا يرى الكلمات مركبة من حروف بل يراها صوراً يعرفها من مظهرها العام. وهو أثناء القراءة لا يحمل الكلمات إلى مخه بل يمر عليها بنظره فيقفز معناها إلى عقله. وتتوقف سرعة استيعاب معاني الألفاظ على مبلغ تمكن الشخص من لغته ومن الموضوع الذي يقرأه. وهو عندما يقرأ الجمل تتحول بسرعة إلى صور في عقله. فمثلاً عندما يقرأ هذه الجملة (أسرع الأسد خلف الرجل فأدركه وألقى به على الأرض وأخذ يمزقه بأنيابه ومخالبه) يراها بعين عقله صوراً لا ألفاظاً؛ يرى ثلاث صور متلاحقة تمر مروراً خاطفاً في مخيلته؛ يرى صورة الأسد يعد مسرعاً وراء الرجل، ثم الأسد يلقي بالرجل على الأرض، ثم الأسد وقد جثم فوق الرجل يمزقه بأنيابه ومخالبه.

وعندما يجول القارئ الصامت بين بدائع الفن وآيات الأدب وحقائق العلم تنتقل نفسه لحظات إلى ما وراء عالم الحس وينكب على الفكرة إنكباب العالم في معلمه على أدواته يرصد الحقائق العارضة وتستيقظ فيه خصائص المخيلة ووظائف التفكير ونراه في نوبة توقد يحس بمعاني الكاتب حساً ويشعر بالحياة والحرارة في أفكاره.

ويتعود الطفل القراءة الصامتة إليه إن وضعنا بين يديه الكتب التي تمده بغذاء عقلي لا يثقل عليه هضمه ويتمشى مع معجمه اللغوي في مرحلة النمو التي يمر بها ويثير ميوله ورغباته ويشبع غريزة حب الاستطلاع فيه كما يجب أن نعطيه الكتب الصغيرة التي لا تستغرق وقتاً طويلاً في القراءة حتى لا يسئمه طول الوقت وطول الموضوع فيلجأ إلى القراءة الجهرية ليتخلص من سأمه بسماع صوته الذي يساعده على التركيز الذهني الذي أوشك أن يفقده بطول مدة القراءة.

القراءة البطيئة:

(أ) تطور السرعة في القراءة:

يتدرج الطفل في القراءة من بطئ إلى سريع ومن سريع إلى أسرع تبعاً لربط الكلمات بمدلولاتها؛ وحينئذ يتمكن من أن يقرأ الكلمة بدون أن يقطعها إلى حروف ويفهم معناها بدون تفكير. وتزداد سرعته في القراءة بوفرة محصوله اللغوي والذهني.

ونحن الكبار تزداد سرعتنا أيضاً بنضوجنا الذهني وسعة اطلاعنا ووفرة معلوماتنا وتمكننا من اللغة ومفرداتها ومدى اطلاعنا في الموضوع الذي نقرأه؛ لذا نرى المبتدئين في بعض العلوم لا يسرعون في قراءتها لأن عدم الإلمام بها يلزمهم التوقف.

(ب) متى يلزم البطء في القراءة:

لا تدل القراءة البطيئة على شيء إلا على قلة المحصول اللغوي للفرد وعدم نضوجه الذهني. والقارئ البطيء غالباً ما يكون آلياً يحرك شفتيه عند القراءة أو سماعياً يقرأ بصوت مسموع لتنتقل الألفاظ من أوتار صوته إلى أذنيه.

والقراءة البطيئة من أكبر عيوب فن القراءة ولكنها تكون ضرورة لازمة في الحالات الآتية:

1 - عند القراءة التي يقصد بها التحليل والنقد.

2 - في الكتب العلمية الدقيقة ككتب الطبيعة والفلك وعلم النفس.

3 - في الكتب التي تقرأ لإشباع لذة وجدانية كالشعر والنثر الفني والأدب الراقي وكل ما يقرأ للتذوق.

والقارئ في هذه الحالات قد يقرأ بصوت مسموع بعض الفقرات والأبيات للاستمتاع بها، وقد يعيد قراءتها عدت مرات للتمعن فيها أو استيعابها ولكنه يقرأ كل ما يراه مفهوماً قراءة سريعة خاطفة ليوفر الوقت لكل ما هو معقد يحتاج إلى الروية في التفكير والاستيعاب.

(جـ) القارئ الضعيف (البطيء):

1 - يقرأ كتاباً سهلا بسرعة تتراوح بين 100و150 كلمة في الدقيقة.

2 - يقرأ كلمة ويقف عند كل لفظ تقريباً لأنه ضيق المعرفة كما أن محصوله اللغوي ضئيل.

3 - يقرأ الكلمة أو الجملة مرات حتى يفهمها جيداً باستجماع كل مدلولاتها في ذهنه.

4 - يقرأ بعينيه وشفتيه ولسانه وحنجرته وأوتاره الصوتية.

5 - لا يركز تفكيره تركيزاً كاملاً بل ينشغل كثيراً بالعالم الخارجي من ضوضاء ومناظر وحوادث لأنه يتلكأ ويتبطأ في الوقوف عند كل كلمة.

6 - غالباً ما يترك ما يقرأه دون أن يتم قراءته وأقصى ما يستطيع أن يقرأه في المرة الواحدة لا يزيد على اثنى عشرة صفحة

(د) القارئ العادي:

أما القارئ الوسط البالغ الذي يقرأ 225 كلمة في الدقيقة في الكتب فهو قارئ عادي في حاجة أن يدرب نفسه ليزيد سرعته

ومعدل سرعة القارئ العادي في المدارس الثانوية 300 كلمة في الدقيقة وفي المدارس العليا 350 كلمة في الدقيقة.

القراءة السريعة:

(أ) متى يمكننا القراءة بسرعة:

1 - كلما زاد عدد المفردات التي يفهم الفرد معناها الحقيقي المقصود منها ازدادت قدرته على التفكير والفهم بسرعة.

2 - عندما يزيد النضوج الذهني للشخص بوفرة المعلومات وسعة الاطلاع يكون أقدر على التفكير الهادئ السريع.

(ب) القارئ السريع:

1 - يقرأ بسرعة لأنه يفكر بسرعة نتيجة لمحصوله اللغوي الوافي ومعلوماته الواسعة وقوة بصره.

2 - يقرأ 600 كلمة أو أكثر في الدقيقة في المجلات أو القصص ومن 400 إلى 500 كلمة في الأبحاث العميقة الدقيقة.

3 - يلتقط المعنى الكامل للجملة من نظرة واحدة ولا يقرأ كلمات منفردة، ويتخطى الكلمات التي لا أهمية لها مثل حروف الجر وأدوات التعريف وحروف العطف والضمائر. . . الخ.

4 - يستطيع قراءة الكتاب في جلسة واحدة.

5 - يتجه كل وعيه إلى ما يقرأ ولا يشغله عن ذلك مؤثر خارجي، بل يركز فهمه ويحصر ذهنه ويشعر بلذة وحماسة تجعلانه يلتهم ما يقرأه التهاماً.

6 - يفهم ما يقرأ ويتمشى تفكيره مع المؤلف ويوافقه أو يخالفه بسرعة.

7 - يستوعب السطر العادي المطبوع في حركتين أو ثلاث حركات للعين.

8 - يمكنه أن يقرأ كتاباً أسبوعياً ما عدا ما يقرأ من الكتب التي تتعلق بمهنته والمجلات الأسبوعية والشهرية والدورية والصحف اليومية والنشرات.

(جـ) القراءة السريعة ضرورية لازمة:

إنها ضرورة ماسة لجميع رجال الفكر والأعمال لمجاراة العصر في تفكيره وخاصة وإن الإنتاج العقلي لا يحده حصر وأعمالنا وواجباتنا لا تتيح لنا وقتاً كافياً للقراءة. وهي أشد ما تكون لزوماً في الأحوال الآتية:

1 - عندما يكون أمامك مراجع كثيرة للبحث عن نقطة معينة.

2 - عند قراءة الصحف اليومية والمجلات لأنك في مثل هذه القراءات تريد الفكرة العامة بالإضافة إلى كون الأسلوب الصحافي في غاية السهولة يفهم بدون بطء.

3 - عند قراءة الأجزاء المعروفة لديك في كتاب جديد أو مقال.

4 - عندما تريد اكتساب نظرة طائرة عن الموضوع.

5 - عندما تكون راسخاً في الفن الذي تقرأه أو ملماً به ولست مبتدئاً فيه.

(د) اختبر سرعتك: اختر صفحة من كتاب لم تكن قد قرأتها من قبل بحيث لا تكون معقدة لغوياً ولا تحوي أفكاراً بعيدة عن مجرى تفكيرك اليومي ومحصولك الثقافي ثم أقرأها بسرعة كما تقرأ في المجلة للتسلية وليس للفحص والتدقيق، ثم وقت ما تفعل بدقة ثم اقسم عدد كلمات الصفحة على عدد الدقائق التي استغرقتها في قراءتها فتعرف سرعتك في الوقت الحاضر. لو وجدت أنك تقرأ 300 كلمة في الدقيقة فأنت في حاجة إلى أن تزيد سرعتك. تمرن لمدة شهر واختبر مقدار سرعتك يومياً في مذكرتك فتجد أنك في نهاية الشهر تقرأ من 400 إلى 600 كلمة في الدقيقة فإنه من الممكن أن تمرن نفسك على السرعة حتى تقرأ صامتاً ثلاثة أو أربعة أضعاف ما يقرأ الآن.

(هـ) كيف تحسن القراءة:

دلت التجارب على أن سرعة الفرد في القراءة تزداد بمقدار 35 % بالتمرين اليومي. فاحمل نفسك على أن تقرأ ربع ساعة يومياً بأسرع ما يمكنك حاصراً كل ذهنك وانتباهك فيما تقرأ، ثم سجل عدد الكلمات التي أمكنك قراءتها كل يوم. قد تجد أول الأمر أن السرعة تحول بينك وبين الفهم، ولكن لا تلبث بعد التدريب اليومي أن تجد أنك تستوعب من المعاني أكثر فأكثر.

زد عدد الكلمات التي تقرأها كل يوم عن سابقه بالتدريج بحيث تفهم ما تقرأ. لا تقرأ كلمة كلمة واعتد قراءة الجمل. وإذا كنت ترجع نظرك بين الفينة والفينة إلى كلمة أو كلمتين تريد استيعاب المعنى فاقض على عادة الرجوع هذه واستمر حتى تنتهي من الجملة على الأقل. ويمكنك تجنب إعادة القراءة بأن تجعل بالك إلى فكرة الكاتب.

تعلم أن تثب وثباً حكيماً لتقبض على الفكرة الرئيسية، ولكن لا تتجاوز الكلام بل اعبره بأن تمر عليه بلحظك مراً سريعاً والتقط الألفاظ الرئيسية.

بعد قراءتك التدريبية يومياً لخص الأفكار الرئيسية التي خرجت بها من قراءتك السريعة ثم عد وتمعن في قراءة نفس القطعة، ولخص في أثناء قراءتك هذه، المعاني الرئيسية والفكرات الأساسية واعمل نسبة مئوية لمقدار استيعابك ما قرأت بسرعة.

وفق بين سرعتك والمادة التي تقرأها، فمثلاً في قراءة الصحف والمجلات يمكنك أن تمر مراً خاطفاً على الأخبار مستوعباً معنى فقرة بأكملها في نظرة واحدة وبعد ذلك تتمكن من أن تمر مراً خاطفاً بارعاً على الصفحة كلها مختاراً الفقرات والأفكار الدالة، وفي الإمكان أن تصل إلى سرعة من 800 إلى 1000 كلمة في الدقيقة في القراءة الخاطفة في الموضوعات البسيطة التي لا تحتاج إلى دراسة عميقة وإمعان كالقراءة في الصحف اليومية.

ويدهشك أن توماس كارليل وثيودور روزفلت كان لهما قدرة عجيبة على قراءة صفحة بأكملها بنظرة واحدة. ويدهشك أكثر عندما تعرف أن السر في إنتاج البروفسور لاسكي الإنكليزي في عالم التأليف يرجع إلى قوته الغريبة وسرعته في القراءة التي لا تفوقها سرعة إذ يستطيع أن يتصفح مجلداً ضخماً ويستوعب كل ما يستحق الاستيعاب بسرعة 260 صفحة في الساعة.

(أسيوط)

إيليا حليم حنا

مدرس أول للغة الإنجليزية والآداب

مدرسة النهضة الوسطى الأبيض، سودان