الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 833/البَريدُ الأدَبي

مجلة الرسالة/العدد 833/البَريدُ الأدَبي

بتاريخ: 20 - 06 - 1949

1 - حول شاهد:

أستشهد أحد الكتاب على تأنيث الضبع بقول الشاعر:

فإن (قومك) لم تأكلهم الضبع

وقد أخطأ في استشهاده، وفي روايته، كما أخطأ من قبل في ادعائه التأنيث فقط. فقد جاء في لسان العرب: الضبع السنة الشديدة المهلكة المجدبة، قال عباس ابن مرداس:

أبا خراشة أما (أنت) ذا نفر ... فإن (قومي) لم تأكلهم الضبع

ومثله في شرح القاموس وغيره.

وجاء في مادة (خرش) من اللسان وغيره ما نصه:

أبا خراشة أما (كنت) ذا نفر ... فإن (قومي) لم تأكلهم الضبع

قال ابن بري: البيت لعباس بن مرداس السلمي، وأبو خراشة كنية خفاف بن ندبة، فقال يخاطبه: إن كنت ذا نفر وعدد قليل فإن قومي عدد كثير لم تأكلهم الضبع وهي السنة المجدبة اهـ ومن هذا يظهر لك خطأ الرواية أيضاً.

والعرب يستعملون هذا كثيراً في الشكايات ونحوها، فقد جاء في النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: إن رجلا أتاه فقال قد أكلتنا الضبع يا رسول الله، يعني السنة الشديدة المجدبة، وهي في الأصل الحيوان المعروف، والعرب تكنى به عن سنة الجدب اهـ. وفي النهاية أيضاً ومنه حديث عمر (خشيت أن تأكلهم الضبع).

وفي اللسان: جاء أعرابي إلى رسول الله فقال يا رسول الله أكلتنا الضبع فدعا لهم اهـ.

وفي شرح القاموس: وفي حديث أبي ذر قال رجل يا رسول الله أكلتنا الضبع فدعا لهم، وهو مجاز اهـ. وقوله مجاز أي تجوز في التعبير بالضبع، فإن المعنى الأصلي الحيوان المفترس المعروف، والمعنى المجازي هو العام المجدب، وهو أشد فتكا من الضبع كما ترى في المجاعات ولاسيما في بلاد العرب.

وجاء في خزانة الأدب للبغدادي ج 2 ص 81 ترجمة خفاف ابن ندبة ما نصه: قال حمزة الأصبهاني في أمثاله التي على وزن (افعل) عند قوله (أفسد من الضبع) إنها إذا وقعت في الغنم عاثت ولم تكتف بما يكتفي به الذئب. ومن إفسادها وإسرافها فيه استعارت الع اسمها للسنة المجدبة فقالوا أكلتنا الضبع. ومما يؤيد هذا أن العرب يقولون أكلتهم السنة إذا أهلكهم الجدب والقحط (شرح القاموس - سنة)

2 - هام ومهم:

لغتان عربيتان صحيحتان ولا فرق بينهما في الاستعمال:

فقد جاء في لسان العرب: همه الأمر هما وأهمه، وقال أبو عبيدة في باب قلة اهتمام الرجل بشأن صاحبه همُّك ما همَّك ويقال: همك ما أهمَّك اهـ

وجاء في القاموس والمعيار: همه الأمر هماً كأهمه اهـ

وجاء في المصباح: أهمني الأمر بالألف وهمني هماً من باب قتل مثله اهـ

وإني أحذر الكتاب من النقود المزيفة في (لغة الجرائد) وغيرها وعليهم أن يرجعوا إلى المعاجم العربية وغيرها من المراجع العربية.

علي حسن هلالي

بالمجمع اللغوي

لفظة في بيت:

في مقال للأستاذ السيد أحمد صقر حول كتاب (نظرات في كتاب الأشربة) للأستاذ كرد علي عقب على البيت التالي:

فهذا ثباتي لم أقل بجهالة ... ولكنني بالفاسقين عليم

بقوله: (والصواب (فهذا ثنائي) كما في العقد الفريد، وليس للثبات هنا أي معنى يستقيم به نظم الكلام، ويقوم عليه بناء معناه)!

قلت: بل للثبات) هنا معنى يستقيم به نظم الكلام وهو إلى الصواب أقرب مما ورد بالعقد الفريد وذلك لسببين:

الأول: أن الشاعر يقرر حالة هي إلى قدح القادح أقرب منها إلى (ثناء) المادح. وأي (ثناء) ذلك الذي يوجه إلى قوم لا يحفظون الحريم، وينقلبون بين الجيئة والذهاب من حب إلى بغضاء، ومن وفاء إلى عداء؟!

والثاني أن الأستاذ الناقد فهم من (الثبات) أنه الدوام والاستقرار، ومن ثم كتب ما كتب معتمداً على رواية العقد الفريد وهي - كما سبق - رواية لا يزكيها واقع الحال. . . وإنما يقال في مقام التصحيح أن (الثبات) بمعنى الحجة والبرهان.

تقول: لا أحكم بكذا إلا بثبت أو بثبات أي بحجة وبرهان ودليل. فالشاعر إنه يقول عن علم وليس عن جهالة وهو بالفاسقين عليم. . . وحجته معه!

(الزيتون)

عدنان

ثلاثة جاهدوا فصدقوا:

نشرت الرسالة الغراء في العدد 829 مقالاً قيماً للأستاذ محمد سليم الرشدان تحدث فيه عن ثلاثة جاهدوا فصدقوا، في فلسطين، فأجاد وأبدع في وصف بطولة الشهيد المرحوم عبد الرحيم محمود الشاعر المبدع.

لقد كان بطلاً في حياته ومماته، وقد كانت الخسارة فادحة، والرزء عظيم فيه.

وحينما تحدث الأستاذ عن البطلين الآخرين، لم يصاحبه التوفيق، لأن الأستاذ الرشدان من السلط من شرق الأردن، وليس من فلسطين، ومعرفته بجغرافية فلسطين وأهلها محدودة جداً، وهذا ما كان سبب عدم الدقة في حديثه عن هذين البطلين.

فأما البطل الثاني السيد أحمد السبع فهو من أسرة السبع المشهورة بثرائها وأملاكها الواسعة في قلقيلية، فلم يكن في حاجة إلى العمل خارج فلسطين، ولا ينتظر من شاب مثقف مثله أن يترك أملاكه وثروته ويتشرد جائعاً، وقلقيلية لم يتطرق إليها خطر مباشر كما حدث في البلدان الفلسطينية الأخرى. . .

وأما البطل الثالث وهو الأستاذ عبد الله الريماوي، فقد نسبت إليه البطولة لأنه أبى أن ينسحب هارباً من قريته بروقين ليلة كارثة اللد والرملة. والذي يعرف مكان قرية بروقين وبعدها عن اللد والرملة يستغرب كيف خطر للأستاذ الرشدان أن ينسب بطولة لشاب مثقف: يريد أن يفر من مسقط رأسه. وهي تبعد مسافة تزيد على عشر ساعات سيراً على الأقدام داخل الجبال التي يعسر على الإنسان السير فيها عن اللد والرملة.

وللأستاذ الرشدان تحياتي.

راتب يحيى الشامي

(الجائزة) أو لماذا أومن بالله:

كتاب في 310 صفحات يدلل على وجود الله في أسلوب سهل شائق كأنك تقرأ في قصة. يتناول كل شبهات الملحدين التي ضلوا بها وأضلوا - فينقضها نقضاً ويدحضها دحضا.

من الموضوعات التي عالجها لإثبات وجود الله تعالى: تهيئة البيئة الصالحة للحياة، إمداد الكائن الحي بجميع معدات الحياة، للإنسان كل ما في الأرض وهو خليفة لله فيها، دليل الضبط والتقدير الكوني. . . الخ.

ومن الشبهات التي دحضها: الصدفة، الطبيعة، القوة والمادة، نظرية النشوء والارتقاء، وهل هي تريب إن صحت. شبهة أعطى فكفر، ضلالات المتدينين وأخطاؤهم في تعليل الأمور - وما يتعلل به الملحدون علينا بسبب ذلك للآن.

إن الملحدين قد دأبوا على تضليل الناس وتشكيكهم في عقائدهم باسم العلم وكتاب كهذا يكشف الأمر على وجهه ويرد الحق إلى نصابه. ثمنه 25 قرشاً