الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 812/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 812/البريد الأدبي

بتاريخ: 24 - 01 - 1949


عبقرية محمد الإنسانية:

قال الأستاذ العقاد في معرض الحديث عن إنسانية محمد: (النبي لا يكون رجلاً عظيماً وكفى، بل لا بد أن يكون إنساناً عظيماً فيه كل خصائص الإنسانية الشاملة التي تعم الرجولة والأنوثة والأقوياء والضعفاء وتهيئه للفهم عن كل جانب من جوانب بني آدم فيكون عارفاً لها وإن لم يكن متصفاً بها، قادراً على علاجها وإن لم يكن معرضاً لأدوائها، شاملاً لها بعطفه وإن كان ينكرها بفكره وروحه، لأنه أكبر من يلقاها لقاء الأنداد، وأعذر من أن يلقاها لقاء القضاة وأخير بسعة آفاق الدنيا التي تتسع لكل شئ بين الأرض والسماء، لأنه يملك مثلها آفاقا كآفاقها هي آفاق الروح).

وعلق الأستاذ أنور المعداوي على هذه الكلمة تعليقين في مقال نشر بالرسالة الغراء (عدد 809). قال في الأول (هذه الكلمات التي يسوقها الأستاذ العقاد عن محمد الإنسان تنطبق كل الانطباق على الرجل العظيم لا على الإنسان العظيم؛ لأن الرجل الذي يشمل الناس بعطفه ثم يفسر هذا العطف على أنه أكبر من أن يلقي الأمور لقاء الأنداد، وأعذر من أن يلقاها لقاء القضاة، هذا الرجل إذا وضع في الميزان صاحب طبيعة خلقية تنبع منها الرحمة من منابع العظمة النفسية، تلك التي تنظر إلى كل شئ نظرة القمم إلى السفوح، أو نظرة الكبير إلى الصغير. وفرق بين رحمة بفرضها على صاحبها التعاظم والكبرياء، ورحمة يفرضها التواضع للوصول الروابط بالإنسانية في أوسع آفاقها وأرقع مزاياها). واني أرى أن الصفات التي ذكرها العقاد تنطبق على الإنسان العظيم كما يراه العقاد الذي يفسر الإنسانية العظيمة بأنها الإنسانية الشاملة التي تعم الرجولة والأنوثة والأقوياء والضعفاء الخ. ولا يقصرها على الرحمة في غير موضعها، أو الرحمة حيث لا ينتظرها أحد كما يفسرها الأستاذ المعداوي؛ فهذه الصفة تدخل ضمن الصفات التي ذكرها العقاد للإنسانية العظيمة الشاملة، وليست هي وحدها الصفة التي يصح أن توصف بها هذه الإنسانية؛ ومن ثم كان قول العقاد أشمل وأعم.

وقال الأستاذ المعداوي في تعليقه الثاني: (أما قول الأستاذ العقاد بأن محمداً لا بد أن يكون إنساناً عظيماً لأنه نبي عظيم، فهو في رأيي لا يثبت ولا يؤكد إنسانية محمد في كثير و قليل؛ لأن محمداً كان إنساناً عظيماً بأدق معاني الكلمة قبل أن يبعث رسولاً إلى الناس. والدليل على ذلك من تاريخ حياته مهيأ لكل من يلتمس الدليل. . . وذلك أمر لا ريب فيه ولا جدال)

وإني لا أرى في قول الأستاذ العقاد ما ينفي الإنسانية العظيمة عن محمد قبل أن يكون نبياً؛ لأن العقاد لم يقصر هذه الإنسانية على الأنبياء دون غيرهم، وإنما جعلها من خصائص النبي التي يجب أن تكون متوفرة فيه ليكون أهلاً للنبوة، وهي بهذا تكون سابقة للنبوة فيه لاحقة لها.

وعلى ذلك فمحمد إنسان عظيم قبل رسالته، وإنسان عظيم بعد الرسالة.

محمد محمود عماد

محام

الفيروزاباذي لا الفيروزابادي:

أستأذن الأستاذ السيد عباس خضر في نشر ما هو آت:

جاء في رده على السيد أحمد عزيز بيتوغن في الصفحة 1411 من عدد مجلة (الرسالة) 806 عبارة (قاموس الفيروزايادي) وهنا أقول:

ألا يرى الأستاذ الكريم أن الأصح هو كلمة (الفيروزاياذي) كما قال ذلك ابن خلكان لنسبته إلى فيروزاياذ بكسر الفاء وسكون الياء المثناة من تحت وضم الراء المهملة وبعد الواو الساكنة راء مفتوحة معجمة وبعد الألف باء موحدة وبعد الألف ذال معجمة بلدة بفارس. ويقال هي مدينة جور. قاله الحافظ ابن السمعاني في كتابه الأنساب. وقال غيره هي بفتح الفاء ج1ص6 وهذا ما اعتمده العالم المحقق المغفور له أحمد تيمور باشا في كتابه المسمى (ضبط الأعلام). وإذا كان لديه ما ينقض هذا أرجو الإدلاء به.

أحمد الظاهر

من أعضاء محكمة الاستئناف - عمان

حول رواية بيت: في (البريد الأدبي) العدد (803) كنت كتبت كلمة حول كتاب (النقد الأدبي) أرد بها ما وقع فيه صاحب الوساطة في قول أبي تمام:

ألم يقنعك فيه الهجر حتى ... (بكلت) لقلبه هجراً يبين

حين قال؛ إنه لم يعرف لهذه اللفظة (بكلت) معنى، وبهذا أيضاً قال الأستاذ مؤلف الكتاب. وكان جوابي عليهما وهو جواب اجتهاد: يغلب على الظن أن تصحيفاً لحق باللفظة فأخرجها عن المعنى، ولعل الأصل (وكلت)

واليوم أعود - والعود أحمد لأقول: رواية البيت الثابتة في الديوان هي:

ألم يقنعك فيه الهجر حتى ... (قرنت) لقلبه هجراً يبين

على أن رواية (بكلت لقلبه هجراً يبين) رواية صحيحة؛ فمعنى بكل خلط. وفي اللسان: البكل: هو الخلط. قال الكميت:

يهيلون من هذاك في ذاك بينهم ... أحاديث مغرورين بكل من البكل

وبكله إذا خلطه وبكل عليه خلط. . الخ

وإذاً فلا تصحيف ولا تحريف، والحق أحق أن يقال فيتبع.

عدنان

الزيتون

حول قصة هبارين الأسود:

كتب الأستاذ أنور المعداوي في العدد الممتاز من الرسالة الغراء مقالاً تحت عنوان: (عبقرية محمد الإنسانية) وأورد في مقاله الممتع قصة (هبارين الأسود) بأنه اعترض السيدة زينب بنت رسول الله وهي في طريقها من مكة إلى المدينة ملبية دعاء الشوق الأبوي المنبعث من قلب أبيها العظيم فرماها رمية أراقت دمها الزكي على رمال الصحراء. فتلقى النبي الكريم مصرع ابنته كما يتلقى الآباء مصارع الأبناء، وحزن حزناً شديداً وأهدر دم هبار بأي مكان وجد وبأي واد حل. . إلى آخر ما سطر الأستاذ. وجاء في كتاب (حياة محمد) للدكتور هيكل باشا ص512 أن هباراً والحويرث أفزعا السيدة زينب رضى الله عنها فزعاً أجهضها فمرضت وظلت متهدمة العافية حتى لاقت ربها. . .

وبين الروايتين بون شاسع. واختلاف وخلاف. . . فأي الروايتين يمكن أن يقطع بصحتها عشاق الأدب؟ وخاصة عشاق السيدة الشريفة؟

هذا ما أردت الاستفسار عنه على صفحات الرسالة الغراء.

حسن إبراهيم شقل

المدرس بأدفو

حدث السن:

كتب الأديب إسماعيل أبو ضيف الأزهري في (الرسالة) تعقيباً على تعبيري في مستهل مقالي (الفتوة عند الصوفيين) (والفني هو الشاب حدث السن) قال: حدث السن تركيب لم يرد قي متون اللغة، بل نص في بعض الكتب على منعه. ذكر ما جاء في الأمالي للقالي (الحدث: الشاب، فإذا أضيف إلى السن قالوا: حديث السن ولم يقولو حدث السن).

ويخيل إلى أن الأديب تسرع في تعقيبه وأنه عندما وقع نظره على ما ورد في الأمالي أسرع إلى قلمه يدبج تعقيبه، ولم يجشم نفسه بعض الجهد في الرجوع إلى بعض متون اللغة التي قال عنها لم يرد فيها هذا التعبير وأن بعضها نص على منعه

فقد ورد في القاموس باب الثاء فصل الحاء: (ورجل حدث السن وحديثها بين الحداثة. .)

وكذلك ورد في لسان العرب ج2ص437 فصل الحاء حرف الثاء: (ورجل حدث السن وحديثها ورجال أحداث السن وحدثانها وحدثاؤها. . .)

عبد الموجود عبد الحافظ