الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 800/مرصد مراغة ومكتبتها اللذان شيدهما نصير الدين

مجلة الرسالة/العدد 800/مرصد مراغة ومكتبتها اللذان شيدهما نصير الدين

مجلة الرسالة - العدد 800
مرصد مراغة ومكتبتها اللذان شيدهما نصير الدين
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 01 - 11 - 1948

الطوسي في بداية العصر المغولي

(صور لدنيا العرب والإسلام في ذلك العهد الرهيب)

للأستاذ ضياء الدخيلي

(بقية ما نشرناه في العدد الماضي)

ويتفق المؤرخون على أن الطوسي كان قد شيد في مراغة حياة علمية خصبة بالإنتاج وشجع الفلاسفة والحكماء وكفل لهم أرزاقهم؛ وكان يتعصب للفيلسوف ابن سينا ويرد عنه هجمات خصومه: قال الصفدي: وشرح الطوسي إشارات ابن سينا ورد في شرحه على الإمام فخر الدين الرازي وما قاله في شرحه القديم وقد قال هذا به جرح، وما هو بشرح.

وقال عن شرحه أنه ألفه في عشرين سنة وناقض فخر الدين كثيرا.

وقال المؤرخ الفقيه أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ في كتابه شذرات الذهب الجزء الخامس: وفي سنة 672هـ توفي أبو عبد الله نصير الدين محمد بن حسن وكان رأسا في علم الأوائل ذا منزلة من هولاكو. وقال العلامة شمس الدين بن القيم في كتابه (إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان) ما لفظه: لما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والإلحاد وزير الملاحده النصير الطوسي وزير هولاكو شفى نفسه من أتباع الرسول وأهل دينهم فعرضهم على السيف حتى شفى إخوانه من الملاحدة واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم وجعلهم خاصته وأولياءه ونصر في كتبه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب جل جلاله من علمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره واتخذ للملاحدة مدارس ورام جعل (إشارات) إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن فلم يقدر على ذلك، فقال هي قرآن الخواص وذلك قرآن العوام ورام تغيير الصلاة وجعلها صلاتين. فلم يتم له الأمر. وتعلم السحر في آخر الأمر فكان ساحرا يعبد الأصنام انتهى بلفظه.

وهذا تحامل غريب سنعرض عليك بعده إعجاب مفكري الغرب وكبار علمائه بالطوس تركته كتبه من انقلاب فكري وأثر بعيد في الحضارة الأوربية الحديثة؛ وكلمة هذا المتعصب تريك عقلية أولئك الذين كانوا يقاومون الفلسفة ويضطهدون الفلاسفة؛ فإذا كان الشيخ ابن سينا إمام الملحدين فعلى الإسلام السلام.

والذي ينقله المؤرخون عن الطوسي أنه كان بارا بالعلماء والفقهاء هذا العزاوي يقول في كتابه ص274 (في سنة 672هـ (1273م) وصل السلطان أبا قاخان (ابن هولاكو وخليفته في السلطان) إلى بغداد وفي خدمته الأمراء والعساكر والخواجه نصير الدين الطوسي وعبر دجلة وتصيد وعاد إلى بغداد، فلما انقضى الشتاء عاد إلى مقر ملكه.

وأما الخواجه نصير الدين الطوسي فإنه أقام ببغداد وتصفح أحوال الوقوف أورد أخبار الفقهاء والمدرسين والصوفية وأطلق المشاهرات وقرر القواعد في الوقف وأصلحها بعد اختلالها.

وقال ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات والصفدي في الوافي نصير الدين الطوسي الفيلسوف صاحب علم الرياضي كان راسا في علم الأوائل ولا سيما في الأرصاد والمجسطي فإنه فاق الكبار وكان ذا حرمة وافية ومنزلة عظيمة عند هولاكو وكان يطيعه فيما يشير به عليه والأموال في تصريفه وكان حسن الصورة كريما حسن العشرة غزير الفضل.

وولاه هولاكو جميع الأوقاف في سائر بلاده. وكان له في كل بلد نائب يستغل الأوقاف ويأخذ عشرها ويحمله إليه ليصرفه في جامكيات (مرتبات) المقيمين بالرصد وما يحتاج إليه من الأعمال بسبب الأرصاد.

وكان للمسلمين به نفع وخصوصا الشيعة والعلويين والحكماء وغيرهم. وكان يبرهم ويقضي أشغالهم ويحمي أوقافهم. وكان مع هذا كله فيه تواضع وحسن ملتقى.

وقد كان منجما لأبغا (أبا قاخان بن هولاكو وقد ولى السلطان بعد أبيه) بعد والده. وكان يعمل الوزارة لهولاكو من غير أن يدخل يده في الأموال احتوى على عقله حتى إنه لا يركب ولا يسافر إلا في وقت يأمره به أفلا يكفي هذا شاهدا.

وكان هولاكو شديد الاعتقاد بعلم النجوم فكان هذا مدخلا للطوسي ليستولي على فكره وطبعا ليس الفضل في نجاحه في السيطرة عليه وصواب ما يشير به عليه في استشارات هولاكو له كان لعلم التنجيم الخرافي الطافح بالخزعبلات.

وإنما كان الأثر لدهاء الطوسي وبعد نظره وإن ظن هولاكو المغولي جهلا أن إصابة الطوسي للأهداف مرجعه علم التنجيم. وقد استغل الطوسي هذا النفوذ وتلك الهيمنة على ذلك السفاح في إغاثة الناس وحمايتهم من شرور هذا الجلاد المغولي الظالم ذ يحدثنا المؤرخون أنه خلص ابن الغوطي من أيدي التتار ونقل العزاوي أنه عندما أراد هولاكو الاستيلاء على داخل المدينة ببغداد أمر الخواجه نصير الدين أن يقف عند باب الحلبة ويؤمن الناس للخروج من هذا الباب. فأخذ الناس يخرجون جماعات كثيرة.

وقال أيضا وفي سنة 651هـ وصل التتار إلى بلده تون ثم استولوا على بلدة شهرستان وتوجهوا نحو طوس ففتحوها وتوجهوا إلى دامغان وخربوا (الموت) عاصمة الإسماعيلية. وفي هذه الأثناء لازم الخواجه نصير الدين الطوسي هولاكو خان. وكان في خدمة علاء الدين محمد بن الحسيني الإسماعيلي فحظي عنده وأنعم عليه فعمل الرصد بمراغة ثم توجه نحو خورشاه ملك الإسماعيلية للاستيلاء على قلاعه وبلاده.

وكان من محاسن الصدف - كذا قال الخواجه رشيد الدين - مرافقه نصير الدين الطوسي لهولاكو في هذه الحملة وكان هو السبب في حقن الدماء وتسليم البلاد لهولاكو لأن الناس كانوا لا يستطيعون الحوب معه فسعى في مسالمة وخذ ينصح خور شاه بطاعة هولاكو والانقياد له فقبل خورشاه النصيحة.

وكان يتماهل في إظهار الطاعة إلى أن حاصروه من جميع الجهات حتى اضطروه إلى التسليم وقتل فافتتحت بلاد الملاحدة.

فترى من هنا بداية اتصال الطوسي بهولاكو.

قال ابن الغوطي في الحوادث الجامعة (ص313) ثم أرسل السلطان إلى متولي (قلعة الموت) يعرفه نزول ركن الدين إليه ويأمره بالتسليم فأبى وامتنع فسير إليه الجيوش فأحاطوا به وحاصروه وضيقوا عليه فسأل الأمان فأجيب فسلم القلعة فهدمت.

ولما فتحت قلعة الموت خرج الإمام العلامة نصير الدين محمد الطوسي. وكان في خدمة علاء الدين محمد بن الحسن الإسماعيلي وحضر بين يدي السلطان فحظي عنده وأنعم عليه فعمل الرصد بمراغة.

ونقل في روضات الجنات عن صاحب (صحيفة الصفاء في ذكر أهل الاجتباء والاصطفاء) أن الطوسي كان من حملة عرش التحقيق في الفلسفة والرياضي والكلام.

وكان محبوساً في حصن الديلم بأمر خورشيد شاه القرمطي فلما غلبت الترك عليه وقتلوه وأخذوا حصن الديلم أطلقوا الفيلسوف الإلاهي من الحبس وأكرموه لعلمه بالنجوم وكان في عداد وزرائهم وقصته مع ابن الحاجب مجعولة لبعد بعيد بين زمانيهما

والحق أن الطوسي قد خدم الحضارة الإسلامية خدمات جلى كان منها استنقاذه الكتب العربية وحفظها للأجيال وأبقى قبساً من نتاج العلماء المسلمين في فجر النهضة الإسلامية فجعلها متصلة الحلقات موصولة الأسباب.

ولنذكر ناحية ثانية استنقذت بها كتب بغداد عند دخول التتار وقتلها وقد لوح إليها ابن الغوطي إذ قال ص331 قيل إن عدة القتلى ببغداد زادت عن ثمانمائة ألف نفس عدا من ألقي من الأطفال في الوحول ومن هلك في القني والآبار وسراديب الموتى جوعا وخوفا ووقع الوباء فيمن تخاف بعد القتل من شم روائح القتلى وشرب الماء الممتزج بالجيف. وكان الناس يكثرون شم البصل لقوة الجيفة وكثرة الذباب فإنه ملأ الفضاء. وكان يسقط على المطعومات فيفسدها. وكان أهل الحلة والكوفة والمسيب يجلبون إلى بغداد الأطعمة فانتفع الناس بذلك وكانوا يبتاعون بأثمانها الكتب النفيسة وصغر المطعم وغيره من الأثاث بأوهى قيمة فاستغنى بهذا الوجه خلق كثير.

قال ووضع السيف في أهل بغداد ومازالوا في قتل ونهب وأسر وتعذيب للناس بأنواع العذاب واستخراج الأموال منهم باليم العقاب مدة أربعين يوما فقتلوا الرجال والنساء والصبيان والأطفال فلم يبق من أهل البلد ومن التجأ إليهم من أهل السواد إلا القليل.

قال وسلمت دار ابن العلقمي وسلم بها خلق كثير وسلمت دور آخرين كدار صاحب الديوان ودار حاجب الباب ودور النصارى وما عدا هذه الأماكن فإنه لم يسلم فيها أحد إلا من كان في الآبار والقنوات وأحرق معظم البلد وجامع الخليفة وما يجاوره واستولى الخراب على البلد. وكانت القتلى في الدروب والأسواق ووقعت الأمطار عليهم ووطئتهم الخيول فاستحالت صورهم وصاروا عبرة لمن يرى؛ ثم نودي بالأمان فخرج من تخلف وقد تغيري ألوانهم وذهلت عقولهم لما شاهدوا من الأهوال التي لا يعبر عنها بلسان وهم كالموتى إذا خرجوا من القبور يوم النشور من الخوف والجوع والبرد.

وأما أهل الحلة والكوفة فإنهم انتزحوا إلى البطائح بأولادهم وما قدروا عليه من أموالهم وحضر أكابرهم من العلويين والفقهاء مع مجد الدين بن طاوس العلوي إلى السلطان وسألوه حقن دمائهم فأجاب سؤالهم.

وفي هذه المجازر كان موقف الطوسي حرجا حتى كاد مرة أن يبطش به هولاكو. وكان يستعمل الحيلة ويبتكر الأساليب لتخليص الناس من بطش هولاكو.

قال ابن شاكر في فوات الوفيات والصفدي في الوافي بالوفيات دهاء الطوسي ما حكى أن حصل لهولاكو غضب على علاء الدين الجويني صاحب الديوان فأمر بقتله فجاء أخوه إلى النصير وذكر له ذلك فقال النصير هذا الخان أن أمر بأمر لا يمكن رده خصوصا إذا برز إلى الخارج. فقال له لا بد من حيلة في ذلك فتوجه الطوسي إلى هولاكو وبيده عكاز وسبحة ثم اصطرلاب وخلفه من يحمل مبخرة وبخوراً وناراً فرآه خاصة هولاكو الذين على باب المخيم، فلما وصل أخذ يزيد في البخور ويرفع الاصطرلاب ناظراً فيه ويضعه فلما رأوه يفعل ذلك دخلوا على هولاكو وأعلموه، ثم خرجوا إليه فقال لهم الخان أين هو؟ قالوا جوا (أي داخل المخيم) قال طيب معافى موجود في صحة؟ قالوا نعم، فسجد شكرا لله تعالى، ثم قال لهم طيب في نفسه؟ قالوا نعم، وكرر ذلك مرارا وقال أريد وجهه بعيني، فدخلوا فأعلموه، وكان في وقت لا يجتمع به أحد فقال علي به؛ فلما دخل ورآه سجد وأطال السجود فقال له ما خبرك؟ قال اقتضى الطالع في هذا الوقت أن يكون على الخان أمر فظيع عظيم للغاية فقمت وعملت وبخرت بهذا البخور ودعوت بأدعية أعرفها أسأل الله تعالى صرف ذلك عن الخان. وينبغي الآن أن يكتب الخان إلى سائر ممالكه بإطلاق من في الاعتقال والعفو عمن له جناية لعل الله عز وجل يصرف هذا الحادث العظيم ولو لم أر وجه الخان ما صدقت، فأمر في تلك الساعة هولاكو بما قال، وانطلق علاء الدين صاحب الديوان في جملة من الناس. قال ابن شاكر وهذا غاية في الدهاء بلغ مقصده ودفع عن الناس أذاهم. وبعد فإنك واجد الطوسي كان يسير هولاكو إلى العفو عن المسلمين من طريق علم التنجيم وقد استغل إيمانه بخرافات المنجمين وأكاذيبهم - في بناء مرصد مراغة ومكتبتها العظيمتين اللذين خدما الثقافة الإسلامية خدمات عظمى وتقدما بعلم الفلك والهيئة، ولنسمع الأستاذ قدري حافظ طوقان يحدثنا عن الطوسي ومرصد مراغة في كتابه (تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك وهو كتاب يبحث في أثر العرب في تقدم الرياضيات والفلك وسير أعلام رياضييهم وكبار فلكييهم) وقد نشرته مجلة (المقتطف) كهدية سنوية لتستمع إلى حديث ابن طوقان عضو الجمعية الملكية الأسيوية بلندن وعضو جمعيات العلوم الرياضية في إنجلترا وأمريكا وعضو مجلس التعليم العالي في فلسطين ومساعد مدير كلية النجاح بنابلس وأستاذ الرياضيات فيها: إن هذا الرجل قد غذى الروح القومية والغرور العربي بشعلة متأججة من وطنيته، فمن يقرا كتابه يخرج رافعا رأسه اعتزازا بآبائنا العظام فإلى مثل هذا الكتاب نحظ المؤلفين فإنه تأليف به تتألف جيوش الأمة لتندفع في سبيل المجد ومضمار الرقي، هكذا اكتبوا وألفوا يا حملة الأقلام العربية ولا تزجوا الشباب في مساقط الرذيلة ومهاوي الشهوات العمياء برواياتكم المترعة بالخيانات الزوجية النتنة بروائح الخمور والفجور أصغوا إلى ابن فلسطين يتحدث عن الحضارة الإسلامية العربية فهو ابن بجدتها وفارس حلبتها، وسوف أشفع حديثه بما ترجمته أنا من المصادر الإنجليزية قال: ص65 عن المراصد وآلاتها وأزياجها:

لاشك أن العرب لم يصلوا بعلم الفلك ما وصلوا إليه إلا بفضل المراصد، وقد كانت هذه نادرة جدا قبل النهضة العلمية العباسية. وقد يكون اليونان أول من رصد الكواكب بآلات وقد يكون مرصد الإسكندرية الذي أنشئ في القرن الثالث عشر قبل الميلاد هو أول مرصد عنه ويقال أن الأمويين ابتنوا مرصدا في دمشق، ولكن الثابت أن المأمون أول من أشار باستعمال الآلات في الرصد وقد ابتنى مرصدا على جبل قيسون في دمشق وفي الشماسية ببغداد وفي مدة خلافته وبعد وفاته أنشئت عدة مراصد في أنحاء مختلفة من البلاد الإسلامية، فلقد ابتنى بنو موسى مرصدا في بغداد على طرف الجسر وفيه استخرجوا حساب العرض الكبر من عروض القمر، وبنى شرف الدولة أيضا مرصدا في بستان دار المملكة ويقال أن الكوهي رصد فيه الكواكب السبعة. وأنشأ الفاطميون على جبل المقطم مرصدا عرف باسم المرصد الحاكمي وكذلك أنشأ بنو الأعلم مرصدا عرف باسمهم، ولعل مرصد المراغة الذي بناه نصير الدين الطوسي من أشهر المراصد وأكبرها وقد اشتهر بآلاته الدقيقة وتفوق المشتغلين فيه واشتهرت أرصاد هذا المرصد بالدقة اعتمد عليها علماء أوربا في عصر النهضة وما بعده في بحوثهم الفلكية: وهناك عدا هذه مراصد أخرى في مختلف الأنحاء كمرصد ابن الشاطر بالشام ومرصد الدينوري بأصبهان ومرصد البيروني ومرصد الغ بك بسمرقند البتاني بالشام ومراصد غيرها خاصة وعمومية في مصر والأندلس وأصبهان.

وكان للراصد آلات وهي على أنواع وتختلف بحسب الغرض منها وقد وضع الخازن كتابا سماه (كتاب الآلات العجيبة) اشتمل على كثير من آلات الرصد غياث الدين جمشيد رسالة فارسية في وصف بعض الآلات وأتى تقي الدين الراصد على ذكر الآلات التي اخترعها هو وقد اعترف الإفرنج بأن العرب أتقنوا صنعة هذه الآلات (كما في تراث الإسلام).

وفي هذه المراصد أجرى المسلمون أرصادا كثيرة ووضعوا الأزياج القيمة الدقيقة.

ومن أشهر الأزياج زيج إبراهيم الغزاوي وزيج الخوارزمي البتاني وأزياج المأمون وابن السمح وابن الشاطر وابن البلخي والأيلخاني وعبد الله المروزي البغدادي والصنعاني والشامل (لأبي الوفاء) والزيج الشاهي (للطوسي) وشمس الدين وملكشاهي والمقتبس لأبي العباس أحمد يوس بن الكماد وزيج العلائي وزيج المصطلح في كيفية التعليم والطريق إلى وضع التقويم والزيج الكبير الحاكمي وزيج الهمداني وزيج الآفاق في علم الأوفاق الخ. . . وبالجملة فإن للعرب فضلا كبيرا على الفلك لأنهم (أولا) نقلوا الكتب الفلكية عند اليونان والفرس والهنود والكلدان والسريان وصححوا بعض أغلاطها وتوسعوا فيها - وهذا عمل جليل لا سيما إذا عرفنا أن أصول تلك الكتب ضاعت ولم يبق منها غير ترجماتها في العربية وهذا طبعا ما جعل الأوربيين يأخذون العلم عن العرب فكان العرب بذلك أساتذة العالم.

و (ثانيا) في إضافتهم الهامة واكتشافاتهم الجليلة التي تقدمت بعلم الفلك شوطا بعيدا و (ثالثا) في جعلهم علم الفلك استقرائيا وفي عدم وقوفهم فيه عند حد النظريات كما فعل اليونان

و (رابعا) في تطهير علم الفلك ادران التنجيم وكانت هذه خطة اغلب علماء الفلك المسلمين وفق تعاليم الإسلام.

(بغداد)

ضياء الدخيلي