مجلة الرسالة/العدد 778/البَريدُ الأدَبي
→ الكتب | مجلة الرسالة - العدد 778 البَريدُ الأدَبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 31 - 05 - 1948 |
مسألة نحوية:
جاءني من بعض الطلاب النجباء في السنوات التوجيهية أن أساتذتهم قد لاحظوا في مذكراتهم على (عبقرية عمر) أن في الصفحة الخامسة والأربعين منه خطأ نحوياً حيث جاء فيها أن عمر رضي الله عنه (تفقد رجلا يعرفه فقيل له إنه يتابع الشراب، فكتب إليه: إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوْب شديد العقاب ذي الطوْل لا إله إلا هو إليه المصير)
قالوا: والصواب (ذا الطوال) لأنه صفة لله، والله في الجملة مفعول لفعل أحمد في أولها. . .
وظاهر من ملاحظة الأساتذة أنهم قد فاتهم أن عمر رضي الله عنه إنما اقتبس آية من القرآن الكريم في أول سورة غافر وهي: (حم تنزيل الكتابِ منَ اللهِ العزيز العليم، غافِر الذَّنب وقَابل التوْب شَديد العقاب ذي الطوْل لا إله إلا هو إليه المصير. . .)
وقد جرت عادة عمر وعادة المسلمين عامة أن يقتبسوا الآية بنصها ولا يغيروا فيها مراعاة لموقعها من إعراب كلامهم الذي اقتبسوها فيه.
ومن ذلك في الكتاب نفسه أن عمر قال لمن هابوه: (. . . كنت مع رسول الله ﷺ فكنت عبده وخادمه، وكان من لا يبلغ أحد صفته من اللين والرحمة، وكان كما قال الله: بالمؤمنين رؤوف رحيم) ص 17
ولو أنه أجاز التغيير في الآية الكريمة مراعاة موقعها من إعراب كلامه لقال: (رؤوفاً رحيماً) خبراً لِكان.
هذا هو الوجه فيما أوردناه من كلام عمر واقتباسه.
على أنه لو لم يكن اقتباساً لما صح الجزم بتخطئته على جميع الوجوه، لأن باب الاتباع في النحو معروف. . . ومنه (جحر ضب خرب) بكسر الباء في خرب، وصوابها أن تضم لأنها وصف جحر وليست بوصف لضب، وإنما كسروها على الاتباع
ونحن نود من كل من يعثر بخطأ في الكتاب أن يعلنه، ولكن بعد مراجعة نفسه ومراجعة مصادره. لأن المحاسبة بعد المراجعة أو خصلة تستفاد من سيرة ابن الخطاب. . .
عباس محمود العقاد
جددوا ميثاق عمر فقد نقضه اليهود!
رضي الله عن الفاروق عمر بن الخطاب، وأبقى ذكره في الخالدين، فقد زان الإسلام والمسلمين بورعه وتقواه وألمعيته، وكان ملهماً ينكشف له في باطن قلبه من جهة الداخل ما يعرف به خلجات القلوب ووساوس النفوس، ولذا كانت أحكامه وقضاياه مضرب المثل إلى اليوم في الحكمة والقوة والوضوح.
وكان أن شرط على أهل الكتاب شروطاً متى أخذوا بها وحافظوا على نصوصها فقد أمنوا على أنفسهم وذريتهم وأموالهم. وقد صار ميثاقه هذا دستوراً للأمة المحمدية في جميع الأزمنة والعصور، يجدده حكام المسلمين وملوكهم وقت الحاجة تنبيهاً لمن أخذ عليهم وتأديباً.
(وقد جدد هذا العهد السلطان الناصر حسن بن قلاوون، فقد جمع اليهود والسامرة وغيرهم، وجدد عليهم البيعة، وشرط شروطاً، وأرسل بذلك مراسيم إلى بلاد مصر والشام ليجمع النائب بها أكابر اليهود، وأن يقرأ عليهم نص كتاب الإمام عمر بن الخطاب ليعتمدوا أحكام الشريعة المطهرة فيما يلزمهم من الشروط التي يترتب عليها عقد الذمة اقتداء بالشروط العمرية فيهم وتقريراً لأحكامها، وتجديداً لما تقادم من أيامها، وتعظيما لدين الإسلام وأهله)
وهذه الشروط سطور في آخرها وأن يرشدوا المسلمين ولا يطلعوا على عورات المسلمين في منازلهم، ولا يضربوا أحداً من المسلمين، ومتى خالفوا ذلك فلا ذمة لهم، وقد حل فيهم ما يحل في أهل الشقاق والمعاندة. .
شطانوف
محمد منصور خضر
1 - سؤال:
يقول امرؤ القيس: ولاسيما يوم بدارة جلجل، ويستعمل المعاصرون هذه الكلمة فيقلون مثلا (الأمل في النصر كبير بفلسطين سيما وقد تدخلت القوات العربية النظامية) فأي الاستعمالين أصح؟
(الرسالة): الأصح استعمال امرئ القيس ولا يجوز غير ذلك.
2 - غوري:
عاب الأستاذ أنو المعداوي كلمة (غوري) في شعر نزار قباني بالعدد 774 من الرسالة، وهي كلمة صحيحة من غار يغور.
ولعل الذي دعا الأستاذ إلى هذه التخطئة أن العامة استعملت هذا الفعل بمعنى قريب جداً من هذا المعنى.
3 - إسحاق:
قال الأستاذ (العباس) في معرض الحديث عن محاضرات تيمور بك (وقال إن هذا المذهب يستمد من العقل الباطن، ويجب أن يكون له رقيب من العقل الواعي).
والمفهوم أن الباطن والواعي اسمان لمسمى واحد. فما رأى الأستاذ مع كبير تقديري له؟
عثمان موسى
كوستى: السودان
مجلة الأمير فاروق الثانوية بالقاهرة:
أهدى إلينا الأستاذ إسماعيل بك خيري ناظر مدرسة الأمير فاروق الثانوية، مجلة المدرسة السنوية حافلة بشتى الموضوعات العلمية والأدبية بأقلام أساتذة المدرسة وطلبتها، وبها حديثان مهمان للكاتبين الكبيرين الأستاذين عباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيات. والمجلة رائعة التنسيق جميلة التبويب حسنة الطبع. والفضل في ذلك لمراقبها الأستاذ بدوي طبانة، ورئيس تحريرها الطالب حسين حسين الجزار.