مجلة الرسالة/العدد 751/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 751 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 24 - 11 - 1947 |
القرقور في القاموس:
أخرج السيد (البر الريحاني) شقيق (الفيلسوف أمين الريحاني) في هذه الأيام للقارئين كتاباً كبيراً، أسمه (قلب لبنان) من إنشاء أخيه، وقد جاء فيه (ص522):
(وهاك مثالاً من مباحث (برار) التاريخية: بين الجزائر السبع اليونانية جزيرة فقدت أسمها القديم وأسمها الأقدم السامي. أما أسمها اليوم فهو (كرفو) أما أسمها القديم فهو (كركير) وهو غير يوناني. وان له قصة طريفة جاءت في الأدوسي.
يوم كان عولس عائداً إلى اثيكا نقم عليه اله البحر، فحول مركبه إلى صخرة عند الشاطئ، فسميت الجزيرة بأسم ذلك المركب تذكاراً للحادث المفجع.
ثم قال العلامة برار أن معنى كركيرا المركب السريع، وإن الاسم فنيقي سامي. (فقد كان العرب. يسمعون المركب السريع كركر أو كركور.)
قال الفيلسوف: إنه رجع إلى الفير وزبادي فصل الكاف باب الراء وفصل القاف باب الراء فلم يجد لا كركورا ولا قرقورا. وقد كان الفيلسوف العبقري (الأمين) في هذا القول من المتسرعين وأن كان خطب تسرعه يسيراً هيناً بالقياس إلى تسرع كثير من نظرائه من الفلاسفة والأئمة. يقول الأمام أبن السيد البطليوسي في كتابه (الاقتضاب في شرح لا لأدب الكاتب) ناعياً على الإمام الأصمعي تسرعه: (كان الأصمعي (عفا الله عنه) يتسرع إلى تخطئة الناس، وينكر أشياء كلها صحيح). (وقد يكون مع المستعجل الزلل) كما يقول القطامي.
إن (القرقور) هو في (القاموس) واليقين أن العلامة برار إنما عني هذه اللفظة، وقد قال (كركير أو كركور) إذ لا قاف في ألسن الفرنج ولا ضاض ولا عين، ولو سمع (أبو مهدية) حديث القوم لتعجب كيف يلغو هؤلاء الناس، كيف يحكون وقد خلا لحنهم أو لسنهم أو حكايتهم من أمثال هذه الحروف.
وهذا قول مجد الدين في مصنفة (القاموس): (والقرقور كعصفور السفينة أو الطويلة أو العظيمة) قال شارحه صاحب (التاج): (والجمع القراقير، ومنه قول النابغة: (قراقير النبيط على التلال)، وفي الحديث: فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر في قراقير من در). وإذا شك في الحديث - وقد نقله (التاج) من (النهاية) - فلا ريب في صحة ألفاظه في اللغة. وروي أبو علي في (أماليه) ج1 ص279 مقطوعة مستطرفة لعبد الصمد بن المعذل في هجاء أبن أخيه. وردت تلك اللفظة في مطلعها:
لو كان يعطي المنى الأعمام في ابن الأخ ... أصبحت في جوف قرقور إلى الصين
وقال الهاجي في ختامها:
إن القلوب لتطوى منك يا ابن أخي ... إذا رأتك على مثل السكاكين
فعندنا - كما ترى - (القرقور) وهذه اللفظة وغيرها هي من الأدلة على أن العربية والنيقية - والفنيقية بنت العربية - كانتا تعطيان الإغريقية كما كانتا تأخذان منها، وشيخنا يقول:
(الناس بالناس من حضر وبادية) فلكل على كل يد، ولن يستبد بالفضل كله في هذه الدنيا مستبد. وما احتفلنا بتلك الكلمة وحرصنا عليها لتكتب في الصحف أو تقال لكن اهتممنا بها للتاريخ، وسيمكث (القرقور) في (القاموس) أو في الميناء مرسى بالأنجر لا يغدو ولا يروح، فلا نقول في وقت: باسم الله مجراه بل بإسم الله مرساه. . . والعربية - يا أخا العرب - بحر، فلا تعدم اللفظ الفصيح المأنوس القرآني.
(السهمي)
تعليق على كلمة:
قرأت في مجلة الرسالة الغراء مقالاً للدكتور عبد الوهاب عزام بك في العدد 748 وقد لفت نظري في أثناء المقال استعماله كلمة (اطأرت) جاء بها خلال تحدثه عن ضريح (همايون) في الهند بقوله: (وما رسخت قواعد الملك ولا اطأدت أساطين الدولة. . الخ) وهذه الكلمة لا تعترف بها القواعد الصرفية لأن ثلاثيها (وطد) وصوغ (افتعل) منها يكون اتطد كوعد وأتعد وهكذا، وزيادة للإيضاح أذكر ما كتبه صاحب (المثل السائر) في أوائل كتابه المذكور عن هذه الكلمة التي جاءت في شعر أبي تمام، قال صاحب المثل السائر: وقد غلط أبو تمام في قوله:
بالقائم الثامن المستخلف اطأدت ... قواعد الملك ممتداً لها الطول إلا ترى أنه قال: اطأدت والصواب اتطدت لأن التاء تبدل من الواو في موضوعين أحدهما مقيس عليه كهذا الموضع لأنك إذا بنيت افتعل من الوعد قلت: أتعد ومثله ما ورد في هذا البيت فإنه من وطد يطد ولا يقال اطأد.
وأما غير المقيس فقولهم: تجاه، من وجاه، وتكلان، من وكل فأبدلت الواو تاء للاستحسان. . . هذا نص ما قاله ابن الأثير الموصلي في المثل السائر صفحة7، ولعل للدكتور عزام حجة تفند زعم الموصلي ليصح قول أبي تمام فيصح قول الدكتور نفسه.
إبراهيم الوائلي
حول خبر في النجوم الزاهرة:
إلى الصديق الأستاذ المؤرخ أحمد رمزي بك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في الجزء السابع من (النجوم الزاهرة) ص126 سطر 16.
قول مؤلفه أبي المحاسن يوسف بن تغري بردى حين يتحدث عن قضاة الشافعية بمصر: (وقاضي القضاة جلال الدين المذكور هو صهري وزوج كريمتي ومات عنها رحمهما الله تعالى وعفا عنهما) وفي هذا الكلام نظر لأن القاضي جلال الدين هذا توفي سنة 824 هجرية، والمؤلف ابن تغري بردي ولد سنة 813هـ على حسب قوله هو في ترجمته لنفسه. فكيف ينجب بنتاً تتزوج بالقاضي جلال الدين ويموت عنها زوجها سنة 824هـ؟ أتكفي هذه السنوات الإحدى عشرة لكي يبلغ الأب الحلم ثم يتزوج فينجب ثم تبلغ بنته سن الزواج؟
لقد ظننت - توقياً للاستحالة العقلية والطبعية في هذا الخبر أن بالنجوم خطأ في هذا الموضع؛ وأن القاضي جلال الدين لا بد أن يكون صهراً لصاحب النجوم الزاهرة ولكن في غير كريمته.
ورجعت إلى كتب التراجم فوجدت في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) لأبن العماد الحمبلي جزء7 ص317 أن القاضي جلال الدين تزوج بأخت مؤلف النجوم وهو الذي تولى تربيته. ووجدت في (الضوء اللامع للسخاوي) ما يفيد أن القاضي جلال الدين تزوج بأخت المؤلف بعد وفاة زوجها الأول الناصري بن العديم القاضي.
ألا ترى معي أيها الصديق الكريم أن الخطأ في كتاب (كالنجوم الزاهرة) يجب أن يصلح حتى لا يضل الباحث ويضطرب. ثم ألا ترى معي أن رواية الشعر في (النجوم الزاهرة) لا تزال مضطربة، وأن همة (الدار) أكبر من أن يشق عليها التحري والتوفيق؟؟
محمد عبد الغني حسن
من خبر الجامعة:
جاءنا أن قسم اللغة العربية في كلية الآداب عقد اجتماعاً برياسة الأستاذ أمين الخولي، وبناء على اقتراحه تقرر (بمخالفة الأستاذين الشايب وشوقي ضيف) إسناد تدريس علوم القرآن إلى صاحب رسالة الفن القصصي في القرآن. وعلمنا أنها قد أتصلت بعض الهيئات الإسلامية على أثر ذيوع هذا الخبر بالعميد الدكتور عزام بك، وفهمت منه أن صاحب هذه الرسالة سيخرج من الجامعة حتماً.