مجلة الرسالة/العدد 748/الكتب
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 748 الكتب [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 03 - 11 - 1947 |
أنات غريب
تأليف الأستاذ حبيب الزحلاوي
يجمع صديقنا الأستاذ حبيب الزحلاوي بين موهبتين، موهبة النقد، وموهبة القصة، والأولى عنده أقوى وأعنف، ولهذا نجده في قصصه كثيراً ما ينسى أشخاصه ويقف هو ليتكلم فينصح ويرشد، ويوجه اللوم والنقد، ويصف ويمعن في الوصف ويستخلص لك العبرة والحكمة، وهو في هذا أشبه بالأستاذ ميخائيل نعيمة، وكل منهما ناقد، وكل منهما قاص. . . .
وهذا اللون من القصص لا يقف بالقارئ عند طرافة الحكاية والسرد القصصي ولكنه يقدم له زاداً موفوراً من المعلومات التاريخية، والتجارب الخاصة، والأوصاف التي تتعلق بالطبائع الإنسانية ومظاهر الحياة، والنقد للأوضاع السائدة بين الناس، فإذا ما تناول القارئ قصة من هذا اللون فإنه يخرج منها وهو يفكر فيما تضمنته من هذا أكثر مما يفكر في طرافتها القصصية ورشاقتها في السرد والحكاية. . . .
وهذه المجموعة (أنات غريب) للأستاذ الفاضل تشتمل على ثماني قصص، وكلها أو أكثرها من هذا اللون الزاخر بالذكرى والمعرفة، فقصة (الدميم) إنما هي درس في القصة، وقصة (ذكريات) إنما هي صفحة من تاريخ الثورة السورية وتصوير لذلك النضال المر الذي قام به شباب سورية لتحرير بلادهم من الاستعمار الفرنسي. وهكذا نجده في قصصه يصعد بك إلى مرافئ لبنان وينحدر معك إلى ربوع مصر، ويطوح بك في مطارح الغربة بأمريكا فيعطيك في هذا كله صوراً دقيقة محشوة بالأوصاف والمناظر والسمات، وهو يمزج هذا كله بمواضع الألم في قلبه، ومن هنا كانت قصصه (أنات) صادقة، ولكن صديقنا الزحلاوي يبدو في هذه الناحية قاسياً كل القسوة على قرائه، ففي كل قصة من قصصه فجيعة تحطم القلب وتهز الكيان. . . وجماع القول في هذه المجموعة القصصية أنها ليست من القصص الذي يقرأ بالتسلية وقتل الوقت، ولكنها تقرأ فتترك أثرها في نفس القارئ، وتبقى فيعود إليها مرة. . . ومرات. . .
2 - روح وجسد تأليف الأستاذ عبد المعطي المسيري
وهذه المجموعة (روح وجسد) لصديقنا الأستاذ عبد المعطي المسيري، وهي تشتمل على اثنتي عشرة قصة وقد أسماها باسم القصة الأولى منها ما هو مألوف عند كتاب القصة.
والأستاذ المسيري شاب وهبته الطبيعة أكثر مما وهبه الدرس، وأخذ عن الحياة أكثر مما أخذه عن المدرس، وهو يبدو كآلة موسيقية مشدودة الأوتار، كلما نقرت عليها حادثة من الحوادث، أو هبت عليها تجربة قاسية مع الناس والحياة، رددت ذلك في نغمة مشبوبة بالأسى والشجن، وهكذا نجد القصة عند الأستاذ المسيري، فهو في قصصه شاعر، يهتز لكل ما يجري حوله، ويقع عليه بصره، وتبدو عاطفته مرسومة في تعبيراته وانفعالاته، وهذا النوع من الكتاب إذا لم ينفعل لم يستطع أن يكتب. لا تجد عند الأستاذ المسيري الحادثة الضخمة، ولا الواقعة المروعة، ولكنها حوادث ووقائع يراها الكثيرون فلا يفطنون إليها، وإنما يفطن إليها الفنان، وتهتز بها الأوتار المرهفة المشدودة فإذا هي أنغام تتردد في الآذان وتؤثر في كل نفس، وهذا هو موقع الفارق بين الفنان وغبر الفنان. على أنه يتميز إلى جانب هذه الحساسية الفنية بروح صوفية شفافة، وهذا مما يزيد في توثيق الصلة بينه وبين القارئ، فأنت إذا ما تناولت هذه المجموعة القصصية فأنك لا تضم ضفتيها إلا إذا أتيت عليها كلها، وكأنك تقرأ قصة متسلسلة الفصول متصلة الحلقات. وستجد في كل قصة من قصصها مهما كان موضوعها ولونها روحاً وجسداً يتقاتلان.
محمد فهمي عبد اللطيف
- 1 - فهارس المكتبة العربية في الخافقين
تأليف الأستاذ يوسف أسعد داغر
كتاب وضعه أو - جمعه إن شئت - الأستاذ يوسف داغر أمين دار الكتب اللبنانية. تكلم فيه على فهارس الكتب العربية في الشرق عن المطبوعات والمخطوطات، وعلى فهارس المخطوطات في البلاد العربية وشمال إفريقية والهند. وعلى مجموعات المخطوطات في الخزائن الخاصة الموجودة في سوريا وفلسطين والعراق وإيران ومصر. وعلى تزويق المخطوطات وتهذيبها، وعلى فهارس الكتب العربية في أوروبا والولايات المتحدة وفهارس المجلات الاستشراقية والصحافين المستشرقين. وغير ذلك.
والمؤلف يشكر على اهتمامه بهذه الموضوعات التي جمعها ودل عليها. ويبدو أنه بذل في سبيل ذلك جهداً محموداً غير أنه يؤخذ على الكتاب أمور.
1 - الفوضى وعدم الترتيب. فالذي شعرت به أن الأستاذ داغر سرد كل ما في قصاصاته (فيشه) دون أن ينقح أو يرتب أو يهذب.
2 - النقل بلا ذكر المصادر. فقد لاحظت أنه ينقل فصولاً برمتها من كتب معروفة، ولا يذكر أنه نقلها منها وهذا مناف للأمانة العلمية. ففصل المجلات الاستشراقية مثلاً منقول من كتاب سوفاجه حرفاً حرفا. ومع ذلك فلم يشر إلى المصدر، ولم يشر إلى كتاب رائد التراث العربي، - وهو اقتباس كتاب سوفاجه باللغة العربية - أيضاً.
3 - أغفل الأستاذ داغر كثيراً من الكتب المخطوطة التي تكلم كثيرون عليها. وقد لاحظت أنه نقل كل ما جاء في مجلة المجمع العلمي من وصف للمخطوطات. وأغفل كثيراً من المخطوطات التي وصفت في الرسالة أو المقتطف أو غيرهما.
4 - في الكتاب أخطاء كثيرة في أسماء المخطوطات، أو في أسماء الكتب. وهذا يدل على عدم اطلاع الأستاذ داغر غليها، وقد أورد الأستاذ عمر كحاله في نقده هذه الكتاب في مجلة المجمع العلمي عدداً من هذه الأخطاء.
وأياً كان أمر الكتاب. فإننا نشكر للأستاذ داغر جهده ودأبه على العمل. كما نشكر له تخصيصه ريع الكتاب لصندوق إنقاذ الأراضي في فلسطين.
- 2 - مرايا
تأليف الأستاذ عبد اللطيف الضاشوالي
الأستاذ الضاشوالي فنان سوري بارع. برع في الرسم الكاريكاتوري الذي يعبر فيه عن خصائص الرجال وطباعهم، فهو يبين بخطوط قليلة خفايا نفوس كثيرة. وقد أصدر كتابه الذي أسماه مرايا وكتب عليه:
تريك المرايا الخلق فيهن ماثلا ... وهذي تريك الخلق والنفس والطبعا وهذا البيت يدل تماماً على ما في الكتاب، فالرسوم التي توجد فيه، رسوم ذات شأن. يعجبك منها براعتها وصدقها، ويعجبك فيها هذا الوضوح الذي تراه، وتلك الخفايا النفسية التي يظهرها. لقد أظهر كل رجل كما هو. فهذا بخيل، وهذا بطل، وهذا يحلم بالمجلس النيابي. . . إلى غير ذلك.
ذيل المؤلف كل رسم بيت من الشعر أو جملة تفسران الرسم وقد كان موفقاً في هذا التذييل إلى حد بعيد. وإن كان أخطأ في بعضها.
وقد أثبت الأستاذ الضاشوالي إنه عالم نفسي أيضاً إلى جانب كونه رساماً ماهراً.
وشأن آخر للكتاب هو كونه يجمع عدداً من الرسوم لأعظم رجالات سورية. وسيكون هذا الكتاب يوماً مرجعاً يرجع إليه لدراسة هؤلاء الرجال.
(دمشق)
صلاح الدين المنجد