مجلة الرسالة/العدد 738/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 738 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 25 - 08 - 1947 |
في التصوف الإسلامي وتأريخه:
أطالع مؤلفاً اسمه (في التصوف الإسلامي وتأريخه) للعلامة (نيكولسون) عربه وعلق عليه العالم (أبو العلا عفيفي) استاذ الفلسفة بكلية الآداب بجامعة فاروق الأول فأجد هذا القول:
(. . . ولكن صاحب الفهرست يخبرنا أن أستاذه (أي استاذ معروف الكرخي) كان يدعى فرقداً السَّنجي وأن فرقداً هذا قد أخذ عن الحسن البصري الذي أخذ عن مالك بن أنس).
ويعلق الأستاذ المعرب على (السنجي) كما ورد في المتن بهذه التعليقة:
(لا يعرف ضبط هذه الكلمة على وجه التحديد فقد تكون نسبة إلى سنج بالفتح أو سنج بالكسر).
وقد رأيت أن أتقرب إلى فضل هذين العالمين برواية هذه الأسطر عن (اللباب في تهذيب الأنساب) و (تاج العروس في شرح القاموس)، جاء في (اللباب):
(السبخي: بفتح السين والباء الموحدة وفي آخرها خاء معجمة، هذه النسبة إلى السبخة وهي معروفة، والمشهور بهذه النسبة أبو يعقوب فرقد بن يعقوب السبخي العابد من أهل إرمينية وانتقل إلى البصرة وكان يأوي إلى السبخة بها فنسب إليها، روي عن الحسن وغيره، روى عنه العراقيون، توفي قبل سنة (131) ولم يكن بالحافظ للحديث).
وقال صاحب التاج:
(السبخة محركة ومسكنة أرض ذات نز وملح ج سباخ، والسبحة ع (أي موضع) بالبصرة منه فرقد ابن يعقوب العابد توفي سنة (131) وفي الحديث أنه قال لأنس وذكره بالبصرة: إن مررت بها ودخلتها فإياك وسباخها، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر).
وكان اليبخي الصوفي هذا يحرم طيبات ما أحل الله لعباده فلا يأكل الفالوذج ولا يلبس الخز، قال ابن الجوزي في (صيد الخاطر):
(دخل فرقد السبخي على الحسن وهو يأكل الفالوذج، فقال: يا فرقد، ما تقول في هذا؟ فقال لا آكله، ولا أحب من أكله، فقال الحسن: لعاب النحل بلباب البسر مع سمن البقر هل يعيبه مسلم).
وقال ابن أبي الحديد في (شرح النهج): جاء فرقد السبخي إلى الحسن، وعلى الحسن مطرف خز، فجعل ينظر إليه، وعلى فرقد ثياب صوف، فقال الحسن: ما بالك تنظر إليَّ وعليَّ ثياب أهل الجنة، وعليك ثياب أهل النار، إن أحدكم ليجعل الزهد في ثيابه والكبر في صدره فلهو أشد عجباً بصوفه من صاحب المطرف بمطرفه).
(ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم).
السهمي
سؤال وجوابه:
كتب إليّ من بغداد أخي الأستاذ علي حيدر الركابي يقول: (ما هدفك من سلسلة (مرتفعات وذرنج) تقدمها للعربية باسم (ثلوج حِزْرين)؟ هل هي قصة وقعت بالفعل فأردت تدوينها؟ لقد أغنتك عن ذلك الكاتبة الإنجليزية برونتي التي أصبح لكتابها شهرة عالمية، ومركز ثابت في الأدب وترجم إلى العربية - أم أنت اطلعت على الأصل مترجماً فأجبت بأسلوبك الـ. . . أن تشوق قراء العربية إلى قراءته؟).
وأنا أقول إن شيئاً من ذلك لم يكن، وإنما رأيت القصة في السينما فهزتني وأثرت فيّ فجمعت ما بقي في ذهني من حوادثها وشرعت أكتبها على هذا الشكل الذي شعرت أنا (والحق يقال) أني لم أوفق فيه لأني أضعت جوهر القصة في هذا الاختصار الذي لابد منه، وأنه كان خيراً لي وللأدب لو أفضت هذه الصور والأفكار على قصة أخرى.
هذه هي الحكاية. أما القصة وترجمتها فأحسبك تصدقني إذا أكدت لك القول بأني لم أسمع بها إلا منك، وأنك جعلتني أخجل من تقديم صورة مشوهة لقصة تقول إنها عظيمة وإنها معروفة، وعلى كل حال فما أخذت من القصة إلا بعض حوادثها أما الصور والخواطر، فهي لي وحدي، لي جمالها وعليّ قبحها، ما أخذتها من أحد.
ولك من أخيك أوفى شكره وأجمل تحياته. . .
علي الطنطاوي
هل هي: فلا شيب الله قرنه؟!
نقل الأساتذة. أحمد أمين بك، وجاد المولى بك، وعلي الجارم بك، والسباعي بيومي، وأحمد زكي صفوت في كتاب (المطالعة التوجيهية) الذي قررته وزارة المعارف لطلبة السنة النهائية بالمدارس الثانوية كلمة الخوارزمي المشهورة على هذه الصورة.
(من روى حوليات زهير، واعتذارات النابغة، وأهاجي الحطيئة، وهاشميات الكميت، وقلائص جرير، وحمزيات أبي نواس، وتشبيهات ابن المعتز، وزهديات أبي العتاهية، ومراثي أبي تمام، ومدائح البحتري، وروضيات الصنوبري، ولطائف كشاجم، ولم يخرج إلى الشعر، فلا شيب الله قرنه).
وفسروها بقولهم (أي فلا عاش حتى لا يشيب، يدعو عليه أن يموت شاباً!!) فقلت له إن هذه الجكلة قد وردت محرفة ثم خرج الشرح وقد وردت هذه الجملة في (ثمار القلوب للثعالبي) (فلا أشب الله قرنه) وجاء في لسان العرب بعد أن بين معنى الشياب (وأشبه الله وأشب الله قرنه بمعنى) وفي محيط المحيط للبستاني (وأشب الله الغلام جعله يشب، وأشب قرنه أطال عمره، وهو من باب الكناية لأنه إذا شب قرنه وهو مساو له في العمر شب هو أيضاً، ويقال للغلام في الدعاء عليه؛ لا أشب الله قرنك أي لا جعلك تشب، ومنه قول الحريري في مقاماته للغلام الذي استشاره - قبح الله ظنك ولا أشب قرنك. وفي الأساس لجار الله الزمخشري (وأشب الله تعالى قرنك وأشب فلان تبين إذا شب بنوه).
هذا وإني بعد - أن أوردت ما أوردت من بيان لأرجو إلى حجة العرب وإمام الأدب السيد النشاشيبي أن يتفضل فيدل الأدباء على الصورة الصحيحة لكلمة الخوارزمي هذه لأن في رواياتها اختلافاً كثيراً، ففي كتاب (المطالعة التوجيهية) (وقلائص جرير) وفي ثمار القلوب (ونقائض جرير والفرزدق) وفي هذا الكتاب كذلك زيادة (وقلائد المتنبي) وله منا ومن أهل الأدب جميعاً خالص الشكر وأطيب التحية.
(المنصورة)
محمود أبو رية
الزنزانة وأسماؤها:
كانت لهذه الكلمة المسكينة اسم واحد متواضع معروف فأطلق عليها النابغة الأستاذ الطنطاوي في مقاله الرائع عن (الرب) المرشد الحجيرة. ثم اقترح أديب فلسطيني أن تسمى الحاشرة فاستعملت هذا الاسم في مقالي خاتمة دجال، وقد بين الأستاذ الرشدان في العدد الأخير من الرسالة خطأ استعمال هذا الاسم وقال بلزوم الاستعاضة عنه بالحاصرة لصحة مدلوله على المعنى المقصود. وأنا أخشى غداً أن ينبري أديب آخر ويرى لزوم إطلاق الهاصرة، أو الصاهرة، على هذه الكلمة، ولهذا أرى تثبتاً من الأصح أن نحيلها على المجمع اللغوي في القاهرة، فيكون مصيرها مصير كلمة (السندوتش) التي كان الناس يشكون من ثقلها على المسامع، فلطفها المجمع وهذبها، فأصبح يطلق عليها (شاطر ومشطور وبينهما الكامخ) وبذلك نكون قد انتقمنا من هذه الكلمة شر انتقام جزاءاً وفاقاً على ما شغلت من بال الأدباء والنحاة وأكلت من أوقاتهم. . .
حسني كنعان
تصحيح:
وردت في المقال المنشور بالعدد الماضي من الرسالة عن الروحانية والمادية للأستاذ العقاد كلمة الخليقة الحية، وصوابها الخلية الحية وكلمة