الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 728/الكتب

مجلة الرسالة/العدد 728/الكتب

مجلة الرسالة - العدد 728
الكتب
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 16 - 06 - 1947


الإيمان والروح

(تأليف السيد أحمد عبد المنعم الحلواني)

لم أكد اقرأ كلمة إهداء هذا الكتاب، وهي بالطبع فاتحته، حتى لقيت

موجة من الروحانية تجتاح نفسي، وحتى تبين لي أن مؤلفنا بلغ

مستوى صوفياً لا يبلغه السالك هناً. قال لمؤلف:

الإهداء: إلى الذي احبه بروحي وعقلي ومخي وعظامي ودمي، وأهتف باسمه ما تردد ف نفس من ذات روحي ومن أعماق نفسي.

واهتف باسمه ما تردد في نفس من ذات روحي ومن أعماق نفسي.

وله محياي ومماتي، وفي جاهه وكنف أعيش، وبسابغ كرمه أحيا.

إلى ملك الملوك السبوح القدوس، ربنا ورب الملائكة والروح والى الذين يجبونه فيحبونني واحبهم بحبه، وفي ظلاله نحيا في الحياتين حياة السعداء، ونصل إلى روح الحقيقة فنجتلى من نورها بهجة الجمال ورحيق الوصال.

ويبسط المؤلف منهجه في التفكير فيقول إن من عادته أن يدون أفكاره ويبحث معتقده في شيء بنفسه أولا، ثم يبدأ في القراءة لغيره، ثم ما يقرؤه لئلا يفوته الانتفاع بما لم يصل إليه فكره، وحتى يمحص ما يقرؤه لئلا يفوته الانتفاع بما لم يصل إليه فكره، وحتى يوازن بين ما وصل إليه وما وصل إليه غيره، ويجتهد ان يصل إلى الصواب ما استطاع.

ويذكر انه لم يرد بكتابه كتاب علم جاف، بل أراد به كتاب أيمان وروح.

وهذا المنهج. وقد ألتزمه المؤلف بالفعل - منهج بالغ السلامة وحقيق بأن يفيد كل قارئ ويظفر برضاه.

وقد بدأ المؤلف بالحديث عن المعرفة الفطرية وكيف يستدل على وجود الله من صنعه سبحانه، ثم تحدث عن أن الإنسان بطبعه متعبد يطلب معبوده؛ وقد ضمن حديثه لفتة طيبة عن كيف أن الإنسان لا يملك جسده.

وفي فصل عنوانه (الحب نعمة وجمال) أذكرنا مؤلفنا بروائع الصوفية الأسلاف في المحبة والشوق. وتلا هذا فصل في التوحيد عنوانه (الأيمان بالغيب) ومن بعده فصل جمع فيه المؤلف أسباب انحراف الناس عن الحق وقد عرض بعده لحكمة إرسال الرسل، وتكلم عن عناية الله بخلقه ومنابع الهدى وموارد الفكر الإنساني، وتكلم عن عناية الله بخلقه ومنابع الهدى وموارد الفكر الإنساني. وأردف هذا يبحث عن الروح، خلص منه إلى نتيجة تنزل على اللباب من التصوف الصحيح. ثم كتب عن المواهب والاكتساب والفيض الإلهي كتابه طواها على توجيهات خلقية عميقة الواقع في النفس.

وأورد المؤلف بعد هذا مجموعة من الشعر المرتجل لصوفي صالح هو (الشيخ علي عقل) وهو شعر فيه قوة إيمان وحرارة قلب، وفيه حب لسيدنا رسول الله (ص) وفيه وعظ مؤثر. وأننا لنستثنى قيمة هذا الشعر إذا عرفنا أن الشيخ يرسله في مجالس الذكر إرسالا يتعب الراغبين في متابعته من الكاتبين.

ويمضى السيد الحلواني فيكتب عن النوم والأحلام وتعبيرها والعوالم غير المنظورة، وهو في كتابته يحمل على الشعب ذات والأباطيل حملاً، ويبدى نفوراً شديداً من كل ما قد يرده الإسلام الحق.

فأما الفضلان الأخيران من الكتاب فعن الساعة الرهيبة ساعة النزع الأخير، وعن حياة الروح بعد الموت، وهما فصلان يهزان الأنفس الزائغة ويفتحان الأعين الغافلة.

وكتابة المؤلف ليست من طراز ما يكتبه بعض محترفي التصوف مما لا يصلح إلا للعقول البسيطة والقلوب الغزيرة. هي كتابه متعالية حقاً في فكرها وإن تكن متواضعة أحيانا في مظهرها. وهي كسائر الإنتاج الصوفي الناجح، سرح ما أجدر الضاحي في معترك الحياة أن يتفيأ ظله، وحرم آمن ما أحوج الخائف من الشهوات المجنونة أن يقصد إليه.

هذا، وقد قدم الكتاب بكلمة بليغة الدكتور عبد الوهاب عزام وهو ما هو في خدمة قضايا الأيمان والروح.

لبيب السعيد

نائب المشيخة البيومية بالدقهلية