الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 728/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 728/البريد الأدبي

بتاريخ: 16 - 06 - 1947


في اللغة تذكير مؤنث:

عمل حضرة صاحبة الجلالة (فوزية) وصاحبات السمو والنبل وسائر ذلك القبيل الكريم في (مبرة محمد على الكبير) ونظائرها - هو عمل رجال بل عمل أبطال؛ فقول جرائد ومجلات (فلانة عضوة في المبرة، وهن عضوات فيها) - شيء نكر، وإزعاج عظيم لا زواج الراقدين في (الجزيرة) من العرب الخلص في الجاهلية والإسلام، فما أنت العضو في وقت من الأوقات أحد.

وأبشع من تأنيث هذا المفرد تأنيث مجموعة فاستعذ بالله من كلامهم وقل - أما شئت أن تقول -: فلانة عضو في المبرة وهن أعضاء فيها وقس على هذا العمل أشكاله، ويصف أهله بأوصاف الرجال، فقل: محامي فلان فلانة، ولا تقل: محامية، وفلان طبيب فلان أو طبيب دار الشفاء وفلانة أستاذ تلك المدرسة أو الكلية أو الجامعة، وإذا حكم القضاء أم يجئن إلى القضاء بعد حين طويل (طوله الله) أو قصير (لا سمح الله) فقل: فلانة هي القاضي في دار القضاء، وكانت فلانة هي القاضي في تلك الدعوى. وإياك وأن تقول: كانت القاضية. . . وفي دار الندوة أو مجلس النواب يوم يجيء ذاك الأجل - ونراه بعيداً وإنهن ليرينه قريباً - هي نائب بين النواب لا نائبة والنائبة في الكتاب والحديث - مصيبة. . .

فإذا لغوت (أي تكلمت) بمثل ذلك وسطرت أحسنت ولم تسئ، وسلكت سبيل أهل التحقيق. قال الأمام صاحب (المخصص):

(وما وصفوا به الأنثى ولم يدخلوا فيها علامة التأنيث وذلك لغلبته على الذكر - قولهم: أمير بن فلان امرأة؛ وفلانة وصي بني فلان، ووكيل فلان، وكذلك يقولون: مؤذن بني فلان امرأة، وفلانة شاهد بني فلان. ولو أفردت لجاز أن تقل: أميرة ووكيله ووصية، وأنشد قول الشاعر:

فليت أميرنا وعزلت عنا ... مخضبة أناملها، كعاب

وربما أدخلوا الهاء فأضافوا، فقالوا فلانة أميرة بني فلان، وكذلك وكيلة ووصية. وسمع من العرب وكيلات، وهذا يدل على وكيلة، قال عبد الله بن همام السلولي: فلو جاءوا ببرَّة أو بهند ... لبايعنا أميرة مؤمنينا

وقال: هي عديلي وعديلتي بدليل ما حكاه أبو زيد من قولهم عديلات).

فدع الجائز (ولو أفردت لجاز) ودع القليل (وربما أدخلوا الهاء) وذكر، ذكر في كل حال، ولا تؤنث، وأرض الجماعة بما لا يغضب اللغة.

أعط - يا أخا العرب - ما أعطت العربية، وأمنع ما منعت فإذا أنت حق عادل في أحكامك وكلامك. . .

السهمي

أمانة النقل:

كنت أقرأ في كتاب (عثمان بن عفان) الذي أصدره في هذه الأيام الأستاذ صادق إبراهيم عرجون المدرس في الأزهر الفصل الذي عقده لتحقيق مقتل عمر، فأجد كلاماً أحس أن فيه رائحة من كتابي، ولا أجد الدليل عليه، حتى إذا بلغت آخر الفصل ألفيته يقول: (وقال الأستاذ الفاضلان مولفاً كتاب سيرة عمر) ويسرد ما يملأ صفحة من كلامي. فتألمت لا لأنه أخذ من كتابي ولم يعز إلى فقد غصب كثيرون من هذا الكتاب، وجعلوه نهباً مقسماً وحمى مستباحاً، وفيهم من يعد من كبار المؤلفين، ولا لان اسم كتابي ليس (سيرة عمر) ولا يعرف أيحد من القراء من هما (الأستاذان الفاضلان) مؤلفاه. بل لأني رأيت أن أمانة النقل قد فقدت حتى من الأزهر. وقد كنا نعده دارها ومستقرها، ونرى أهله أهلها، يحرسون عليها، ويعرفون لها قدرها، هذا والكتاب مع ذلك جيد جداً في بحثه وأسلوبه. أشهدها شهادة لله وللعلم.

علي الطنطاوي

النحوي الموسيقية:

النجوى تعريب كلمة (سرناد) ومعناها موسيقية المساء، والأصل في هذه الموسيقية أن تكون تأليفاً غنائياً غزلياً يغنى أو يعزف ليلاً تحت نافذة المحبوب أو في الخلاء القريب من مكان المحبوب.

وقد تحدث عن هذا النوع من الموسيقى الأستاذ عبد الحميد توفيق زكي المشرف على البرامج الموسيقية في الإذاعة المدرسية، فذكر أن النجوى دخلت الموسيقى المصرية على ثلاثة أطوار: الطور الأول تلك الأغاني المصرية الحديثة التي منها الجزء الأول من أغنية (عند ما يأتي المساء) للأستاذ محمد عبد الوهاب، والطور الثاني يتمثل فيما قامت به الجمعية المصرية لهواة الموسيقية من ترجمة بعض المؤلفات الموسيقية العالمية لإدخال أنواع جديدة في التأليف الموسيقية المصرية، ومنها النجوى التي مطلعها:

(يا ليالي كم ينادى عاشق أسير). أما الطور الثالث فهو محاولة تلحين أغان خفيفة مصرية ذات طابع شرقي، ومع ذلك تؤلف على القواعد العالمية، وقد نجح في هذه المحاولة اتحاد الموسيقيين الجامعيين.

ثم قدم الأستاذ مغنياً قال إنه سيصاحب بالغناء قطعة من النوع الأخير عنوانها (ذكريات) إذا أصغي إليها المستمع، بغض النظر عن مصاحبة الغناء لها، أحس المعنى الذي تعبر عنه. ثم عزفت الموسيقى، وغنى المغني، ولكنا لم نستطع أن نغض السمع عن الغناء، لتعيش في جو الذكريات، لأن المغني كان صاخباً كالحاضر، فجعلنا تتطلع إلى المستقبل الذي يعقب انتهاءه.

أفلام ثقافية عربية:

كانت إحدى شركات السينما العربية قد اتصلت بادراه الثقافة بالجامعة العربية بغية الظفر بتأييد الجامعة الأدبي فيما يتعلق بالأفلام الثقافية العربية المؤلفة والمعرفة، مما سوف تخرجه تلك الشركات.

وقد عرض ذلك الطلب على الكتب الدائم للجنة الثقافية بجلسته الأخيرة، فوافق على توصية الدول العربية الأعضاء بتيسير عرض ما عسى أن تنتجه تلك الشركة من أفلام، على شريطة أن تعرض الشركة ما تريد تشجيعه من الأفلام عرضاً مفصلاً على الإدارة الثقافية، لتتولى عرض ما يصلها من الشركة على المكتب الدائم لاتخاذ ما يراه بشأنها.

مطبوعات الدول العربية:

كانت وزارة المعارف العراقية قد اتصلت بالأمانة العامة للجامعة العربية، بشأن طلب بعض الأشخاص والهيئات الحصول على المطبوعات الرسمية التي تصدرها حكومات الدول العربية الأعضاء كالإحصاءات والنشرات، وكثير من هؤلاء الطالبين قد يكونون غير معروفين لديها حتى تجيب طلبهم.

وقد عرض هذا الموضوع على المكتب الدائم للجنة الثقافية فاستقر الرأي على وجوب استفسار الوزارة التي يطلب منها مثل هذه المطبوعات، عن مكانة الطالب، من مفوضيه البلد الذي ينتمي إليه.

وقرر المكتب أيضاً أن توصي الأمانة العامة وزارات معارف الدول الأعضاء، يتبادل الكتب والمطبوعات الرسمية الخاصة بالإحصاء والتعداد وما إلى ذلك، فيما بينها.

(العباس)

الهزج والوافر:

اطلعت على ما علقت به (الرسالة) في هامش البريد الأدبي على كلمة الأستاذ نظام مدني في العدد (727) في صدد بيت الأستاذ الشاعر مختار الوكيل وهو قوله:

أخي قد شاء رب الكون أن يجمع قلبانا

ونقول (الرسالة) إن (مطلع القصيدة من بحر الهزج بدليل الكف وهو حذف السابع الساكن في التفعيلة الثالثة. ولم تر فيما قرأنا من الشعر الصحيح النقص في مفاعلتن وهو اجتماع العصب والكف: أي تسكين الخامس المتحرك وحذف السابع الساكن).

هذا ما عقبت به الرسالة ولتقرير الحقيقة نقول:

صحيح أن الوافر لا يدخله وهو حذف السابع (المتحرك) إلا أن الوافر نفسه يدخله من الزحاف المركب (النقص) وهو اجتماع العصب والكف أي إسكان اللام وحذف النون من مفاعلتن، ثم أن النقص لا يدخل إلا على الوافر فقط كما نص على ذلك العروضيون.

فبيت الأستاذ الشاعر صحيح، وتعقيب الأستاذ المعقب أيضاً صحيح، وغاية في الأمر أن استعمال الزحاف المركب - على صحته - قبيح للشعراء المحدثين. والسلام. . .

(الزيتون)

عدنان أسعد

(الرسالة) لا زلنا نقول أن الكف وهو حذف السابع (الساكن) إنما يدخل مفاعيلن في الهزج ولا يدخل مفاعل تنفي الوافر. وإذا العروضيون قياساً فقد منعه الشعراء سماعا. وأذن يكون الفارق بين مجزو الوافر وبحر الهزج هو حذف النون من مفاعيلين أو تحريك اللام في مفاعلتن؛ فحينما وجدت النون محذوفة فهو الهزج؛ وحيثما وجدت اللام متحركة فهو الوافر. . . وإذا اتفق في القصيدة كلها أن دخل مفاعلتن العصب فسكنت اللام ولم يدخل مفاعيلن الكف فبقيت النون حملت على الهزج، لأن هذا الوزن أصيل فيه. والشعراء المحدثون يخلطون بين البحرين فيجمعون بين مفاعيلن المحذوفة النون وبين مفاعلتن المفتوحة اللام.

حول خطأ عروضي شائع:

ذكر الأستاذ خليل إبراهيم الخطيب في العدد 725 أن قصيدة الأستاذ مختار الوكيل التي مطلعها:

أخي قد شاء رب الكون أن يجمع قلبانا مزيج من الهزج والوافر، وقد بين الأستاذ نظام مدني في العدد 727 أنها من مجزو الوافر ولكن الرسالة علقت على هذا القول بأنها لم تر في صحيح الشعر دخول النقص على الوافر، ولكي وجدت في قصيدة جزيرة العشاق من ديوان الشوق العائد للأستاذ علي محمود طه هذين البيتين:

ليالي الصيف في كَبْرى ... أم الفتنة في الحر

تنفّسَ جوه عطراً ... يفضضه سنا البدر

فإما أن يجوز دخول النقص على الوافر وأما أن تصبح قصيدة الأستاذ علي محمود طه هي الأخرى مزيجاً من الهزج والوافر وللرسالة جزيل الشكر.

محمد الانور الحلبي

(الرسالة) البيت الأول من الهزج قطعاً لحذف السابع الساكن من التفعيلة الثالثة، والبيت الثاني من مجزو الوافر قطعاً لتحرك الخامس في التفعيلة الأولى والثالثة.

حجرة التحمس:

سيدي صاحب - من وراء النظار -

. . . ما أن قرأت مقالتكم (حجرة التحمس) وأنا مضطجع فوق حشيتي المتواضعة بقاع الريف ساعة القيلولة حتى انتفضت واقعاً أمسكت بقلمي لا لأشكر على تصوير الواقع من حياتنا المقلوبة الأوضاع في شتى مظاهرها فأنت في غنى عن شكر أمثالي الذين تحصرهم القرية بحدودها الضيقة في كل مجال! وإنما لأقول لك يا سيدي المفضل أن هؤلاء هم الموظفون الذين تشفق عليهم الدولة وترثى لحالتهم فتغدق عليهم العلاوات والدرجات وتبتكر القوانين التي تقرب إليهم آمالهم ورغباتهم - أما المعلم الأولى الذي يسوس الأطفال الصغار (عفاريت الأنس) في نهاره، ويقود الكبار في مكافحة أميتهم في ليلة! هذا المعلم الذي يضع بيده الحجر الأول في تربية الآمة وتنشئة أجيالها القادمة تقف له الدولة بالمرصاد فتحرمه من كل ما تبذله لهؤلاء الموظفين ومثالهم صغاراً وكباراً!!.

ترى متى يعرف لصاحب الفضل فضله، ويعطى لكل ذي حق حقه، على أسس المساواة والعدالة بين الجميع؟!

(دميرة)

خورشيد عبد العزيز

الزعيم (شكوكو): (مهدأة إلى أستاذنا الخفيف)

أن المتجول في أحياء القاهرة يرى باعة يحملون تماثيل للمغنى الشعبي العزلي (شكوكو) فكان الشعب المصري يريد أن يقول بلسان الحال: أن زعماءنا خطبوا طويلاً فنسى الشعب ما قالوا، وغنيت أنت فحفظ الناس ما قلت وصنعوا لك التماثيل.

غن. وأسمعه أنغام الحرية ليصنع تماثيله للشهداء.

وردد على أسماعه ألحان الاتحاد ليؤلف بين الزعماء.

وابعث فيه سحر سلطانه ليفخر بأنه سيد الملوك والرؤساء وهوه بأنين أحزانه ليتحرر من هذا البؤس وهذا الشقاء.

وأنى أقسم لئن لتكونن أخطر على إنجلترا وعلى أوضاعنا

المقرونة من ألف زعيم. لقد أكرمك الشعب با صاحب

التماثيل، فهل أنت ممن يعرفون الجميل؟ فتحي السمان محمد

إلى مؤلفي الكتب المدرسية: لمناسبة انعقاد المؤتمر الثقافي العربي الأول بلبنان قي 2 سبتمبر القادم للبحث في توحيد اتجاهات الثقافة العربية والعناية بموادها وأساليب تعليمها في نواحي اللغة العربية والمواد الاجتماعية في مراحل رياض الأطفال ولتعليم الأولى والابتدائي والمتوسط والثانوي.

يسر الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية أن تدعو حضرات المؤلفين ودور النشر والمكتبات في جميع الأقطار العربية إلى الاشتراك في هذا المعرض، بأن يرسلوا إليها:

أولاً - نسختين من الكتب المؤلفة في اللغة العربية بفروعها المختلفة لمراحل التعليم المتقدمة الذكر بما في ذلك الكتب المختصة بتيسير الكتابة والنحو البلاغة وغيرها.

ثانياً - نسختين من الكتب الموضوعة في مواد التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية في هذه المراحل التعليمية.

ثالثاً - الوسائل العامية لتعليم فروع اللغة العربية المختلفة ووسائل الإيضاح لمادتي التاريخ والجغرافيا كالمصورات والخرائط والمجسمات والأجهزة التي من صنع لأفراد ودور النشر والشركات.

وترجو إدارة الثقافة أن يصل إليها ذلك قبل منتصف شهر يوليو (تموز) سنة 1947 وأن يرسل باسم مدير الإدارة الثقافية بالأمانة العامة جامعة الدول العربية بشارع البستان بالقاهرة.

وسترد المعروضات لأصحابها بعد انتهاء المؤتمر عن طريق لإدارة الثقافية، إلا إذا شاء المؤلف إهداء النسختين أو إحداهما لأداة الثقافة بالجامعة العربية لحفظهما لديها تسجيلاً لحركة التأليف المدرسي في هذه المواد، ورغبة في التعريف بها، وإشاعة الانتفاع منها في أوسع نطاق.