مجلة الرسالة/العدد 727/البريد الأدبي
→ من هنا ومن هناك | مجلة الرسالة - العدد 727 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 09 - 06 - 1947 |
مناظرة لا داعي لها:
أنا ما كتبت كلمتي (إلى علماء الشيعة) لأجدد شقاقا، ولكن لأحدث وفاقا، وما أردت أن أثيرها داحسية بين السنة والشيعة، ولكن أردت أن ننسى إننا كنا سنة وشيعة ونعود أمة واحدة، تستقي من النبع الصافي، وترد المورد العذب، وتسلك الطريق المستقيم، وتدع السبل المنحرفة، وتأخذ الدين من الكتاب وما أثر من تفسيره، والسنة وما صح من أخبارها، وتعرف لسلف هذه الأمة فضلها علينا وعلى الإنسانية كلها، وما ظننت أني قلت شيئا يسوء مسلما، وكيف وأنا أدعو إلى الوحدة، وأرجو الوئام؟
لذلك قرأت بعجب بالغ هذا السيل من المقالات الذي اندفق على الرسالة
من العراق: مقالة من القرنة بإمضاء (عبد الحسين الراضي) يقول
فيها. (ليكف (أحمد أمين) عن النبز والمس يكف السبيتي وغيره).
ومقالة من بغداد بإمضاء (عبد الأمير السبيتى) ينكر عليَّ قولي أن
الشيعة حزب سياسي نشا لتأييد أحد المرشحين للخلافة، ويدلني على
كتب سبق أن قرأت أكثرها لأرى (إذا كان الشيعة جمعية سياسية أم
إنها أكثر الطوائف الإسلامية تمسكا بمبادئ محمد وأشدها التصاقا
بالدين الحنيف الخ) ويسألني لماذا لم أثر على أحمد أمين لما ألّف فجر
الإسلام وثرت على السبيتي لما رد عليه. أي لما سب الصحابة والأئمة
وطعن في الصحيحين. . . ويقول عني ما نصه (لو نظر إلى الكتاب
(أي كتاب السبيتى) بغير العين التي نظر إليه بها لرأى المؤلف معتمدا
في كل ما كتبه (في كل ما كتبه. .) وقاله على كتب معتبرة عندكم
معشر أهل السنة (؟!) وعززها بأدلة معقولة (؟!) ثم يسب في المقال
معاوية وأبا هريرة ومروان اكثر مما سبهم صاحب الكتاب. ومقالة من بغداد بإمضاء (رشيد عباس الصفار) ينكر على فيها قولي أن الشيعة
حزب سياسي ويفيض في ذلك، ويطعن في بيعة أبي بكر، ويعجب من
تسامح إخوانه أهل السنة (في إطلاق أسم الصحابي بصورة موسعة
على كثير ممن يبرأ منهم جل الشيعة ويمقتهم كثير من أهل السنة
أمثال. . . أبي هريرة الوضاع ومروان بن الحكم عدو الإسلام. . .
ومعاوية داعي البغي والشقاق والمغيرة. . . وعمرو بن العاص وكثير
ممن لا يوثق بهم). . ويقول بأن الشيعة (لا يمكنها الأخذ بمصنفات
أهل السنة مع وجود تفاسيرها المعتبرة وأحاديثها المأثورة عم أهل
البيت الطاهر الخ) وسبب ذلك (تسامح أهل السنة في تخريج كثير من
الأحاديث في صحاحهم وغيرها عن كثير من الخوارج والشذاذ
والمبتدعة والوضاعين الخ كمروان أبي هريرة والمغيرة الخ) ثم يتكلم
عن مسألة سب الصحابة فيقول (ثم على فرض جراءة بعض الشيعة
على انتقاص بعض الصحابة أيكون ذلك سبباً لتكفيرهم أو خادشا في
إسلامهم؟)
وسائر المقالات لم تخرج عن هذا، ولا يخلو شئ منها من التعريض بي أو التصريح بغمزي وأنا أسامح من سبني، ولن أقول في الموضوع اكثر مما قلت، ولا أظن إن هذه المناظرات مكانها الرسالة، التي أنشئت لغير هذا إنما مكانها (دار التقريب. . .) التي (قالوا) إنها فتحت له. وأنا أعلن أني لم أرد الخلاف ولا الانتقاص، وما أردت إلا الاتفاق بإخلاص. وشرعت طريقا إليه لا مناص لمن أراده من سلوكه. ولكن ماذا أعمل إذا كان إخواننا هؤلاء لا يريدون سلوك الطريق؟!
علي الطنطاوي نسيه خاطئة يكذبها التاريخ:
استوقفت نظري في صفحة 348 من كتاب القضايا الكبرى للأستاذ عبد المتعال الصعيدي. عند قوله - وكان ابن تيمية يخطب يوم الجمعة ونزل درجة من درج المنبر وقال أن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا.
وهذه المسألة ذكرها ابن بطوطة في رحلته وعنه نقلها المتحاملون على شيخ الإسلام، وقد قال المحققون إن ابن بطوطة قدم الشام وشيخ الإسلام مسجون فكيف رآه يخطب بل هذا كذب يراد به الطعن على شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذا لا يقول به شيخ الإسلام لأنه من مذهب المجسمة وابن تيمية ينكره اشد الإنكار - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - ورجائي إلى الأستاذ أن يراجع ذلك ثم يوافينا برأيه السديد الموفق إن شاء الله
عبد الله البكري
إلى الجارم بك
أوردتم في كتيبكم الأخير (الشاعر الطموح) الأبيات الآتية منسوبة إلى (سيف الدولة) وهي في وصف قوس قزح:
وساق صبيح للصبوح دعوته ... فقام وفي أجفانه سنة الغمض
يطوف بكاسات العقار كأنجم ... فمن بين منقض علينا ومنفض
وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفاً ... على الجو دكناً والحواشي على الأرض
يطرزها قوس الغمام بأصفر ... على أحمر في أخضر تحت مبيض
كأذيال خود أقبلت في غلائل ... مصبغة والبعض أقصر من بعض
والحقيقة إنها للشاعر ابن الرومي وهي أروع ما أنتجته قريحته في وصف الطبيعة. وقد جاءت في ديوانه الذي عني به الأستاذ كامل الكيلاني.
هذا إلى أن حضرتكم قد ذكرتموها في كتاب المطالعة التوجيهية في باب المقارنات الشعرية مقرونة بنادرة بين ابن الرومي وابن المعتز في المفاضلة بينهما.
(القاهرة)
جميل
ذكرى الرافعي:
لما كنت اعرف مكانة الرافعي في الأدب واعلم بلائه وجهاده في سبيل الإسلام فقد كنت أنتظر ذكرى وفاته العاشرة وأنا راج أن يكون أصدقائه وتلاميذه قد اعدوا لأحيائها عملا لا كلاما فيتداعوا لنشر كتبه التي طال على إهمالها الزمن فيطبع (أسرار الإعجاز) و (أغاني الشعب) و (مجموعة) شعره الكبرى وجزءاً رابعاً لوحي القلم فإن هناك ما يقوم به من مقالاته المبعثرة في كثير من الجرائد والمجلات وكتبه الخاصة إلى أصدقائه، كنت أرجو أن يكون هذا أو بعضه فإن لم يكن فأحاديث عن فنه وجهاده من مثل الأستاذ شاكر أو الأستاذ الطنطاوي وانهما ليكتبان الآن في كل شئ وليس فيما يكتبان فيه ما هو أجل من الرافعي ومعانيه: الدين والأدب الفني الرفيع والعزة الإسلامية
فلما جاءت الذكرى كتب الأستاذ أبو ريه كلمة يشكر عليها فقد كان صريحة منصفة إلا انه لم يشر بشيء عملي مع انه ذكر اسم الكتاب العبقري (أسرار الإعجاز)
ان الورق رخيص والكتب من كل لون تنشر ويدعى لها، فهل كل هذه الكتب اثمن من كتب الرافعي؟ وهل كتبه أهون من أن تصدر مع هذا السير من الكتب؟
الرمل
محمود الطاهر الصافي
إلى الجاحظ:
قرأت ما كتبته في الرسالة تعقيباً على إحدى مقالاتي في البلاغ. والحق معك. فأليك تحيتي وثنائي.
زكي مبارك
حول خطأ عروضي: أرجو أن تأذنوا لي بهذا التصويب حول ما نشرتم للأستاذ خليل إبراهيم الخطيب عن (الخطأ العروضي الشائع) في العدد رقم 725 من الرسالة الغراء، فقد قال الأستاذ أن قصيدة الأستاذ مختار الوكيل التي مطلعها:
أخي قد شاء رب الكو ... ن أن يجمع قلبانا
قال الأستاذ إن هذا المطلع من بحر الهزج وأن البيت الذي يليه من مجزوء الوافر. والحقيقة هي غير ما بين الأستاذ الخطيب والقصيدة كلها من مجزوء الوافر الذي يجوز فيه تسكين اللام في (مفاعَلتن) فتكون (مفاعَلتُن) كما ورد في قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم التي مطلعها:
(سكتُ فأصغْروا أدَبي) منها البيت الآتي:
فهبوا من مراقدكم ... فإن الوقت من ذهب
وعلى هذا لا يقال إن قصيدة حافظ خليط من الهزج والوافر بل هي كلها من مجزوء الوافر (مفاعلتُن مفاعلتَن) ويجوز فيه تسكين اللام - ولكم يا سيدي ألف شكر
نظام مدني