الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 689/القصص

مجلة الرسالة/العدد 689/القصص

بتاريخ: 16 - 09 - 1946


قدح من الشاي

للكاتبة الإنجليزية كاترين مانسفيلد

(كاترين مانسفيلد كاتبة إنجليزية ولدت في نيوزيلندا في سنة

1890. ثم سافرت إلى لندن حيث تلقت تعليمها وأتمت ثقافتها

ثم بدأت حياتها الأدبية إلى أن ماتت في 1923.

واشتهرت الكاتبة بقصصها التي تعني فيها بتحليل الشخصيات تحيلا قليلاً دقيقاً في أسلوب لا يعرف الرحمة ولا الرأفة وإن كان يجمع في ظاهرة بين الرقة والتهكم وبين العذوبة والمرارة.

وفي هذه القصة تحليل الكاتبة لشخصية امرأة يتملكها الغرور وتتحكم فيها الغيرة وحاولت القيام بمغامرة تظهر فيها الكرم والعطف والحنان حتى تعارضت هذه الصفات الأخيرة مع غرورها وغيرتها فأقلعت عن مغامراتها وارتدت إلى طبيعتها الأصلية.).

لم تكن روزماري جميلة كل الجمال، فلا تستطيع أن تعدها جميلة. قد تكون حلوة إذا فحصتها قطعة قطعة. . . ولكن لماذا تبلغ قسوتك إلى حد تقطيعها إربا؟ فقد كانت في ميعه الصبا، ذكية،، مطلعة، عصرية، أنيقة. وكانت حفلاتها ألذ مزيج من أبرز الشخصيات. . . والفنانين - مخلوقات نادرة اكتشفتها بنفسها. . .

وكانت روزماري متزوجة من رجل يحبها حباً شديداً؛ وكان الزوجان غنيين كل الغنى؛ فإذا أرادت روزماري أن تبتاع شيئاً ذهبت إلى باريس كما تذهب أنت وأنا إلى شارع بوند، وإذا أرادت أن تشتري بعض الأزهار وقفت بها السيارة أما أفخم المحال في شارع ريجنت، وقالت روزماري وهي في المحل بطريقتها المدهشة (أريد هذه المجموعة وهذه وهذه، وأعطني أربع باقات من هذا النوع وأصيص الورد ذاك. . . نعم سآخذ كل ما فيها. لا. . . دع النرجس فمنظره لا يروقني).

فيحني العامل رأسه ويخفي النرجس عن النظر كما لو كان ما قالت عنه هو الحقيقة. ثم تتبعها إلى السيارة عاملة نحيلة تترنح بما على ذراعيها من باقة بيضاء تشبه طفلا في ملابسه الطويلة.

ذهبت روزماري في يوم من أيام الشتاء لشراء شيء من محل تحف أثرية وكان يعجبها ذلك المحل لمبالغة صاحبة في التلطف في خدمتها، فكان يشرق وجهه عند دخولها ويقبض يديه ويكاد لا ينطق من فرط احترامه لها وإعجابه بها. وكل هذا تملق طبعا.

وبدأ الرجل كعادته يشرح لها بصوت كله هدوء، وحركات كلها احترام (إني أعتز بتحفي فأفضل ألا أبيعها أبدا على أن أبيعها لشخص لا يقدرها حتى قدرها أو لشخص يفتقر إلى حاسة تذوق الجمال) ثم تنهد وأخرج علبة من القطيفة الزرقاء وضغطها على المائدة الزجاجية بأطراف أصابعه الشاحبة.

وما كان ليحتفظ لها بهذه العلبة الصغيرة التي لم يعرضها على أحد قبلها إلا لندرتها ودقة صنعها وبهاء صقلها.

وأخرجت روزماري يديها من القفاز الطويل لتفحص هذه العلبة التي أعجبت بها وأحبتها وصممت على اقتنائها ثم لاحظت جمال يديها على القطيفة الزرقاء وهي تفتح العلبة وتقفلها. وربما جرؤ البائع أن يلحظ هذه الملاحظة عينها في نفسه لأنه تناول قلما وانحنى على المائدة وزحفت أصابعه الشاحبة لي تلك الأصابع الوردية المتوهجة وقال بلطف (لو سمحت لي سيدتي أن أريها الأزهار على غطاء العلبة).

فأبدت روزماري إعجابها بالأزهار وتساءلت عن الثمن. بيد أن البائع لم يسمعها في اللحظة الأولى. وأخيراً طرق سمعها (28 جنيهاً يا سيدي).

(28جنيها؟) لم تنبس روزماري بينت شفة ووضعت العلبة ولبست قفازها (28 جنيهاً) حتى إذا كان المرء غنيا؟. . . واضطربت روزماري وحملقت في إبريق شاي ضخم يعلو رأس الرجل وأجابت بصوت حالم (حسنا، أيمكنك أن تحتفظ بها لي؟ - سوف. . .).

ولكن البائع انحنى كما لو كان احتفاظه بها لها واجباً معروفاً وخرجت روزماري وأوصدت وراءها الباب وتأملت في الجو الممطر، وكان المطر يتساقط رذاذا وبدأ الظلام يخيم على الدنيا كالرماد المتهاوي، واشتد البرد وبدت المصابيح المضاءة حزينة وكانت الأنوار في المنازل المقابلة معتمة تحترق كأنها تتحسر على فقد شيء وكان الناس يتعجلون السير وقد شرعوا مظلاتهم.

وشعرت روزماري بألم غريب وضغطت بقفازها على صدرها وتمنت لو أن العلبة الصغيرة كانت معها لتتعلق بها أيضاً. ثم نظرت إلى سيارتها التي كانت تنتظرها في الشارع وفكرت في الذهاب إلى المنزل لتناول الشاي.

ولكن في لحظة تفكيرها في ذلك جاءتها من حيث لا تدري فتاة نحيلة قاتمة اللون وقفت قرب مرفقها وصدر منها صوت اقرب إلى الأنين منه إلى التنهد (أيمكنني أن أتحدث إليك لحظة يا سيدتي؟).

قالت روزماري (تتحدثين إلي أنا؟) ولتفت لترى مخلوقاً صغيراً مهدوما ذا عينين جاحظتين تتعلق يداه المحمرتان بياقة معطفها ويرتعش كما لو كان قد خرج توا من الماء.

تلجلج الصوت وقال (سيدتي! أسألك ثمن قدح من الشاي).

(قدح من الشاي؟) ولما كان في ذلك الصوت بساطة وإخلاص لا يجتمعان في صوت شحاذ سألتها روزماري (إذن ليس معك نقوداً أبداَ؟).

(أبداً يا سيدتي).

(يا للعجب) وتنهدت روزماري وتطلعت إلى الظلام وحملقت الفتات في وجهها.

وفجأة تصورت روزمارى مغامرة أوحت إليها بها هذه المقابلة في الظلام تشبه شيئا من رواية للكاتب العظيم دستوفسكي. لتفرض أنها صحبت هذه الفتاة إلى منزلها؟ ماذا كان يحدث لو أنها عملت شيئا مما طالما طالعته في الكتب ورأته على المسرح؟ سوف يكون شيئا رائعا. . . ثم خطت روزمارى إلى الأمام وقالت للفتاة (تعالي إلى منزلي لتتناولي الشاي معي).

فصعقت الفتاة لهذا العرض المدهش وارتعشت من شدة الاضطراب فمدت روزمارى يدها ولمست ذراعها وقالت وهي تبتسم (إني أعني ما أقول) وشعرت بمبلغ بساطة ابتسامتها ورقتها فأضافت (ولم لا؟ افعلي. تعالي معي في سيارتي).

أجابت الفتاة بصوت مفعم بالألم والحزن: (انك لا تعنين ما تقولين يا سيدتي).

فصاحت روزمارى: (ولكن جادة فأنا أريدك أن تفعلي أرجوك أن تأتي معي).

وضعت الفتاة أصابعها على شفتيها وأنعمت النظر في روزمارى وتساءلت بصوت متلجلج

(أتأخذينني للبوليس؟).

(البوليس!. . . ولم ذا تبلغ قسوتي هذا الحد؟ لا، لا. فكل ما أريد هو أن أدفئك وأسمع منك أي

شيء يهمك أن تقصيه على).

ولما كان من السهل قيادة الجياع تبعت الفتاة روزمارى إلى سيارتها.

وامتلأت روزمارى بشعور النصر وكادت تقول (الآن ظفرت بك) وهي تحملق في الأسيرة الصغيرة. ولكن ذلك لم يجردها من رقة شعورها وعطفها بل أرادت أن تثبت لهذه الفتاة أن أشياء عجيبة قد تحدث في الحياة وأن للأغنياء قلوبا وأن النساء أخوات.

ثم التفتت روزمارى مهتاجة قائلة (لا تخافي ولم لا تجيئين معي؟ أنا امرأة مثلك وان كنت منك حالا. فعليك أن تنتظري مني. . .).

وفي تلك اللحظة وقفت السيارة لحسن حظها لأنها لم تعرف كيف تنهي هذه الجملة. ثم دق الجرس وفتح الباب ودفعت روزمارى الفتاة إلى داخل الصالة بحركة لطيفة تكاد تكون عناقا وهي تقول:

(تعالي إلى الطابق الثاني. تعالي إلى غرفتي) وأرادت أن تحمي هذا المخلوق من نظرات الخدم فصممت وهما تصعدان الدرج على ألا تدق الجرس لخادمتها جان وعلى أن تخلع ملابسها بنفسها.

صاحت روزمارى عندما وصلا إلى غرفة نومها الجميلة بستائرها المسدلة ووسائدها المذهبة ونمارقها الزرقاء والنار تضئ ما حولها من أثاث فخم والأزهار تملأ الغرفة عبيرا حلوا: هانحن هاتان!

لم تعبأ روزمارى بوقوف الفتاة مذهولة على الباب وجرت مقعدها المريح نحو النار وصاحت (تعالي اجلسي على هذا المقعد المريح. تعالي ليدب الدفء إلى فيبدو عليك أنك تنوئين تحت وطأة البرد).

قالت الفتاة وهي تتراجع إلى الوراء (أنا لا أجرؤ يا سيدتي).

فتقدمت روزوماري إلى الأمام وقالت: (أرجوك يجب ألا تخافي اجلسي. وعندما أنتهي من خلع ملابسي سننتقل إلى الغرفة المجاورة لنحتسي الشاي. مم تخافين؟) ودفعت الهيكل النحيل في مهده العميق.

ولم يصدر من الفتاة جواب، بل بقيت كما أجلست، يداها إلى جانبيها وفمها مفتوح قليلا، وإذا شئنا الإخلاص في الوصف قلنا إنها بدت غبية. ولكن روزماري لم تعترف بذلك وانحنت عليها قائلة (ألا تخلعين قبعتك؟ إن شعرك الجميل مبلل ويحس المرء كثيراً من الراحة وهو عاري الرأس. . . أليس كذلك).

فخلعت الفتاة القبعة البالية وهي تقول همساً: (حسناً سيدتي) فقال روزماري: (دعيني أساعدك على خلع معطفك منك أيضاً).

فوقفت الفتاة ولكنها أمسكت المقعد بإحدى يديها وتركت روزماري تنزع عنها المعطف؛ ولكنها تذكرت أنه إذا رام الناس العون فعليهم أن يضحوا ولو قليلاً وإلا تعذر العون في الحقيقة. وماذا كانت تفعل بالمعطف الآن؟ تركته على الأرض مع القبعة.

ولما همت بتناول سيجارة من علبتها المعدنية قالت الفتاة بسرعة ولكن بخفة وغرابة (معذرة يا سيدي، لا سيغشى علي سأموت إن لم آخذ شيئاً يا سيدتي).

(يا الله! كم أنا طائشة) وأسرعت نحو الجرس (شاي! شاي بسرعة! وقليل من الكونياك في الحال).

وكانت الخادمة قد مضت ولكن الفتاة كادت تصحيح (لا، لا أريد خمراً فأنا لا اشربها أبداً. إنه قدح من الشاي الذي أريد يا سيدتي) ثم انفجرت في البكاء.

كانت لحظة مؤلمة ساحرة. جثت روزماري بجانب مقعدها وقالت (لا تبك أيها الشيء الصغير الضعيف. لا تبك (وقدمت إليها منديلها الحريري ولفت ذراعها حول تلك الأكتاف العصفورية النحيلة.

وأخيراً نسيت الفتاة الخجل، نسيت كل شيء إلا أن كلتيهما امرأة فقالت (لا أستطيع الاستمرار على هذه الحال. لا أحتمل. سأموت جوعاً).

(لن تموتي جوعاً فسأعنى بك. لا تبكي. ألا ترين كم كان جميلاً أنك قابلتني. سنحتسي الشاي معاً وستخبرينني بكل شيء وأعدك أن أدبر لك أمرك أرجو أن تكفي عن البكاء لأنه شيء مضن).

وكفت عن البكاء عندما وقفت روزماري قبل حضور الشاي لتضع المنضدة بينهما. ثم زودت المخلوق الصغير الضعيف بكل شيء، جميع أنواع الشطائر والخبز والزبد، ولما فرغ قدحها ملأته لها بالشاي والحليب والسكر فطالما قال الناس إن السكر منعش جداً. أما روزماري نفسها فلم تأكل بل كانت تدخن وتنظر للخارج عمداً حتى لا تخجل الأخرى.

وفي الحقيقة كان مفعول تلك الأكلة الخفيفة عجيباً. فلما حملت منضدة الشاي خارجاً كان يتمدد على المقعد إنسان جديد، مخلوق خفيف ضعيف ذو شعر مجعد وشفاء قاتمة وعيون غائرة مضيئة، كان يتمدد هذا المخلوق في نوع من الاسترخاء الحلو ناظراً إلى اللهب متأملا فيه.

وأشعلت روزماري سيجارة جديدة وبدأت حديثها بكل لطف (ومتى تناولت آخر أكلة؟) ولكن في تلك اللحظة تحرك مقبض الباب وسمع صوت من الخارج (رزوماري! أيمكنني الدخول؟) كان هذا زوجها فيليب.

أجابت روزماري (طبعاً).

دخل فيليب ووقف محملقاً بضع لحظات ثم قال (إني آسف لإزعاجكما).

(لا داعي للأسف فكل شيء على ما يرام (هذه صديقتي الآنسة. . .).

(سميث، يا سيدتي).

قالت روزماري (سميث وسنتجاذب أطراف الحديث لمدة قصيرة).

قال فيليب (حسنا)، ولاح بصره المعطف والقبعة على الأرض، ثم اتجه نحو النار وأدار ظهره إليها (إنه مساء كئيب) قال ذلك بغرابة مصوباً نظره نحو الشبح المتغافل ثم نحو روزماري ثانية.

فقالت روزماري بلهجة غير عادية (نعم. أليس كذلك؟).

فابتسم فيليب ابتسامته الساحرة الساخرة وقال لزوجته (في الحقيقة أود أن تجيئي إلى المكتبة لحظة. هل تسمح لنا الآنسة سميث؟).

فحدقت العينان الكبيرتان الغائرتان في فيليب ولكن روزماري أسرعت وأجابت عنها قائلة (طبعاً تسمح) ثم خرجا من الغرفة معاً.

ولما انفردا قال فيليب (وضحي لي من هي، وما معنى كل هذا؟).

فاستندت روزماري إلى الباب وهي تضحك قائلة (التقطتها من الشارع. سألتني ثمن قدح الشاي فأحضرتها معي إلى هنا).

فصاح فيليب (ولكن بالله عليك ماذا أنت فاعلة بها؟).

فقالت (كن لطيفاً معها) كن رقيقاً إلى أقصى حد. . . اعتن بها لا أعرف كيف. . . لم نتحدث بعد. . . لم نتحدث بعد. . . ولكن أظهر لها - عاملها - اجعلها تشعر -)

أجاب فيليب (يا طفلتي العزيزة! أتعرفين أنك مجنونة تماما! إن هذا الذي تطلبين شيء يستحيل عمله).

فأجابت روزماري (كنت على يقين من أنك ستقول ذلك ولكن لم لا؟ أريدك أن تعمله؟ أليس هذا سبباً؟ وعلاوة على ذلك يقرأ المرء دائما عن هذه الأشياء فصممت -).

فقال فيليب ببطء وهو يقطع طرف سيجارة (إنها حلوة للغاية).

(حلوة؟ ودهشت بل حنقت روزماري لدرجة أن وجهها احمر وقالت (أتظن ذلك؟ أنا - أنا لم أفكر في ذلك).

فأشعل فيليب ثقاب كبريت وقال (إنها رائعة لجمال. انظري ثانياً يا طفلتي لقد اهتزت مشاعري لما دخلت حجرتك الآن. وعلى كل حال. . . أظنك تخطئين خطأ كبيراً. إني آسف يا عزيزتي إن كنت أبدو وقحاً أو شابه ذلك ولكن عرفيني هل ستتناول الآنسة سميث طعام العشاء معنا في أثناء مطالعتي جريدة المساء؟).

قالت روزماري (يالك من مخلوق ماجن عابث!) وخرجت من المكتبة ولكن لم تعد إلى حجرة نومها بل ذهبت إلى مكتبتها. وهي تردد: (حلوة! رائعة الجمال! اهتزت مشاعري! حلوة! جميلة!).

أخرجت روزماري دفتر شيكاتها، وغنى عن القول أنه لا قيمة للشيكات في هذه الحال. ففتحت درجاً وأخذت خمسة جنيهات ونظرت إليها وردت منها اثنين ثم رجعت إلى غرفة نومها ممسكة بالثلاثة الباقية في يدها.

وبعد نصف ساعة كان فيليب لا يزال في المكتبة لما دخلت روزماري وهي تقول وقد استندت إلى الباب ثانية ونظرت إليه بتفرسها المدهش المصطنع: (إن الآنسة سميث لن تتناول طعام العشاء معنا هذا المساء).

فوضع فيليب الجريدة جانياً وقال (آه! ما الذي حدث؟ موعد سابق؟).

فجاءت روزماري وجلست على ركبتيه وقالت (أصرت على الذهاب فأعطيتها منحة مالية.

لم أستطيع أن أبقيها برغم إرادتها).

ثم أضافت بلين (أكنت أستطيع أن أفعل).

وكانت روزماري قد سوت شعرها تواً وكحلت عينيها قليلاً وتحلت بجواهرها فبدت رائعة الجمال عندما رفعت يديها ولمست خدود فيليب وقالت (أتحبني؟).

فأعجبته نغمتها الحلوة ولكن أزعجه صوتها الأجش فقال (أحبك حباً عنيفاً) وضمها إلى صدره (قبليني يا روزماري).

ثم سادت جو الحجرة فترة سكون قصعتها روزماري بصوت حالم (رأيت علبة صغيرة فاتنة اليوم ثمنها 28 جنيهاً أأستطيع شراءها؟).

فأجابها فيليب (تستطيعين أيتها الصغيرة المبذرة).

ولكن لم يكن ذلك ما أرادت أن تقوله روزماري في الحقيقة فإنها همست في أذن زوجها وضمت رأسه إلى صدرها وقالت (هل أنا جميلة يا فيليب؟).

بولس عبد الملك

بمعهد الصحافة بالجامعة الأمريكية