الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 643/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 643/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 643
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 29 - 10 - 1945


بين ابن الزبير وتوفيق الحكيم:

قرأت في كتاب (محمد) للأستاذ توفيق الحكيم في صفحة 251 قوله:

(يحمي وطيس القتال ويثخن المسلمون أعداءهم قتلا وأسراً وسلباً. ويستلب عبد الله بن الزبير أدراع أحد القتلى ويأسر أمية ابن خلف وابنه).

عبد الله بن الزبير (رافعاً سيفه).

هذا أنت يا أمية بن خلف!. . . الخ.

فعجبت وحق لي أن أعجب فإني لأعلم أن عبد الله بن الزبير كان ابن سنة واحدة يوم غزوة بدر، فكيف استطاع الأستاذ أن يجعل من ابن السنة مارداً يرفع السيف، ويستلب الأدراع، ويأسر الرجال؟

إن الذي أسر أمية بن خلف هو عبد الرحمن بن عوف، وكان صديقاً حميما له في مكة قبل الإسلام، وما شهدت مكة عبد الله بن الزبير بعد.

فأخذت أحقق هذه الواقعة، فلم أجد مؤرخا واحداً، ولا مرجعاً واحداً قد ذكر ما ذكره الأستاذ فأسفت فقد كنت أود أن أجد للأستاذ مخرجا، وهاك ما أورده الطبري في حادثة أسر أمية بن خلف:

(. . . عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان أمية بن خلف لي صديقاً بمكة، وكان اسمي عبد عمرو فسميت حين أسلمت عبد الرحمن ونحن بمكة، فكان يلقاني ونحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبوك، فأقول: نعم. فيقول فإني لا أعرف الرحمن، فاجعل بيني وبينك شيئاً أدعوك به، أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف. قال فكان إذا دعاني يا عبد عمرو لم أجبه فقلت اجعل بيني وبينك يا أبا علي ما شئت قال: فأنت عبد الإله. قلت: نعم فكنت إذا مررت به قال: يا عبد الإله فأجيبه، فأتحدث معه حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع ابنه علي بن أمية آخذاً بيده ومعي أدراع قد استلبتها، فأنا أحملها فلما رآني قال: يا عبد عمرو، فلم أجب فقال: يا عبد الإله، قلت: نعم، قال: هل لك في فأنا خير لك من هذه الأدرع التي معك، قال قلت: نعم هلم إذا، قال: فطرحت الأدرع من يدي وأخذت بيده ويد ابنه علي وهو يقول: م رأيت كاليوم قط، أما لكم حاجة في اللبن. قال ثم خرجت أمشي بهما).

من هذا يتضح أن عبد الله بن الزبير قد ولد في السنة الأولى وأن غزوة بدر قد وقعت في السنة الثانية، وأن عبد الرحمن بن عوف هو الذي أسر أمية بن خلف. لذلك لزم التنبيه حتى إذا ما فكر الأستاذ في إعادة طبع كتابه القيم، عمل على إعادة ابن الزبير إلى مهده، واستل منه سيفه الذي رفعه قبل أوانه.

عبد الحميد جودة السحار

خطأ تاريخي في كتاب (على ضفاف دجلة والفرات):

قرأت في كتاب (على ضفاف دجلة والفرات) لمؤلفه الأستاذ طاهر الطناحي قوله:

(وكانت الشيعة قد بايعت محمد بن علي بن الحسين المعروف بابن الحنفية على طلب الخلافة بعد تنازل الحسن بن علي عنها لمعاوية ابن أبي سفيان سنة 41 هجرية).

فوجدت فيه خطأين تاريخيين هما:

(1) إن محمد المعروف بابن الحنفية لم يكن ابن علي بن الحسين. بل هو ابن علي بن أبي طالب (ع) نفساً وأخو الحسين بن علي بن أبي طالب لأبيه.

(2) لم تكن الشيعة قد بايعته ألبته في زمن الحسن بن علي بعد تنازله عن الخلافة بل بايعت أخاه الحسين بعد وفاته وإذا نزلنا على قول المؤلف فعلي بن الحسين لم نعهد له ولداً في ذلك الوقت بل لم يكن متزوجاً وإنما كان عمره لا يتجاوز الثلاث سنوات.

(الكويت)

عبد الصمد تركي الجعفري

توقيع عبد الله بن طاهر

في العدد 640 من مجلة (الرسالة) الغراء لخاتمة المحققين، وأديب العربية - غير مدافع - في فلسطين، وأحد أفذاذها في العالم العربي الأستاذ الجليل محمد إسعاف النشاشيبي أمد الله في عمره ونفعنا به، ما يلي:

قال الزمخشري في شرح مقاماته: (ومن توقيعات عبد الله ابن طاهر فيما سمعته من أبي غرك عزك فصار قصار ذلك ذلك، فاخش فاحش فعلك، فلعلك بهذا تهدأ.

أقول: يغلب على الظن أن هذه (الرسالة) من وضع علماء البديع، فهم يقدمونها مثلا للجناس المصحف الذي تماثل ركناه وضعاً واختلفا نقطاً بحيث لو زال إعجام أحدهما لم يتميز من الآخر، وفي اختلاف نسبتها إلى واضعها دليل على هذا، والراجح أن واضعها ذهب في وصفها إلى ذكر ستة جناسات مصحفات لا أربعة، وكتابتها على هذا تكون على الوجه التالي

(غرّك عزك فصار قصار ذلك ذلك فاخش فاحش فعلك، فعلك بهذا تهدأ) مستبدلا بكلمة (فلعلك): (فعلك) وبكلمة (تهدأ) كلمة (تهدا) دون همز، تحقيقاً لما ذهب إليه واضعها من الجناس المصحف

وفي كلمة الأستاذ الجليل نفسها تحقيق في (حركة) (الشغب) قال: (والفتح لغة وليس بخطأ كما قال الحريري في (الدرة)، وليس هو من كلام العامة كما ذكر ابن الأثير في (النهاية).

أقول: شيخ أدباء القدس اليوم من أعظم أساطين اللغة والأدب تعلقاً بشيخ المعرة وفيلسوفها في الأسى، وهو من أكثرهم ارتياحاً لآرائه وأبحاثه وتحقيقاته، وأنا - على هذا - مورد ما ذكره فيلسوف المعرة في (الشغب) هذا

جاء في كتاب (عبث الوليد) - وهو ما علقه أبو العلاء على ديوان الشاعر المطبوع أبي عبادة البحتري - في أثناء تعليقه على قصيدته التي مدح بها أبا عيسى بن صاعد، والتي مطلعها:

كيف به والزمان يهرب به ... ماضي شباب أغذذت في طلبه

والتي منها:

إحاطة بالصواب تومن من ... لجاجة في المجال أو شغبه

قال رحمه الله:

(الاختيار عند أصحاب النقل الشغب بسكون الغين كما قال:

لقعقعة المفاتيح في رائد الضحى ... أحب إليكم من طعان ذوى الشَغَبِ

وقد جاء شغب في بعض الكلام، وقد شهر القول في أن الثلاثي، إذا كان أوسطه حرفاً من حروف الحلق الستة أجاز الكوفيين فيه التحريك والإسكان) قلت: وابن جنى يرى في خصائصه هذا ولا يستثنى

ولما كان (الشغب) من خصائص (الشعب) وتصحيفه حار في أمره العلماء وأرباب الفكر، فرأوا أن (التسكين) ألزم من (الحركة) في هذا المعنى، حتى ولو كان فيه استثقال في اللفظ والمبنى - والفتحة أخف الحركات - ولم يحركه إلا أهل الكوفة وليس بينهم في الشعب ملتب، وجلهم على السياسة والدولة شغب قبل أن يكون على اللغة والنحو شغابا، فقد خذلوا علياً (كرم الله وجهه) وغرروا بأبنائه من بعده قبل أن يودوا بواضع (الكتاب) سيبويه

(فلسطين)

رامز فاخرة

أستاذ الأدب العربي في مدرسة غزة الثانوية