مجلة الرسالة/العدد 630/تطور بلاد العرب الشمالية
→ محالفة ثلاثية ضد العالم | مجلة الرسالة - العدد 630 تطور بلاد العرب الشمالية [[مؤلف:|]] |
الأدب العربي في الهند ← |
بتاريخ: 30 - 07 - 1945 |
وتأثير ذلك في علاقاتهم الخارجية
للميجر ج. ب. كلوب
ترجمة الأستاذ جميل قبعين
أريد أن أقسم موضوع مقدار الرقي والتغير في بلاد العرب الشمالية إلى قسمين: أولاً بحث الموضوع من الوجهة الجغرافية؛ ثانياً بحث قابلية سكان تلك الأقطار للرقي. وفي النهاية نستخرج خلاصة هذين القسمين في نتيجة لنكون لنا فكرة عن المستقبل.
العوامل الجغرافية الخارجية
يجدر بنا عند بحث الوجهة الجغرافية أن نقسمها إلى فصلين: عوامل خارجية وأخرى داخلية. إن أول ما يلفت نظر الإنسان في بحث أهمية الأقطار العربية في السياسة الدولية من وجهة جغرافية خارجية هو كونها ممراً بين أوربا وآسيا، وإذا ما رجعنا إلى الوراء نجد إنه منذ بدء التاريخ لم توجد طريق بين الهند والشرق الأقصى وبين أوربا - طريق يمكنها أن تحتل بالفعل مكانة الطريق التي تمر من الأقطار العربية. ويرجع ذلك لكون بلاد فارس والأناضول تحتل جانباً من جانبي هذه الطريق، والسودان والحبشة والصحراء الكبرى تحتل الجانب الآخر، ونظرة إلى الأناضول وبلاد فارس، وهما بلدان جبليان، وإلى الحبشة والسودان والصحراء وهي بلاد صحراوية، ترينا أنهما يشكلان حاجزين في طريق الشرق وبينهما مصر وسوريا الطريق الوحيد للشرق. لقد حفرت قناة بين النيل وبين البحر الأحمر لتحمل التجارة منذ زمن الفراعنة. وعند قيام البتراء كانت البضائع تحمل على الجمال على طول الشاطئ الحجازي لتوزع على الإمبراطورية الرومانية، كما نقلت التجارة على الفرات قاطعة بادية الشام إلى تدمر. وفي زمن النبي (صلعم) كانت لمكة أهميتها التجارية الخاصة إذ كانت البضائع تحمل على الجمال وتقطع الحجاز إلى الإمبراطورية الرومانية ليستفيد الرومان منها دون الاضطرار إلى مرورها بالمناطق الفارسية. وقد حاول البرتغاليون في القرون الوسطى تأسيس مراكز تجارية في الخليج الفارسي والبحر الأحمر ثم في عدن - كما أن البريطانيين اتخذوا الفرات لتأسيس مصلحة مراكب بخارية تنح من سوريا الشمالية عليه. وفي هذه الفترة حفرت قناة السويس فعادت طريق التجارة إلى مصر. ومن الحرب الكبرى نرى أن سيارات الصحراء والمواصلات الجوية حولت قسماً من التجارة إلى سورية وفلسطين والعراق. ولكن مهما تأرجحت طريق التجارة نجدها دائماً بين أيدٍ عربية - مصر من جانب، وبلاد الرافدين (الجزيرة) من جانب آخر.
إن أهمية البلاد العربية لا تنحصر في كونها ممراً بين أوربا والشرق فحسب، بل لأنها أيضاً الجسر البري الوحيد إلى أفريقيا. ولقد مر كثير من الجيوش المغيرة عن طريق سورية - فلسطين - سينا إلى أفريقيا. لقد حاول الفراعنة احتلال سورية عن هذه الطريق، ومنها انحدر الاسكندر لاحتلال مصر، والرومان يوليوس قيصر - أوغستين مرا من هذه الطريق. ومنها خرج العرب إلى أفريقيا بعد قطع سينا وسار الصليبيون إلى مصر، كما أن حملة أخرى منهم نزلت مصر للسير منها إلى فلسطين. وقد هاجم نابليون مصر لفتح آسيا. وفي الحرب العالمية السابقة نرى كيف سار الأتراك لمهاجمة مصر، وكيف دخل الإنكليز فلسطين عن طريق سينا. إن الأقطار التي نتحدث عنها حافظت على أهميتها الدولية السياسية أكثر من أي قطر آخر في العالم. لهذا يمكننا القول بأن أهمية هذه الأقطار ترجع لكونها الممر إلى الشرق الأقصى أولاً. ولأنها الجسر البري الوحيد لأفريقيا ثانياً.
العوامل الجغرافية الداخلية
إن جغرافية هذه الأقطار الداخلية لا تقل أهمية عن جغرافيتها الخارجية. وعندما أتكلم عن البلاد العربية الشمالية أعني (سورية وشرق الأردن وفلسطين والعراق. والنصف الشمالي من جزيرة العرب) فإذا ألقينا على خريطة هذه البلاد نظرة نجدها تشكل مثلثا رأسه حلب يخترق ضلع المثلث سورية وشرق الأردن وفلسطين وشمالي الحجاز، كما يخترق الضلع الآخر العراق حيث ينتهي برأس الخليج الفارسي، وتمتد قاعدته من البحرين حتى المدينة المنورة. أما قلبه فهو الصحراء. إن القسم الأهم من تاريخ هذه الأقطار يرتكز على هذا التكوين الجغرافي الخاص فضلا عن كون الصحراء فرقت هذه البلاد، فقد وضعت سورية والعراق على اتصال بالبلدان الخارجية (استعمل الآن كلمة سورية لأعني الأقطار المعروفة الآن بسورية وفلسطين وشرق الأردن)، وهذا ما جعل هذين القطرين عرضة للمؤثرات الخارجية، وبقيت حضارة نجد والحجاز - فقط - حضارة عربية محضة. وكانت نتيجة هذه الحضارات المتباعدة أن نرى الحجاز ونجداً عربيتين في حضارتهما، بينما نرى أن أوربا وبلاد فارس والأناضول ومصر قد أثرت على حضارتي جانبي المثلث الشماليين.
الهجرة من وسط الجزيرة العربية
بينما نجد بادية الشام التي تشكل قلب المثلث تكون حاجزاً في طرق المواصلات بين سوريا والعراق، نراها واسطة الاتصال والنقل لسكان نجد أو البلاد السعودية. وأن تلك البقعة الممتدة من الحجاز إلى الخليج الفارسي آهلة بقليل من السكان يعيشون على زراعة النخيل في واحات متفرقة، وهم على الأرجح ينتمون إلى شعوب ما قبل التاريخ. وبالرغم من معيشتهم في أراض زراعية نراهم يجوبون الصحراء ويقطعونها، وبالعكس نرى أن أهالي سوريا والعراق الذين يعيشون في مناطق مملوءة بالسكان لم تبق لهم حاجة لقطع الصحراء لاستقرارهم في البلدان التي يقطنونها. وهكذا نجد أن الصحراء التي تقف في طريق المواصلات بين سورية والعراق هي طريق المواصلة بين سكان قلب الجزيرة وبين الأقطار الشمالية، وهي بالنسبة لهم كالبحر بالنسبة إلى الشعوب البحرية.
توجد مقابلة شيقة بين بادية الشام وبين القسم الشرقي من البحر الأبيض المتوسط. توجد على شواطئ الجانب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط موانئ تحمل كلها طابعاً مدنياً واحداً. فإذا سرت من الإسكندرية إلى حيفا فبيروت فأزمير فالقسطنطينية تجد شبهاً كبيراً بين هذه المدن؛ مع أن هناك بونا شاسعاً بينها وبين المدن الداخلية. إن مصر وبلاد العرب وتركيا واليونان بلدان مختلفة ولكن ثغورها متشابهة. كما أن العرب قطعوا الصحراء وأنشئوا مدناً هي عمان ودمشق وحماه وحلب، وهي تحمل المدنية والطابع العربي. ولذلك فإن الإنسان يقدر أن ينظر إلى بادية الشام كبحر يقابل البحر الأبيض المتوسط الذي تحمل ثغوره مدنيته الخاصة، تقابلها مدنية عربية محضة على أطراف المثلث المحيط ببادية الشام أو الصحراء السورية.
الصحراء كحاجز حربي
إن هذه الصحراء التي رأيناها في بحثنا واسطة اتصال - نوعا ما - لسكان قلب الجزيرة العربية، نراها تقف حجر عثرة في سبيل الأعمال الحكومية أو العسكرية، فبينما نجد أن سوق جيش من الأناضول إلى سورية أو العراق سهل، نجد الصعوبة كلها في سوق جيش من قلب الجزيرة يقطع مئات الأميال من القفار. وإذا ما ألقينا نظرة إلى تاريخ سورية والعراق نجد أنهما من بدء الميلاد حتى سنة 650 للميلاد حكمها الرومان والفرس. ومع أن الهجرة الفردية من الجزيرة إلى هذين القطرين لم تنقطع فقد كانت تقوم صعوبات جمة في وجه أية حملة حربية يراد سوقها من الجزيرة إليهما. هذا فضلا عن سهولة الاحتفاظ بسوريا على الرومان من آسيا الوسطى، وبالعراق من إيران على الفرس.
لقد كان سكان تلك الأقطار عربا، وبالرغم من حكم الرومان والفرس فقد كانت ثقافتها عربية محضة؛ وقد قامت فيهما إمارات عربية صغيرة كإمارات الغساسنة في سوريا واللخميين على الفرات. إن ثقافة بلاد العرب كانت مستمدة من الجزيرة، وكانت القوة السياسية والحربية مستمدة من الأناضول وغيران. وهذا الموقف الذي لم يتغير أبداً يتلخص في أن العرب أقوياء بثقافتهم ضعاف بقوتهم الحربية، وهذا أمر يعزى أكثره إلى جغرافية الصحراء السورية
لقد غير الإسلام الوضعية، وذلك بتأثير الروح التي أثارها في العرب، فتمكنوا من التغلب على هذه الصعوبات وفتحوا سورية وإيران، ولكن لم تنقض فترة حتى ظهرت هذه الصعوبات مرة ثانية. لم يتمكن الخلفاء من البقاء طويلا في الحجاز واضطروا عند قيام الأمويين لنقل عاصمة ملكهم إلى دمشق، وعند قيام العباسيين الذين لم يرضوا ببقاء العاصمة في دمشق نقلت إلى بغداد وهكذا نجد أن العرب عندما كانوا حاكمين على المثلث بأجمعه، وعندما كان الإسلام في القمة عملوا على مقاومة هذه الصعوبات الجغرافية، أي الصحراء التي تلتف البلدان العربية الهامة حولها
رأس حلب
عند سقوط الإمبراطورية العربية وقيام الأتراك ظهرت حقيقة أخرى تتعلق بالمثلث، وهي ما يمكننا أن نسميه (رأس حلب) إن جانبي المثلث (جانبي العراق وسورية) يلتقيان في حلب، فإذا ما أراد أحد القطرين مساعدة الآخر وجب عليه قطع الممر الضيق المأهول بالسكان حول حلب، إذ لا طريق غيره - خلا طريق الصحراء - وبذلك نرى أن أي قوة حربية تنحدر من الأناضول إلى حلب يمكنها قطع خط المواصلة بين القطرين، أو أن أي قوة حربية يمكنها الدفاع عن حلب تقدر أن تقطع خط الرجعة على أي جيش يسير من سوريا إلى العراق وبالعكس. ومن المؤكد أن الهجوم على جانبي المثلث واحتلالهما من قبل قوة تعسكر شمالي حلب، اسهل بكثير من سوق قوة من العراق إلى سورية أو بالعكس للدفاع عن أحد هذين الجانبين
وإذا لاحظنا أن الأتراك حكموا البلاد مدة تزيد على 600 سنة نرى أن الأثر الذي أبقوه وراءهم بسيط جداً؛ إذ لم يتمكنوا من التأثير على الثقافة العربية - وبالرغم من مرابطة الفيالق في الأتراك في اكثر المراكز الهامة، ومن وجود موظف أو موظفين كبيرين من الأتراك فقد كان أكثر الموظفين الصغار عرباً وكانت أكثرية أهل البلاد يحكمهم الزعماء لا الحكومة؛ هذا عدا عن بقاء اللغة العربية اللغة المستعملة في البلاد. وهكذا نضطر أن نعود إلى معادلتنا الأولى وهي أن العرب ضعفاء بقوتهم الحربية أقوياء بثقافتهم.
أرجو إن سمحتم لي أن أعدد نتائج العوامل الجغرافية التي وصلنا إليها مرتبة كما يلي
العوامل الجغرافية الخارجية
1 - إن بلاد العرب ممر بين أوربا وآسيا يحيط به بلاد فارس والأناضول من جهة، والصحراء الكبرى والسودان من جهة أخرى.
2 - إن البلاد العربية هي الجسر البري الوحيد بين أفريقيا وبين بقية أقطار العالم الأخرى
3 - إن بلاد العرب نقطة الاتصال بين ثلاث قارات، وهي قلب العالم القديم
العوامل الجغرافية الداخلية
1 - إن بلاد العرب تكوّن مثلثاً تتوسطه بادية الشام
2 - إن بادية الشام فرقت بين الأقطار العربية، كما أن سورية والعراق اتصلتا بحكم مركزهما الجغرافي بالأناضول ومصر وإيران وأوربا، وهذا الاتصال جعل لهما ثقافة خاصة تختلف عن ثقافة قلب الجزيرة العربية
3 - إن بادية الشام هي طريق الاتصال لسكان قلب الجزيرة العربية الذين ما زالوا على اتصال بالأقطار الشمالية، والذين حافظوا على ثقافتهم العربية
4 - بينما تجد بادية الشام واسطة نقل وبث للثقافة العربية نراها تقف حجر عثرة في سبيل الأعمال الحربية، ولذا نرى أن العرب وجدوا من الصعب حينما تولوا الحكم أن يحكموا سورية والعراق وقلب الجزيرة العربية من عاصمة واحدة
5 - إن التقاء جانبي المثلث في رأس حلب يجعل أية قوة حربية في الأناضول قديرة على مهاجمة كل من سورية والعراق دون أن تتمكن إحداها من مساعدة الأخرى
قابلية العرب للرقي
إن بحثنا عن قابلية العرب للرقي أعمق واصعب من بحثنا عن الموقع الجغرافي الذي يمكن تحديده إذا ما نظر إلى الخريطة والذي يتلخص في سرد الحقائق. وتزداد الصعوبة على الأخص عندما نرى أنفسنا مضطرين أن نخمن درجة قابلية العرب للرقي بالوقت الحاضر، ودرجة استعدادهم وقابليتهم مستقبلا، لأن كلا منا متأثر بعقائده ودراساته الخاصة، وقد يكون متأثراً بدرجة قابليته بنفسه. وعلى كل حال فإذا لم أتمكن من إقناعكم بعقائدي فلعلي أتمكن من فتح باب للمناقشة بإعطائكم آراء جديدة. وقبل الدخول في بحث استعداد العرب للرقي علينا أن نعرف ونحدد الرقي. أظن أن الرجل الأوربي ينعت الرقي بالنجاح المادي، وقد ينعته بالنجاح الفكري إذا ما طلب إليه تعريفه ولكن النجاح الفكري يتوقف على النجاح المادي الذي نتمكن بواسطته من تأسيس جامعات ومختبرات تساعد على تهذيب الإنسان، ولذلك يمكننا في بادئ الأمر أن نعرّف الرقي بأنه القوة والثروة والاستقلال السياسي والمؤسسات الحكومية الأخرى كمصالح الصحة والمعارف والأشغال العامة الخ. ولهذا أرى أن أضع سؤالا في الصيغة التالية: (هل يمكن أن يصبح العرب القاطنون في البلاد العربية الشمالية، وهل يريدون أن يكونوا في عداد الأمم الأوربية الحديثة؟
الديانة
سنتناول في البحث عن هذه المسألة مظهراً أو مظهرين كلا على حده. أولهم: هل يؤمن المسلمون والمسيحيون حقاً بتعاليم أديانهم أم لا؟ كلنا يعلم بطبيعة الحال أن أدياننا أثرت في حياتنا الاجتماعية وطرق معيشتنا، ولذلك فإن العلاقات بين الإسلام والمسيحية تدخل في موضوع بحثنا. ولا أدري إن كنتم تعرفون أن الإسلام والمسيحية متقاربتان كل التقارب برغم ما قام بينهما من نزاع في الماضي. وهذه الحقيقة يؤكدها المسلمون أكثر من المسيحيين. ويعتبر المسلمون من زمن النبي (صلعم) إلى يومنا الحاضر أن المسيحيين أقرب إليهم أكثر من أتباع أي دين آخر. إن العقائد الروحية السامية المتشابهة بين الديانتين كثيرة، فكلتاهما أسستا على اليهودية، أو بالأحرى إن الإسلام أسس على اليهودية والمسيحية، وكلا الإسلام والمسيحية خرجا من بلد واحد ولهما نفس الأنبياء. وكلاهما يعترف بالعهد القديم (التوراة)، وقد حدثني قس مسيحي عمل في بلاد العرب سنين عديدة قائلا: إن الإسلام شكل من أشكال المسيحية باستثناء الاعتقاد بالعجائب. وقد اتضح لي أن هنالك مظهراً آخر للتشابه بين الديانتين، وهو إصرار كل من المسلمين والمسيحيين على ضرورة الإيمان بحوادث تاريخية معينة، كما وأن لكل من الديانتين شعائر وقواعد يجب إعادتها كل يوم، ونحن قد اعتدنا هذا المظهر من الإيمان في الدين، حتى إنه لم يعد يخطر لنا ملاحظة أهمية ذلك بالنسبة إلى الإسلام والمسيحية.
أنا لست ثقة في البوذية أو الكنفوشية أو الهندوكية، ولكني أرى وأتصور أنهم لا يتشددون في أهمية الإيمان، كما يتشدد المسلمون والمسيحيون، وأرى أن هذا المظهر الذي اتخذته الديانتان أوجد شبهاً كبيراً بين الأمتين
كثيراً ما نسع أن الإسلام عائق لرقي العرب، وبدون شك وجد كثير من المسلمين الذين اعتقدوا بأن الأرض منبسطة، وبأن الاختراعات العلمية من عمل الشيطان، ولكن يجب أن لا يغرب عن بالنا بأن كثيراً من المسيحيين اعتقدوا نفس الشيء، وكانوا هم الذين أجبروا غاليلو على التراجع عندما قال إن الأرض تدور حول الشمس. ومن الإنصاف أن أقرر أن الإسلام دين عملي أكثر من المسيحية من جهات عديدة - فالمسيحية هي التي نطقت بعدم جمع الثروة وفرضت حياة الزهد والتقشف، ولذلك فإننا نجد قول المسيحيين بأن الإسلام دين غير عملي للإثراء غريباً - وإذا نظرنا إلى مبادئه الأولية يظهر لنا أنه دين عملي أكثر من المسيحية، لأن المسيح (عليه السلام) لم يتفق والدرهم أبداً
المناخ
كثيراً ما يكون هواء البلاد وحالتها الجوية مفتاحاً لمعرفة أخلاق السكان، وإذا نظرنا إلى مناخ بلاد العرب نتحقق إنه لا يمكن أن ينبت أمة خاملة. ولا مراء في أن مناخ الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط هو مناخ البحر الأبيض المتوسط، ولكن إذا ما تجاوزت الشواطئ إلى شرقي لبنان والأردن تجد الجو بارداً جداً، ويشاهد الثلج والصقيع بكثرة في أماكن عدة، كما أن الجو غير رطب في الصيف، فهو بالعكس يلتهب حرارة، ومثل هذا المناخ يحتاج لأمزجة متينة وأجسام قوية لمقاومته
(البقية في العدد القادم)
جميل قبعين