مجلة الرسالة/العدد 624/البريد الأدبي
→ أغاني الرعاة. . .! | مجلة الرسالة - العدد 624 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 18 - 06 - 1945 |
حول منهج البحث عن تكون الشعب المصري الجديد
ليس من الحق أن ننكر ما بذله الأستاذ الشيال من الجهد في بحثه
(تكوين الشعب المصري الجديد بعد الفتح العربي) في مجلة الثقافة من
رجوع إلى المصادر العربية القديمة ومحاولة تنسيق النقول المختلفة
منها مع صحة الاستنباط وبراعة الاستنتاج، بيد أني مضطر إلى القول
بأن المنهج الذي ابتدعه يعوزه الترتيب وتنقصه المحاولة الدقيقة في
البحث عن أصول هذا التكوين وعوامله ومقدار التلوين الذي أدخلته
كلتا الشخصيتين العربية والمصرية على الأخرى.
وإذا ما عدنا إلى مناهج الغربيين الباحثين عن أصول تكوين الشعوب الأوربية وجدناها تختلف عن منهجه اختلافاً قوي الأثر بعيد الخطر. ولا يصح أن يقال إن ظروف التكون التي أحاطت بهذه الشعوب تختلف عن الظروف التي أحاطت بتكون الشعب المصري العربي بعد الفتح؛ فإن الأصول الأولى التي عرفت والتي كان لها أكبر الأثر في تكوين الشعوب ونمو شخصيتها الجديدة هي بعينها الأصول التي عرفت عند العرب. وإذا ما جاز لنا أن نحاول مثل هذه الدراسات في البحث عن أصول الشعوب العربية الجديدة وتأثرها بمقومات الشعوب التي استعمرتها في الثقافة والدين واللغة والجنس فإن هذا يحتاج إلى منهج من نوع آخر ليس يكفي فيه تنضيد النصوص العربية والوقوف عندها بالاستنتاج الحذر مما لا يلقي صورة واضحة ولا يدلي بأسباب قوية عن هذا التكون
ولقد حاول المؤرخون الإنجليز البحث عن أصول تكون الشعب الإنجليزي المختلفة المتعاونة على تقويم حياة الشعب فكانت لهم من ذلك محاولات يصح أن ينتفع بها الدارسون لمثل هذه المحاولات في الشعوب العربية وآدابها والأستاذ الشيال حين يبدأ أولى هذه المحاولات يقف عند المصادر العربية وقوفاً عجيباً فلا يحفل بالبحث عن مقاومات البيئة المصرية الأولى التي استعمرها العرب. ونحن نعلم مما وصل إلينا من البحوث المختلفة التي عولجت حول هذه البيئة من مؤرخي اليونان والرومان الذين رحلوا إلى الإسكندرية أو استقروا فيها شيئاً كثيراً يتصل بعضه بالأديان المختلفة التي كانت تصطرع في هذه المدينة وبعضه بالآثار الأدبية المختلفة من يونانية وقبطية وبعضه يتناول نواحي من التدين خاصة كالتصوف الذي تأثر به العرب فيما بعد والذي كان أصلاً من أصول الحياة الدينية المصرية القديمة.
وإن الأفلاطونية الحديثة التي نشأت في مدينة الإسكندرية كان لها أثر قوي في البحوث الدينية عند المسلمين فيما بعد ولعل هذا يلفتنا إلى وجوب البحث الدقيق عن مسالك تأثر المسلمين بالثقافات اليونانية إذ ربما حول ذلك مجرى البحث الذي استقر في مثل هذه الموضوعات عندهم.
وإذا كان المؤرخون الإنجليز حاولوا شيئاً من هذا في دراساتهم الأدبية والتاريخية فأولى بنا أن نرجع أولاً إلى مثل هذه المحاولات قبل البدء في دراسة هذه الموضوعات. وبين يدي الآن مرجع من هذا الطراز يبحث فيه صاحبه ما تردد في الإسكندرية من ألوان الثقافات مختلفة التي كان لها أكبر الأثر في تكوين الشعب المصري الجديد.
ولا يقف في سبيلنا ما لا يزال موضعاً للدراسة مما يروى من إحراق مكتبة الإسكندرية على يد عمرو بن العاص بأمر عمر فإن تأثر العرب بالثقافات القديمة في مصر لا يرتكز فقط على المتحف والمكتبة وإنما يعتمد على أشياء أخرى تظهر لمن خصص نفسه لمعالجة مثل هذه الدراسات رفق ولين وأناة. س
وإذا كانت الفلسفة اليونانية قد لجأت إلى الإسكندرية بعد ما لاقت من ألوان الاضطهاد والأذى في الغرب فوجدت فيها حياة آمنة وأفقاً ضيقاً يلائم الفلسفة والتفلسف فأجدر بنا ألا نقف عند هذه المحاولات بل ينبغي أن يمتد ذلك إلى تعرف آثارها في الحياة العربية الإسلامية المصرية فيما بعد.
وإذا كان المقريزي في خططه يصف سكان مصر فيقول:
(وهم أخلاط مختلفة من الفرس والروم والبربر) ولكل من هذه الأخلاط مقومات مميزة انصهرت انصهاراً عجيباً في البيئة المصرية فإن البحث عن أصول هذا الشعب ينبغي أن يتناول هذه الأخلاط المتباينة في الجنس والثقافة والدين.
وسواء أكان العرب الذين استقروا في مصر قيسيين أم يمنيين فإنهم وافدون من جزيرة العرب ذات المقومات الخاصة في الدين واللغة والجنس، ونحن نعرف من تاريخهم أكثر مما نعرف من تاريخ القبط والروم والفرس والبربر؛ فالاتجاه إلى بحث الجنس العربي وحده اتجاه يسير الجدوى قليل الأثر.
وإني أرجو أن يتعاون الباحثون عن تكوين الشعب المصري الجديد تعاوناً يستند على أصول دقيقة من البحث العلمي حتى تقوم دراسة الأدب العربي المصري على أسس صحيحة من البحث المنتج السليم.
السيد خليل
طباعية لا طبعية ولا طبيعية
قال الإمام العالم الأديب أبو حيان التوحيدي في المقابسة الثانية والعشرين فيما بين المنطق والنحو من المناسبات ص 172
من كتاب المقابسات - وشهادة النحو طباعية، وشهادة المنطق عقلية - فنسب إلى طِباع ولم ينسب إلى طبيعة، وتحرز بذلك المشكلة القائمة الآن في النسب إليها، وقد جاء في القاموس: الطبع والطبيعة والطباع ككتاب السجية جبل عليها الإنسان أو الطباع ككتاب ما ركب فينا من المطعم والمشرب وغير ذلك من الأخلاق التي لا تزايلنا، كالطامع كصاحب
فهل لنا أن نقلد ذلك الإمام الجليل في تلك النسبة، ونقول في هذا المعنى - طباعية وطباعي - ولا نقول طبِيعي ولا طَبَيعي لأن النسبة الأولى تخالف القياس في المنسوب إلى ما يكون إلى فَعِيلة
والنسبة الثانية تلتبس بالنسبة إلى طَبَع بفتح الطاء، والباء، وهو الصدأ والدنس، ولاشك أن مثل هذا الالتباس له حكمه في اللغة، وقد أوجب دفعه كثيراً من أحكام النحو.
عبد المتعال الصعيدي
أين شعراؤنا
رحم الله (شوقياً) و (حافظاً) إني كلما جد حادث في مصر أو في الشرق، تذكرت هذين الشاعرين فسكبت عليهما الدموع، ولعلهما لو عاشا إلى أيامنا هذه لقرأنا لهما القصائد الجياد في هذه الأحداث التي تمر بنا، ولكنهما ماتا، ولم يصدق الشاعر حين قال:
قالوا خلت مصر بعد الشاعرين ولم ... يعمر بمثلهما ميدانه الخالي
ولست وحدي في مصر بعدهما ... فمصر ملأى بأشباهي وأمثالي
نعد وجد هذا الشاعر سعة في مجال الفخر ولكنه لم يجدها في مجال الشعر، وإلا فأين أشباهه وأمثاله؟ أين هؤلاء الذين ملئوا الصحف بالأمس يبكون (باريس) أين هم اليوم ليبكوا (دمشق) و (حلب) و (حماة)؟ ضلة لهؤلاء المفتونين بفرنسا وضلالات فرنسا، أتراهم سكنوا الآن لأنهم يحبون فرنسا أكثر مما يحبون (سوريا) و (لبنان) إنا لنرفعهم عن ذلك، ولكن ما بالهم لم تهز مشاعرهم هذه الحوادث الفظيعة التي ترتكبها فرنسا؟
أيها الشعراء، سجلوا مفاخر قومكم قبل أن تسجلوا مفاخر أعدائكم، وأبكوا على مصائبكم قبل أن تنوحوا على مصائب الناس واسمعونا أصواتكم.
علي محمد حسن
تصويب أخطاء في العدد الماضي
في الصفحة الأولى من العمود الثاني في السطر 17 هيهات ألا يبعث، والصواب لا يبعث
في الصفحة 620 العمود الأول السطر الرابع للواتي والصواب اللواتي
في الصفحة 620 العمود الثاني السطر 21 أبها والصواب أيهما
في الصفحة 622 العمود الأول السطر 13 من مماته والصواب بعد مماته
في الصفحة 625 العمود الأول السطر العاشر بعد الهجرة والصواب بعد الميلاد
جريدة الأنذار
أصدرت جريدة الأنذار التي يصدرها أسبوعياً بالمنيا الأستاذ صادق سلامه عدداً ممتازاً في 32 صفحة بمناسبة دخولها في سنتها السادسة عشرة وهو عدد حافل بالطرائف الأدبية والآراء القيمة لنخبة من رجال العلم والأدب والسياسة فنرجو للزميلة دوام التوفيق واطراد التقدم.