مجلة الرسالة/العدد 613/الوحدة الكبرى
→ رسالة الفن | مجلة الرسالة - العدد 613 الوحدة الكبرى [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 02 - 04 - 1945 |
للأديب محمد سليم الرشدان
أمة العرب: يا ابنة المجد عودي ... وانشري للأنام عهد الجدود
في ثنايا ردائك السابع المع ... طار، نفحُ العَلاءِ والتخليد
والأزاهيرُ ناديات على ها ... مكِ تعلوه شارة التمجيد
أنت أغرودة الزمان وفي ذك ... رك يحلو لديه عذب النشيد
أنت قيثارة الخلود ومن في ... ك تعالى في الدهر صوت الخلود
لن تهوني وفي بنيك الميامي ... ن ذماء وأنت بيت القصيد
نحن أبناؤك الألى ندفع الضي ... م ونمشي على شفار الحديد
نبذل النفس طائعين لإسعا ... دك يا أمة الفخار التليد
لتعيدي مجداً بناه الغطاري ... ف أباة من الكماة الصيد
فانهض يا ربيبة العزّ والرَّف ... عة إلى المفاخر، عودي!
وانفضي عن جفونك المُلُم المف ... زع من بعد رقدة وهجود
وانظر مسرح الأشاوس في الير ... موك، مثوى فيالق ابن الوليد
يقذف الروم بالكتائب والأق ... ران من كل فارس صنديد
فإذا هم قد صيروا ساحة الحر ... ب هشيماً من القنا المخضود
وأعادوا الرومان ما بين مصرو ... ع، وعانٍ يجرُّ فَضلَ القيود
أمة العرب لا تنام على ضي ... مٍ ولو كان في جنان الخلود
وانظري: هل ترين في الأفق النا ... ئي قتاماً من الوغى المعقود؟!
ذاك سعدٌ شبَّ الحروب على كس ... رى، ووافى بجحافلٍ وعديد. .
يدمغ الباطل المهين فَيُزجي ... هـ ويَنُجي عليه بالتهديد
ويثل العرش المَكِين. وهل كا ... ن يفلُّ الحديد غير الحديد؟
سرحى الطرف بعد ذلك واجتا ... زى خُسّراسان ثَم في التصعيد
وابلغي إن أردت مزدحم الأفي ... ل، وَأْتي هنال أرض الهنود
أو ما تُبصرين في حومة الحر ... ب غلاماً ينقضُّ كالجلمود؟! لا يغرنَك أنه الأسَدُ الْوَرّ ... د بسربال يافعٍ أملُودِ
يهتف الجند باسمه حيث ترتجُّ ... لاصواتهم أعالي النجود
أن ذيالك الهمامَ هو ابن ال ... قاسم الفذ في العراك الشديد
يطأُ الهندَ بعد ما وطأَ السن ... د ويغزو في كل قطر بعيد
يبتغي الشبقَ مع قُتيَبة ما أو ... عل في الصَّين كل قرمٍ عنيد
هكذا تُنجبين يا أمة العر ... ب، وذاكم من نسلك المحمود
ليت شعري، هل تسمعين من الغ ... ب صدًى من صواعق ورعود؟!
ذاك لو تعلمين عُقبة! إذ أق ... دمَ إِقدامَ ضَيغْمٍ مفؤود
والذي تسمعين حَمْحَمَةُ الخي ... ل وزحفُ الجنود إثر الجنود
وازدِحامُ الخميس في جانب الأط ... لس من بين سِيفِه والصعيد
والأهازيج داوياتٍ من الأب ... طال إثرَ الغناء والترديد
واندحار العدوَّ أرهَبَه المو ... ت فألوى ينساحُ عرض البيد
هكذا شَيَّد الأباة ومن كال ... عرب يبنون صرح مجد عتيد؟!
أمة العرب: يا سليلة أْمجَا ... دٍ توالت في مشرقات العهود
أو ما خَدَّ ثواكِ عن يوم لُذرِي ... ق وأعظم بيِومه المشهود؟!
أو لم تسمعي عن البطل الفا ... نك مذكي السفين خلف البنود؟!
هاتفاً في الرجال: دونكم البح ... ر!! وإلا فانحوا طريق الخلود!
فاذا هم يستبسلونَ لَدَى المو ... تِ، وطوبى لكلَّ حر شهيد
كَبَّروا فاستحال في أُذُنِ الجو ... زاء تكبيرُهم زئيرَ أسود
وانَتضَوا خلف طارق فإذا بال ... قُوطِ ما بَيْن هالكٍ وشريد
وإذا بالإسلام ينشرُ جنحي ... هـ بظلَّ الخليفةِ الممدود
وإذا بالإسْبَانِ تستقبل البُش ... رى بصوتِ المؤذنِ الغَِّريد
هكذا سوف نبتني الوحدة الكب ... رى ونمشيِ على غرار الجدود
هكذا يُطْلَب الفخارُ! فلا نا ... مت على الذلَّ مُقلة الرعديد. . .
(القدس) محمد سليم الرشدان
ماجستير في الأدب والساميات