مجلة الرسالة/العدد 599/غرام يوم الثلاثاء
→ الدستور في شعر شوقي | مجلة الرسالة - العدد 599 غرام يوم الثلاثاء [[مؤلف:|]] |
فرقة التمثيل ← |
بتاريخ: 25 - 12 - 1944 |
للدكتور زكي مبارك
يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
يا ساقيَ الراح هاتِ الراحَ يا ساقي
من نور خديك أو من نار أشواقي
واشربْ رحيقَ الهوى الفضّاح يا ساقي
من نظرتي لك في ساعات إشراقي
يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
مضت أسابيع لا ألقاك يا روحي
فكيف أنتَ رعاك الحبُّ يا روحي؟
مصرُ الجديدةُ مأوى حبنا الروحي
فارجعْ إليها نعشْ روحاً إلى روحِ
يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
أمرٌ عرفناهُ أن الجافيَ الهاجرْ
قد يغتدي وهو روحٌ جامدُ غادرْ
الصبر عني نذيرُ الغدرِ يا هاجرْ
أعوذ بالحب وهو المالك الآمرْ
من أن يخيب رجائي فيك يا ساحرْ
يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
عهدُ الهوى البكر عهدكْ
وطالع السعد وعدكْ
متى أراكْ؟
وداري حماكْ
أنا من نواكْ
مفطورُ الفؤادْ يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
عهدُ الهوَى البكر هل تنساه يا هاجرْ؟
عهدُ الهوَى البكر هل تنساه يا غادِرْ؟
عهدُ الهوَى البكر هل تنساه يا قاهرْ؟
يا هاجرْ، يا غادرْ، يا قاهرْ، يا كافرْ
يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
مصرُ الجديدةُ أيام الثلاثاء
كانت ملاعبَ أوطاري وأهوائي
يا فاطر الحبّ في يوم الثلاثاء
متى يعود لنا يومُ الثلاثاء؟
يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
لِمن وفاؤك بعدي أيها الغادرْ؟
إن رُمتَ غيري فأنت الغانم الخاسرْ
حُبي هو الحبُّ وهو الغالب القاهر
فانُدبْ نَعيمكَ بعدي أيها الغادر
مصر الجديدة أيامَ الثلاثاء
تشكو اغترابي أيامَ الثلاثاء
يا ليلْ، آه يا ليلْ
يا ليلْ، آه يا ليلْ
شربتُ دمعي فلا كأسُ ولا ساقي
مضى نديمي وخلاني لأشواقي
يا ساقي الراح هات الدمعَ يا ساقي
دمعي هو الراح فاسقينيه يا ساقي
دمعي دمٌ فترفقْ أيها الساقي
آه، واه - آه، واه - آه، واه!!! بَعد الغناء الحزينْ
وهذه الآهاتْ
وبَعد لذع الحنينْ
وهذه الواهات
يقول طيفُ الخيالْ
بلحن ذاك الغزال
ما هذه النارُ تذكيها بأشعاركْ
لولا غِناؤكَ ما خُلدت في ناركْ
إذن أُغني!
ماذا نغني؟
إني أقول:
من أي بدع فُطرتَ
من أي سحر خُلقتَ
الزهرُ وحيُ دلالكْ
والشعر وحيْ جمالك
لا أظلمُ الأقدارْ
إن الهوى والنارْ
من بدْع سحرك أنتَ
تمضي أسابيعُ لا ألقاكَ، ما أسفي ... على حياةٍ بلا لُقياك ظلماء؟
تمضي أسابيعُ لا ألقاكَ، ما أملي ... من عيشةٍ أنت عنها باعدٌ نائي؟
يقول هذا الليل
ماذا يقول الليل؟
يقول إني أحبك
يقول إني أحبك
يقول إني أحبك يا أجمل الناس، أين الناس، ُ قد تعِبَتْ ... روحي من البحث عن مَعْناك في الناسِ
يا قاتلاً بالوفاءْ
ماذا يريد الوفاءْ
إغدِرْ، ودَعني أعيش
قتلي حرامٌ عليك
إغدِرْ، ودَعني أعيش
قتلي حرامٌ عليك
مصرُ الجديدةُ أيامَ الثلاثاء
كانت ملاعبَ أوطاري وأهوائي
يا فاطرَ الحب في يوم الثلاثاء
متى يعود لنا يوم الثلاثاء؟
كان الهوى بغدادْ
أواه من بغداد!
كان الهوى باريس!
أواه من باريس!
مصر الجديدة داري
والحب فيها قراري
لا تنس يا غدارْ
جميلَ هذى الدارْ
فيها اهتصرْتكُ غصناً ناعماً زهراً ... كدوحةِ الوردِ في أيام آذارِ
أحنو عليك
أرنو إليك
حُلوانُ تقصيك عني وهي ظالمةٌ ... مِصر الجديدة تشكو بعدَ حُلوانِ
مصرُ الجديدةُ أنتَ
فَطَرَتها أنتَ أنتَ بروعة الشعر أَمْلِكْ
وأنت باُلحسن تملك
الشعر للحسن عبدٌ ... فارحم إذا شئت عبدَكْ
الحسن بين يديك
إليك أمري إليك
يا شاعراً روحهُ نارٌ مؤججةٌ ... وشعره كالرحيق الصرف وهاجُ
إذن أغني!
ماذا نغني؟
إني أقول:
لروعة الشعر عند الحسن منزلةٌ ... أقوى من الجاه والسلطان والمال
يا ليلْ يا ليلَي يا ليلْ
يا غرامَ الروح والروحُ فداكْ
أين نجوى الحب في عهد الصفاءْ؟
أحرق القلبَ شواظُ من نواكْ
بالهوى قل لي متى يوم اللقاء؟
أين يا روحُ ليال سلفتْ ... وأغاريدكُ يا صداح زادي؟
لا تقل تلك الليالي ذهبتْ ... جُمرها المشبوب باقٍ في فؤادي
آه، آه، آه، آه، آه،!!!!
لم يدنني من أريد
في الحب مما أريد
ماذا تريد؟ ماذا تريد؟
أريد قتل همومي في منابتها ... بجائحاتٍ من الصهباء هوجاء
الكأس بين يديك
الكأس في شفتيك
هات اسقني هاتْ هات اسقني هاتْ
أسقيك إن شئتَ أكواب الثلاثاء ... يا فاطرَ الشعر في يوم الثلاثاء
زكي مبارك