الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 59/سافو

مجلة الرسالة/العدد 59/سافو

مجلة الرسالة - العدد 59
سافو
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 20 - 08 - 1934

3 - سافو

لأوجييه اميل

ترجمة الأستاذ محمود خيرت

كاوودال - (ينادي) هي. هي

لابودري - يا صاحب المطعم

الجميع - أنت يا رجل

(يظهر صاحب المطعم)

كاوودال - أسرع فلقد قتلنا الظمأ

صاحب المطعم - أهلاً اهلاً بأسيادي (وكأنه يعرف كاوودال)

سيدي كاوودال. . . ما أطيب هذه الفرصة تفضلوا.

فأجلسوا عند هذه البراميل أو تحت هذه الشجرة الظليلة

كاوودال - نبيذك الطيب أولاً!

لابودري - الأبيض؟

كاوودال - أصبت

صاحب المطعم - كما تشاؤون. والطعام!

كاوودال - عند المساء متى عدنا، ولكن ماذا عندك منه

صاحب المطعم - كل ما تشتهون

كاوودال - شواء مثلاً؟

صاحب المطعم - نعم. وفرختان!

لابودري - حسناً

صاحب المطعم - وضلع

كاوودال - لا بأس

صاحب المطعم - ثم. . .

الجميع - هذا يكفي

كاوودال - (منشداً) ولكن أيها الشيطان لابودري - إذا أهملت في الألوان

آخر - والمزات

ثان - والسلطات

ثالث - وحذار أن تنسى كذا البصطرمة

رابع - معها وإلا فالجزاء

صاحب المطعم - (الصرمة)

(ضحك عام)

صاحب المطعم - (منادياً) نبيذ أبيض حالاً (ينظف الموائد ويرتب المقاعد حيث يجلسون، وعندئذ يظهر الخدم حاملين قناني الشراب والكؤوس)

كاوودال - ليحيى النبيذ=ليحيى الشراب

الجميع - ليحيى النبيذ=ليحيى الشراب

كاوودال - شراب النبيذ=شراب لذيذ

يرد الشاب=لصرعى الخضاب

الجميع - ليحيى النبيذ=ليحيى الشراب

كاوودال - ألا فأشربوا=ولا تحسبوا

لهم حساب=فهذا الصواب

الجميع - ليحيى النبيذ=ليحيى الشراب

صاحب المطعم - ليحيى الصنم

الجميع - لتحيى الصرم

(ضحك عام)

(يظهر حنا)

كاوودال - (وقد لمحه) حنا؟

حنا - (يقترب ويحيي بقبعته) نعم أنا

كاوودال - ما أجمل هذه الصدفة

لابودري - كيف أنت يا حنا. أنت مقيم هنا حنا - بل هناك (مشيراً) لأني أميل للغابات أتفيء ظلها وأملئ عيني منها. نعم أن الحياة

بالقرب منها خير من حياة المدن حيث السكون والنسيم العليل

كاوودال - وهل لازلت مع سافو؟

حنا - سافو؟ من هي سافو

لابودري - فني. نموذج المصنع

حنا - (مفكراً) إذا هي سافو (متردداً ثم يتكلم) لا. إنني تركتها.

كاوودال - تركتها؟ إنها فتاة حسناء. ولكنها مع ذلك. . .

حنا - ولكنها ماذا؟

كاوودال -. . . لا شيء

حنا - لاشيء؟ ولكنك قلت إنها. . .

كاوودال - فتاة لا وفاء لها. نعم إنها تحفة من تحف الحسن. ولكن حبها مشوب بالآلام. على أن من يقع في شركها يصعب عليه أن يسلوها.

لابودري - لقد صدقك كاوودال يا حنا

كاوودال - ومع ذلك فدليلي قصتها مع ذلك الحفار الفنان

لابودري - فرومان

كاوودال - بعينه. فلقد دفعته إلى تزوير زج بسببه في السجن. على أني لا أزال أذكر يوم أخذوه إليه وهي تودعه بأطراف أناملها وتقول له تشجع يا بيبي فعما قريب تخرج ونعود إلى سيرة حبنا

حنا - (لنفسه وهو مفكك) أنها تناديني بمثل هذا أيضاً

كاوودال - ما لك يا صديقي؟

حنا - الحقيقة أني كذبتكم. فأنا من سنة أتلوث بصحبة هذه الفاجرة. ولقد استسلمت لمكذوب حبها، ومعسول كذبها حتى أبحتها قلبي ومشاعري لأني كنت أجهل أمرها ولكني الآن أقسم لكم أن كل ما بينها وبيني قد أنقطع وانتهى

(تظهر فني من بعد)

آه. . .

كاوودال - (يلمحها) سافو

سافو - (وحنا يفر منها) حنا

حنا - دعيني (ثم يختفي)

سافو - (في نفسها) نمو عنده علي (لهم بحدة) الآن وقد فر بسعيكم فلن أخشاكم أيها الأنذال

كاوودال - (يسكن ثورتها) هوني عليك يا سافو. اسمعي

لابودري - عودي إلى رشدك ولا تحتدي

فني - لقد أكلكم الحسد على حبه الذي أسعدني وغير سبيل حياتي فصورتموني له في أشنع صور الرذيلة حتى ألتوى وفر مني. إنكم غلاظ قساة (للابودري) وأنت أيها المنافق طالما أسهرت جفني وأجريت دمعي. ولا زال صدرك طافحاً بالحقد على صفوي فحطمت قلبي الذي أصلحه هذا الفتى، وهكذا لم أخطئ في حسباني إذ علمتم فوشيتم فأنتقمتم. فأنا الآن إذا كنت أتعلق بأذيال الحياة فلكي ألعنكم واستنزل غضب الأقدار عليكم.

الجميع - (بغضب) سافو (يتجاذبونها كأنهم يحاولون جرها معهم)

فني - دعوني فما عادت تطيب بعد ذلك نفسي للحب. لقد أصبحت أمقتكم جميعاً أيها الاخساء

(تهجم علي لابودري فيضحك ويضحكون)

(يتبع)

محمود خيرت