مجلة الرسالة/العدد 567/البريد الأدبي
→ على قبر أخي | مجلة الرسالة - العدد 567 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 15 - 05 - 1944 |
أغنية (الرياح الأربع)
أهدى الأستاذ الشاعر (علي محمود طه) مسرحيته الفاتنة
(أغنية الرياح الأربع) إلى صديقة الشاعر (محمد عبد الغني
حسن) فحياه بهذه الأبيات:
ما زلتَ تُطرب في البيان وتُبدعُ ... وتَصُبُّ لحنكَ في القلوب وتُتْرعُ
لك كلَّ يوم آيةٌ شعريةٌ ... لله ما هذا الخيال الطيِّع؟!
وَتَظَلُّ ترتاد الغيوبَ محلِّقاً ... وتجوب آفاق المحيط وتذْرع
الناس في سجن الخمودِ وقيْدِه ... حُبسٌ وأنتَ لك الفضاءُ الأوسعُ
صور تُجلِّيها بريشة ماهر ... ينقاد في يده البيان ويخضع
تلك المعاني النافرات ذلولةُ ... بيدْيكَ لا تأبَى ولا تتمنع
وتكادُ تبرزُ كلَّ خافية الهوى ... فكأنها شئٌ يحَسُّ ويسمع
يا أيها الملاح مالك تائهاً ... لا يستقر على شراعك موضع؟
والبحر مضطرب الأواذى هائج ... والريح عاصفةُ المهبةِ زعزع
في كل ثغر مشهد لك رائع ... وبكل ميناءٍ حديثٌ أروعُ
تلك الرواياتٌ الفصاحُ جليلةٌ ... وأجلُّها عندي (الرياح الأربع)
شعر ناجي
حينما أصدر الدكتور ناجي ديوان شعره (وراء الغمام) كتب الأساتذة الأعلام العقاد وطه والمازني، وكتب غيرهم من أدباء الشباب الشيء الكثير في شعر ناجي. وقد اتفقت آنذاك أو كادت تتفق أقوال الشيوخ والشباب في طبيعة ذلك الشعر. والذي يخيل إلى الآن - وقد أتم الأستاذ دريني خشبة دراسته في شعر ناجي أنه لم يطلع على ما قيل في هذا الشعر. فعاد ما قال أولئك الأعلام والعقاد في شعر ناجي يناقض ما قاله فيه الأستاذ دريني خشبة مناقضة صريحة أما المآخذ الشعرية فقد ذكر بعضها الأستاذ حافظ جلال والمرحوم معاية نور وسواهما فقد أعادوا أكثر عيون شعر ناجي إلى الأستاذين العقاد ومطران وبعضها إلى شعراء المهجر نعيمه ومعلوف. واللطيف في هاتيك المآخذ، أنها هي بعينها التي اقتبسها الأستاذ الناقد دريني خشبة للتدليل على سمو شعر ناجي!
حبيب الزحلاوي
القرآن في كتاب النثر الفني
الأستاذ الغمراوي يرى فيما يرى أن الدكتور زكي مبارك يذهب إلى أن القرآن الكريم من عند محمد ﷺ، ولقد صرح الدكتور بما ينفى هذا الزعم في كتابه (الموازنة بين الشعراء) ص 226 إذ يروى بيتي البوصيري
ما حوربت قط إلا عاد من حرب ... أعدى الأعادي إليها مُلقى السلم
ردت بلاغتها دعوى معارضها ... رد الغبور يد الجاني عن الحرم
ثم يعقب قائلاً: (كلمة صدق؛ ويكفي أن تقرأ القرآن بحيدة ونزاهة لتلمس هذه الحقيقة؛ فالقرآن كتاب خطر رهيب يحمل عدوه على الإيمان به والخشوع لديه، ولو صحت - لا صحت - أراجيف الملحدين من أن القرآن من إنشاء محمد بن عبد الله لكان محمد أعظم رجل شهد هذا الوجود (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون)) طبعة ثانية سنة 1936م، وأنا أرى أن قول الدكتور ولو صحت إرخاء العنان للخصم. وأقول للدكتور أيضاً إن محمداً أعظم رجل شهد الوجود، لأن صاحب العزة والجبروت علمه أهلاً - والله أعلم حيث يجعل رسالته - لأن يحمل عبء تلك الرسالة العظيمة، ولأن ينزل عليه ذلك الكتاب العظيم، فمن البدائه أن الدكتور لا يرضى لرأيه أن يكون من أراجيف الملحدين!
هذا ومن بعض الإلزامات التي ألزم بها الأستاذ الغمراوي الدكتور مبارك قوله في الرسالة (565) (إذا كان - يعني القرآن - من عند الله فكيف يمكن أن يثبت للعرب ذاتية كالذي أراد وليس فيه لعربي منهم حرف)، ويمكننا أن نرد هذا الإلزام قائلين: إن القرآن الكريم - وهو من عند الله يدل على أن العرب لهم ذاتية باعتبارهم مخاطبين به وهو أجدر من يراعى مقتضى الحال
إبراهيم السيد عجلان
إلى الأستاذ الكبير (ا. ع)
تصديت - مشكوراً - للأخذ بيد شباب الشعراء إلى النهج السوي، فشكرنا لك صنيعك وحمدنا لك كريم نهضتك، وانتظرنا منك - وأنت الأستاذ والوالد - أن توضح لهم معالم الطريق في رفق وأناة، شأن المربى القادر يغضي عن العيب، ويدل على الصواب
ولكننا يا أستاذنا رأيناك - وقد كتبت إلى اليوم سبع كلمات - تحمل عليهم حملة التأديب والزجر والتشهير دون توجيه صالح، أو رغبة صادقة مخلصة في تقويمهم وإصلاحهم وهدايتهم
أين يا سيدي الأمثلة والنماذج تشرحها لهم وتقفهم على مواضع الحسن والقبح فيها؟
أين الشرح والتعليم الذي يفعله الأساتذة مع تلاميذهم الذين يريدون بهم خيراً؟
ألا ترى يا سيدي الأستاذ الجليل أن كلماتك هذه ربما كان من نتائجها تثبيط بعض العزائم التي نريدها على أن تنشط، وإماتة بعض الهمم التي نريدها على أن تحيا وتعيش وتنمو؟
إن شعراء الشباب هم الرجاء المرموق، والأمل المرجى، وإن لهم لجهداً مشكوراً، وأثاراً حميدة، وإن (الرسالة) الكريمة هي مؤازرتهم ومناصرتهم ومعينتهم، وهي سلمهم إلى المجد الذي يبغون ونبغي لهم ويحبون ونحب لهم
فإما أن تكون - يا سيدي الأستاذ - هادياً ومرشداً وموجهاً له وإما أن تدعهم يشقون طريقهم إلى المجد أو يهلكوا دونه. والسلام
(المنصورة)
علي متولي صلاح
إلى الدكتور زكي مبارك
إن مما أحزن كل معنى بالأدب هذه الخصومة التي قامت بين الزيات ومبارك وهذه القطيعة التي وقعت بين المبارك والرسالة
وإنني كواحد يعني بالأدب ويعجب بالزيات والمبارك ويحب الرسالة من حقي أن أحزن وأتألم وأتأذى لما حصل، ومن حقي أن أنتصر لصاحب الحق في هذا الخلاف
إن السبب الذي إليه يعزو الدكتور مبارك هذه الخصومة هو أن الرسالة نشرت لأحد خصومه كلاماً آذاه وآلمه وأغاظه
ولا أخال أحداً ممن يعرفون الأستاذ الزيات على حقيقته - لا كما عرفه الدكتور مبارك أخيراً - يجاري الدكتور في اعتقاده ويقره على رأيه؛ لأن الزيات كما نعرفه ويعرفه غيرنا وكما عرفنا به الدكتور مبارك نفسه في أكثر من مناسبة أديب رضى الخلق كريم النفس سليم القلب نبيل القصد لا يخاصم إلا الباطل ولا يناجز إلا الضلال ولا يناصر إلا الحق. يعتز بأصدقائه ويعتز أصدقاؤه به ولا يختلف مع أحد منهم إلا على حق
ولعل الدكتور مبارك يذكر قوله في الأستاذ الزيات في حديث له مع الأستاذ طه الراوي نشر في الرسالة بعددها 530 الصادر بتاريخ 30 أغسطس 1943 وهو (أن الزيات صديق مضمون) ولما سئل عن معنى مضمون أجاب (أن لها معنى ومعاني، فالصديق المضمون هو الصديق الذي لا يخشى تغيره بأي حال)
وكيف يكون الصديق (المفطور على العقوق) والذي لا ينفع معه عتاب) (والذي حرم نعمة الفهم لمعنى الصديق) صديقاً مضموناً؟ وهل حقاً أن الزيات مفطور على العقوق يا دكتور؟
إن كان تلفيقاً ما نشر في الرسالة من كلام أغضبك فأدحضه بما يتوفر لديك من براهين؛ أما أن تسكت عمن آذاك وآلمك وتنحي باللائمة على الأستاذ الزيات وحده فهذا ظلم؛ لأن الزيات بنشره ما نشر إنما يؤدي واجبه كواحد لا يحابي ولا يمالئ أحداً
والرسالة كما يعرفها كتابها وقراؤها وأنت منهم يا سيدي الدكتور ميدان تتصاول فيه الأفكار وتتبارى فيه القرائح وتتسابق فيه الأقلام فمن حقها أن تؤدي رسالتها الأدبية وفق الخطة التي وضعتها لنفسها
فكيف ترضى يا سيدي الدكتور أن تسلبها حريتها في التصرف بهذا الحق وتحرمها حقها في استعمال هذه الحرية فتطالبها بمراعاة صداقتك وهذا مما لا يتفق ومنهجها الذي تسير عليه (بغداد)
يحيى محمد علي
تجول تلك السماء
جاء في قصيدة الأستاذ سيد قطب المنشورة في العدد الماضي
يا فجر من ذا رآك ... تحول تلك السماء
فاستعمل كلمة (تجُول) بمعنى تطوف متعدية بذاتها
مع أن الفعل (جال) لم يرد في كتب اللغة عامة متعدياً بنفسه بهذا المعنى فقد جاء في المصباح والمنجد ما يأتي: (جال يجول في البلاد طاف يطوف) (وجال جولاً وجولة وجولاناً في المكان) طاف به ودار وجاء أيضاً: (جال بمعنى اختار) وهذا ليس المعنى المقصود في البيت
فلو أن الأستاذ قطب استبدل بكلمة (تجول) (تجوب) لما وقع في هذا الخطأ
محمد عبد الفتاح إبراهيم