الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 560/نقل الأديب

مجلة الرسالة/العدد 560/نقل الأديب

مجلة الرسالة - العدد 560
نقل الأديب
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 27 - 03 - 1944


للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

538 - ما أراد به النصيحة

قال معاوية: إذا لم يكن الهاشمي جواداً والأموي حليما والعوامي شجاعاً والمخزومي تياهاً لم يشبهوا آباءهم

فقال الحسن بن علي: والله ما أراد معاوية بقوله النصيحة، ولكن أراد أن يفنى بنو هاشم ما في أيديهم فيحتاجوا إليه، ويشجع بنو العوام فيقتلوا، وأن يتيه بنو مخزوم فيمقتوا، وأن يحلم بنو أمية فتحهم الناس

539 - فرحم الله ذلك المفتي

في البدر الطالع للشوكاني: لما أسلم غازان بن أركون (سلطان التتار) قيل له إن دين الإسلام يحرم نكاح نساء الآباء، وقد كان استضاف نساء أبيه إلى نسائه وكان أحبهن إليه خاتون وهي أكبر نساء أبيه. فهم أن يرتد عن الإسلام، فقال له بعض خواصه: إن أباك كان كافراٌ، ولم تكن خاتون معه في عقد صحيح، إنما كان مسامحاً بها، فاعقد أنت عليها، فإنها تحل لك، ففعل. ولولا ذلك لارتد عن الإسلام. واستحسن ذلك من الذي أفتاه به لهذه المصلحة، بل هو حسن ولو كان تحته ألف امرأة على سفاح. فإن مثل هذا السلطان المتولي على أكثر بلاد الإسلام في إسلامه من المصلحة ما يسوغ ما هو أكبر من ذلك حيث يؤدي التحريج عليه، والمشي معه على أمر الحق إلى ردته. فرحم الله ذلك المفتي!

540 - صائر إلى مالك

في وفيات الأعيان:

كان الفقيه أبو بكر المبارك الملقب بالوجيه والمعروف بابن الدهان - حنبليا، ثم تفقه على مذهب أبي حنيفة، ثم شغر منصب تدريس النحو بالمدرسة النظامية، وشروط الواقف ألا يفوض إلا إلى شافعي المذهب، فانتقل الوجيه إلى مذهب الشافعي، وتولاه، فقال المؤيد أبو البركات التكريتي:

من مبلغ عني الوجيه رسالة ... وإن كان لا تجدي عليه الرسائ تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل ... وذلك لما أعوزتك المآكل

وما اخترت قول الشافعي تدينا ... ولكنما تهوى الذي منه حاصل

وعما قليل أنت لاشك صائر ... إلى مالك، فافطن لما أنا قائل

541 - تحط ولكن فوقهم في جهنم

من القول بالموجب لبعض الحنابلة:

يحجون بالمال الذين يجمعونه ... حراماً إلى البيت العتيق المحرم

ويزعم كل أن تحط ذنوبهم، ... تحط ولكن فوقهم في جهنم

542 - حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

ابن خلكان: لما انتقل سيف الدين الآمدي إلى الديار المصرية وتولى الإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي وتصدر بالجامع الظافري بالقاهرة واشتهر بها فضله، واشتغل عليه الناس - حسده جماعة من فقهاء البلاد وتعصبوا عليه ونسبوه إلى فساد العقيدة وانحلال الطوبة ومذهب الفلاسفة والحكماء، وكتبوا محضراً يتضمن ذلك ووضعوا فيه خطوطها بما يستباح به الدم. وبلغني عن رجل منهم فيه عقل ومعرفة لما رأى تحاملهم عليه، وإفراط التعصب، كتب في المحضر وقد حمل إليه ليكتب فيه مثلما كتبوا فكتب:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم

كتبه فلان بن فلان