مجلة الرسالة/العدد 528/البريد الأدبي
→ في استقلال القضاء | مجلة الرسالة - العدد 528 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 16 - 08 - 1943 |
1 - الشاعر ابن العرايش من هو؟؟
نشرت البرقيات الخاصة والعامة أسماء الفائزين الأول في مسابقة الشعر العربي التي نظمتها محطة الإذاعة اللاسلكية في لندن. واسم الفائز الأول في موضوع نهضة الشباب هو (ابن العريش)
وليس (ابن العريش) هذا اسماً، ولكنه كنية اتخذها الشاعر الحقيقي، أما اسمه الكامل فهو (نجيب ليَّان) من أهالي زحلة التي خلدها المرحوم شوقي الشاعر بقصيدته الفاتنة
والأستاذ نجيب ليَّان يشتغل الآن منصب مدير قلم المطبوعات اللبناني؛ ولم أعثر له على ترجمة أو (لوحة أدبية فنية) في كتاب (الرسوم) الذي ألفه الأديب اللبناني المشهور إلياس أبو شبكة. فلعل الأستاذ (أبو شبكة) يصور لنا صديقه الشاعر نجيب ليَّان في صورة طريفة لمجلة الرسالة الغراء
2 - آباء العلاء
أنجبت المعرة شاعر الحكيم أبا العلاء المعري صاحب اللزوميات، وسقط الزند والفصول والغايات وغيرها
وهناك غير واحد من أهل المعرة سمي أبا العلاء، ومن هؤلاء من كان معاصراً لأبي العلاء المشهور ومنهم من تأخر به زمانه عنه؛ ومن (آباء العلاء) هؤلاء: أبو العلاء بن عبد الله ابن الحسن، أبو العلاء بن أبي الندي، أبو العلاء أحمد ابن أبي اليسر وأبو العلاء الحسن بن الحسين وأبو العلاء سعد ابن حماد. أما شاعرنا المشهور فاسمه أبو العلاء أحمد بن عبد الله ابن سليمان التنوخي
3 - رباعيات الخيام
يعرف قراء الرسالة أن كثيراً من أدباء العرب ترجموا رباعيات الخيام إلى اللسان العربي؛ ومن هؤلاء المترجمين المحسنين على تفاوق في الإحسان، أحمد رامي وأحمد زكي وأبو شادي والبستاني وأحمد صافي النجفي. ولعل الأستاذ النجفي الآن على إخراج طبعة ثانية من ترجمته تكون أكثر دقة وأحسن إخراجاً. وقد نشرت مجلة (الصباح) الدمشقية الغراء - وهي التي ننقل عنها هذا الخبر إلى قراء الرسالة - أن الشاعر النجفي قدم لطبعته الجديدة قطعتين من الشعر رداً على من أساءوا فهم فلسفة الخيام. قال لا فض فوه في أولاهما:
قد كنت من خمرة الخيام منتشياً ... وإنما خمرة الخيام إلهام
يظنه الجاهل المسكين منغمراً ... في الراح يطفو به في لجها الجام
فراح يدمن سكراً باسمه نفر ... كأنهم إذ تدار الكأس أنعام
ظننت ترجمة الخيام مأثرة ... أذابها لضعاف الرأي إجرام
إن كان هذا مآل الشعر في نفر ... لا كان شعر ولا خمر وخيام
خالوه من شعره في الخان منطرحاً ... وكم أساءت إلى الأشعار أفهام
ففتشوا عنه في الحانات وانصرفوا ... وكل ما عرفوه عنه أوهام
لله درك يا خيام في كلم ... يحييا بها الخالص بل يفني بها العام
وهذا أجمل دفاع شعري سمعناه - عن شاعر ظلمه الناس وشربوا الخمر باسمه، واحتموا في ظل رباعياته، وهو من ذلك الخمار وتلك العربدة براء.
محمد عبد الغني حسن
قضية تخسر!
ليست القضية التي انبرى الأستاذ سيد قطب للدفاع عنها بقضية خاسرة، ولكنها - مع الأسف - قد لقيت الخسران على يديه! وليس من عجب أن يجد الدكتور مندور منفذاً للطعن في رد الأستاذ سيد قطب، فإن الواقع أن هذا الرد لم يكن غرض صاحبه أن يدافع عن أباء مصر بقدر ما كان غرضه أن يعلن عن نفسه. والحق أنني ما قرأت كلام الأستاذ قطب حتى استوقفني فيه هذه الظاهرة، إذ قد فاته أن يوجه كل همه لنصرة قضيته، وإنما راح يحشد أقواله وأقوال الأستاذ العقاد، كأنما ليس في مصر غيرهما. وليست هذه هي المرة الأولى التي يسلك فيها الأستاذ قطب هذا المسلك، بل إن كل من قراء ديوانه: (الشاطئ المجهول) ليذكر جيداً كيف مهد الشاعر (سيد قطب) لديوانه بمقدمة نقدية بقلم الناقد (سيد قطب)، وكيف راح يثني على نفسه في هذه المقدمة بكلمات بعجب لها المرء عجباً يستنفد كل عجب! أما الأستاذ العقاد الذي تصدى الأستاذ قطب للدفاع عنه فإن القصائد التي اختارها له ليست من أجود شعره، والحكم على العقاد بناء على قصيدة واحدة منها لا بد أن يكون حكماً جائراً. وفضلاً عن أن الأستاذ قطب كان سيئ الاختيار، فإنه يجب علينا أن نقرر أن الحكم على شعر العقاد إنما يكون بقراءة دواوينه كلها. لذلك أشير على الدكتور مندور بقراءة (وحي الأربعين) وخاصة القصائد الآتية: (الغزل الفلسفي) (المعاني الحية)، (ليلة البدر) فإن هذه القصائد تتضمن أشعاراً لا يمكن أن يقارن بها أي شعر من أشعار المهجر كله!
زكريا إبراهيم