مجلة الرسالة/العدد 496/كلمة عن التلباثي
→ خطرات شاعر | مجلة الرسالة - العدد 496 كلمة عن التلباثي [[مؤلف:|]] |
(توبال فايين) أو: ← |
بتاريخ: 04 - 01 - 1943 |
للدكتور رمزي مفتاح
كتب الأستاذ العقاد مقالاً عن التلباثي؛ وليس قصدنا أن نناقشه فيما كتب أو نوضح من هذا العلم الغامض. ولكننا نلخص الموضوع باختصار شديد فنقول:
1 - ليس معنى التلباثي هو أو الرؤية عن بعد، وليس هو المكاشفة، ولكنه: (أ) انتقال إحساس قوي، أو انتقال فكرة واحدة مجردة؛ فقد تشعر الأم بوقوع ابنها في حريق وهي بعيدة عنه. وقد يحس الابن ضيقاً وكرباً وأبوه يناديه وهو على فراش الموت وبينهما بحار وأقطار.
(ب) تبادل الأفكار الذي يكون بين اثنين من المشتغلين بهذا العلم، ويتم بعد تدريب طويل بالطرق العلمية
(ج) إرسال فكرة أو أمر من فرد إلى آخر؛ وتقتضي أن يكون الأول عالماً بعلم النفس الحديث ومتدرباً على التأثير من بعد
2 - يمكن الوسيط المغنطيسي أن يرى أو يسمع أو يقرأ عن بعد، وقد نجح وسيطنا في هذه التجارب. أما الحاصلون على هذه الموهبة وهم في حالتهم العادية فعددهم فرد واحد في كل أربعة ملايين
فلو كان المقاتلون قد سمعوا صوت عمر وهم مئات، ولو كان ذلك قد تم بواسطة التلباثي، لا قتضى الأمر أن يكونوا كلهم موهوبين أو وسطاء وهو ما لا يعقل. والحقيقة أنه هو الموهوب وحده، وأن هذه الظاهرة ليست تلباثي. أما في المثالين المذكورين في (أ) وما يشبهها فلا تسمع فيها الأصوات. ويلزم أن يكون بين الفردين صلة أبوة أو زواج ويكون مرسل الرسالة وقد انطلق عقله الباطن من عقاله في سكرة الموت أو في توقعه
3 - أما الرؤية من بعد فنقسمها قسمين:
الأول: أن يراك غيرك وهو بعيد
والثاني: أن تنظر غيرك
فالأول كان يسمى قديماً إرسال المثال الكوكبي وهو من أعقد المباحث العلمية. وخلاصته أنه يمكن أحد الموهوبين - وهم بنسبة فرد في كل 100 مليون في المدن، وفرد في كل مليون في البدو - أن يرسل طيفه المثالي إلى أي مكان حيث لا يرى في ضوء النهار، ولكن قد يسمع صوته؛ ويرى في الغبش أو الليل على صورة المرسل ضباباً متجمعاً. والهنود يسمون هذا الضباب ويسميه العلماء الأقدمون أطياف الأثير، وهم جميعاً يعتقدون أنها ذرات كونية تتجمع وتكون شكلاً خاصاً بتأثير قوة خاصة ليست مجهولة منا الآن. وقليل من علماء النفس الحديثين من يعرف أن هذا الضباب مكون من ذرات الأشعة الكونية ' وهي التي كان العالم مسمر الشهير يسميها السيال المغنطيسي الكوكبي. وإنه لمطلب عجيب نمسك الآن عن البحث فيه. وبالمقدرة على إظهار الطيف الكوكبي يمكن أن ترى رجلاً تعرفه يمشي على الماء وتسمع صوته
القسم الثاني يختص بالوسطاء المغنطيسيين أو الموهوبين كما بيننا.
والوسيط أو الموهوب يرى ولكن الآخر لا يراه ولا يشعر به.
وتسمى هذه الظاهرة وهو موضوع آخر بالمرة غير التلباثي الذي ذكره الأستاذ. ومن أمثلته عند العرب زرقاء اليمامة
4 - سماع الأصوات عن بُعد ويسمى وهو موضوع آخر غير التلباثي وهو الذي يقال فيه إن فلاناً يسمع الهاتف. وكل هذه الظاهرات من قوى الوسيط المغنطيسي أو الروحاني الموهوب - وكذلك لا يسمعه الطرف الآخر
5 - كل مقال الأستاذ العقاد منصب على إثبات وجود التلباثي بأدلة منطقية قياسية. وقد فرغ العلماء من إثباته منذ أكثر من 85 سنة. وتدرس هذه العلوم كدراسات عليا في جامعات إنجلترا الكبرى. ومحاولة الأستاذ إثباتها كمن يحاول إثبات وجود أشعة إكس بالاستنتاج. وقد صدر في أمريكا وأوربا في السنوات العشر الأخيرة نحو ألف كتاب فيها مباحث عن التلباثي والعقل الباطن
(مصر الجديدة)
رمزي مفتاح