مجلة الرسالة/العدد 462/من غزل الملوك
→ نظام الصداقات في الإسلام | مجلة الرسالة - العدد 462 من غزل الملوك [[مؤلف:|]] |
البَريدُ الأدبيّ ← |
بتاريخ: 11 - 05 - 1942 |
قصيدة للسلطان سليم فاتح مصر
للأستاذ عبد الله مخلص
وقع في الكلمة التي نشرتموها في (العدد 458) من (الرسالة) بعنوان (من عزل الملوك) بعض أغلاط مطبعية مثل (أن الرشيد أغار على أبيات ابن الحكم الأموي)؛ وصوابها (أن ابن الحكم الأموي أغار على أبيات الرشيد). كما أن عجز البيت الأول من أبيات المعز لدين الله الفاطمي: (تلك المحاجر (بالمحاجر)) صوابه: (تلك المحاجر (بالمعاجر))
ورأيت بهذه المناسبة أن أبعث إليكم بقصيدة السلطان (سليم) التي اقتصرت على ذكر بيت واحد منها في تلك الصفحة، وهو ما كنت أطلعت عليه في المصادر التركية في ترجمة السلطان المشار إليه. أما القصيدة كلها، فقد عثرت عليها في مخطوط اقتنيته أخيراً اسمه (بستان العارفين ونزهة الناظرين) جمع الحاج احمد بن حسن الشامي، ويقول: انه شرع فيه وأتمه في جامع السفاحية بحلب المحمية في سنة 1041هـ:
البدر اشرق بالجمال عليهِ
والسلسبيل يسيل من شفتيه
الغصن نال اللين من عطفيه
قمر يصول ولا وصول إليه ... جرح الفؤاد بصارميْ لحظيْهِ
واحلَّ في وسط الفؤاد مقامهُ
نشق المحبّ من الوشام خزامه
وافى بوصلٍ والجمال أمامه
ما قام معتدلاً يهزّ قوامه ... إلا تهتَّكتِ الستور عليهِ
يمشي بعجبٍ في غلائل سندس
ألوانها كبنفسجٍ في نرجس
كأسى نديمي والمدامة مؤنسي
يا طيب ليلتنا ونحن بمجلس ... نهض الحبيب لنا على قدميهِ
شقَّ القلوب بورده وشقيقهِ ونما على عشاقه بعقيقه
وهما على كأساته برحيقه
يسقي المدامة من سلافة ريقه ... ويخصَّنا بالسحر من عينيهِ
نلنا المسرَّة ساعة بجوارهِ
وقد ارتقينا للهنا في داره
وأعّمنا من خمرة بعقاره
عيناه نرجسنا وآس عذاره ... ريحاننا والورد من خدّيهِ
الخال من مسكٍ يفوح بندّهِ
يسطو عليَّ بجزره وبمدّهِ
سعد السعود وفى إليَّ بسعده
كتب المهيمن في صحيفة خدّهِ ... لاماً وعقرب فوقها صدغيهِ
جن الظلام على الضيا فتبسّمَا
والمسك في زهر الرياض تنسّمَا
نمّ العذار بخدّه فتحكّما
ما الْشَعر نمّ بعارضيه وإنما ... أصداغه جارت على خدّيهِ
لمّا أتى بجحافلٍ من جندهِ
فأردت رشف رحيقه من شهدهِ
دبّ العذار على صحيفة خدّهِ
يا شَعر في بصري ولا في خدّهِ ... إني أغار من النسيم عليهِ
ملك يجور على الملوك بظلمهِ
لم يخشَ من جور الزمان وجرمه
ناديتُ من فرط الهيام وغمّهِ
عجبي لسلطان يعمّ بحكمه ... ويجور سلطان الغرام عليهِ
إني بأوصاف المحبّة عائِدٌ
وبباب من أهواه شخصي لائِذٌ جيش المحبّة في فؤادي واقذٌ
والناس تحت يدي وحكمي نافذٌ ... وأنا وكلّ الناس طوع يديهِ
الطرف منّي في محبّته عَمِي
والدمع يجري في خدودي عندمِ
وعروس مكةَ والحطيم وزمزمِ
لولا الإلهُ وحرّ نار جهنَّمِ ... لعبدته وسجدت بين يديهِ!