مجلة الرسالة/العدد 462/البَريدُ الأدبيّ
→ من غزل الملوك | مجلة الرسالة - العدد 462 البَريدُ الأدبيّ [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 11 - 05 - 1942 |
أجوبة عن أسئلة
وجّه إليّ الأديب محمد محمد مالك في العدد 460 من الرسالة أسئلة تتعلق بالأمراض النفسية نجيب عنها فيما يلي:
1 - الأمراض العصبية
أمراض ناتجة عن التهاب أو انحلال الأعصاب أو النخاع الشوكي أو مركز المخ الحركية والإحساسية والحاسة والتوازنية ويتمخض عنها أنواع مختلفة من الشلل أو إحساسات غريبة أو حركات اختلاجية أو اهتزازية أو تشنجات في العضلات أو اضطراب في الحواس أو اختلاف في التحكم في قضاء الحاجة أو فقدان التوازن، أو تشكيلة من بعض هذه الأعراض.
2 - الأمراض النفسية أو
أمراض تتمخض عن أعراض متولدة من عقد دفينة في العقل الباطن. وكثيراً ما يقلد المريض بها أعراض الأمراض العصبية من غير قصد.
واهم الأمراض النفسية القلق العصبي (أو بالأحرى القلق النفساني) والهستريا والوسواس والخور النفساني (النورستانيا)
والهجس بالمرض
3 - الأمراض العقلية
أمراض تتولد من انحلال خلايا القشرة المخية والألياف المرتبطة بها خصوصاً في مناطق المخ الصامتة
وليس من الضروري أن يكون المريض بأعصابه عليل النفسية ولكن قد تنجم من الأمراض العصبية عقد نفسية مثل عقدة الضعة
وهناك أمراض تحدث أعراضاً عصبية وعقلية معاً كالشلل الجنوني العام الناتج من الزهري فقد يصاب المريض به بهواجس العظمة أو سواها مصحوبة أو متبوعة بشلل في عضلات الجسم واهتزازات في الأعضاء واللسان الخ. . .
4 - القلق النفساني:
هو الخوف من شيء مجهول للمريض ويعرفه فرويد بكونه خوفاً من خطر غريزي، وقد ينتج مثلاً من وجود عقدة الخصي في العقل الباطن. وهذه العقدة وليدة تهديد الأم لطفلها باستئصال أعضائه الجنسية بسبب عبثه بها.
على أن حادث مخيف يعرض للإنسان قد يتسبب عنه القلق في المستقبل باختفاء ذكرى الحادث في العقل الباطن وبقاء القلق متسلطاً على العقل الواعي. ويعزو المريض قلقه عادة إلى أسباب لا تمت إلى السبب الأصلي بصلة.
5 - الأجرام:
يعتبر المجرم مريض النفس أو مريض العقل. وقد سبق أن أرسلت إلى مجلة الرسالة الغراء بحثاً في هذا الشأن.
6 - شيطان الشاعر:
يرى يونج أن العقل الباطن سجل لاختبارات البشر الأزلية؛ فالسحر والشياطين والجن والأصنام والأديان والآلهة والمرأة والرجل إلى غير ذلك ممثلة جميعها في العقل الباطن فيما يسميه النماذج القديمة وعندما تزود هذه النماذج بطاقات عقلية كبيرة يعبر الشاعر عنها تعبيراً تتفاوت درجة غموضه أو وضوحه حسب قوة الرقيب وحين يتناولها العقل الواعي بالصقل والتهذيب تصبح منسجمة ومنطقية في الظاهر.
وتمثل الرموز التي يلجأ إليها الشعراء للتعبير عن أغراضهم لغة الرجل البدائي الكائن في سريرتنا.
وليس شيطان الشاعر سوى عقله الباطن، أو بالأحرى ما يسميه يونج (اللاوعي الشامل) وتبدو قوة هذا الشيطان الهائلة عندما يستحوذ على عقل الشاعر الواعي شيء من الذهول. وهنا تكون المقطوعات الشعرية الشبيهة بالأحلام.
7 - الوارثة:
يرث الإنسان بعض صفات والديه وأجداده العقلية والجسمانية في شكل ظاهر والبعض الأخر في شكل كامن، وهذا هو السبب في كون بعض مختلي الأعصاب والمجرمين ينجبون ذرية صالحة جسمانياً وعقلياً، ولكن هذه الذرية ورثت اختلال الأعصاب والإجرام في شكل كامن بدليل أن الصفات الكامنة قد تصبح ظاهرة في أبنائهم وأحفادهم.
محمد حسني ولاية
جواب
اشكر للأستاذ (عبد الفتاح إسماعيل - بفرشوط) تحيته وحسن استقباله للمرسلات وأجيبه عما اسأل فأقول:
(أعم الرجال وأخول) يرويان بالبناء للفاعل والمفعول فهو مُعِمَ مخول بالكسر والفتح أي كثير الأعمام أو كريمهم، وقد روى بالكسر قول حسان (قبر ابن مارية المعِم المخول) وروى بالفتح قول امرئ القيس (بجيد معَم في العشيرة مخوَل) وفي بعض ما يروى عن اللغويين هنا اضطراب، والمعتمد ما ذكرنا.
المدني
قد يحتاج المرسل إلى قيد
أرسل الزميل الفاضل الأستاذ الشيخ محمد محمد المدني كلمة عن اختلاف الأزهريين وبواعثه التي ليست للحق والله
- دائماً - وقد كان موفقاً فيما عرض له في إيجاز وتهكم، إلا إنه أستكثر من ضرب المثُل للذين أوذوا بسبب تفرق رأي الأزهر فيهم فجانبه للصواب في بعضها. لقد قال: (والزيات، وطه حسين، والعقاد، وشلتوت، والزنكلوني، ومبارك وهيكل، وغيرهم قد ذاقوا من ذلك ما ذاقوا)
اعتقد أن من هؤلاء السادة - الذين أجلّهم جميعاً - من سمت به عظمته ونبل مقصده وجميل توجيهه، عن أن يكون في أمره خلاف بين الأزهريين أو غيرهم. ومنهم من اجمعوا على جلالة منزلته في العلم والبحث، وعرفان حظه من الإخلاص والعاطفة الدينية. ومنهم أخيرا من قعدت به منزلته المحدودة عن أن يكون موضع حديث الأزهريين عامة، بله اختلافهم. والأمر أوضح من أن يكون في حاجة إلى تمثيل أو تعليل!
محمد يوسف موسى حول العقاد وابن الرومي
تكشّفَ تعقيبُ الأستاذ عباس محمود العقاد على اعتراضي الذي وجهته إلى حضرته على صفحات (الرسالة) الغراء عن ثغرةٍ نفذت منها إلى حاجتي التي قضيتُها بردِّه الكريم عليَّ. . .
أما ما يستأهل التعقيب ويدعو إليه، فهو ما تفتح عنه ردَّه من ظاهرتين خطيرتين: الأولى ما اقتضته الأمانة الأدبية التي في عنقي من أن أصحح نسبة البيتين اللذين قلت عنهما: إنهما لابن الرومي؛ وقال عنهما أدب العقاد: لا أراهما مما يعاب سواء نسبا إليه أو إلى غيره. فأقول: أن هذين البيتين من نظم كاتب هذه السطور، وقد أردت أن اختبر بهما ذكاء العقاد.
والظاهرة الثانية هي ما نضحت عنه معاني هذين البيتين من جنون الفكرة، وطلاء التعبير اللذين عزَب فهمهما على فطنة أديبنا الكبير. فمن هم بنو النضر؟ ومن أولئك الألفان الرضَّع على التحديد؟
(ابن درويش)
(الرسالة):
ذلك عبث كنا نحب للكاتب وهو من رجال التعليم فيما نظن أن يتكرم عنه احتراماً للرجل الذي يكتب إليه، وللقارئ الذي يكتب له، وللمجلة التي يكتب فيها، وللأدب الذي يعلّمه.
كم ذا؟
. . . ضمني وبعض الأصدقاء مجلس، وتناشدنا أطراف الحديث، فجرى على اللسان قول حافظ:
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي ... في حب مصر كثيرة العشاق
وهنالك تضاربت الأقوال في (كم ذا)، وهل يجوز ذلك في لغة العربية؟ فقال قوم كما جاز في ما ومن الاستفهاميتين. كأنما يقيسون، وقد قال الآمدي وغيره - من علماء الأصول - أن اللغة لا تثبت بالقياس. . . وقال آخرون: أن ذلك غير معهود في الفصيح الصحيح من كلام العرب. . . وهكذا أخذنا نقيمها إلى جهة، أو نتلمس لها شاهداً، فلم نجد إلا ما قال المتنبي: (وكم ذا بمصر من المضحكات) على أنها في كثير من طبعات ديوانه وماذا. . . وخيراً آثرنا أن نطرح هذه الأشكال - إن صح أن يكون - على قراء (الرسالة) الغراء علّنا نجد عندهم شفاء الغليل.
إبراهيم علي أبو الخشب
جريدة الإصلاح في عامها السادس
دخلت زميلتنا الإصلاح الأسبوعية في عاما السادس مسددة الخطى مؤيدة العزيمة، وستصدر في خلال هذا الشهر بهذه المناسبة عدداً خاصاً محلى بصور أبناء الدقهلية البارزين من الأدباء والشعراء والفنانين لتكون أداة التعريف بينهم. وقد انظم إلى تحرير هذه الجريدة الرشيدة بعض كبار الأدباء ليساعدوها على تأدية رسالتها في الأدب والإصلاح.