مجلة الرسالة/العدد 452/أغنية
→ الفصل الثامن | مجلة الرسالة - العدد 452 أغنية [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 02 - 03 - 1942 |
من ليالي الدانوب
للأستاذ أحمد فتحي مرسي
يا ليالي الحبِّ عاد الحبُّ ذكرًى، يا ليالي
يا مَجالي النهرِ أينَ النهرُ مِنَّا، يا مجالي
غابَ عن عيني وما غابَتْ رُؤَاهُ عن خَيالي
وسلام يا مِهادَ الحبِّ يا نْبعَ الجَمال
يا ليالي الحبِّ عاد الحبِّ ذكرًى، يا ليالي
أينَ تحتَ الدَّوْحةِ السكْرَى أماسيُّ اللقاء
حينما أرختْ بنانُ الكونِ أهدابَ المساءِِ
أينَ ضفَّاتُكَ يا نهرُ الندِيَّات اللَّوائي
لَقِيْتنَاَ بين ألحانٍ وأزهارٍ وماء
حُلُمٌ من غفوةِ الماضي تراءَى في جلالِ
يا ليالي الحبِّ. . . . . . . . . . . .
حدِّثي يا سرحةَ الوادي ويا خُضْرَ الرحابِ
واذكري يا كأسُ أحلامَ ليالينا العِذابِ
واروِ يا نهرُ ترانيمي وأصْغي يا رَوابي
أنا من خلَّقْتُُ في واديكَ أياَّمَ الشبابِ
وانطوتْ صفحةُ أحلامي على تلكَ الرمالِ
يا ليالي الحبِّ. . . . . . . . . . . .
هاهُنا كَمْ صافحَ الزهرُ وندَّى راحَتْيها
والفَراشاتُ إلى الضوءِ تَسَامَى واليْها
ترتجِي الأمواجُ لو فاضتْ فمسَّت قدميها
وتودُّ الكأسُ لو تبقى طويلاً في يديْها
والغُصونُ الخُضرُ ما بينَ سُجودٍ وابتهالِ يا ليالي الحبِّ. . . . . . . . . . . .
سألتني أترَى النهرَ جميلاً في سُرَاهُ
لِمَ يبدو أزرقَ الصفحةِ يَسْي من رآهُ
قلتُ يا أنشودةَ القلبِ، ويا حُلْمَ هواهُ
هذه الزُّرقةُ من عَيْنَيْكِ لَصَّتْها المياهُ
وتهادتْ راقصاتٍ بين زَهْوٍ واختيالِ
يا ليالي الحب. . . . . . . . . . . .
أيها الأزرقُ يا مَسبحَ أحلامِ الحسانِ
والَّذِي غنَّتهُ قِيثارِي شجِيَّاتِ الأغاني
أنا من غنَّت بألحانِيَ أيَّامَ الزمانِ
وشدا كلُّ لسانٍ بالذي يشدُو لساني
وحيُ أيَّامِكَ يا نهرُ وأيَّامِي الخوَالي
يا ليالي الحب. . . . . . . . . . . .
يا ليالي الحبِّ عاد الحبُّ ذكرًى يا ليالي
يا مجالي النهرِ أين النهرُ منَّا يا مجالي
غابَ عن عينِي وما غابتْ رُؤَاهُ عن خيالي
وسلامٌ يا مِهادَ الحبَّ، يا نبعَ الجمالِ
يا ليالي الحبَّ عاد الحبُّ ذكرًى يا ليالي
أحمد فتحي مرسي
المحامي