مجلة الرسالة/العدد 439/البريد الأدبي
→ فوزية | مجلة الرسالة - العدد 439 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 01 - 12 - 1941 |
هنأ وهناء
استقريت ما كتب في (الرسالة) في تحقيق هذه الكلمة فرأيت الأستاذ الجليل وحيد يعزو كلمة (هناء) بالمد إلى الصحاح للجوهري، وقد رجعت إلى نسخة مخطوطة من الصحاح عند صديقنا الأستاذ أحمد عبيد (صاحب المكتبة العربية في دمشق) لا نظير لها فيما أعلم، وهي مكتوبة سنة 850هـ كتبها محمد ابن يوسف الصلتي ومضبوطة بالشكل الكامل، ومنقولة من
نسخة بخط ياقوت الموصلي (أنظر ابن خلكان ومقدمة الهوريني للصحاح) وفي آخرها ما نصه (بلغ العرض بنسخة نقلت من نسخة علي بن عبد الرحيم بن الحسن لسلمي الرقي المعروف بابن العصاد (أنظر ترجمته في بغية الوعاة) وذكر أنه عارض بها عدة نسخ منقولة من خط أبي سهل الهروي النحوي (أنظر البغية) الذي نقله من خط المصنف وذكر أن عليها ما هذه صورته: عارضت هذا الجزء والذي قبله من كتاب الصحاح بالأصل المنقول عنه الذي بخط أبي سهل الهروي الذي نقله من خط المصنف واجتهدت في تصحيحه واستدركت ما وقع فيه من السهو والتحريف عما عليه أكثر أهل اللغة. وكتب يحي بن علي الخطيب التبريزي (قال ياقوت) وهذه النسخة المعارض بها هذه النسخة فيها أيضاً شكوك كثيرة وكلام كأنه غير عن باقي النسخ وقد ذكرت أكثر ذلك في حواشي هذه النسخة الخ. . .
والذي وجدته في هذه النسخة (هَنْأ وهِنْأ) بالفتح والكسر في غير مد، ومن ذلك يظهر أن الذي في النسخة المطبوعة تطبيع فليصحح.
علي الطنطاوي
غبر لا عبر
تتبعت ما كتبه الأستاذ الكبير (أ. ع) من أبحاث لغوية قيمة حول كلمات شائعات على أقلام كتاب هذا العصر ومنهن كلمة (عَبر)، وتتبعت كذلك احتجاج الأستاذ رضوان لهذه الكلمة واستشهاده ببيت سواد بن قارب.
فشمرتُ عن ذيلي الإزار وأرقلت ... بي الدعلب الوجناء (عَبْر) السباسب
ثم ما نشأ أخيراً من محاجات حول إعرابها، ولا يسع المتتبع لهذا لبحث إلا أن ينكر هذه الصناعة النحوية التي تأباها طبيعة هذه الكلمة؛ وإلا أن يبحث عن رواية أخرى تساوق ذوق اللغة العربية. وأقول إني عثرتُ على هذه الرواية في بعض المراجع؛ ففي تفسير ابن كثير في الجزء السابع ص486 رُوي هذا البيت لسواد بن قارب في قصيدة جاءت نهاية لقصة تتعلق بإسلامه، ونحن لا يعنينا صحة هذه القصة وإنما تعنينا صحة هذا اللفظ الذي ورد في البيت هكذا:
فشمَّرتُ عن ساقي الإزار، ووسَّطتْ ... بي الدّعلبُ الوجناءُ (غُبْر) السباسب
ولا أستبعدُ أن تكون رواية (عَبْر) مُصحفة عن هذه الرواية (غبر) وقد قال صاحب لسان العرب في مادة (غبَر) بعد كلام كثير في تأويل حديث أبي هريرة (بيننا رجل في مفازة غَبراء) إن الغبراء هنا هي الأرض التي لا يهتدي للخروج منها؛ ولا شك أن (غُبر) جمع غبراء
وإذا كانت القصة التي وردت فيها القصيدة قد وضعت سواد ابن قارب هذا في الهند وكلفته أن يُسرع إلى مكة، أدركنا أي سباسب غبرٍ أوجبت عليه اجتيازها
وبعد فأرجو أن تكون هذه الرواية قد حلت ما بين الأستاذين من ألغاز النحو وأحاجيه
(دار العلوم)
محي الدين صابر محمدين
التشريع المحكم والدستور الخالد
كنت كلما طالعتنا الرسالة الزهراء بشمائل وعادات المصريين المحدثين (في النصف الأول من القرن التاسع عشر) أميل روحاً وحساً ومعنى لأعرف من عادات قومي ما أرخه مستشرق أجنبي ونقله إلى أصحابه أستاذ مصري. . .
ولكني عندما ما أدركت الفصل الرابع - في الحكومة - وقرأت طرفاً منه شعرت أني انتقلت من واد غير ذي زرع إلى رياض ذوات أفنان متمشياً مع المؤلف (أو المترجم) بقلب صادق وحس مرهف كأن فيه ضالة منشودة. حتى إذا ما فرغت سرحت بأماني وآمالي. . .
إنه قرن مضى. . . كان فيه مجلس العلماء يثير الرهبة والاحترام في نفوس الحكام الترك والمماليك ويحد من طغيانهم ثم فقدت - الآن - هذه الهيئة نفوذها على الحكام إلا قليلاً
هذا - وايم الله يا أقطاب الأزهر المعمور - كلام المستشرق (أدوارد وليم لين) وليس كلامي ولا كلام أي مصري واسألوا في ذلك الأستاذ عدلي طاهر نور. . .
وايم الحق إنه ليقطع أنياط القلوب أن نفرح بمادة الدستور التي تنص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام ثم نغضي عن تنفيذ شرائعه وأحكامه حتى فقدت هيئتنا العلمية كلمتها المستمدة من نور الله ووحي الرسول (ص) إلا ما تقوم به من وعظ
إن مدنيتنا ليست في غير الرجوع إلى الوراء. فهل آن لنا أن نستبدل الوضعية بالسماوية، والغرض الأسفل بالطموح الأعلى، وعرض الدنيا بباقي الآخرة حتى تكون لنا سابق رهبتنا
على أني لا ألبث أن أرى سحابة منقشعة أمام شمس الأمل الضاحية حين أذكر أن في بلدنا مصلحين ومجاهدين يتكلمون ويعملون بقلوب مؤمنة وصدور تشع منها أقباس قدسية تبشر بمستقبل سعيد.
هذا هو الأستاذ الجليل الزيات يسلط - حتى على مجلته - إشعاعه الروحي الكريم، فيفرد منها عدداً للهجرة، ثم يقول قالته الكريمة: (ذلك محمد يا زعماء اليوم وهؤلاء أنتم، فهل تحسون بينكم وبينه صلة، أو تجدون بين سياستكم وسياسته مشابهة؟)
وهذا هو الإيمان يتفجر من قلب كبير، فينطلق فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر - وهو علم الدين المرفوع في أيامنا هذى - ويقرر أمام مولانا الملك المفدى ووزرائه أن القرآن تشريع محكم ودستور خالد، وأنه لا سعادة بدونه غير ما له من مأثور القول وسديد الجهاد، كلأه الله بالنصر القريب!
وهذه هي (الرسالة) الزهراء تقول بلسان أحد كتابها الأفاضل: (فلنتبع المنهج الذي ألف به الإسلام بين المسلمين، ولنطبق سياسته الحكيمة الرشيدة من جديد، فسترون المعجزة تتجدد، والرجاء يتحقق، والحياة تبسم لنا، والمجد يصافحنا، بعد عبوسها وجفائه)
وهذه هي (رابطة الإصلاح الاجتماعي) برياسة الدكتور هيكل باشا تقر في أول قراراتها أن (القرآن) تشريع سعد العالمين. . . الخ، ثم تطالب بالعمل به.
وفي إمامنا الأكبر والمعبرين عن شعورنا باكورة جهاد يتوالى بعدها الثمر داني القطوف، فنسعد حكومة وشعباً. . .
ولي إلى هذا الموضوع عودة، إن تفضلت (الرسالة) الغراء فسمحت. . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(المحلة الكبرى)
حلمي إبراهيم النبوي
في ميزان الشعر
يقول الدكتور إبراهيم ناجي في قصيدته (بين الشاعر والريح) في عدد مضى من الرسالة:
هي في الغيب لقلبي خُلقتْ ... أشرقت من قبل أن تشرق شمسي
فعلى تَذكارها أطبقتُ عيني ... وعلى موعدها وَّسدت رأسي
وفي البيت الثاني خطأ عروضي خشيت أن يكرره الشاعر في قصائد أخر، فيكدر ذلك من صفاء شعره. إذ البيت من بحر (الرمل) وعروض هذا البحر لا تكون إلا:
1 - محذوفة وأضربها ثلاثة: محذوف، صحيح، مقصور.
2 - مجزوءة صحيحة وأضربها ثلاثة أيضاً: مجزوء، صحيح، مجزوء مسبغ، مجزوء محذوف. فهذه أوزان ستة للرمل. . . وظاهر أن البيت من الوزن الثاني - محذوف العروض صحيح الضرب - ولكن الشاعر صح العروض هنا (. . بقتُ عيني: فاعلاتن) لأن الواجب أن يحذفها فتكون (فاعلاً أو فاعلنْ) لأن تصحيح العروض لا يجوز في هذا البحر إلا يقع (التصريع)؛ وذلك إنما يكون في أول القصيدة.
أرجو أن تتفضلو بالإشارة إلى هذا، ولكم مني جزيل الشكر.
(جرجا)
محمود عزت عرفة
إلى الأستاذ علي عبد الله
إني معجب بكل ما كتبته حول مشكلة التعليم الإلزامي، وبدفاعك عنه دفاع الجندي في ساحة القتال.
أستاذي. أعرض عليك رأياً في التعليم الإلزامي خامرني من مدة طويلة راجياً تمحيصه على صفحات مجلة الرسالة الغراء أجمعت وزارة المعارف على أن نظام نصف اليوم من أسباب فشل التعليم الإلزامي وتبعها في ذلك كثير من الكتاب. وعندي اقتراح يكفل تحويل جميع المدارس إلى نظام اليوم الكامل بدون زيادة في الميزانية:
أولاً - يكون التعليم إلزامياً للبنين والبنات في جميع مدارس المحافظات وعواصم المديريات وبنادر المراكز.
ثانياً - يكون التعليم إلزامياً للبنين فقط في جميع مدارس القرى والفصول والمدرسون الموجودون في كل مدرسة كافون لتعليم البنين يوماً كاملاً.
ثالثاً - تقوم مجالس المديريات بترتيب القرى الواقعة في اختصاصها ترتيباً تنازلياً على حسب أهمية كل قرية من حيث عدد سكانها وقابلية أهلها في التعليم. وكلما وجد المال اللازم يبدأ بتنفيذ الإلزام على البنات وفق الترتيب المتقدم.
ومني لأستاذي كل تحية واحترام.
سليم الحجيري
مدرس إلزامي
تصويب
جاء في مقالي (عدد 438 من الرسالة) ما يأتي:
في ص 1432: والصواب:
وفيها: كما فرغت مصانعنا، والصواب: كلما فرغت مصانعنا وفي ص 1433 (في الهامش): من المصادر المعروفة، والصواب: من المصادر المعرفة.
وفيها: في المصدر قد يقع في موضع اسم الفاعل، والصواب: في أن المصدر. . . الخ
(أ. ع)