مجلة الرسالة/العدد 412/البريد الأدبي
→ رسالة الشعر | مجلة الرسالة - العدد 412 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 26 - 05 - 1941 |
السنوسيون والمذهب المالكي
كان لي حظ الاطلاع على ما كتب الأستاذان جعفر والعيساوي عن السنوسيين، ويظهر أن الأستاذ جعفر قد استند في تقديره بُعد السنوسيين عن المالكية بما قد حصل من ثورة بعض من حسبوا أنهم علماء على السنوسيين. فقد قرأت في مطالعاتي أخيراً في كتاب الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية للمرحوم الأستاذ الإمام الطبعة الثانية في (صفحة 112) تحت عنوان (الإسلام اليوم، أو الاحتجاج بالمسلمين على الإسلام) ما يلي: (. . . لكن أليس من العلماء المسلمين اليوم أعداء للعلوم العقلية. . .؟ ألم يسمع السامعون أن الشيخ السنوسي (والد السنوسي صاحب (الجغبوب) كتب كتاباً في أحوال الفقه زاد في بعض مسائل على أصول المالكية، وجاء في كتاب له ما يدل على دعواه أنه ممن يفهم الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة، وقد يرى ما يخالف رأي مجتهد أو مجتهدين؛ فعلم بذلك أحد المشايخ المالكية رحمه الله تعالى، وكان المقدم في علماء الأزهر الشريف فحمل حربة وطلب الشيخ السنوسي ليطعنه، لأنه خرق حرمة الدين، واتبع سبيلاً غير سبيل المؤمنين. . . وإنما الذي نجى السنوسي من الطعنة ونجى الشيخ من سوء المغبة وارتكاب الجريمة باسم الشريعة، هو مفارقة السنوسي للقاهرة قبل أن يلاقيه الأستاذ المالكي.) آه
وأظن أن في كلام الأستاذ المرحوم الشيخ محمد عبده ما يحدد قرب السنوسيين لا بعدهم عن الإسلام.
محمد فخري مهنا
الخطة النازية في الحرب
إن الخطط التي اعتمدتها النازية في هذه الحرب قد عدلت كثيراً من الخطط الحربية القديمة، حتى أصبح من ذكريات الماضي الرأي القائل بأن على المدفعية أن تمهد السبيل للمشاة، وعلى قوافل المؤن والذخر أن ترافق الجيش.
فبناء على خطة الألمان الجديدة يجب على قاذفات القنابل أن تبتدئ أولاً بضرب الأهداف الحربية في بلاد العدو بدلاً من المدفعية البعيدة المرمى التي كانت تقوم بهذه المهمة ف الحرب الماضية. وبعد أن تلقي هذه الطائرات الجبارة محمولها من القذائف الكبيرة، تمطر برصاص مدافعها الرشاشة جنود العدو، وتتلوها أسراب من الطائرات الخفيفة تحمل قذائف صغيرة وقنابل محرقة وهي تمثل دور الفرسان قديماً؛ ثم يبتدئ هجوم الدبابات الضخمة من ذوات الستين طناً، وتسير إلى جانبها الفرق الآلية، ولا يتقدم المشاة إلا بعد تمهيد الطريق وتنظيف الساحة من العدو.
ولكل فئة من رجال الهوابط مهمة: فمهمة الفئة التي تتألف من خمس طائرات أن تهبط في مكان معين، حيث تنتظرها عصابة من الطابور الخامس؛ والتي تتألف من أربع طائرات أن تهبط لنسف الجسور أو لتخريب السكك الحديدية ونحو ذلك؛ والتي تتألف من ثلاث طائرات أن تستولي على مستودعات النفط والمؤن، والتي تتألف من طائرتين أن تعطل المطارات. أما التي تتألف من طائرة واحدة، فتحمل مهندسين وخبراء فنيين لدرس الطرقات وطبيعة الأنهار وأمثالها. وكل ذلك يتم بنظام دقيق يشبه نظام الساعة.
جنود الهوابط (الباراشوت)
منذ سنة 1935 ابتدأت ألمانيا بتأليف فرق الهوابط وتمرين رجالها على هذه الطريقة الحربية الجديدة التي تقتضي مهارة كبيرة وتمريناً طويلاً، لأن الخطر الذي يهدد الهابط ليس في الجوبل عند وصوله إلى الأرض، إذ تنكسر رجله، أو تصدع على الأقل فلا يعود يستطيع أن يقوم بمهمته، وكل هابط يحمل بندقية رشاشة خفيفة ودراجة وكمية من الذخيرة، وعليه أن يحسن جيداً لغة البلاد التي يهبط فيها.
كان الألمان في الحرب الماضية ينشئون وراء خطوطهم مثالاً تاماً من خنادق الحلفاء ويمرنون جنودهم على طريقة مهاجمتها، وهكذا فعلوا في الحرب الحاضرة، فصنعوا بدلاً من الخنادق نموذجاً من البلدان التي نووا اجتياحها تتراوح مساحته بين أربعة وخمسة أمتار، وأثبتوا فيه الطرقات والأشجار والبيوت والأقنية والأنهار وغيرها، فيعكف جنود الهوابط على درسها حتى إذا حانت ساعة العمل قاموا بمهامهم بكل دقة.
ولا يبلغ جنود الهوابط أهدافهم بدون مساعدة رجال الطابور الخامس، وهذا ما دل عليه اجتياح نروج. وفي هولندا هاجم الهابطون الألمان مطاراً وهم متنكرون بالملابس الهولندية فلم يستطيع الهولنديون أن يميزوا بين الأصيل والدخيل. وفي بلجيكا سقط هابط ألماني على سقف بيت في وسط المدينة واختفى فجأة فاحتشد الناس حول البيت وطوقت الشرطة الحي برمته، وطفقت تفتش كل المساكن دون أن تعثر على رسول هتلر. ومر ساعتئذ بين الجمهور كاهن يدل مظهره على ورع، فقال أحدهم مازحاً: (من يدري؟ لعل هذا الكاهن هو نفسه ذلك الهابط الألماني!) وما كاد ينتهي من كلامه حتى رأوا عربة مسرعة تقف فجأة فيدخلها الكاهن ثم تتابع سيرها، فلحق بها رجال الشرطة وقبضوا على الكاهن وهو يصرخ: (إن في ألمانيا 20 ألف هابط، وكلهم مستعدون لبذل حياتهم من أجل زعيمنا هتلر!).
وقبض في هولندا على هابطين من الألمان كانوا متنكرين بأزياء مختلفة وشارات عسكرية منوعة من بلجيكية وهولندية وفرنسية وإنجليزية.
جبل طارق
يقع جبل طارق في طرف شبه جزيرة متصلة بالأرض الأسبانية ويدعى طرف أوربا، مساحة منطقته خمسة كيلو مترات يعيش فيها نحو 18 ألفاً.
ينسب اسمه إلى طارق بن زياد الذي فتح أسبانيا عام 711، وبقي في حوزة العرب حتى انتزعه منهم أولونسي دي أركوس عام 1462.
وفي عام 1704 احتلَّ البريطانيون جبل طارق وثبتوا فيه ضد هجمات الأسبان وحصارهم الطويل. ولما فتحت قناة السويس ازدادت أهميته الحربية، لأنه يشرف على المضيق الذي يصل المحيط الأطلسي بالبحر المتوسط.
وليس في منطقة الجبل ماء للشرب فيضطر سكانها إلى جمع ماء المطر وخزنه. وللإنجليز خزانات تسع أربعين مليون لتر.
ولا خوف على الحامية العسكرية والأهالي من الحملات الجوية، لأنهم يختبئون في الملاجئ الصخرية التي حفرت في الجبل في أثناء حصاره من 1779 إلى 1783.
قال الأسباني فلوريدا بانكا عام 1783: (إن جبل طارق شوكة في جنب أسبانيا، ولن تجمع الشعبين الأسباني والإنجليزي صداقة حقيقية ما لم تنزع هذه الشوكة).
هتلر واليهود بعث المراسل الاسوجي سلفيج إلى (ذي داي) الأمريكية بالمعلومات التالية:
(إن الألغام المغناطيسية التي علق عليها الألمان الآمال الكبيرة في بداءة الحرب قد اخترعها في أواخر الحرب الماضية بعض علماء الكيمياء من يهود ألمانيا وقدموا إلى أركان الحرب الألمانية يومئذ سر اختراعهم فاحتفظت به وضمته إلى الوثائق السرية في وزارة الحرب الألمانية. ولما سيطر النازيون على ألمانيا كشفوا ذلك السر في جملة ما كشفوه وابتدءوا قبل نشوب الحرب الحالية يصنعون مقادير كبيرة من تلك الألغام. ولكن مصيرها كان الإخفاق لأن مخترعيها وأمثالهم من اليهود كانوا قد طردوا من ألمانيا ولجئوا إلى إنكلترا حيث عكفوا على اختراع الوسائل للوقاية منها.
إن النازيين عرفوا - ولكن بعد فوات الوقت - أن البيض ينقطع بعد قتل الدجاجة؛ ولكنهم لم يقتلوا الدجاجة بل رموها في يد العدو. وقد أدركوا خطأهم بعد وقوع الحرب، وعندما شعروا بحاجتهم إليها. ولهذا أوفدوا بعض دهاتهم إلى كل الأنحاء الأوربية لاسترضاء رجال العلم والاختصاص من أولئك المطرودين لكي يعودوا إلى ألمانيا ولكنهم أخفقوا. وقد تمكنوا في البرتغال من إقناع 233 طريداً كلهم من العلماء والأطباء والاختصاصيين بعد ما أغروهم بالوعود وأكدوا لهم أن اضطهاد اليهود في ألمانيا قد بطل، وأنه في كل المعامل الألمانية قد ألصقت نشرات تنوه بنبالة العنصر اليهودي وبتحدره من أصل شريف، وأعدوا لهم مركباً أسبانياً ينقلهم إلى أسوج ومنها إلى ألمانيا؛ ولكن عمال إنكلترا السربين وزعماء الجالية الإسرائيلية في البرتغال أفسدوا هذه الخطة. وسافر المركب، إلا أنه اتجه إلى ناحية من نواحي الباسفيكي بدلاً من أن يتجه إلى أسوج!
كان في معامل كروب قبل أن يستولي هتلر على الحكم نحو عشرين ألف ميكانيكي يهودي؛ أما اليوم فلا يبلغ عددهم الخمسين؛ وقد جلب الألمان ثلاثين ألف عامل إيطالي ليحلوا محل أولئك المطرودين. غير أن مناخ ألمانيا الشمالية لم يلائم العمال الإيطاليين فعاد أكثرهم إلى وطنه.
إن مختبرات إنكلترا الفنية ملأى اليوم برجال الاختصاص من اليهود المطرودين؛ والذي أعلمه أن في مدينة واحدة بإنكلترا 165 شخصاً من يهود النمسا والتشيك وألمانيا وبينهم علماء مشهورون واختصاصيون من الطراز الأول يعرفون جيداً كل أسرار الصناعة الألمانية.
(العصبة)
ازدهار الفكر وبطش المسيطر
ربما كان من الأسباب التي جعلت بعض الأساتذة ينكرون ازدهار الفكر في عهد الأمان والاستقرار - أي عهد انتظام أمور الدولة وقوة حكومتها واتساع نطاق تجارتها - أن الحكومات القوية في تلك العهود كان يخشى بطشها بالفكر، لكنا إذا رجعنا إلى التاريخ، وجدنا أن الفكر في تلك العهود كان يستفحل ويستفرخ وينمو نمو النبات في المنطقة الخصبة الحارة، فلم يؤثر فيه ذلك البطش مهما اشتد بأس الحكومات، فكان نموه أشبه بنمو نبات البردي في مناقع النيل قرب منبعه، فإذا قطع بعضه، عوضت سرعة النمو وغزارته أكثر مما قطع. على أن تلك الحكومات القوية، كثيراً ما كانت ترعى المفكرين برعايتها، فإذا عادت مفكراً كانت المعاداة بسبت وشاية شخصية أو عداوة سياسية، أو تظاهر بإبراء الذمة أمام الجمهور المعادي له.
وهذه كانت حالات مفردة يعوض نمو الفكر الغزير في تلك العهود عما يكون فيها من فقد. على أن كثيراً من الحكام ذوي البأس والشدة كانوا يفاخر بعضهم بعضاً برعاية العلماء والمفكرين والفلاسفة، حتى صارت تلك الرعاية عدوى أشبه بعدوى أزياء الثياب، وقلما يستطيع أحد أن يتخلف عن الزي الشائع في الثياب إذا كان يريد الظهور، فكانت رعاية صاحب البطش وعنايته بالمفكرين إما لأنه كان حاكماً مثقفاً، وبعض هؤلاء الحكام كانوا على شيء كثير من الثقافة، وإما لأنه رأى الثقافة زياً يتباهى به فكان صنيع هذا كصنيع الأثرياء الجهال الذين أغنتهم الحرب الكبرى الماضية في أوربا، فقد كانوا يجمعون الكتب والصور والآثار العلمية والفنية، فينتفع بها غيرهم وإن لم ينتفعوا بها. وكل هذه الأسباب المختلفة توضح أسباب نمو الفكر في عهود الأمان والاستقرار والحكومات القوية الباطشة. وإذا تدبرنا حقائق التاريخ، وجدنا أن بطش الحكام بالفكر قلما كان ينجح إلا إذا كان هذا البطش بالفكر مبدأ وطنياً شعبياً، كما حدث في أسبانيا بعد سقوط دولة العرب فيها وقيام دولة الأسبان المسيحية، فلم يكن البطش بالفكر في عهد شارل الخامس وفيليب الثاني خطة الحاكم وحده، وإنما كان يريده الشعب كخطة وطنية دينية، وهذا كان سبب تدهور أسبانيا. أما عهود الفوضى، فكما أن الحكام فيه أضعف من أن يبطشوا بالفكر، فهم كانوا أيضاً أضعف من أن يحموه، وفي تلك العهود يكون كل ذي عصبية صغيرة صائلاً باطشاً فينشأ اضمحلال الفكر. أنظر إلى عهد النزاع بين الوالي العثماني وسناجق المماليك، وبين كل أمير وأمير؛ وانظر إلى عهد الفوضى في تاريخ مصر القديم بعد الأسرة السادسة وبعد الأسرة الثانية عشرة.
(ع. س)
مؤلف كتاب سحر العيون
قرأت في بعض أعداد (الثقافة) فصلاً دبجته براعة الأستاذ أحمد أمين بك يدور حول ما جاء في كتاب (سحر العيون) من بحوث وتقسيمات.
وقد ظن الأستاذ أن مؤلف هذا الكتاب مصري استناداً على ما ورد في الكتاب المذكور من أمثال عامية مصرية وغيرها.
وأنا أقول: إن مؤلف هذا الكتاب دمشقي لا مصري، وهو من أدباء القرن التاسع الهجري عاش حوالي سنة 842؛ والدليل على ذلك ما ورد في الكتاب المذكور:
قول المؤلف (ص 298): بلدينا العلاي العيثاني الدمشقي موالياً (الأبيات)
وقوله (ص 303): بلدينا الشيخ عبد الله الارموي الدمشقي
وقوله (ص 308): نقلت من خط القاضي زين الدين عبد الرحمن بن الخراط (وهذه الأسرة دمشقية مشهورة).
وقوله (ص 312): أنشدني المرحوم الجناب العالي سري الدين بن الذهبي من أعيان كتاب الإنشاء الشريف بدمشق في غلام نشابي (الأبيات).
وقوله (ص 316): الرشيد عبد الرحمن بن بدر النابلسي وفاته في سنة تسع عشرة وستمائة، ودفن بتربة باب الصغير، (وهذا المدفن مشهور في دمشق).
هذا، وقد ورد في الكتاب المذكور عدد غير قليل من الأسماء الدالة على أسر دمشقية شهيرة: كالعطار والسبكي والخراط والنابلسي وغيرها.
أرجو إثبات هذه الملاحظات ولكم الشكر.
(دمشق)
يحيى الشهابي
من الشعر المنسي لحافظ
بعث المرحوم حافظ بك إبراهيم إلى صديقه الشاعر الناثر مصطفى صادق الرافعي طيب الله ثراه بهذه الأبيات:
قد قرأنا نظيمكم فرأينا ... حكمة كهلة وشعراً فتيّا
وتلونا نثيركم فشهدنا ... كاتباً بارع اليُراع سَريّا
خاطر يسبق العيون إلى القلب ... ويطوي منازل البرق طيّا
ومعانٍ كأنها الروح في الصيف ... تهزَّ النفوس هزَّ الحُميّا
من بنات المحار يصبو إليها ... تاج كسرى وتشتهيها الثُّريّا
إيه يا رافعيَّ أحسنت حتى ... لا أرى محسناً بجنبك شيِّا
أنت والله شاعر حضريٌّ ... إن عددناك شاعراً بدويّا
عبد القادر محمود الدسوقي
دخول أل على غير
لم يوجد في معاجم اللغة العربية ولا في كتب النحو ما يؤخذ منه جواز دخول (أل) على كلمة غير. وقد قال الصبان في باب الإضافة صفحة 162 ج 2 ما نصه: (ونقل الشنواني عن السيد أنه صرح في حواشي الكشاف بأن غيراً لا تدخل عليها (أل) إلا في كلام المولدين). وتوضيح ذلك أن العلماء طراً نصوا على أن غيراً اسم ملازم للإضافة في المعنى، ولا يقطع عنها إلا إن فهم المعنى وتقدمت عليها ليس مثل قبضت عشرة ليس غير. ويجوز ليس غيراً وليس غير. فالأول على البناء، والثاني على أنها معربة؛ ويجوز ليس غيرها بالإضافة اللفظية. أنظر الصبان والتوضيح والمغني وقاموس المحيط. وهناك قول بأن غيراً يقل إبهامها إذا وقعت بين ضدين مثل قوله تعالى: (أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم). ويقال: رأيت الصعب غير الهين. ومررت بالكريم غير البخيل.
والشائع الذائع في كلام العرب أن غير حين تستعمل تكون متوغلة في الإبهام. والشأن في مثلها ألا يتعرف بأي معرف؛ غير أن بعض أمثلة من كلام العرب ورد فيها دخول (أل) على كلمة غير حيث يريدون بذلك غيراً معيناً، فهي بهذا قد خرجت من أصلها فبقي قولنا بأن (أل) لا تدخل على غير سليماً حيث تكون متوغلة في الإبهام، وذلك مثل: جاء اليوم غيرك، هذا الغير تناول معي طعام الغداء.
أحمد حلمي الغداء
بجريدة الوفد المصري