الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 410/الإسلام بين السلف والخلف

مجلة الرسالة/العدد 410/الإسلام بين السلف والخلف

بتاريخ: 12 - 05 - 1941


للأستاذ محمد محمد المدني

مقدمة

يرجع الإسلام في أصل دعوته وتفاصيل شريعته إلى قسمين:

1 - العقائد وما يلحق بها من أنواع العبادات

2 - الأحكام العملية التي ينظم بها شئون الحياة

وللعلماء في بحث هذين القسمين طريقتان:

1 - طريقة السلف من العلماء الأولين الذين تلقوا دعوة الإسلام من معينها الصافي، لم تشبها الشوائب، ولم تتحكم فيها الأهواء ولا المذاهب، ولم تفرقها الفرق ولا الطوائف

2 - طريقة المتأخرين الذين خلفوا من بعدهم بعد أن دخل في الإسلام ما ليس منه، وطغت على عقول المسلمين فلسفات أجنبية، وأفكار طارئة لا عهد لهم بها من قبل

ونريد أن ننظر في هاتين الطريقتين، لنعرف: أيتهما هي الطريقة القويمة التي يصلح بها شأن المسلمين في حاضرهم

(ا) طريقة السلف

تمتاز هذه الطريقة بالبساطة المطلقة في العقائد وما يتصل بها، فهي لا تعرف التعقيد، ولا تتكلف التأويل، ولا تنزل على أساليب الفلسفة الملتوية ولا المنطق المركب، ولا تتصيد الأخبار والروايات لتضخيم العقائد أو تركيب العبادات

إيمان بالله لا يعدله إيمان، مصدره الاقتناع النفسي، والاطمئنان القلبي الناشئان من النظر في ملكوت السموات والأرض، والتأمل في بدائع هذا الكون وأدراك أسراره، والإذعان لقدرة خالقه

وإيمان برسوله الذي أيده بوحيه، وأنزل عليه كتابه يتلى عليهم بكرة وعشياً، ويهديهم للتي هي أقوم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور

ورضا فيما وراء ذلك بما يخبرهم به الله أو الصادق الأمين عن عالم الغيب، لا يكلفون أنفسهم بحثه أو التعمق فيه، أو الوقوف على تفاصيله علماً منهم بأن الغيب لله لا يظهر على غيبه أحداً، وبأن للعقل حداً يجب أن ينتهي إليه، ويقف عنده

1 - كانوا يؤمنون - كما نؤمن - بأن لله ملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون: ولكنهم لا يكلفون أنفسهم بعد ذلك الوصول إلى حقيقة هؤلاء الملائكة ولا تعرف كنههم، وهل هم أجسام نورانية أو أرواح علوية أو نحو ذلك؟

2 - وكانوا يؤمنون بيوم الحساب - كما نؤمن - وبأن الله سيخرج للناس كتباً فيها أعمالهم، يلقونها منشورة، وبأنه سيضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئاً، ولكنهم لم يكونوا يكلفون أنفسهم ما وراء ذلك من معرفة هذا الكتاب، ولا أين تكون ساحة هذا الحساب، ولا حقيقة هذه الموازين، وكيف تقام، وهل لها كفتان ولسان، أو هي على شكل ميزان القبان، وهل هي من حديد أو نحاس، وهل تجسد الأعمال ثم توزن بها، أو تكتب في صحف ثم توضع في كفتيها

3 - وكانوا يؤمنون - كما نؤمن - باللوح المحفوظ، ولكنهم لا يكلفون أنفسهم أن يثيروا نقاشاً أو جدالاً حول هذا اللوح: ليعلموا أنه فوق السموات السبع أو تحتهن، أو أن مساحته كذا وكذا، أو أن قلمه كيت وكيت!

4 - وكانوا يؤمنون - كما نؤمن - بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، لكنهم لا يتطلعون إلى معرفة كنه هذه الحياة، ولا نوع هذا الرزق

5 - وكانوا يؤمنون بأن الرحمن على العرش استوى: (وأينما تولوا فثم وجه الله) و (يد الله فوق أيديهم) و (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)؛ ولكنهم لا يشغلون أنفسهم بالبحث في الاستواء وكيف كان، ولا بالسؤال عن اليد أو الوجه أو تأويل معناهما، ولا يتطلعون إلى معرفة حقيقة هذه المصاحبة وعلى أي حال تكون

سئل مالك - رضي الله عنه - عن معنى الاستواء المذكور في القرآن، فغضب وقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة!

وسئل علي - رضي الله عنه -: كيف يحاسب الناس يوم القيامة؟ وهل يكون ذلك دفعة واحدة؟ فأجاب: يحاسبون كما يرزقون!

وكان عمر - رضي الله عنه - يضرب أمثال هؤلاء بالدرة ويعنفهم ويتعقبهم، وقد مر رسول الله ﷺ بقوم فسمعهم يخوضون في القدر، فغضب حتى احمرت وجنتاه وقال: أفبهذا أمرتم؟ إنما هلك من كان قبلكم بكثرة السؤال!

هذه طريقة السلف الصالح في الإيمان بالله وما أخبر به من الغيب: لم يكونوا يكلفون أنفسهم شيئاً من التفاصيل التي لم يذكرها الله في كتابه، ولم ترد عن الصادق الأمين من طريق يعول عليه في إثبات العقائد، لأن العقائد إيمان ويقين لا يغني فيهما الظن: إن الظن لا يغني من الحق شيئاً!

وقد أدركوا بما لهم من العقول الصافية أن قياس الغائب على الشاهد لا يستقيم، وأن الله كلفهم بالإيمان بالغيب كما يريده غيباً يحتفظ به لنفسه ولا يطلع عليه أحداً من خلقه (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) (وما كان الله ليطلعكم على الغيب)

وعلموا أن الاشتغال بما لم يأذن به الله من هذه التفاصيل هجوم على الغيب، وتعقيد للعقيدة، وتشتيت لأفكار المسلمين، وصرف لهم عما يجب من العمل بمقتضى إيمانهم إلى أنواع من الجدل، ليس فيها فائدة في العقيدة ولا في العمل!

وقد كان لهم في العبادات شأن كهذا الشأن: يعبدون الله كما يريد الله، لا ينظمون ذلك على ما يشاءون، ولا يبتدعون فيه أو يحدثون علماً بأن العبادة، أنواعها ورسومها وهيئاتها، شأن يرجع فيه إلى المعبود ويؤخذ فيه بما ارتضاه لنفسه، وإذا كان الملوك والحكام لا يستحبون لأنفسهم، ولا يرضون من رعاياهم أن يخرجوا على تقاليدهم أو يعدّلوا فيها، بل يوجبون في تشريفاتهم أوضاعاً خاصة، وملابس خاصة، وأوقاتاً خاصة، فهل يجوز للناس أن يبتدعوا أو يخترعوا في عباداتهم ما لم يأذن به مالك الملوك؟

لهذا كله سلم الدين في عهد الأولين من الابتداع والتفرق بالأهواء. ولم يدخل على العقائد والعبادات ما دخل من بعد، ولم يكثر الزيغ والإلحاد، ولم تتحير العقول، ولم يتقاذف الناس في الدين والعقيدة تهم الكفر والزندقة والفسوق تجري على ألسنتهم بغير حساب!

أما سنة الأولين في النظر إلى المعاملات وأحكام الحياة، واستنباط ذلك من شريعتهم: فقد فهموا أن هذه الشريعة إنما وضعت لإسعاد العباد وتحقيق مصالح الناس، وأنها تقوم على أساس العدل والرحمة، وأن السياسة الصالحة جزء من أجزائها وفرع من فروعها

فهموا ذلك، فلم يتعنتوا، ولم يتزمتوا، ولم يضيقوا واسعاً، ولم يحجروا على العقول والأفكار، ولم يصادموا حرية الرأي، ولم يفرضوا على الناس مذهباً بعينه، ولم يقفوا أمام أحداث الزمن جامدين، بل وضعوا لكل مشكلة حلها، ولكل قضية قضاءها، وفتحوا باب الاجتهاد والرأي والنظر ليجاروا سنة الله في الحياة التي لا تعرف الركود ولا الجمود، والتي لا تنتظر المتخلفين والمترددين، ورسموا لذلك حدوداً لا يقصد بها تقييد العقول ولا التضييق على الأفكار؛ ولكن يقصد بها تنظيم الفكر، وتقويم الرأي، وتجنب الزلل، وضمان الصواب!

استمدوا كل ذلك من كتاب الله وسنة رسوله، ومن مقاصد الشريعة الكبرى التي هي رعاية المصلحة، وتحقيق معنى العدل والرحمة، وتطبيق ما تقضي به السياسة الرشيدة والقياس الصحيح!

وقد أوسعوا بذلك دائرة الشريعة علماً وعملاً، ولبوا بها مطالب عصورهم ونهضوا بحاجات قومهم وأوطانهم، واشتركوا مع رجال الحكم والرأي في تدبير شئون الأمة، والحفاظ عليها، وحياطة دينها وشريعتها؛ وكان لهم في ذلك مفاخر ترفع الرءوس وتكرم شأن العقول، وتحدث عنهم بأنهم عرفوا لأنفسهم حقها ومتعوا عقولهم بلذات النظر والفكر!

أخصبت في ظل هذه الحرية الفكرية عقول المسلمين، واتسع نطاق الرأي والنظر في جميع علوم الإسلام، وكثر المجتهدون والمستنبطون لأحكام الشريعة، وانبثوا في كل قطر من أقطار المسلمين، وصاروا يعدون بالمئات لا بالآحاد ولا بالعشرات؛ ووجد الخلفاء والأمراء والقضاة والحكام حاجتهم من المبادئ والأحكام والنظم والقوانين في الشريعة، فلم يحاولوا الخروج عليها، ولم تحدثهم نفوسهم بنبذ أحكامها أو استبدال غيرها بها، واحتفظت الشريعة بما ينبغي لها من الاحترام والمكانة والكلمة العليا في المراكز العملية وقصور الحكم والسلطان، ودور الإدارة؛ ولم تقصر على الدراسات في المدارس أو المساجد، ولم يتخذ أهلها وحملتها طابع الروحية والكهنوت، يحشرون لأيام الزينة، ويعرضون للاحتفالات!

هكذا كان شأن علمائنا السافين في فهم العقائد، وإدراك المقاصد، وتطبيق أحكام الله: تسليم فيما يتصل بالعقائد والعبادات أغناهم عن الجدل والتفرق بالأهواء والبدع، وحرية واجتهاد في فقه الحياة، فتحا أمام الناس أبواب الحياة! فماذا فعل الخلف من بعدهم؟

(ب) طريقة الخلف

لقد عكسوا طريقة السلف: ففصلوا ما كان مجملاً، وأجملوا ما كان مفصلاً، وضيقوا ما كان واسعاً، وظلموا أنفسهم بتجاوز حدودهم، وجنوا على شريعتهم بتفريطهم!

1 - جروا في العقائد على تفصيل أدخل على المسلمين الفرقة والانقسام، وفتح أمامهم أبواباً من الجدل المفضي إلى التشاحن والتدابر كانوا في غنى عنها وسلامة منها، وشوهوا أمام الناس علم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتجرأوا على الغيب يستطلعون خباياه ويستكشفون أسراره، وزحموا العقائد الصافية في زحمة الروايات الموضوعة، والأخبار الملفقة، والإسرائيليات المدسوسة!

وصفوا لنا عالم الأرواح، وما يدور فيه من أقوال وأفعال، وحدثونا عن حياة الأولياء في قبورهم، والشهداء عند ربهم، فذكروا أنها حياة حقيقية يأكلون فيها ويشربون؛ بل وتمتعون فيها ويتزاجون!

وصفوا لنا الملائكة وأصنافهم وأحوالهم وأجنحتهم ومقاييس أجسامهم، وما يقولونه في تسبيحهم حين غدوهم أو رواحهم، وما يكون من حوارهم بعضهم وبعض!

وصفوا لنا أرض المحشر وساحة الحساب، ومواقف الأولين منها والآخرين وحدثونا في تفصيل دقيق عن الصحف المنشورة والموازين المنصوبة، وعن الحوض ومياهه، وأكوابه وسقاته، وتدافع الناس من حوله، وازدحامهم بالمناكب عليه؛ كأنما كانوا شهوداً لكل ذلك إذ يفيضون فيه، أو كأنما أطلعهم الله على برنامج هذا اليوم المشهود فهم يقرأون منه على الناس كتاباً مفصلاً!

وحدثونا عن اللوح والقلم، والعرش والكرسي: أيها خلق قبل الآخر، وأيها يصدر إليه أمر الله أولاً، وكيف يكتب القلم وما عدد أسنانه، وما عدد ما سطر في اللوح من آيات الله وكلماته، ونسوا أن ذلك كله من عالم الغيب، وأنهم يتهجمون منه على ما احتفظ الله به، ويتعدون حدود بشريتهم، ودائرة عقولهم، ويركبون متن الشطط والغرور!

ثم صوروا للناس قضاء الله وقدره بصورة تدفعهم إلى التواكل، وتعلمهم الركود والإخلاد، وتوهمهم أنهم مكبلون من فوق هذا الكون بقيود أو أغلال لا سبيل إلى تحطيمها، ولا إلى التخلص منها!

2 - وأدخلوا على العبادات أنواعاً من البدع لم يأذن بها الله: يتصيدون لذلك من الأحاديث الضعيفة ما يؤيدون به شهواتهم، ويحاجون به ناصحيهم، حتى اختلط على الناس أمر الدين، ولم يعد أكثرهم يميز بين ما شرعه الله وما شرعته الأهواء: ففي الصلاة بدع، وفي الصيام بدع، وفي الحج بدع، وفي الذكر بدع، وفي الأذان بدع، وفي تشييع الجنائز وزيارة القبور بدع. بل استباحوا لأنفسهم أن يركبوا أنواعا ًمن العبادات أو الرسوم الدينية لم يكن يعرفهم المتقدمون: كفائدة الأربعاء، وإقامة الموالد، وإسقاط الصلاة عن الميت، وعدية يس، والعتاقة، ونحو ذلك من ألوان العبث الهازل الذي لا يليق بأمة دينها الإسلام، وكتابها القرآن!

ولقد أصبح المسلمون بذلك أشتاتاً: كل طائفة بإمام، وكل شيخ بطريقة، يكفر بعضهم بعضاً، ويفسق بعضهم بعضاً، وكل حزب بما لديهم فرحون!

3 - أما في الفقه والتشريع، وتطبيق أحكام الله على مشكلات الحياة، وأمراض المجتمع وأحداث الزمن، فهناك الجمود والخمول: جمود لواهم عن التفكير، وأغمض عليهم كلام الله، وباعد بينهم وبين إدراك روح التشريع، وتقدير المصالح ودراسة فقه الحياة، وخمول زواهم عن الناس، وأنساهم أنفسهم وصرف العقول عنهم، وأيأس المفكرين منهم، وأضعف ثقة أهل الحكم والسياسة بهم وبشريعتهم: فذهبوا يلتمسون أحكام الحياة والمعاملات، ونظم المال والاقتصاد والعقوبات من شرائع أوربا، ويحكمون في بلاد الإسلام بغير ما أنزل الله، وتركوا هؤلاء قابعين في مساجدهم ومعاهدهم يتناقشون في حملة العرش هل هم أوعال أو غير أوعال، ويتدارسون أحكام المياه المطلقة والمياه المختلطة، ويختلفون في سؤر البغل: أطاهر هو أم طَهور، ويكتبون في مجلاتهم عن الحسد والرقية منه، وعن الجذب والشطح وما يكون فيهما، وعن العباد المكلفين: أيخلقون أفعال أنفسهم أم يخلقها الله لهم، وعن تلقين الميت: أمشروع هو أم غير مشروع؛ ثم عن العمامة والفاروقية، وأيتهما (تحقق) الشخصية العلمية. . . الخ

تركوهم لذلك وأشباهه يدرسون منه ما يدرسون، ويتركون منه ما يتركون، وينقطعون عنه ما ينقطعون، ومراكز الفقه والتشريع والإدارة والقضاء في أيدي غيرهم، وكراسي الحكم والنيابة خالية منهم، وبيئات العلم والأدب جاهلة بهم معرضة عنهم، والأمة لا تراهم إلا حيث يكون الاحتفال بالمحمل، أو الاجتماع للموالد مع أرباب الطرق، أو الحشد للمواسم والأعياد!

وهكذا قضي عليهم بالموت البطيء ينساب إليهم في مثابرة واتصال كما ينساب إلى المصدور أو العليل!

في مثل هؤلاء يقول (ابن القيم) منذ ستة قرون:

(لقد جعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد، محتاجة إلى غيرها، وسدوا على أنفسهم طرقاً صحيحة من معرفة الحق والتنفيذ له، ظناً منهم أنها منافية لقواعد الشرع، ولعمري إنها لم تناف ما جاء به الرسول ﷺ، وإن نافت ما فهموه من شريعته. . . والذي أوجب لهم ذلك نوع تقصير في معرفة الشريعة، وتقصير في معرفة الواقع، وتنزيل أحدهما على الآخر، فلما رأى ولاة الأمور ذلك وأن الناس لا يستقيم لهم أمرهم إلا بأمر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا من أوضاع سياستهم شراً طويلاً، وفساداً عريضاً، فتفاقم الأمر، وتعذر استدراكه. . .) (الطرق الحكمية ص13)

وفيهم يقول الأستاذ الأكبر الإمام المراغي في مذكراته الإصلاحية التي كتبها في سنة 1928 وجعلها برنامجه في إصلاح الأزهر:

(ولكن العلماء في القرون الأخيرة استكانوا إلى الراحة، وظنوا أنه لا مطمع لهم في الاجتهاد، فأقفلوا أبوابه، ورضوا بالتقليد، وعكفوا على كتب لا يوجد فيها روح العلم، وابتعدوا عن الناس، فجهلوا الحياة وجهلهم الناس، وجهلوا طرق التفكير الحديثة وطرق البحث الحديثة، وجهلوا ما جد في الحياة من علم وما جد فيها من مذاهب وآراء، فأعرض الناس عنها، ونقموا هم على الناس، فلم يؤدوا الواجب الديني الذي خصصوا أنفسهم له، وأصبح الإسلام بلا حملة وبلا دعاة بالمعنى الذي يتطلبه الدين)

هذا، ولعل الرسالة توفق إلى نشر مذكرة الأستاذ الأكبر الإمام المراغي بعد أن مضى عليها أكثر من اثني عشر عاماً، فأني أخشى أن يكون طول الزمان قد خلع عليها ثوب النسيان، ولستُ أعلم مذكرة عالجت شئون الأزهر والفقه والدين بمثل ما عالجتها به هذه المذكرة في العصر الحديث.

محمد محمد المدني

المدرس بكلية الشريعة