مجلة الرسالة/العدد 41/العلوم
→ في الأدب الفرنسي | مجلة الرسالة - العدد 41 العلوم [[مؤلف:|]] |
ماء جديد ← |
بتاريخ: 16 - 04 - 1934 |
ماء جديد أيضا
للدكتور احمد زكي
ذكرت في العدد ألا سبق من الرسالة ما كان من أمر الماء الثقيل، وقد سألني سائلون الزيادة من ذلك فها هي: -
ان الماء الثقيل يختلف كل الاختلاف عن الماء العادي في خواصه:
الماء العاديالماء الثقيل
درجة السيحانصفر + 3. 8
درجة الغليان100 101. 42
الوزن النوعي
في درجة 251 1. 1056
الدرجة التي عندها
يبلغ اكثر كثافته + 4 + 11. 6
فمن اجل هذا، ومن اجل أن الأيدروجين في الماء الأخف يختلف عنه في الماء الأثقل اختلافا بينا، اقترح الكيمياويون الأمريكان لهذا الأيدروجين الأثقل اسما جديدا فأسموه ديوتيريوم واقترح له الأستاذ المعروف اللورد رذرفود اسما غير هذا لاعتبارات كثيرة فاسماه وكلا الاسمين ثقيل على السان العربي.
ولعل الثاني أخف وطأة من أخيه، وقد اشتركا في حرفهما الأول فصار رمز هذا العنصر الجديد هو حرف يصبح الماء الثقيل أكسيد الدبلوجين.
وقد قدر الباحثون مقدار الدبلوجين في الأيدروجين العادي وقدروا مقدار أكسيد الدبلوجين في الماء العادي فاختلفوا اختلافا كبيرا، وكان الاختلاف لأسباب، مثالها انهم اعتمدوا في أحد هذه التقديرات على طيف الأيدروجين، وكان أيدروجينا حضروه بطريقة التحليل الكهربائي للماء. فكان دبلوجينه لاشك قليل لان أكسيده أبطأ تحللا بالكهرباء من الماء.
فخرج الحساب بنتائج واطئة المقدار. ومن هذه النتائج الواطئة النسبة 1 إلى 25000 التي ذكرتها في مقالي السابق.
واتبع باحثان آخران طريقة أخرى يكفلان بها تحلل الماء كله تحللا كهربائياً كاملاً، ثم اختبروا طيف ايدروجينه الناتج، فقدروا ان به من الدبلوجين جزءا في كل 5000 جزء وطبق الأستاذان لويس ومكدونالد طريقة البكنومتر على المائين، العادي والنقي (هكذا أسمياهما) فخرجا على آن الماء العادي يحتوي جزءا في كل 6500 جزء واستخدم الأستاذ اللورد رذرفورد وأصحابه طريقة (القذائف) وفيها قذفوا عنصر الليثيوم بأيونات الدبلوجين وأيونات الأيدروجين، فوجدوا أن جسيمات (ألفا) الناتجة في حالة الدبلوجين لها مدى اكبر 50 في المائة من مداها في حالة الأيدروجين. وهذه طريقة دقيقة يرجون بها أن يقدروا أكسيد الدبلوجين في الأمواه الاصطناعية والأمواه الطبيعية المختلفة، فماء العين لاشك سيختلف عن ماء النهر، وهذا عن ماء البحر، ومياه البحار الطلقة لا شك ستختلف في ذلك عن مياه البحر الحبيسة. وقد وجدوا فعلا أن ماء البحر الميت يكثر مقدار أكسيد الدبلوجين الذي به، وقد قدرت النتائج الأولى هذه الكثرة بالضعف. وهذا ما كان منتظرا لتبخر مائه تبخرا يزيد على غيره من البحار. أما الخواص الكيماوية للدبلوجين ولأكسيده فالأبحاث التي أجريت عنها لا تزال قليلة. ولكنها في مجموعها تشير إلى قلة النشاط الكيميائي في الدبلوجين وفي أكسيده. مثال ذلك انهم حللوا ماء مأخوذاً من المطر بإمراره على الحديد المحمي فوجدوا أن الجزء الأول الناتج من الأيدروجين يحتوي 6000: 1 من الدبلوجين، بينما الجزء الأخير يحتوي 4500: 1 منه. ومثال ذلك انك إذا حللت ماء محمضا بالخارصين فان المتبقي من هذا الماء تزيد نسبة أكسيد الدبلوجين فيه زيادة كبيرة.
أن علمنا بالدبلوجين ومركباته لا يزال قليلا، ومناهج البحث فيه كثيرة والاحتمالات العلمية الذي سيتمخض عنها الغد لاشك جليلة. قال الأستاذ الورد رذرفورد (لقد فتح هذا الكشف لنا باب كيمياء جديدة وبليجة جديدة)
احمد زكي