مجلة الرسالة/العدد 4/البحر
→ من طرائف الشعر | البحر من طرائف الشعر محمد عوض محمد |
لقاء ← |
بتاريخ: 01 - 03 - 1933 |
للدكتور محمد عوض محمد
أيها الزاخر ذو الصدر الرحيب! ... كم طوى صدرك من سر رهيب!
قد شهدت الكون والكون فتى ... وسترعاه إلى وقت المشيب
كم قرون عصفت وانقرضت ... وخطوب قد مضت إثر خطوب
ومحياك رزين، ناظر ... بابتسام تارة أو بقطوب!
ساخراً مما يلاقيه الورى ... من نعيم زائل أو من كروب
هازئاً مما أثاروا بينهم: ... من جدال أو خصام أو حروب
ثائراً حينا، وحيناً هادئاً ... باعثا رعبا، وأمناً للقلوب!
مهلكا حينا، وحيناً منقذاً ... كعدو ناقم أو كحبيب
باسماً طوراً وطورا عابساً ... في كلا الحالين ذو شأن عجيب
لابساً للدهر ثوباً أزرقا ... يسحر الأعين ذا حسن مهيب
حلة تزهر بها الدنيا كما ... تخطر الحسناء في الثوب القشيب
زرقة الفيروز تحكيها وإن ... كبرت عن أن تضاهي بضريب
عانقتك الشمس من جو السما ... وهي تجري من شروق لغروب
هل رأى العالم في غير كما ... كيف يحلو مزج ماء بلهيب
قلبك الهادئ لا تزعجه ... زعزع نكباء جدت في الهبوب
لم تحرك منك إلا ظاهرا ... دفعته لشمال أو جنوب
تحته قلب عميق ساكن ... هازئ من حادث الدهر العصيب
ليت شعري ما الذي تضمر في ... قلبك الهائل من أمر غريب!
عالم آياته قد أتعبت ... فكرة الحاسب أو عقل الأري