مجلة الرسالة/العدد 397/من أدب الحرب
→ فتنة الزَّنج ورثاء البصرة في شعر ابن الرومي | مجلة الرسالة - العدد 397 من أدب الحرب [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 10 - 02 - 1941 |
نهاية زعيم. . .
(مرفوعة إلى المغفور له خالد الذكر السنيور موسوليني!)
للأستاذ أحمد فتحي مرسي
خَفَّضْ عَلَيْكَ مِنَ الْعَذَابِ ... الصَّبْرُ أَجْمَلُ في المُصَابِ
وَلَى صَوَابُكِ لا أّصَبْ ... تَ ولا رَجعتَ إلى الصَّوَاب
لَكَ إِنْ تَشَأْ في الْخَطْبِ تَعْ ... زِيَتِي وَإِنْ شِئتَ انتِحابي
هَوِّنْ عليكَ فهذهِ الدُّ ... نيا كَلمَّاحِ السَّرَاب
فيها الْقَريبُ إلى ابْتِعَا ... دٍ، والعبيدُ إلي اقتراب
لا تَجْزَعَنَّ مِنَ الصَّعَا ... بِ فَأَنْتَ غَلاَّبُ الصِّعَاب
كم ذا خَدعْتَ النَّاسَ بال ... تَّمويهِ وَالْكَلِمِ الْعِذَاب
فَلَكَ الْجَوَارِي المُنْشئا ... تُ مَلأنَ آفَاقَ الْعُبَاب
وَلَكَ الأسودُ الضاريا ... تُ بغيرِ أظفارٍ ونَاب
وَلَكَ التَّحِيَّةُ والتَّجِلَّ ... ةُ في مَجيئِكَ والذَّهاب
ولك اللَّسانُ الطَّلْ ... قُ فيَّاضُ البّلاغةِ والخِطاب
يأتيكَ من تَضْلِيلهِ الغَرَّا ... رِ باْعَجَبِ الْعُجَاب
ولكَ الضميرُ العَفُّ يُلْبَ ... سُ ثمَّ يُخْلَعُ كالثياب
يَتَخَلَّصُ الوَعْدُ الكِذَا ... بُ بهِ إلى وَعْدٍ كِذَاب
ولكَ القليلُ من الفَطا ... نةِ والكثيرُ من الرِّغَاب
وَلَدَيْكَ من خُدَعِ السَّيا ... سَةِ ما يزيدُ عَلَى الْجِرَاب
كَذَبَتْكَ أّحْلاَمُ الْكَرَى ... وَزَهَتْكَ أَوْهَامُ الشَّرَاب
أَسَدُ اللَّسانِ وَلَسْتَ في ... سَاحِ الوَغَى أَسَدَ الوِثَاب
ضَلَّ الذي ركبَ الضَّلا ... لَ إلى الرَّغَائِبِ والطِّلاَب
إِنَّي أُنَاشِدُكَ الدَّمَ الْ ... مُهْرَاقَ في شُعَبِ الهِضَ والرِّفقَ بالأرواحِ تَذْ ... هَبُ في الْعِرَاكِ والاحتِرَاب
وفلولَ جُندِكَ هائما ... تٍ في السُّهولِ وفي الرَّوابي
وكتَائِبُ الأسْرَى تَوَا ... لَي في شُحُوب واكتِئَاب
هَلاَّ قَنِعْتَ من (الْغَنِي ... مةِ) والهزيمة بالإياب
يَا أَوْحَدَ القُوَّادِ قُلْ ... لي ما لِجَيْشَكَ في اضطراب
أَعَلِمْتَ غَيْرَكَ عَبْقَرِيَّ (م) ... الْجَهْلِ، مشئومَ الرِّكاب
فِيمَ الترفُّقُ والتلطُ ... فُ بالمغيرِينَ الغِضاب
أأقول مُحتشمٌ - هَداكَ الل ... هـ - بلْ خَوْف الغِلاب
أين الرِّجالُ، وَأينَ أب ... طالُ (الصِّراع) وَالانسحاب
قد سُقْتَهُمْ بل سُقْتَهُنَّ (م) ... إلى المماتِ بلا حساب
أَلْطفْ بهنَّ فما يُطِقْ ... نَ - فديتهنَّ - أذى الضِراب
رِفْقاً، فما صبرٌ لهنَّ (م) ... عَلَى الْبِعَادِ والاغتراب
من كلِّ ممشُوقِ القوا ... مِ حشدتَهُ غضِّ الإِهاب
ما تفعلُ الَّصحراءُ بالأ ... غنامِ في الأرضِ اليَبَاب
قد أجْدَبَ المرعَى وَجَفَّ (م) ... لديهِ مُنْهَلُّ السَّحَاب
لَيْسَتْ مُوَطَّأَةَ الْفَرَا ... شِ، ولا مُمَهَّدَةَ الْجَنَاب
يَخْلُصْنَ من صَلْبِ الْقَنَا ... ةِ إلى الألوفِ من الصِّلاب
لما بدَا يومُ الهزي ... مةِ في دُنُوّ واقتراب
زِنَّ الخُدودَ لها وَخَضَّبْ ... نَ الأظافِرَ بالخِضَاب
وَرَمَيْنَ مُشْرَعَةَ القَنَا ... ونبذنَ مُرْهَفَةَ الْحِرابِ
وأخذنَ أُهْبَتَهُنَّ للأس ... رِالْمُبَاركِ والذِّهابِ
وَجَعَلْنَ يَعْدُدْنَ الدقَا ... ئِقَ فِي اشتياقٍ وارتقابِ
أن تحملْ السيفَ النسا ... ءُ، فألفُ بشرًى لِلرِّقابِ
أقْسَمْتُ باللهِ العليِّ ... وَبالرسولِ وبالكتابِ
وَالليلِ وَالإصبَاحِ وَال ... جيْش المُشَرَّدِ فِي الشِّعابِ لولا التعفُّفُ والترفُّ ... ق وَالْجُنوحُ عن السِّبَابِ
لجعلتُ منكَ، وَقدْ جلوْ ... تُكَ لِلعُيونِ بلا نقابِ
أُضْحُوكةَ الدُّنْيَا وَسُخ ... رِيَةَ المجالس وَالصِّحَاب
عطفاً على بلدٍ ضعي ... فِ الرُّكنِ مخذولِ الشبابِ
قد عادَ مهجورَ الرِّحَا ... بِ وكان محشودَ الرَحَابِ
عَمَّى بصائرَهُ الضّلاَ ... لُ عن الحقيقةِ وَالصَّوَابِ
وَالعينُ تبصرُ فِي الضيا ... ءِ وَليسَ تبصرُ فِي الضبابِ
قد سُقْتَهُ - ثَبْتَ الْجنا ... نِ - إلى الهزيمةِ وَالخرابِ
وَرَكَنْتَ للآمالِ، وَالآ ... مالُ أمنعُ من عُقَابِ
كُفَّ الخِداعَ عن الورى ... قد جاءهُمْ فصلُ الخطابِ
إن المحجَّبَ سوفَ يَبْ ... دُو لِلعيونِ بلا حِجَابِ
دَعْهُمْ وَشَأْنَهُمُ جَزَا ... كَ اللهُ مَوْفُورَ الثَّوَابِ
لاَ يَوْمَ لِلأَقْوَامِ حَتَّى ... تَذْهَبَنَّ بِلاَ إِيَابِ
(القاهرة)
(فتحي)