مجلة الرسالة/العدد 397/البريد الأدبي
→ من أدب الحرب | مجلة الرسالة - العدد 397 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 10 - 02 - 1941 |
خزائن الكتب في قصور الأندلسيين
حديث حضرة العلامة الأستاذ عباس محمود العقاد عن مكتبات القصور الأوربية في المقالة الأولى في الرسالة الغراء (395) - ذكرنا بشيء في (نفح الطيب) أرويه حاشية لحديث حضرة الأستاذ. وفي خبر النفح فائدة تاريخية وأملوحة:
قرطبة أكثر بلاد الأندلس كتباً، وأهلها أشد الناس اغتناء بخزائن الكتب. صار ذلك عندهم من آلات التعيين والرياسة حتى أن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب، وينتخب فيها، ليس إلا لأن يقال: فلان عنده خزانة كتب، والكتاب الفلاني ليس عند أحد غيره، والكتاب الذي هو بخط فلان قد حصله وظفر به
قال الحضرمي: أقمت مرة بقرطبة، ولازمت سوق كتبها مدة، أترقب فيه وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء، إلى أن وقع، وهو بخط مليح، ففرحت به أشد الفرح، فجعلت أزيد في ثمنه، فيرجع إلي المنادي بالزيادة علي، إلى أن بلغ فوق حده، فقلت له: يا هذا، أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى ما لا يساوي. فأراني شخصاً عليه لباس رياسة، فدنوت منه وقلت: أعز الله سيدنا الفقيه! إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك، فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده
فقال لي: لست بفقيه، ولا أدري ما فيه، ولكني أقمت خزانة كتب واحتفلت فيها لأتجمل بها بين أعيان البلد، وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب، فلما رأيته حسن الخط جيد التجليد استحسنته، ولم أبال بما أزيد فيه، والحمد لله على ما أنعم به من الرزق فهو كثير
قال الحضرمي: فأحرجني وحملني على أن قلت له: نعم لا يكون الرزق كثيراً إلا عند مثلك. يُعطى الجوز من لا أسنان له! وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب وأطلب الانتفاع به يكون الرزق عندي قليلاً، وتحول قلة ما بيدي بيني وبينه!
(باحث)
المجمع اللغوي والمعجم الوسيط
أخي الأستاذ الجليل صاحب (الرسالة) الغراء بعد التحية اللائقة، قرأت كلمة تحت عنوان: (المجمع اللغوي والمجمع الوسيط) عرض فيها كاتبها لنفقات هذا المجمع وظل يترقى بهذه النفقات حتى أبلغها 100000 جنيه مائة ألف من الجنهيات!!!
والواقع أن وزارة المعارف تعاقدت مع سبعة من العلماء اللغويين بعضهم من حضرات أعضاء المجمع، وبعضهم من حضرات أساتذة الجامعة، على أن يقوموا في مدى عامين بوضع هذا المعجم على أحدث الأساليب في نظير مبلغ معين يقل عن ألف وسبعمائة جنيه لهم جميعاً. وقد قام تقدير هذا المبلغ على أساس ما تجيز به وزارة المعارف المؤلفين الآخرين
أما دعوى أنهم لم ينجزوا إلا مائة وعشرين صفحة إلى الآن فهي من نوع ذلك الحساب أيضاً!
وتفضل يا صديقي بقبول أزكى السلام، وأخلص الاحترام.
المخلص
عبد العزيز البشري
المراقب الإداري للمجمع
خصومة أدبية
ما أحبها إلى نفسي خصومة أدبية تقوم على صفحات الرسالة الغراء بيني وبين صديقي زكي مبارك، فإن في الخصومات الأدبية للمتخاصمين مجالاً واسعاً للبحث والتدقيق، ولحضرات القارئين مجالاً أوسع للموازنة والتحكيم
وإني لأشكر لصديقي الدكتور إثارة هذه الخصومة، وأطمئنه على نزولي ميدانها عن طيبة خاطر واستراحة فؤاد؛ غير أني قبل الخوض في هذه الخصومة أرى من حق نفسي وحق الموضوع عليَّ، كما أرى من حق الرسالة وقرائها كذلك، أن تتسع صفحاتها في العددين المقبلين لكلمتين اثنتين لي
فأما إحداهما فلوضع الأمر الأصيل في نصابه وتقريره على وجهه، لأنه الذي دعا الدكتور إلى كلمته الأولى المنشورة في العدد 392 وكنت أغفلت الرد عليها عسى أن يتحرى الحقيقة ولكنه لم يفعل.
وأما الأخرى فحول النظرية التي ادعى في العدد الأخير أني نهبتها من كتابه النثر الفني ونشرتها في مجلة السراج حتى يعلم حضرات القراء آينا الناهب
وأما الذي يهدد به ويعتزم تبيينه، من أن تهذيبي للكامل لم يكن إلا جناية أدبية، ومن أن التطاول على مقام الشيخ المرصفي لا ذهب بلا عقاب، فهو ما سيكون حلبة الخصومة، وليعرف الملأ إذ ذاك - إن هو اجترأ على الكتابة بعد كلمتي هاتين - آينا الجاني على الأدب بآثاره، وآينا القليل الاطلاع الطائش الأحكام في أبحاثه، وإلى اللقاء
السباعي بيومي
أستاذ بدار العلوم
إلى الدكتور مبارك
كان قلمكم الثائر قد خط في مقالكم الخامس في نقد آراء الأستاذ أحمد أمين وتبيان جنايته على الأدب العربي (الرسالة 314 - 10 يولية سنة 939) أن هذا الأستاذ لم يؤت أسلوباً خاصاً، وأنه ما كان في يوم من الأيام أديباً، وكان مما قلتموه يومئذ:
- إن أحمد أمين ليس له أسلوب
وإن الرجل لا يكون له أسلوب إلا يوم يصح أنه يحس الثورة على ما يكره والأنس بما يحب. فعندئذ تعرف نفسه معنى الانطباعات الذاتية، ويعبر عن روحه وعقله وقلبه بأسلوب خاص. . .
ولقد عانى أحمد أمين في الواحات فلم يصفها، واشتغل بالقضاء الشرعي فما توجع مرة واحدة للمآسي التي رآها، ولو كان أحمد أمين أديباً كتب خواطره وسطر احساساته في القضاء وفي الواحات، (ولكن أحمد أمين لم يكن أديباً وإنما كان موظفاً مخلصاً لواجب الوظيفة لا يرى ما عداها من الشئون) (الرسالة 314 ص 1337 - 1338)
ويمضي على ذلك سنة ونصف سنة، ويأتي العدد (384 - 11 نوفمبر سنة 1940) من الرسالة فما نجد يا ترى؟ وماذا نرى؟
نجد أن الدكتور زكي مبارك يقول: (يجب الاعتراف بأن لأحمد أمين أسلوباً. . . وبأن لهذا الأسلوب شخصية تتميز بالسهولة والوضوح. . .)؛ وبأن في كتابه (فيض الخاطر) مقالات من الأدب الذاتي، (وهو الأدب الذي يصور الكاتب واحساساته. . .
ثم رجا طلاب السنة التوجيهية (أن يفطنوا وهم يقرءون كتاب (فيض الخاطر) إلى أن المؤلف أديب. . . يصور لواعج نفسه)
فهل للأستاذ أن يجلو لنا السر الذي جعل أحمد أمين أديباً؟ أم إن ذلك كان من باب: (رضيت فكسوته، وغضبت فجردته. . .!)
وللدكتور مبارك منا أجمل التحيات
(دمشق)
صلاح الدين المنجد
متحف وزارة المعارف
تساءل الدكتور زكي مبارك في أثناء مقاله في عدد الرسالة (395) عن متحف وزارة المعارف ليقدم إليه هدية سنية، وهي رسالة من الدكتور طه حسين، وكتاب من مؤلفات الأستاذ أحمد الإسكندري كان أهداه للأستاذ مصطفى أمين، وعلى الكتاب عبارة (إهداء بقلم الإسكندري)
وأذكر بهذه المناسبة أني بحثت عبثاً عن متحف وزارة المعارف لأهدي إليه تحفة تاريخية لها قيمتها الأدبية، وهذه التحفة هي عدة رسائل بخط المغفور له إبراهيم أدهم باشا ثاني نظار المعارف المصرية على عهد ساكن الجنان المغفور له الخديوي إسماعيل
ولا شك أن مثل هذه الرسائل مكانها متحف وزارة المعارف الذي يصونها من التلف ويحفظها من الضياع، فمثل هذه الرسائل أصبحت ملكاً للتاريخ والأجيال المقبلة
ومن العجيب أن يكون للبريد متحف، وللسكة الحديد متحف، وللصحة متحف، ثم لا يكون لوزارة المعارف متحف!
حقاً إن هذا نقص يجب أن يكمل، وثغرة من الواجب سدها
ونرجو أن تولي وزارة المعارف هذه الملاحظة عنايتها، وأن تنظر إليها بعين الاعتبار، ولا سيما وعلى رأس هذه الوزارة أناس عرفوا برجاحة العقل وقوة العزيمة ومضاء الهمة (القاهرة)
إبراهيم أدهم
تصويب
جاء بالعدد 395 في مقال (دير مديان): قال الله عز وجل (الذين أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف) والصواب (الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف)
محمد الساكت
بكلية أصول الدين