مجلة الرسالة/العدد 389/البَريدُ الأدبيّ
→ رِسَالة الفَنّ | مجلة الرسالة - العدد 389 البَريدُ الأدبيّ [[مؤلف:|]] |
القَصَصُ ← |
بتاريخ: 16 - 12 - 1940 |
تشابه الفكرة عند الكتاب
إلى الدكتور زكي مبارك
لاحظت أثناء مطالعتي كثيراً من التقارب بين أفكار المؤلفين مما يثير
حب استطلاعي في معرفة سبب ذلك وهل هو تأثر بعضهم ببعض، أو
تشابههم في وجهة النظر والتفكير، أو نقل أحدهم عن الآخر، أو تشبع
أحدهم بآراء مشابهة لآراء الآخر. فمن ذلك أني لاحظت مثلاً في أثناء
قراءتي مقالاً للأستاذ أحمد أمين منشوراً بمجلة الثقافة تحت عنوان (في
المدنية الحديثة) بتاريخ 19111940 في عددها رقم 99 - أن بعض
أفكاره خصوصاً عن الحقيقة العقلية في آخر الصفحة الثامنة وأول
الصفحة التاسعة من المجلة - تشابه أفكار الأستاذ توفيق الحكيم السابق
نشرها في كتابه (تحت شمس الفكر) في صفحة 10 و11 وما جاء
بكتابه (عصفور من الشرق) في صفحة (111). كما أني قد لاحظت
من قبل في مقال سابق للأستاذ أحمد أمين في مجلة الثقافة عدد 2
بتاريخ 10 يناير سنة 1939 تحت عنوان (بين الشرق والغرب) نفس
التشابه في الروح والأفكار لما جاء في بعض صفحات (عصفور من
الشرق) خصوصاً في صفحاته 90 إلى 94 وصفحة 203 و204.
فالرجاء إذا كان لديكم متسع من الوقت لمراجعة مثل هذه المسائل أن تفيدونا في مقال من مقالاتكم الطريفة الممتعة في الرسالة عن رأيكم في مدى ملاحظتي هذه، وفي مدى العلاقات الفكرية التي تربط الكتاب من حيث الاتحاد في وجوه النظر وطرائق التفكير.
محمد الرفاع المحامي
جرائم أدبية!
هذا التعبير الفظيع هو الذي يصور ما أريد، وتلك الجرائم هي جناياتي على أدبي، الأدب الذي رجوت أن يكون صورة صحيحة لما يثور في القلب والعقل والوجدان، ثم لم يكن مع الأسف إلا شاهداً على أني أساير الناس وأصانع الزمان.
أقول هذا وقد مزقت بالأمس صفحتين أنشأتهما في لحظة صفاء، وقد عرفت أن أصحاب (الحب الغاضب) لا يزالون أحياء، وأنهم لم يكونوا غائبين، وإنما كانوا غاضبين ألم أقل لكم إن القطيعة المقصودة من فنون الوصال؟
ولا أعرف كيف مزقت هاتين الصفحتين وهما عُصارة قلبي وروحي؟
هل كنت أخشى أن تكونا وثيقة جديدة على أني رجلٌ مفطور الفؤاد؟
وما العيب في ذلك وما ظهر في الدنيا أديب بلا قلب؟
هل كنت أخشى أن يقول السفهاء إن أصحاب القلوب لا يصلحون لكبار الأعمال؟
وكيف أخاف أقوال السفهاء ومنهم عرفت أن التجريح لا يصوب إلا إلى الأديم الصحيح؟
أمثلي يخاف الناس وهو يعبد الله كأنه يراه؟
لقد فكرت في أمري مرات فوجدتني أصدق من توكل على الله، ورأيته عز شأنه يرعاني رعاية رفيقة هي البرهان الساطع على حمايته لأرباب القلوب.
فما خوفي من زماني، وأنا بفضل الله في أمان من مكاره الزمان؟
النفاق عمل ضائع، والمنافقون ضائعون، ولن يبقى في صحيفة الخلود غير القول الصادق الصريح، ولو كان في ظاهره رجساً من عمل الشيطان.
كنت أقسم ثم يسوقني الهوى إلى الحنْث، فلما أقسمت بالله الذي أقسم بالقلم لم يعرف الهوى كيف يسوقني إلى الخُلف في اليمين.
فهل أُقسم بالذي أقسم بالقلم لأفينَّ لوحي القلب أصدق الوفاء؟
أخشى أن تكون في صدري بقية من الشِّرك، وللشِّرك دلائل منها تهيب الناس، وأنا أكتم بعض آرائي عن الناس.
فمتى يرحمني الله من هذا الشِّرك الموبِق؟ ومتى أنظر فلا أرى غير ما لذاته العالية من عظمة وجلال؟ ومتى أعرف أن جُموح القلم من أشرف الأرزاق، لأنه من شواهد الاعتماد على صاحب العزة والجبروت؟
زكي مبارك
سؤال إلى علماء الآثار عن المحيا النبوي بالأزهر
جاء في كتاب الخطط الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة للعالم الجليل علي مبارك باشا وهو الكتاب المعروف باسم الخطط التوفيقية - كلام عن أثر بالجامع الأزهر يسمى - المحيا النبوي - في أثناء ترجمة الشيخ أحمد شهاب الدين الكلبي المالكي (جـ15 ص101) وقد نقلت الخطط هذه الترجمة وما جاء فيها من ذلك الأثر عن كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، فذكرت أنه ممن ولد بمنفلوط الشيخ أحمد بن عيسى بن غلاب بن جميل المنعوت بشهاب الدين الكلبي المالكي شيخ المحيا النبوي بالجامع الأزهر نشأ بمنفلوط ثم تحول مع أبيه إلى مصر فحفظ القرآن وعدة متون وأخذ عن والده وأعيان العلماء. إلى أن قالت: وجلس بالمحيا بعد والده، ووالده بعد البلقيني، والبلقيني بعد الشيخ صالح، والشيخ صالح بعد الشوني المدفون بزاوية الشيخ عبد الوهاب الشعراني. ثم ذكرت أنه توفي سنة سبع وعشرين وألف ودفن بالقرافة الكبرى بمصر.
وهكذا عنيت الخطط كما عني كتاب خلاصة الأثر (جـ3 ص382) بسرد شيوخ هذا المحيا من الشيخ شهاب الدين الكلبي إلى الشيخ الشوني، ولم يرد فيهما شيء يبين هذا المحيا نفسه، فلم يعرفانا أمره، ولم يهتما ببيان مكانه بالجامع الأزهر، ولم يشرحا الغرض المقصود منه فيه، وقد أردت أن أعرف الآن شيئاً عن هذا المحيا النبوي من بعض شيوخنا بالأزهر، فلم أجد عندهم شيئاً من خبره، إذ نسي الآن أمره، ولم يعد له شيوخ يجلسون فيه كالشيوخ الذين جلسوا فيه سابقاً.
ولعلي بعد هذا أجد من قراء مجلة الرسالة الغراء - ولا سيما علماء الآثار - من يكون عنده علم بهذا المحيا النبوي، فيبين لنا مكانه بالجامع الأزهر، ويشرح لنا أمره فيه.
عبد المتعال الصعيدي تصويب وتعليق
ترجم الأستاذ النشار في العدد الماضي من الرسالة أبياتاً نظمها (لورد دنساني) أثناء مروره بمصر جاء في مطلعها:
(أيها الملوك الأربعة الجالسون في ساحة أبي سنبل متجهين نحو مشرق الشمس، لقد رأيتم الإنسان يطير).
ولقد قرأت هذه الترجمة فسحرني خيال الشاعر المحلق وتعبيره الجميل، واستمتعت بلحظات نشوى حوم فيها خيالي على تلك الربوع الجميلة الساحرة من بلاد النوبة التي قضيت خلالها أربعة أعوام كانت ربيع العمر وفجر أحلامه. ثم حلق خيالي في أطباق الزمن إذ تمر مواكب القرون مطأطئة الرءوس أمام ذلك الأثر الخالد في أعماق الجنوب. . .
ولكني أفقت من هذه السبحات الجميلة على هتاف ينبعث من ثنايا الذاكرة أفسد عليّ ما أنا فيه من متعة بجلال الفكرة وجمال الأسلوب! فليس ثمة أربعة ملوك يجلسون في ساحة أبي سنبل، ولكنها أربعة تماثيل لملك واحد هو رمسيس الأكبر استقرت على واجهة معبده العظيم الذي أقامه هنالك تخليداً لذكرى انتصاره على الحثيين. . .
يا لله! لأحببت والله أن تتغير معالم التاريخ فتصير هذه التماثيل الأربعة لملوك أربعة لا لملك واحد، ليظل هذا التعبير الجميل الرائع في قصيدة لورد دنساني خالداً خلود هذه الآثار!
فإن في مخاطبة هؤلاء الملوك الأربعة وإشهادهم على ما وصل إليه الإنسان من عظمة مادية ومدنية شامخة، وفي جواب هؤلاء الملوك من معاني الخلود والروحانية والسمو، ما يفتح أمام الفكر عوالم من التأمل العميق والافتتان البالغ، لا يكشف عنها التعبير التاريخي عن حقيقة هذه التماثيل فلنسجل هذا التصويب للحقيقة والتاريخ، ولنستمتع بما في أبيات لورد دنساني من أدب رفيع.
(حلوان)
محمد كامل حتة قصر اللابرنت
قرأت في عدد الرسالة رقم (387) تحت عنوان: (بين كاتب وشاعر وخطيب) البيت الآتي:
من كل بيت مشرق ... يزري بقصر اللابرنت
ووجدت في هامش التفسير ما يبين أن اللابرنت كان قصراً من قصور الفراعنة لا يزال بالفيوم إلى يومنا هذا.
ولكن الحقيقة أن اللابرنت هذا كان معبداً لهرم الملك (أمنمحيت الثالث) سادس ملوك الأسرة الثانية عشرة المصرية التي اتخذت إقليم الفيوم قاعدة لحكمها.
إذ كان المتبع أن يشيد كل فرعون معبداً جنازياً شرقي هرمه تقام فيه الطقوس الدينية والصلوات.
وكان ينقسم إلى قسمين: الرئيسي المتصل بالهرم وهو خاص بالكهنة وأقارب الملك المتوفى.
ثم القسم الثاني وهو ما نسميه بمعبد الوادي وكان خاصاً بالشعب لإقامة الشعائر الدينية على روح الملك المتوفى حتى يهنأ بالراحة الأبدية في الدار الآخرة. وكان يصل المعبدين عادة طريق طويل مسقوف ينحدر بميل من معبد الهرم إلى معبد الوادي.
ولكن تسمية معبد هرم الملك (أمنمحيت الثالث) بقصر اللابرنت أخذت عن كتاب اليونان الذين رأوا كِبر المعبد واتساعه وتعدد حجراته أثناء زيارتهم لمصر فظنوه قصراً.
ومع كل ما أظهره الكشف الحديث من تصحيحات فنية فإننا لا زلنا مع الأسف نجد المعبد منعوتاً باسمه القديم حتى في الكثير من كتبنا المدرسية. وغير ذلك من الأعلام الأثرية الكثيرة.
محمد صابر
أخصائي في الآثار المصرية القديمة
ومؤلف كتب الفراعنة.
اقتراح
سيدي الأستاذ رئيس التحرير. . .
في العدد (357) من الرسالة الغراء عقب الأديب حسن أحمد باكثير مقالة الأستاذ عبد العزيز الدوري في تفسيره للهند الصينية (بإندونيسيا) بما نصه:
لا شك أن الأستاذ يقصد بذلك جزائر الهند الشرقية الهولندية لا الهند الصينية الخ. نعم لا شك في ذلك ولكن الواقع - مع الأسف الشديد - أن أكثر كتاب العرب ليس لهم أقل معرفة عن (إندونيسيا) بما فيها من نهضات مباركة. إن إندونيسيا التي لا ينقص عدد سكانها - حسب الإحصاء الأخير - عن خمسة وستين مليوناً ليتكون مسلموها من نحو ثمانين في المائة أي لا ينقص عن خمسين مليوناً، وإن فيها جمعية - وهي الجمعية المحمدية - هي أكبر جمعية دينية في العالم الإسلامي. . . فكيف إذن يجور لأديب من أدباء الإسلام أن يجهلها. . . لذا كم يكون نبيلاً من الرسالة - وهي على ما لها من نفوذ - لو ازَّيَّنت صفحة من صفحاتها بأبحاث عن العالم الإسلامي لسد هذا النقص. . .
(مكة المكرمة)
صلاح الدين سليمان هاشم
أخلاق القرآن
ذكر الدكتور عبد الوهاب عزام في مقاله (أخلاق القرآن) المنشور بعدد الرسالة 388 الآية الكريمة هكذا: (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة اليوم بجالوت وجنوده). والصواب (قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده).
سليم الحجري
امرؤ القيس
إلى الأستاذ عبد المجيد مصطفى خليل
بعد التحية. . . قرأت مقدمة كتابك (أغاريد الزفاف) المنشورة بالعدد 384 من الرسالة إلى أن وصلت إلى:
ورثت الرباب بنت امرئ القيس زوجها الحسين عليه السلام حين قتل فقالت:
إن الذي كان نوراً يستضاء به ... بكربلاء قتيل غير مدفون. . . الخ
فمن هو امرؤ القيس هذا؟ أرجو الإفادة على صفحات الرسالة الغراء
(سائل)