مجلة الرسالة/العدد 357/في الاجتماع اللغوي
→ فن الحياة | مجلة الرسالة - العدد 357 في الاجتماع اللغوي [[مؤلف:|]] |
نفسية الطبقات ← |
بتاريخ: 06 - 05 - 1940 |
نشأة اللغة الإنسانية
للدكتور علي عبد الواحد وافي
استأثرت هذه المشكلة بقسط غير يسير من نشاط الباحثين في مختلف العصور، وذهب العلماء بصددها مذاهب شتى يرجع أهمها إلى أربع نظريات:
(النظرية الأولى) تقرر أن الفضل في نشأة اللغة الإنسانية يرجع إلى إلهام هبط على الإنسان فعلمه النطق وأسماء الأشياء. وقد ذهب إلى هذا الرأي في العصور القديمة الفيلسوف اليوناني هيراكليت وفي العصور الوسطى بعض الباحثين في اللغة العربية، كابن فارس في كتابه الصاحبي. وفي العصور الحديثة طائفة من العلماء على رأسها الأب لامي في كتابه فن الكلام ' والفيلسوف الفرنسي دو بونالد في كتابه التشريع القديم
ولا يكاد أصحاب هذه النظرية يقدمون بين يدي مذهبهم دليلاً بمطلب يعتد به. أما أدلتهم النقلية، فبعضها يحتمل التأويل، وبعضها يكاد يكون دليلاً عليهم لا لهم. فالمؤيدون لهذا الرأي من باحثي العرب يعتمدون على قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) وهذا النص، كما ترى، ليس صريحاً فيما يدعون، إذ يحتمل أن يكون معناه - كما ذكر ذلك ابن جني في كتابه الخصائص وذهب إليه كثير من أئمة المفسرين - أن الله تعالى أقدر الإنسان على وضع الألفاظ. أما القائلون بهذه النظرية من الفرنجة، فيعتمدون على ما ورد بهذا الصدد في سفر التكوين إذ يقول: (والله خلق من الطين جميع حيوانات الحقول وجميع طيور السماء، ثم عرضها على آدم ليرى كيف يسميها، وليحمل كل منها الاسم الذي يضعه له الإنسان، فوضع آدم أسماء لجميع الحيوانات المستأنسة ولطيور السماء ودواب الحقول)
وهذا النص كما ترى لا يدل على شيء مما يقول به أصحاب هذه النظرية؛ بل يكاد يكون دليلاً عليهم. ومهما يكن من شيء، فلا صلة للدليل النقلي بمقام البحث العلمي
(النظرية الثانية) تقرر أن اللغة ابتدعت واستحدثت بالتواضع والاتفاق وارتجال ألفاظها ارتجالاً. وقد ذهب إلى هذا الرأي في العصور القديمة ديمو كربت (من فلاسفة اليونان في القرن الخامس ق م)، وفي العصور الوسطى كثير من الباحثين في فقه اللغة العربية، وفي العصور الحديثة الفلاسفة الإنجليز آدم سميث وريد ودجلد ستيوارت , , وليس لهذه النظرية أي سند عقلي أو نقلي أو تاريخي. بل إن ما تقرره يتعارض مع النواميس العامة التي تسير عليها النظم الاجتماعية. فعهدنا بهذه النظم أنها لا ترتجل ولا تخلق خلقاً، بل تتكون بالتدريج من نفسها. هذا إلى أن التواضع على التسمية يتوقف في كثير من مظاهره على لغة صوتية يتفاهم بها المتواضعون. فما يجعله أصحاب هذه النظرية منشأ للغة يتوقف هو نفسه على وجودها من قبل
فلسنا هنا بصدد نظرية جديرة بالمناقشة، بل بصدد تخمين خيالي وفرض عقيم يحمل في طيه آية بطلانه. وقد ذهب المتعصبون له في تصوير منشأ اللغة مذاهب ساذجة غريبة تدل أبلغ دلالة على مبلغ انحرافه عن جادة الصواب ونطاق المعقول. وإليك نبذة مما يقوله بعضهم بهذا الصدد: (إن أصل اللغة لا بد فيه من المواضعة. وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعداً فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياء فيضعوا لكل منها سمة ولفظاً يدل عليه ويغنى عن إحضاره أمام البصر. وطريقة ذلك أن يقلبوا مثلاً على شخص ويومئوا إليه قائلين: إنسان، إنسان، إنسان! فتصبح هذه الكلمة اسماً له. وإن أرادوا سمة عينه أو يده أو رأسه أو قدمه، أشاروا إلى العضو وقالوا: يد، عين، رأس، قدم. . . ويسيرون على هذه الوتيرة في أسماء بقية الأشياء، وفي الأفعال والحروف وفي المعاني الكلية والأمور المعنوية نفسها. وبذلك تنشأ اللغة العربية مثلاً. ثم يخطر بعد ذلك لجماعة منهم أن يضعوا كلمة (مَرْد) بدل إنسان، وكلمة (سَرْ) بدل رأس. . .
وهكذا، فتنشأ اللغة الفارسية. . .)
(النظرية الثالثة) تقرر أن الفضل في نشأة اللغة يرجع إلى غريزة خاصة زود بها في الأصل جميع أفراد النوع الإنساني؛ وأن هذه الغريزة كانت تحمل كل فرد على التعبير عن كل مدرك حسي معنوي بكلمة خاصة به، كما أن غريزة (التعبير الطبيعي عن الانفعالات) تحمل الإنسان على القيام بحركات وأصوات خاصة (انقباض الأسارير وانبساطها، وقوف شعر الرأس، الضحك، البكاء. . . الخ) كلما قامت به حالة انفعالية معينة (الغضب، الخوف الحزن، السرور. . . الخ)؛ وأنها كانت متحدة عند جميع الأفراد في طبيعتها وظائفها وما يصدر عنها؛ وأنه بفضل ذلك اتحدت المفردات وتشابهت طرق التعبير عند الجماعات الإنسانية الأولى فاستطاع الأفراد التفاهم فيما بينهم؛ وأنه بعد نشأة اللغة الإنسانية الأولى لم يستخدم الإنسان هذه الغريزة؛ فأخذت تنقرض شيئاً فشيئاً حتى تلاشت كما انقرض لهذا السبب كثير من الغرائز الإنسانية القديمة. ومن أشهر من ذهب هذا المذهب العلامة الألماني مكس مولر والعلامة الفرنسي رينان
وقد اعتمدت مكس مولر في تأييد هذه النظرية على أدلة مستمدة من البحث في أصول الكلمات في اللغات الهندية الأوربية. فقد ظهر أن مفردات هذه اللغات ترجع إلى خمسمائة أصل مشترك؛ وأن هذه الأصول تمثل اللغة الأولى التي انشعبت منها هذه الفصيلة، فهي لذلك تمثل اللغة الإنسانية في أقدم عهودها. وتبين له من تحليل هذه الأصول أنها تدل على معان كلية؛ وأنه لا تشابه مطلقاً بين أصواتها، وما تدل عليه من فعل أو حالة.
ففي دلالتها على معان كلية برهان قاطع على أن اللغة الإنسانية الأولى لم تكن نتيجة تواضع واتفاق، كما يذهب إلى ذلك أصحاب النظرية الثانية السابق ذكرها، لأن التواضع فضلاً عن تعارضه مع طبيعة النظم الاجتماعية كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، يتوقف هو نفسه على وسيلة يتفاهم بها المتواضعون. وهذه الوسيلة لا يعقل أن تكون اللغة الصوتية، لأن مفروض أن المتواضع عليه هو أول ما نطق به الإنسان من هذه اللغة؛ ولا يعقل كذلك أن تكون لغة الإشارة، لأننا بصدد ألفاظ تدل على معان كلية أي على أمور معنوية يتعذر استخدام الإشارة الحسية فيها
وفي عدم وجود تشابه بين أصواتها وما تدل عليه برهان قاطع على أن اللغة الإنسانية لم تنشأ من محاكاة الإنسان لأصواته الطبيعية (أصوات التعبير الطبيعي عن الانفعالات) وأصوات الحيوانات والأشياء كما يذهب إلى ذلك أصحاب النظرية الرابعة التي سنتكلم عنها قريباً
وإذا بطل أن اللغة الإنسانية كانت نتيجة تواضع واتفاق؛ وبطل كذلك أنها نشأت عن محاكاة الإنسان لأصواته الطبيعية وأصوات الحيوانات والأشياء، لم يبق إذن تفسير معقول لهذه الظاهرة غير التفسير السابق ذكره: وهو أن الفضل في نشأة اللغة يرجع إلى غريزة زود بها الإنسان في الأصل للتعبير عن مدركاته بأصوات مركبة ذات مقاطع، كما زود باستعداد فطري للتعبير عن انفعالاته بحركات جسمية وأصوات بسيطة
وهذه النظرية على ما فيها من دقة وطرافة وعمق في البحث، فاسدة من عدة وجوه: 1 - فهي لا تحل شيئاً من المشكلة التي نحن بصددها، بل تكتفي بأن تضع مكانها مشكلة أخرى أكثر منها غموضاً، وهي مشكلة (الغريزة الكلامية)
2 - هذا إلى أن ما تقرره يعتبر - من بعض الوجوه - من قبيل الشيء بنفسه. فكل ما تقوله يمكن تلخيصه في العبارة الآتية: (إن الإنسان قد لفظ أصواتاً مركبة ذات مقاطع ودلالات مقصودة لأنه كانت لديه قدرة على لفظ هذا النوع من الأصوات) وهذا، كما لا يخفى، مجرد تقرير للمشكلة نفسها في صيغة أخرى
3 - على أن قدرة الإنسان الفطرية أو المكتسبة على لفظ هذا النوع من الأصوات ليست موضوع البحث، وإنما الذي يهمنا هو الوقوف على أول مظهر لاستغلال هذه القدرة والانتفاع بها في تكوين الكلام الإنساني؛ أي البحث عن الأسلوب الذي سار عليه الإنسان في مبدأ الأمر في وضع أصوات معينة لمسميات خاصة، والكشف عن العوامل التي وجهته إلى هذا الأسلوب دون غيره
4 - وأكبر خطأ وقعت فيه هذه النظرية هو ذهابها إلى أن الأصول الخمسمائة السابق ذكرها تمثل اللغة الإنسانية الأولى. فهذه الأصول، كما تقدم، تدل على معان كلية. ومن الواضح أن إدراك المعاني الكلية يتوقف على درجة عقلية راقية لا يتصور وجود مثلها في فاتحة النشأة الإنسانية. وهاهي ذي الأمم الأولية التي تعد أصدق ممثل للإنسانية الأولى تؤيد ما نقول. فقد أجمع علماء الأتنوجرافيا الذين قاموا بدراسة هذه الأمم بأمريكا واستراليا وأفريقيا وغيرها على ضعف عقليتهم بهذا الصدد وعجزها عن إدراك المعاني الكلية في كثير من مظاهرها. وقد كان لهذه العقلية صدى كبير في لغاتهم؛ فلا نكاد نجد في كثير منها لفظاً يدل على معنى كلي. ففي لغة الهنود الحمر مثلاً يوجد لفظ للدلالة على شجرة البلوط الحمراء، وآخر للدلالة على شجرة البلوط السوداء، وهكذا؛ ولكن لا يوجد أي لفظ للدلالة على شجرة البلوط؛ ومن باب أولى لا يوجد أي لفظ للدلالة على الشجرة على العموم. وفي لغة الهورونيين (من السكان الأصليين لأمريكا الشمالية) يوجد لكل حالة من حالات الفعل المتعدي لفظ خاص بها؛ ولكن لا يوجد للفعل نفسه لفظ يدل عليه. فيوجد لفظ للتعبير عن الأكل في حالة تعلقه بالخبز، ولفظ آخر للتعبير عنه في حالة تعلقه باللحم، وثالث في حالة تعلقه بالزبد، ورابع في حالة تعلقه بالموز. . وهكذا؛ ولكن لا يوجد فعل ولا مصدر للدلالة على الأكل على العموم أو الأكل في زمن ما. ولغة السكان الأصليين بجزيرة تسمانيا (بقرب استراليا) لا يوجد من بين مفرداتها لفظ يدل على الصفة؛ فإذا أرادوا وصف شئ لجئوا إلى تشبيهه بآخر مشتمل على الصفة المقصودة؛ فيقولون مثلاً فلان كشجرة كذا، إذا أرادوا وصفه بالطول
ولذلك يرى المحدثون من علماء اللغة، ومن علماء الاجتماع اللغوي أن الأصول الخمسمائة السابق ذكرها لا تمثل في شئ اللغة الإنسانية الأولى كما يذهب إلى مكس مولر؛ بل إنها بقايا لغة حديثة قطعت شوطاً كبيراً في سبيل الرقي والكمال، ولم تصل إليها الأمم الإنسانية إلا بعد أن ارتقت عقليتها ونهض تفكيرها. ويذهب بعضهم إلى أبعد من هذا فيقرر أنها مجرد أصول نظرية، وأنها لم تكن يوماً ما موضوع لغة إنسانية
(النظرية الرابعة) تقرر أن اللغة الإنسانية نشأت من الأصوات الطبيعية (أصوات التعبير الطبيعي عن الانفعالات، أصوات الحيوانات، أصوات مظاهر الطبيعة، الأصوات التي تحدثها الأفعال الإنسانية وغيرها. . . الخ) وسارت في سبيل الرقي شيئاً فشيئاً تبعاً لارتقاء العقلية الإنسانية وتقدم الحضارة واتساع نطاق الحياة الاجتماعية وتعدد حاجات الإنسان. . . وما إلى ذلك. وقد ذهب إلى هذا الرأي معظم المحدثين من علماء اللغة وعلى رأسهم العلامة وتني وذهب إلى مثله من قبل هؤلاء كثير من فلاسفة العصور القديمة ومن مؤلفي العرب بالعصور الوسطى. فقد تحدث عنه ابن جني (المتوفى سنة 392 أي من نحو ألف سنة) بكتابه الخصائص في أسلوب يدل على قدمه وكثرة القائلين به من قبله
فبحسب هذه النظرية يكون الإنسان قد افتتح هذه السبيل بمحاكاة أصواته الطبيعية التي تعبر عن الانفعالات كأصوات الفرح والحزن والرعب. . . وما إليها، ومحاكاة أصوات الحيوان ومظاهره الطبيعية والأشياء كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وحفيف الشجر وجعجعة الرحى وقعقعة الشنان وصرير الباب وصوت القطع والضرب. . . وهلم جرا. وكان يقصد من هذه المحاكاة التعبير عن الشيء الذي يصدر عنه الصوت المحاكي أو عما يلازمه أو يصاحبه من حالات وشئون، واستخدم في هذه المحاكاة ما زود به من قدرة على لفظ أصوات مركبة ذات مقاطع؛ فكان يحاكي هذه الأصوات المبهمة بوضعها في أصوات مقطعية قريبة منها (قه قه مثلاً للتعبير عن صوت الضحك). وكانت لغته في مبدأ أمرها محدودة الألفاظ، قليلة التنوع، قريبة الشبه بالأصوات الطبيعية التي أخذت عنها، قاصرة عن الدلالة على المقصود. فكان لا بد لها من مساعد يصحبها فيوضح مدلولاتها ويعين على إدراك ما ترمي إليه. وقد وجد الإنسان خير مساعد لها في الإشارات اليدوية والحركات الجسمية، وهذا المساعد الإرادي قد نشأ هو نفسه عن الحركات الفطرية التي تصحب الانفعالات؛ فكان في مبدأ أمره مجرد محاكاة إرادية لهذه الحركات؛ ثم توسع الإنسان في استخدامه فحاكى به أشكال الأشياء وحجومها وصفاتها. . . وما إلى ذلك، فازدادت أهمية في الحديث، وسد فراغاً كبيراً في اللغة الصوتية. ثم أخذت هذه اللغة يتوسع نطاقها تبعاً لارتقاء التفكير، واتساع حاجات الإنسان ومظاهره حضارته. وتستغني شيئاً فشيئاً عن مساعدة الإشارات، وتبعد عن أصولها الأولى تحت تأثير عوامل كثيرة كالتطورات الطبيعية التي تعتور الصوت، وأعضاء النطق الإنساني وكعلاقات المجاورة والمشابهة التي تعتور الدلالات. . . وما إلى ذلك
وهذه النظرية هي أدنى نظريات هذا البحث إلى الصحة وأقربها إلى العقول، وأكثرها اتفاقاً مع طبيعة الأمور وسنن النشوء، والارتقاء الخاضعة لها الكائنات وظواهر الطبيعة والنظم الاجتماعية
ولم يقم أي دليل على خطأ هذه النظرية، ولكن لم يقم كذلك أي دليل قاطع على صحتها، وكل ما يذكر لتأييدها لا يقطع بصحتها وإنما يقرب تصورها ويرجح الأخذ بها
ومن أهم أدلتها أن المراحل التي تقررها بصدد اللغة الإنسانية تتفق في كثير من وجوهها مع مراحل الارتقاء اللغوي عند الطفل، فقد ثبت أن الطفل في المرحلة السابقة لمرحلة الكلام، يلجأ في تعبيره الإرادي إلى محاكاة الأصوات الطبيعية (أصوات التعبير الطبيعي عن الانفعالات، أصوات الحيوان، أصوات مظاهره الطبيعية، أصوات الأفعال. . . الخ) فيحاكي الصوت قاصداً التعبير عن مصدره أو عن أمر يتصل به؛ وثبت كذلك أنه في هذه في المرحلة وفي مبدأ مرحلة الكلام يعتمد اعتماداً كبيراً في توضيح تعبيره الصوتي على الإشارات اليدوية والجسمية. ومن المقرر أن المراحل التي يجتازها الطفل في مظهر ما من مظاهر حياته تمثل المراحل التي اجتازها النوع الإنساني في هذا المظهر
ومن أدلتها كذلك أن ما تقرره بصدد خصائص اللغة الإنسانية في مراحلها الأولى يتفق مع ما نعرفه عن خصائص اللغات في الأمم الأولية. ففي هذه اللغات تكثر المفردات التي تشبه أصواتها أصوات ما تدل عليه، ولنقص هذه اللغات وسذاجتها وإبهامها وعدم كفايتها للتعبير لا يجد المتكلمون بها مناصاً من الاستعانة بالإشارات اليدوية والجسمية في أثناء حديثهم لتكملة ما يفتقر إليه من عناصر وما يعوزه من دلالة
ومن المقرر أن هذه الأمم، لبعدها عن تيارات الحضارة وبقائها بمعزل عن أسباب النهضات الاجتماعية تمثل إلى حد كبير حالة الإنسانية في عهودها الأولى.
علي عبد الواحد وافي
ليسانسيه ودكتور في الآداب من جامعة السربون