مجلة الرسالة/العدد 33/خواطر
→ الوزير مؤيد الدين بن العلقمي | مجلة الرسالة - العدد 33 خواطر [[مؤلف:|]] |
يوم سقراط الأخير في منزله ← |
بتاريخ: 19 - 02 - 1934 |
للاستاذ أديب عباسي
1 - الفضيلة سياج من شوك ليس له باب، يجد الداخل اليه والخارج منه صعوبة على السواء.
2 - كثيرون يخلقون عندما يموتون.
3 - مساوئ المرء تدفن معه.
4 - بعض الناس كالموائع يتشكلون دائماً بشكل الاناء الذي يوضعون فيه.
5 - كلما دنت النفوس من الأرض هان قطافها - شأنها شأن الثمر.
6 - أفراح الحياة واتراحها ممتزج بعضها ببعض. لهذا كان من المستحيل أن ينال امرؤ حظاً من الحياة خالصاً من الاتراح، أو خالياً من الأفراح.
7 - أكثر الذين يظنون انهم يحبون غيرهم لا يحبون في الحقيقة غير نفوسهم.
8 - يحب الرجل الانكسار في المرأة لأنه تعود اذلالها.
9 - من لا تحفزه همته الى الاهتمام بنفسه لا يستطيع احد ان أن يحمله على ذلك.
10 - من الناس من يخلقون اذناباً؛ ومن العبث المسرف أن تجعلهم رؤساء.
11 - ليس آلم للنفس من رؤية الرذيلة في ثياب الفضيلة والذئب في ثياب الحمل.
12 - المتكبر كالرابية الجرداء.
13 - يحب الشهرة جميع الناس، ولكن العاجزين يتظاهرون بالرغبة عنها.
14 - شر الناس واشدهم خطرا هم اولئك الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، لأن من بدت للناس سريرته هان عليهم اتقاؤه مهما كان شره.
15 - ينعم الجاهل بجهله كما ينعم الحكيم بحكمته.
16 - ضعيف الأرادة كالمريض المدنف عرضه لتغيرات البيئة.
17 - كثير الكلام كالصبي لا يستطيع ان يعطيك فكرة محبوكة الاطراف.
18 - تحب المرأة في الرجل الصفات التي هي خلو منها وكذلك الرجل، فكانهما فهما قصد الطبيعة فامتزجا على هذا النحو ليخرجا المخلوق الكامل.
19 - الجهل صحراء محرقة لا يعيش فيه الا من تعوده.
20 - الضمير الحي كالابرة لا تستطيع ان تمعن في الضغط عليه.
21 - المصائب الكبرى تبتلع الصغرى.
22 - كلما كثرت اغلاط المرء قل اهتمامه بها.
23 - من حرص على اخفاء عيوبه فقد قلل منها.
24 - الفن هو فن على قدر ما يستولي علينا ويستغرق حواسنا ومشاعرنا.
25 - رحب الصدر كالبحر مهما جاش وأزبد يبقى في موضعه.
26 - المتكبر كالرجل فوق الجبل يرى الناس صغاراً وهم يرونه صغيراً.
27 - ما أغرب ما تكون حياة المرء لو عمل بكل ما يفكر به.
28 - اذا فقد الذئب أنيابه صار حملا.
29 - النبع العميق لا تعكره الحصاة الصغيرة.
30 - الأمل يزيد القوي قوة والضعيف ضعفاً.
31 - من لا يقتنع بالحق لا يستطيع أن يقنع به أحداً.
32 - الوضيع كالدخان لابد عائد الى مصدره الوضيع مهما ارتفع.
33 - بعض الناس (كديك) الهواء يميلون دائماً حيث تميل الريح
34 - من تكلف الصدق فقد كذب.
35 - نزعة الدفاع عن النفس يذكيها ويغذيها فينا الشعور بالنقص والحرمان من جهة، وما فطرنا عليه من حب للكمال وكره للنقص من جهة أخرى. ومن هنا كانت هذه النزعة بين الناس في هذا الحد من الشيوع.
36 - من الناس من اذا أعياه الارتفاع الى مستوى الأغيار حاول النزول به الى مستواه.
37 - ان العبقري كالمصباح القائم على عمود عال يرى ويلاحظ من بعيد، ولكنه في الوقت ذاته يبدي للمشاهدين كل ما يحيط به ويرتكز عليه.
38 - المرأة كالأطفال تأسرها الروايات المغرقة في الخيال. وهذا ليس أمراً عارضاً: إنما هو تعبير صامت عن شعورها بالضعف ومقياس لمقدار ما تشتهيه من قوة ونفوذ، فتعوض عن ذلك بطريق الخيال.
39 - ان الميل الذي يظهره البعض الى الزهد والتقشف قد لا يكون له من أساس إلا طلب المتعة من جهة، والعجز عن نيلها من جهة أخرى، فينطبق عليهم مثل الثعلب والعنب.
40 - ان الخطيب الذي يهبط كلامه الى قرارة النفوس هو الخطيب الذي يقول: (نحن) ولا (أنتم).
41 - العبقري جبل شاهق بين سلاسل من التلال المطمئنة. فيشعر أوساط الناس - الذين يقيسون اقدارهم الى قدره - بأنوارهم تكف وأقدارهم تتضاءل. ومن هنا ترانا الى تضخيم سيئات العبقري أميل، وبتشويه سمعته أعلق، كأننا ننتقم منه لعزَّتنا الجريحة
43 - لا يوصف العبقري بالاعتدال (والاعتدال دائماً النزول على حكم الأكثرية). ومن هنا يجده العبقري من تأييد شديداً وعداء شديد. فهو في آرائه ونزعاته وأخلاقه ينحاز غالباً الى أحد طرفي المبالغة. وهو - لذلك - ييوافق فئة أشد الموافقة ويخالف فئة أشد الخلاف.
44 - لا ترسل الطبيعة العبقري برقا يردد صدى اصوات الجمهور، انما ترسله نوراً وهداية يؤتم به ويهتدي بهديه.
شرق الأردن
أديب عباسي