مجلة الرسالة/العدد 314/نقل الأديب
→ التاريخ في سير أبطاله | مجلة الرسالة - العدد 314 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
وحي الشاعرية ← |
بتاريخ: 10 - 07 - 1939 |
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
460 - أرى الدعوات قد صارت قروضا
في (محاضرات الراغب): ذكر بعض الكتاب أنه كان يعاشر سوقياً. فاتفق أن دعاه يوماً، قال: فلما تمكنت اشتغل عني صاحب الدعوة فعثرت على رقعة بخطه فيها: (فلان دعاني مرتين ودعوته ثلاث مرات فعليه دعوة، وقد ذكرنا على هذا أسامي كل من يعاشرنا). فلما انتهيت إلى اسمي فرأيته قد حصل له على دعوات - خرجت وقلت له: لا أتناول طعامك حتى أرد ما علي، وقلت في ذلك:
أرى الدعوات قد صارت قروضا ... وديناً في البرية مستفيضا
فأكره أن أجيب فتى دعاني ... ولا أدعو فيلقاني بغيضا
461 - لا لباس للرأس. . .
قال ابن سعيد في (المُغْرب): الغالب على أهل الأندلس ترك العمائم ولا سيما في شرق الأندلس. وقد رأيت عزيز بن خطاب أكبر عالم بمرسية حضرة السلطان في ذلك الأوان وإليه الإشارة وقد خطب له بالملك في تلك الجهة وهو حاسر الرأس، وشيبه قد غلب على سواد شعره. وأما الأجناد وسائر الناس فقليل منهم من تراه بعمة في شرق منها أو غرب. وابن هود الذي ملك الأندلس في عصرنا رأيته بجميع أحواله ببلاد الأندلس وهودون عمامة، وكذلك ابن الأحمر الذي معظم الأندلس الآن في يده.
462 - أخاطب بالتأمير وإلى منبج
كان البحتريّ مقيماً في العراق في خدمة المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان، وله الحرمة التامة، فلما قُتلا رجع إلى منبج وكان يحتاج للترداد إلى الوالي بسبب مصالح أملاكه، ويخاطبه بالأمير لحاجته، ولا تطاوعه نفسه إلى ذلك، فقال:
مضى جعفرٌ والفتحُ بين مُرَمَّل ... وبين صبيغٍ بالدماء مضرَّج
أأطلب أنصاراً على الدهر بعد ما ... ثوى منهما في الترْب أوسي وخزْرجي؟
مضَوْا أَمَماً، قَصْداً، وخُلّفتُ بعدهم ... أخاطب بالتأمير وإلىَ مَنْبِج! 463 - شكوى في الصحف
لما اشتد بلاء عبد الرحمن بن أم الحكم على أهل الكوفة قال عبد الله بن همم شعراً، وكتبه في رقاع، وطرحها في مسجد الكوفة:
إلا أبلغْ معاوية بن صخر ... فقد خرب السواد فلا سودا!
أرى العمال قد جاروا علينا ... بعاجل نفعهم ظلموا العبادا!
فهل لك أن تدارك ما لدينا ... وتدفع عن رعيتك الفسادا؟
وتعزل تابعاً أبداً هواه ... يخرب من بلادته البلادا!
إذا ما قلت أقصر عن هواه ... تمادى في ضلالته وزاد!
فبلغ الشعر معاوية فعزله.
464 - فأين الرعاية والتذمم؟
(شرح النهج) لابن أبي الحديد: قال عمر لرجل همّ بطلاق امرأته: لَم تطلقها؟ قال: لا أحبها!
قال: أو كلّ البيوت بُنيت على الحب، فأين الرعاية والتذمم؟؟!!
465 - دعوة قبل ألا تنتفع به
(محاسن البيهقي): ابن مزروع عن أبيه: كنت أسير في موكب يحيى بن خالد. فعرض له رجل من العامة، ومعه كتاب فقال: أصلح الله الأمير! أختم لي هذا الكتاب. فبادر إليه الشاكرية يزجرونه من حوشي موكبه. فقال: دعوه قبل ألاَّ ننتفع به (يعني خاتمه) واستدناه فختمه له، وتعجب مسايروه من اغتنامه المعروف، وعلمه بأفعال الرجال.
466 - التوءمون العراقيون
في (الحوادث الجامعة في المائة السابعة) لابن الفوطي: في سنة (645) ولدت امرأة فقيرة أربعة في بطن، فشاع ذلك وأنهى خبرها إلى الخليفة، فأمر بإحضار الأولاد، فأحضروا في جونة، فتعجب من ذلك، وأمر لهم بست مائة دينار وثياب، وكانت المرأة وزوجها في غاية من الفقر لا يملكان حصيراً!
قلت: نعش خليفة ذاك العصر التوءمين العراقيين نعشاً عظيماً وقد أخبرتنا الصحف في هذه الأيام أن كندية أمريكية قذفت بتوءمات خمس، فكفلتهن الدولة كفالة بليغة، ووظفت للناجلين في كل شهر وظيفة، وقد أمست مدينتهن بهن محجا، وأخبارهن في صحف العالمين مستفيضة. ولما زار ملكا البريطانيين ذاك الإقليم في هذا الوقت شاهداهن وناغياهن، وتعجبا من التوءمات تعجب آخر الخلفاء في بغداد من التوءمين
467 - اتحدا روحاً وجسداً
في (شذرات الذهب): في سنة (352) بعث صاحب أرمينية إلى ناصر الدولة رجلين ملتصقين خلقة من جانب واحد فويق الحقو (الخاصرة) إلى دوين الإبط ولدا كذلك، ولهما بطنان وسرتان ومعدتان، ولم يمكن فصلهما، وكان ربما يقع بينهما تشاجر فيختصمان، ويحلف أحدهما لا يكلم الآخر أياماً ثم يصطلحان، فمات أحدهما قبل الآخر فلحق الحي الغم من نتن الرائحة فمات
468 - ودنيا تناديك أن ليس حر
ابن مقلة:
زمانٌ يمرُّ، وعيشٌ يمرُّ ... ودهر يكرُّ بما لا يسرُّ!
وحالٌ يذوبُ، وهَمٌّ ينوبُ ... ودنيا تُناديك أن ليس حرُّ!!
469 - صحبة الأكابر تورث السلامة
حكى عن شيخ العارف أبي العباس المرسي أن امرأة قالت له: كان عندنا قمح مسوس فطحناه السوس معه، وكان عندنا فول مسوس فدششناه فخرج السوس حياّ
فقال لها: صحبة الأكابر تورث السلامة
470 - من قبل أديس
قال يا قوت: من عجيب ما مر بي من الكذب حكاية أوردها غرس النعمة قال: كان لوالدي تاجر يعرف بأبي طالب، وكان معروفاً بالكذب. فأذكر وقد حكى في مجلسه والناس حضور عنده أنه كان في معسكر محمود بن سبكتكين صاحب خراسان ببخارا معه، وقد جاء من البرد أمر عظيم، وأن الناس كانوا ينزلون في المعسكر، فلا يسمع لهم صوت ولا حديث ولا حركة؛ حتى ضرب الطبل في أوقات الصلوات. فإذا أصبح الناس وطلعت الشمس وحميت ذاب ذلك الكلام؛ فسُمعت الأصوات الجامدة منذ أمس من أصوات الطبول والبوقات، وحديث الناس، وصهيل الخيول، ونهيق الحمير، ورغاء الإبل. . .