مجلة الرسالة/العدد 269/دعوة إلى المرح
→ الغد المشؤوم!! | مجلة الرسالة - العدد 269 دعوة إلى المرح [[مؤلف:|]] |
البَريدُ الأدَبّي ← |
بتاريخ: 29 - 08 - 1938 |
للأستاذ فريد عين شوكة
ودِّعْ الَهمَّ وَالشَّجَنْ ... فالجوَى يُفْسِدُ الزَّمنْ
وَاغْتَنِم ساعةَ الرِّضى ... فالرضى راحة البدن
عِشْ بدنياك كالطيور ... مَرِحَ النفس منشدا
لا تَدَعْ عمرك القصير ... يتقضى في البكا سُدَى
سوف تبكي وتنتحبْ ... والورى عنك في شُغُلْ
وإذا دمعك أنسكب ... ضحكت حولك المُقَلْ
هل ترى شاكياً شكا ... فشكا واحدٌ مَعَهْ؟
أو ترى باكياً بكى ... كفكف الناس مدمعه؟
طِبعَ المرْءُ مَالَهُ ... غير إشباع رغْبَتِهْ
وإذا الخطبُ غالَهُ ... راحَ يشكو لِصُحْبَتِهْ
يا مشُوقاً لما مَضَى ... هل يوافيك ما اندثَرْ؟
ما مضى فات وانْقَضَى ... وَغَدٌ مَعْقِدُ النظر
فاشْحَذِ العزمَ لِلْغَدِ ... إنه مَوْئِلُ الْمُنَى
وادفع اليأسَ باليدِ ... تجد الصعب هَيِّناً
إنما اليأس في الحياه ... مِعْوَلٌ يَحْطِمَ الْقُوَى
وإذا لامَسَتْ يدَاه ... صَرْح مجدٍ بها هَوَى
فريد عين شوك