الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 269/البَريدُ الأدَبّي

مجلة الرسالة/العدد 269/البَريدُ الأدَبّي

مجلة الرسالة - العدد 269
البَريدُ الأدَبّي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 29 - 08 - 1938


إلى الأستاذ الجليل محمد بن الحسن الحجوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد فلقد قرأت بإعجاب ما نشرتموه في الرسالة جواباً على الأسئلة الأشفودرية، وأفدت منه علماً كثيراً أشكركم عليه وأسأل الله أن يجزيكم عنه خير الجزاء. ولكني وقفت عند قولكم (أن الطرق الصوفية تجانية وغيرها إنما أحدثت في الإسلام لجمع قلوب المسلمين على إقامة الشريعة الغراء إقامة كاملة، إلى أخر ما قلتم)، وخشيت أن يفهم بعض القارئين من هذه الجملة أن جمع قلوب المسلمين على إقامة الشريعة لا يكون إلا بهذه الطرق، فتكون الشريعة إذن ناقصة تحتاج إلى متمم، مع أنكم لا تريدون هذا، ولا تشكون في أن الشريعة جاءت كاملة مكملة، لا تحتاج إلى أدنى زيادة، وأنها تكفل للمسلم كل خير ينبغي له في دنياه وآخرته. وإذا كان ذلك كذلك فماذا يبقى لهذه الطرق من عمل؟ وهل تخلو من أحد شيئين: إما أن تكون زيادة على الإسلام فهي مردودة، وإما أن تكون الإسلام نفسه فلا يبقى فرق بين مسلم شاذلي أو نقشبندي، ومسلم ليس له طريقة من هذه الطرق، وتكون الطرق على هذا الغرض تحصيل حاصل وهو باطل. وليت شعري ما القصد من هذه الطرق؟ إن كانت للذكر المرتب ففي كتاب الأذكار للنووي من الأذكار المأثورة ما يملأ يوم المسلم وليلته، وهي أفضل قطعاً من الأذكار التي وضع صيغها شيوخ الطرق؛ وإن كان القصد تهذيب السريرة وتنقية القلوب فليس وراء الكتاب والسنة ما يهذب سريرة وينقي قلباً؟ فهل القصد إذن تفريق جماعة المسلمين؟

هذا كله إذا خلت الطرق من كل ما يخالف أصل الدين، أما إن وقع فيها الخلاف كما هو الشأن في كثير من الطرق فهي مردودة بالاتفاق

بقي يا سيدي عدكم (الوهابية) من الطرق الصوفية، مع أن الوهابية حركة سلفية يراد منها ترك كل مبتدع في الدين ومنه هذه الطرق، والرجوع إلى الكتاب والسنة. ثم إنه ليس في الدنيا مذهب أو طريقة تدعى (الوهابية)، ولا يعرف هذه الكلمة أهل نجد أنفسهم، ولا كان ابن عبد الوهاب صاحب مذهب وإنما هو مصلح منبه، وأهل نجد حنابلة على مذهب الإمام أحمد ناصر السنة

هذا ولكم يا سيدي الشكر الأجزل والسلام عليكم ورحمة الله (دمشق)

علي الطنطاوي

مكتبة دار الآثار في بغداد

روت (الأخبار) البغدادية ما يأتي:

ذكرنا في أعدادنا السابقة لمعا عن مكتبة دار الآثار في العاصمة وما تحويه هذه الخزانة العلمية من أسفار وكتب يفتقر إليها الكثير من مكتبات الأمم الراقية في هذا الباب، ونوهنا بالجهود الكثيرة التي يبذلها سعادة الأستاذ الكبير ساطع الحصري مدير دار الآثار القديمة في سبيل جعل مكتبة العراق الأثرية في طليعة مكتبات الآثار في العالم بما تضمه في رفوفها وخزاناتها من المؤلفات القيمة في العاديات والآثار القديمة من جميع النواحي

ونذكر اليوم طائفة كبيرة من هذه الكتب الثمينة أضيفت إلى المكتبة الأثرية العراقية، وكيفية ذلك أنه يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية معهد باسم معهد الأبحاث الأمريكية الشرقية غايته التعاون مع البلاد الشرقية من الناحية الأثرية. كان بعض العلماء الأثريين الأمريكيين قد أوصوا بمكتباتهم لهذا المعهد على أن يبعث بها إلى بغداد عاصمة العراق عند قيام دار الآثار فيها بتأسيس معهد للآثار. وقد مر زمن طويل على ذلك دون أن تقدم هذه الكتب إلى دار الآثار العراقية تنفيذاً لرغبة الموصين بها، وعليه فقد سعى الأستاذ الحصري في جلب هذه الكتب والاستفادة منها هنا. وأخيراً وبعد جهود كثيرة نجح الأستاذ الحصري في مسعاه إذ قد وصلت هذه الكتب القيمة التي يبلغ عددها بضعة آلاف إلى مديرية الآثار العراقية وخصصت لها غرفة واسعة نظمت فيها الخزانات وصنفت عليها الكتب بترتيب يسهل على المطالعين الاستفادة منها

عقد مؤتمر عام للدفاع عن مصالح الإسلام

وزع مكتب الأنباء الألماني هذه البرقية من دمشق:

اجتمع هنا أقطاب علماء الإسلام وقرروا دعوة جميع رؤساء الدين المسلمين إلى مؤتمر إسلامي عام. وسيبحث هذا المؤتمر طرق الدفاع عن مصالح الإسلام، ورجا المجتمعون من فضيلة شيخ الجامع الأزهر في القاهرة أن يشترك في هذه المؤتمر اللغة العربية في الكلية الطبية العراقية

كانت وزارة المعارف قد اقترحت على الجهات المختصة أن يلزم خريجو المدارس الثانوية في الدخول سنة واحدة إلى الكلية الطبية العراقية بغية تقوية ثقافتهم باللغة الإنكليزية. وقد عرض هذا الاقتراح على سعادة الدكتور السيد هاشم الوتري عميد الكلية فعارضه نظراً لاعتزامه تغيير لغة الدراسة في الكلية المذكورة وجعلها باللغة العربية أسوة بالكلية الطبية في دمشق التي لا يدرس طلابها العلوم إلا باللغة العربية

وقد رفع العميد إلى الجهات المختصة مقترحات بهذا الصدد. ولا ريب أن هذا العزم لو تحقق سيكون للكلية الطبية العربية شأن كبير الأثر في خدمة الطب في هذه البلاد نظراً لما في ذلك من بعث للمصطلحات الطبية التي كان يستعملها أطباء العرب الأقدمون

إلى الأستاذ الكبير العقاد

بمناسبة البحث القيم الذي تعالجونه على صفحات الرسالة الغراء، أرجو التبسط والإفاضة فيما يأتي:

2) هل تؤمنون بمقاييس الجمال التي تعتمد أول ما تعتمد على الأرقام؟

2) أيتوقف تذوْق الجمال على مقدار التحْضر والتثقف، أم هو فن كالشعر. . . يتوقف على الإلهام والمواهب الطبيعية؟

3) وعلى ذلك. هل يعجز أمرؤ القيس وهو ذلك الفنان البارع، ذو الخيال الوثاب الذي استطاع أن يتذوق جمال الطبيعة، ويترجم عنها في قصائده عن (رسم مثال للأنوثة موافق لمعاني الجمال بمعزل عن المتعة لتخلف الأوان. . .)

4) وهل لتخلف الأوان دخل في تقدير الجمال؟ وإذا كان كذلك، فما بالنا نرى تمثال (فينوس) مع تخلف أوانه رمزاً ومقياساً لمعاهد الجمال في العصر الحديث؟

(القنايات)

عبد المنعم شلبي

صناعة السيللوز من دوالي العنب وصل المهندس الكيميائي فالانيي بعد تجارب عدة إلى اكتشاف طريقة لاستخراج السيللوز من دوالي العنب المستعملة في إنتاج الورق والحرير الصناعي، وهذا الاكتشاف يساعد مساعدة كبرى على الوصول إلى الاستقلال الاقتصادي بينما يسمح بتشغيل الأيدي العاملة القروية والصناعية

تضامن وتواثق

قال الأستاذ الجارم بك في بعض محاضراته عن الأخطاء الشائعة في اللغة العربية التي ألقاها بواسطة الإذاعة اللاسلكية إن كلمة (تضامن) فشت فشوا عظيما في هذا العصر وليست موجودة في لغة العرب ثم استبدل بها كلمة (تواثق) واستشهد بقول كعب بن زهير: (ليوفوا بما كانوا عليه تواثقوا) ولكن كلمة تواثق لا تحل محل كلمة تضامن خصوصاً في هذا العصر لما حملها القضاء من معنى مختلف جداً عن (تضامن) لأننا إذا قلنا تواثق سعيد مع حليم على تنفيذ هذا العمل أردنا بأنهما تعاهدا فيما بينهما والتزم كلاهما بتنفيذ شروطه التي تخصه؛ وأما إذا قلنا يقر سعيد بأنه ضامن متضامن مع حليم في دفع هذا المبلغ أردنا بأنهما سيلزمان بدفع المبلغ معاً أو سيدفعه حليم وحده إذا لم يتوقف

فإذاً كلمة التوافق تفيد القيام بتنفيذ الالتزامات وكلمة التضامن تفيد كفالة شخص ما في دفع ما عليه أو الدفع معه أو الدفع محله.

فالفرق إذاً بعيد بين الكلمتين ولن تغني إحداهما عن الأخرى شيئا.

ولن نستطيع أن ننبذ اليوم كلمة التضامن بعدما أصبح لها من معنى خطير في القضاء. وليس يضير العربية إذا لم تكن هذه الكلمة موجودة في كتبها ومعاجمها وأوجدناها نحن للفائدة الضرورية على القياس الصحيح. وقد ذكر الأستاذ في المحاضرات التالية ألفاظاً أجراها على القياس ولم تكن موجودة في العربية ككلمة (عبّ) في قصيدة المتنبي البائية الخ. . .

فهل من كلمة عربية صحيحة تفيد المعنى المطلوب وتغني عن تضامن؟

ن. م. ب