مجلة الرسالة/العدد 261/قصة الكلمة المترجمة
→ التعليم الإلزامي في مصر | مجلة الرسالة - العدد 261 قصة الكلمة المترجمة [[مؤلف:|]] |
حواء ← |
بتاريخ: 04 - 07 - 1938 |
(القتل أنفى للقتل)
لأستاذ جليل
تتمة
انتشرت كلمة الشيخ عبد العزيز الأزهري (البلاغ 20 رجب 1352) فكتب الرافعي (رحمه الله) مقالة عنوانها (ليست الجاهلية) - البلاغ 22 رجب 1352 - قال فيها.
(أثبت الأستاذ عبد العزيز الأزهري فيما نشره في البلاغ أن هذه الكلمة عربية واحتج لذلك بحجج أقواها: زعمه (أنها وردت بين ثنايا عهد القضاء الذي بعث به سيدنا عمر إلى أبي موسى الأشعري) ولا ندري أين وجد الكاتب كلمة (القتل) فضلا عن (القتل أنفى للقتل) في ذلك العهد المشهور المحفوظ، وقد رواه الجاحظ في البيان والتبيين، وجاء به المبرد في الكامل ونقله ابن قتيبة في عيون الأخبار، وأورده ابن عبد ربه في العقد الفريد، وساقه القاضي الباقلاني في الاعجاز، وفي كل هذه الروايات لم تأت الكلمة في قول عمر، بل لا محل لها في سياقه، وإنما جاء قوله (فإن أحضر بينته أخذت له بحقه، وإلا وجهت عليه القضاء. فإن ذلك أنفى للشك) أما سائر حجج الكاتب فلا وزن لها في باب الرواية التاريخية وقد أصبح عاليها سافلها كما رأيت)
قلت: كتاب أحمد ابن عبد ربه اسمه (العقد) والفريد زيادة نسخ ومطبعة. قال ابن خلكان: (وصنف كتابه العقد وهو من الكتب الممتعة) وقال الفتح ابن خاقان: (وله التأليف المشهور الذي سماه بالعقد) والكتب التي سميت العقد الفريد هي (العقد الفريد في أحكام التقليد، العقد الفريد في أنساب بني اسيد، العقد الفريد في علم التجويد، العقد الفريد في علم التوحيد، العقد الفريد، للملك السعيد)
وقلت: جاء (القضاء) في البيان والتبيين، والعقد، وعيون الأخبار. ووردت (القضية) في الكامل، وإعجاز القرآن. وجاءت (استحللت) في هذين الكتابين. والقضاء والقضية مصدران، والاسم القضية فقط؛ و (القضية العصرية) لا تعرفها العربية. والعبارة في العهد أو الرسالة (فإن ذلك أنفى للشك) قول عربي متناسب، و (النفي) نازل فيه منزله. ورس الفاروق إلى أبي موسى مشهورة، وقد رواها رواة وعزوها إليه. وذكر الجاحظ في البيان والتبيين كتابا من عمر إلى الأشعري (رضي الله عنهما) فيه تعليم وإرشاد وتذكير، والله اعلم.
وقال الأستاذ الرافعي (رحمه الله).
(والذي آنا واثق منه أن الكلمة لم تعرف في العربية إلا في أواخر القرن الثالث من الهجرة. وهذا الإمام الجاحظ يقول في موضع من كتابه (البيان والتبيين) في شرح قول علي كرم الله وجهه: (بقية السيف أنمى عددا وأكثر ولدا) ما نصه: (ووجد الناس ذلك بالعيان الذي صار إليه ولده من نهك السيف وكثرة الذرء وكرم النجل. قال الله تبارك وتعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب) وقال بعض الحكماء: قتل البعض حياة للجميع. ولم يزد الجاحظ على هذا. ولو كانت الكلمة معروفة يومئذ لما فاتته كما هو صنيعه في كتبه، وهذه العبارة الأخيرة (قتل البعض. . .) هي التي زعم الرازي في تفسيره أنها للعرب. . . فلا عبرة في هذا الباب بكلام المفسرين ولا المتأخرين من علماء البلاغة، وإنما الشأن للتحقيق التاريخي)
قلت: في النسخة المطبوعة: (قتل البعض أحياءٌ للجميع) ولم تجيء هذه العبارة والآية الكريمة قبلها قول علي (رضي الله عنه) - أن قصد أنهما جاءتا شرحا له، فالمقاصد مختلفة. وإيراد الجاحظ الآية والعبارة هو كعادته في إملاء ما يمليه في كتابه، وقد وردت قبل جملة وكلمةٍ للمهلب في معناها أقوالٌ متنوعة، وتلت الآية والعبارة مقطوعةٌ لهما الرقاشي، ثم تبع الشعر قولٌ لخارجية يشاكل الجملة العلوية، ثم خبر وشعر، ثم أحاديث متنوعة. وإن حسب الجاحظ أن الآية والعبارة تحكيان (بقية السيف. . .) فقد أخطأ حِسبانه
ثم روى الأستاذ الرافعي (رحمه الله) قولاً للجاحظ في (حجج النبوة) في القوم الذين كانوا يولدون الأخبار ويطعنون بها على (الكتاب) ثم قال: (وإن لم ينهض الدليل القاطع على أن تلك الكلمة مترجمة عن الفارسية بظهور أصلها في تلك اللغة! ورجوعه إلى ما قبل الإسلام فهي ولا ريب مما وضع على طريقة ابن الراوندي الذي كان في منتصف القرن الثالث)
قلت: الكلمة لم تظهر في مصنفات نعرفها في القرن الثاني أو الثالث فينسبها إلى أحد من العرب أو غيرهم ناسب أو يقصد بها مقصد ابن الراوندي وتلك الشرذمة شرْير. وما هي إلا قول من جنس الأقوال الفارسية والإغريقية التي ترجمها النقلة وروى مثل الثعالبي وابن هند وطائفة منها.
ظهرت مقالة الأستاذ الرافعي (رحمه الله) فنشر البلاغ (25 رجب 1352) كلمة للشيخ عبد العزيز الأزهري عنوانها (القتل أنفى للقتل) قال فيها: (لأول مرة في حياتي الأدبية أقرأ للأستاذ البحاثة مصطفى الرافعي كلاماً يخترمه التناقض، وينسف آخره أوله. إن الأستاذ محق في أن نسبة الجملة الماضية إلى وثيقة القضاء التي بعث بها سيدنا عمر إلى أبي موسى الأشعري ليست حقيقية، ومما لا شك فيه أن الذي أوقع في حسبانها منها مشابهتها لعجز الجملة الآتية في الرسالة: (فانه أنفى للشك) وقليلون هم أولئك الذين يشبهون الأستاذ في قوة الذاكرة، ووفرة كتب المراجعة، وانفساح الوقت. و (ظروفي) المدرسية وأكداس الكراسات التي تنوء بالعصبة أولى القوة (أرغمتني) على أن لا أتصفح الجرائد إلى إلماماً مثل حَسْو الطير ماء الثماد، ففي اللحظة التي كنت أنتجع فيها الراحة وقع نظري على كلمة الأستاذ النشاشيبي وفيها يرى أن الجملة مترجمة لا جاهلية ولا مولدة، فكان ردي عليها أنها عربية، وبرهنت على ذلك بعدة أدلة، لهذا غشيتني الدهشة عندما حكم الأستاذ بأن الأدلة التي ذكرت أصبح عاليها سافلها لنقض بعضها، فهل عدم العثور عليها في عهد القضاء (يترتب عليه) ثم ذكرت ما يثبت عنده جاهلية تلك الكلمة مفصلا
1 - عدم الحاجة إلى اقتراض هذه المعاني
2 - خشونة الجملة
3 - عنجهيتها البدوية
4 - رنين لفظة القتل في المسامع
5 - حالة العرب قبل البعثة أسالت على شباة ألسنتهم (يعني حكماءهم) أمثال هذه المعاني ثم قال: (ومما أعجزني فهمه ادعاء بحاثتنا الكبير أن الكلمة لم تعرف إلا في أواخر القرن الثالث الهجري) ثم قال: (الحق الذي لا مرية فيه أن القتل أنفى للقتل كلمة عربية لحماً ودماً وعصباً، وأن قلم الأستاذ خانه في هذه المرة فكان من نتائج شطحاته! أن (انزلق) به إلى هذا الحكم. فليتقبل مني الأستاذ الأديب هذا الرأي وليثق أنه لم يؤثر في منزلته في نفوسنا هذا الشطط! إلا بمقدار ما تنداح دائرة) قلت: وجدت كلام الشيخ في الأستاذ الرافعي (رحمه الله) طرفة فرويته، والله يشهد أني ما قصدت بروايته تنقص قائله
ثم نشر البلاغ في اليوم الثاني (26 رجب 1352) كلمة عنوانها (ليست جاهلية ولا مترجمة!) للفاضل (أمين الحافظ شرف بنيابة طنطا) قال فيها: (عاد الأستاذ الأزهري إلى دعواه أن كلمة (القتل أنفى للقتل) جاهلية، ولم يضف إلى براهينه الأولى شيئاً يعتمد عليه في تأييد هذه الدعوى رغم اعترافه بأنها لم ترد في عهد القضاء من عمر إلى أبي موسى كما وهم أولا ونبهه إلى وهمه الأستاذ الرافعي، وكل ما جاء به ليبرهن على جاهليتها بعض استنتاجات فرضية لا تقوم عليها دعوى. أما وقد بّين الأستاذ مصطفى صادق الرافعي أن تلك الكلمة لم تعرف قبل القرن الثالث الهجري ولم يروها أحد إلى ذلك العهد على كثرة ما روى عن الجاهليين فلا محل للقول بأن هناك أدلة عقلية أو منطقية، فهي ليست جاهلية ولا مترجمة! إلا أن تؤيدها الرواية الصحيحة أو يعرف أصلها الأعجمي!)
قلت: قول السيد أمين (رغم اعترافه) عربيته: مع اعترافه أو على اعترافه) والمعروف الاعتراف بالذنب، يقال: اعترف بذنبه وفي (الكتاب): (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) وفي حديث عمر: (اطردوا المعترفين هم الذين يقرون على أنفسهم بما يجب عليهم فيه الحد والتعزيز، كأنه كره لهم ذلك، وأحب أن يشتروه على أنفسهم) كما ذكرت (النهاية) و (استنتاجات) في كلمة (الأمين) غريبة في العربيات.
ثم ظهرت في البلاغ (غرة شعبان 1352) كلمة عنوانها (أسئلة القتل أنفى للقتل) للأستاذ (أزهري، المنصورة) قال فيها: (الظاهرة أن الشيخ عبد العزيز الأزهري يريد أن تكون (القتل أنفى للقتل) جاهلية، فأن يتشبث برأيه ولا يرجع عنه يُطالبْ بجواب هذه الأسئلة:
المجمع عليه أن اللغة العربية هي لغة الرصانة والأحكام فلن تضع كلمة إلا موضعها، فهل يجوز أن تستعمل العربية (النفي) في تلك الجملة؟ وما معنى (القتل أنفى للقتل)؟ وهل توضح ألفاظ الجملة معناها؟ وما معنى (النفي) في اللغة؟ وهل استعملت مادة (ن ف ي) واللغة لغة والعرب عرب، في مثل هذا المقصد؟
فإذا أقام الشيخ عبد العزيز دهراً طويلاً يبحث فلا يجد للنفي في العربية مثل هذا الاستعمال، فهل تبقى (القتل أنفى للقتل) جاهلية أو عربية؟ قلت: النفي: التنحي، التنحية، الطرد الإبعاد عن البلد، التساقط: تساقط الشعر، التغريب الذي جاء في الحديث، الجحد (ومنه نفى الأب والابن يقال: ابن نَفيّ إذا نفاه أبوه) كما في التاج، الرد (نفيت الشيء إذا رددته، وكل ما رددته فقد نفيته)
ولو استُبدل (القتل) بـ (النفي) في العبارة الفارسية فقيل: القتل أقتل للقتل لصح اللفظ، ولكن تدهى الأذن والدماغ والعصب والجسم حينئذ داهية، وتجيء ثلاث (قافات خشنة كل قاف كجبل قاف) كما قال أحمد بن الحسين الهمذاني وتخالف العبارة قول المتنبي:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيس، كلهن قلاقل
قال الكعبري في (شرح التبيان): (عاب الصاحب إسماعيل ابن عباد أبا الطيب بهذا البيت وقال: (ماله - قلقل الله أحشاءه - وهذه القافات الباردة) قال أبو نصر بن المرزبان: ثلاثة من الشعراء رؤساء، شَلْشلَ أحدهم، وسلسل الثاني، وقلقل الثالث. فالذي شلشل الأعشى والذي سلسل مسلم وأما الذي قلقل فالمتنبي. قال الثعالبي: فقال لي أبو نصر: فبلبل أنت. قلت له: أخشى أن أكون رابع الشعراء. . . ثم قلت بعد مدة:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فأنف البلابل باحتساء بلابل
كان الخطأ مطبعي في الكلمة السابقة (أسئلة) فنشر الأستاذ (أزهري المنصورة) كلمة عنوانها (التطبيع) - البلاغ 8 شعبان - قال فيها: (بعثت إلى (البلاغ) والقوم يقتلون فيه (القتل أنفى للقتل) بحثاً - وقد قتلت، وقد رمست، وللأقوال كما للقائلين آجال - بكلمة فيها أسئلة، ولما جاءت إلىّ الجريدة وجدت وذكر الكاتب الخطأ المطبعي (لا الأخطاء كما يقول بعض الأدباء) ثم قال: فعجبت وما عجبت، وقلت هي المطبعة، وهي السرعة في العصر البراقيّ. وقد أردت أن أسمي مثل هذا فقلت: لما كانت الصحيفة والصحف والصحائف والقلم الكاتب قالوا: (التصحيف) فهل لنا - واليوم يوم المطبعة - أن نقول (التطبيع) وقل من يستعمل هذه اللفظة في هذا الزمان للمعنيين القديمين. والصحيفة الخطأ في الصحيفة مولدة، والتطبيع (الخطأ المطبعي) عصرية بنت العصر وفي بنات العصر كريمات)
ثم ظهرت في البلاغ 16 شهر رمضان 1352 كلمة عنوانها (القتل أنفى للقتل مولدة لا جاهلية) للأستاذ محمود محمد شاكر قال: (كانت هذه الكلمة سبباً في لجاج بعض الكتاب حين قال الأستاذ مصطفى الرافعي في مقاله الذي نشر في بلاغ السبت (15 رجب 1352 - 4 نوفمبر سنة 1933) بعنوان كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة): (أنا أقرر أن هذه الكلمة مولدة وضعت بعد نزول القرآن الكريم، وأخذت من الآية، والتوليد فيها بيّن، وأثر الصنعة ظاهر عليها) وقد قال بعض الكتاب بترجمتها عن اللغات وقد بحثت طويلاً عن أصلها وكنت أود أن أسوق الأدلة كلها على نفيها عن عرب الجاهلية، ولكن لا يتسع وقتي الآن لذلك، ثم وجدت أخيراً النص القاطع على أنها ليست من كلام الجاهلية في كتاب الإيجار والإعجاز لأبي منصور الثعالبي المطبوع بمطبعة الجوائب سنة 1301 مع رسائل أخرى (ثم نقل كلام الإمام الثعالبي وفيه (ويحكي عن أردشير الملك ما ترجمه بعض البلغاء أنه قال: القتل أنفى للقتل) وقد رُوِي النصُّ كله من قبل في كلمة الكوكب ثم قال الأستاذ محمود: (وهذا نص يؤيد ما ذهب إليه الرافعي ولا موضع للجدل بعده)
فنشر الأستاذ (أزهري المنصورة) بعد هذا القول كلمة عنوانها (الكلمة المترجمة، الأقوال الفارسية في العربية) - البلاغ 19 شهر رمضان 1352 - ومما قاله: (هذا النص بنفسه قد أورده الأستاذ النشاشيني في جريدة (كوكب الشرق في (12) رجب 1352 وكان قول الثعالبي من جملة الأدلة على أن تلك الكلمة مترجمة، ويظهر أن الأستاذ محمودا لم يقرأ المكتوب في الكوكب إذ لو رآه ما كان أتعب النفس في نقل ذلك النص. وكان قول الأستاذ الرافعي في تلك الكلمة المترجمة في (15) رجب 352 وقد طلب الأستاذ الأصل الفارسي، والظفر بالمطلوب في هذا الوقت مستحيل. ولولا ذلك لسألنا العالم الهمام الدكتور عبد الوهاب عزام الأستاذ في الجامعة المصرية أن يهدينا إلى مظنته.
الأقوال المنقولة عن الفارسية بعضها عزي إلى أهله فعرفناه، وبعضها جهل أصله فلم يدر أعربي هو أم فارسي. فهل للنابغة العالم بلغة العرب والأعاجم الدكتور عبد الوهاب عزام أن يطرف الناس بحثاً مستفاضا فيه عن الأقوال الفارسية في العربية.
آباء عزام كان (قِرَي الأضياف سّجيتهم، ونحر العشار دأبهم وهجيراهم) وقد جمع الأبناء بين القرَيَيْن: قري الضيفان بالجفان وقرى العقول والأذهان بالعلم والعرفان).
وفي (البلاغ 8 شوال 1352) ظهر قول عنوانه: (الكلمة المترجمة، الأقوال الفارسية في العربية) للدكتور عبد الوهاب عزام. وهذا هو القول: (نشر فاضل (أزهري) كلمة في البلاغ تحت العنوان المصدرة به هذه الأسطر، تناول فيه الكلام عن الأقوال الفارسية المنقولة إلى العربية، وطلب مني أن أكتب ما أعرف في الموضوع، وأحسن الظن بي وبآبائي، فأثنى علينا بما شاء له خلقه الكريم وأدبه الرفيع.
وإني ليؤسفني أن فاتتني هذه الكلمة فلم أطلع عليها حتى تفضل أديب العرب الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي فأرسل إلي من فلسطين قطعة من البلاغ تتضمن كلمة الأديب (أزهري).
فالآن أبادر إلى شكر أستاذنا النشاشيبي والاعتذار إلى أديبنا (أزهري) وشكره، راجياً أن أشرّف بإجابة دعوته إلى الكتابة في هذا الموضوع حين يتيسر لي ما تصديت لمعرفته وجمعه من الكلمات في هذا الصدد)
قرأ الأستاذ (أزهري المنصورة) قول الدكتور عبد الوهاب عزام فنشر كلمة عنوانها (موهبة الله واهبها، الدكتور عبد الوهاب عزام) - البلاغ 19 شوال 1352 - قال فيها: (قال المحبي في (خلاصة الأثر): تعلم العلامة البوريني اللغة الفارسية حتى صار يتكلم بها كأنه أعجمي، وفي ذلك يقول:
تعلمت لفظ الأعجميْ وإنني ... من العرب العرباء لا أتكتم
وما كان قصدي غير صون حديثكم ... إذا صرت من شوقي به أترنم
وإن كنت بين المعجمين فمعرب ... وإن كنت بين المعربين فمعجم
فأغدوا بأشواقي إليكم مترجماً ... وسركم في خاطري ليس يعلم
وقد تعلم العلامة الأستاذ الكبير (عبد الوهاب عزام) اللغة الفارسية والتركية وغيرهما من لغات الأعاجم وحذقها، كما نبغ في العربية وأدبها ليستفيد نشء العرب - قل وشبانهم وشيبهم - من بحثه وتحقيقه، وتفتيشه وأدب درسه استفادتهم من سيرته وخلقه وأدب نفسه، وليهدي في المشكلات من يستهديه، وليظهر للناس ذلك الكنز العظيم الذي أثرت به العربية. والكنز المعنى هو (الشاهنامه). قال ضياء الدين بن الأثير: (كما فعل الفردوسي في نظم الكتاب المعروف بشاه نامه وهو ستون ألف بيت من الشعر يشتمل على تاريخ الفرس؛ وهو قرآن القوم، وقد أجمع فصحاؤهم على أن ليس في لغتهم أفصح منه)
إن الذي عند الدكتور عبد الوهاب عزام - قلت أو الدكتور موهوب عزام - هو موهبة، الله واهبها، والله (الوهاب) وهو في الفضل والعلم من أولى (العزم))
قلت: انتهت القصة (الإسكندرية)
(* * *)