الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 251/للأدب والتاريخ

مجلة الرسالة/العدد 251/للأدب والتاريخ

بتاريخ: 25 - 04 - 1938


مصطفى صادق الرافعي

1880 - 1937

للأستاذ محمد سعيد العريان

- 27 -

فترة جمام

نفض الرافعي يديه من المعركة بينه وبين العقاد، ثم فاء إلى نفسه، وعاد إلى دار كتبه يطالع ويقرأ ويتزود. . . واختفى اسمه من الصحف والمجلات أشهراً، كان في أثنائها يتهيأ لإتمام كتابه (أسرار الإعجاز)، ويعمل في الوقت نفسه على جمع ما نشر من المقالات في الفترة السابقة وترتيبها، ليخرجها كتابا يسميه (قول معروف. . .)

على أن عنايته بشأن هذين الكتابين: أسرار الأعجاز، وقول معروف - لم يمنعه أن يكون له في كل يوم ساعات محدودة للقراءة والاطلاع. وكانت هذه الساعات المحدودة في اكثر لياليه تمتد من المغرب إلى منتصف الليل. وأستطيع أن أقول: إن هذه الفترة على ما كان يبذل فيها من جهد، كانت فترة جمام وراحة، لم ينعم بمثلها فيما بقي من حياته. وكنت بسميته يومئذٍ قريب العهد، ولكني كنت الصق أصحابه به؛ فكان لي به كل يوم ساعات: يقرأ لي واستمع إليه في داره، أو أماشيه في الخيال أو أُجالسه في القهوة أو اصحبه إلى السينما. وكان علي في هذه الفترة وفيما بعدها من الزمن، أن اقرأ ما يهدى إليه من الكتب، لأشير له إلى المواضع التي يجدي عليه أن يقرأها، ضنَّاً بوقته على قراءة ما لا يفيد. وكان لي وله في ذلك فائدة أيُّ فائدة؛ وكثيراً ما كان يدفع ألي بعض ما يرد إليه من الرسائل، لأرى رأي فيه وأشير عليه بالجواب أو أتولى ذلك بنفسي. وكانت هذه الفترة ذات اثر كبير في تكويني وتوجيهي في الأدب توجيهاً لم اكن اقصد إليه؛ كما تأثر هو بصحبتي في هذه الفترة تأثُراً وجهه في أدب الإنشاء توجيهاً لم يكن يعرف به منذُ نشأ في الأدب قبل ذلك بثلاثين سنة؛ فبدأ أسلوبه اكثر استواءعند عامة القراء، وكان قبلها يُتَّهَم بالغموض والتعقيد؛ كما عالج القصة فنجح فيها إلى حداً بعيد، إذ كانت القصة - وما تزال - أحبَّ ألوان اليّ، على حين كان الرافعي لا يؤمن بفائدة القصة ولا يعترف بخطرها بين أبواب الأدب الحديث. فما هو إلا أن حملته على محاولتها فأنشأ قصته الأولى؛ ثم كأنما اكتشف نفسه من بعدُ فصار ما ينشئ من القصص هو احب منشأته إليه، وخطا بها إلى نفوس القراء خطوات. . .

ومن طريف ما يذكر في هذا الباب أنني كنت أنشئ القصص لمجلة الرسالة، لا أكاد أعنى بشيء غيرها من موضوعات الأدب، وكان حُسن وقْعها عند القراء يدفعني إلى الإجادة والاستمرار؛ ولكن قارئ واحداً كان يعيب علي ما اكتب، ولا يرضى مني أن تكون القصة هي كل ما أعالج من فنون الأدب، وكثيراً ما كان يقول لي: (يا بني، أن لك بياناً وفكراً ومعرفة، فلماذا لا تحاول أن تكون أديباً؟ أنه لا يليق بك أن تكون القصص هي كل ما تحاوله من ضروب الإنشاء. وإن فيك استعداداً لأكثر من ذلك. . .!) وما زال يلج علي ويكرر هذه الملامة حتى وقع في نفسي أنني أسئ إلى نفسي بمحاولاتي أن أكون قصصياً؛ فانصرفت عن القصة، وكانت أحبَّ إليّ، إلى فنون أخرى من الأدب، إلا ما أنشئ من (القصص المدرسية) التي أؤلفها لتلاميذي على أنها وسيلة من وسائل التربية لا باب من الأدب. ثم لم يمض بعد ذلك إلا قليل، حتى كانت القصة هي اكثر ما يعالج الرافعي من أدب الإنشاء، وكان له فيها فَوَاقٌ منسق. وحلَّت القصة محلها من تقديره بين أبواب الأدب. .!

وإذا كان في أذني الرافعي ذلك الوقر الذي يقطعه عن دنيا الناس، فان أسلوبه في الكتابة كان بعيداً عن فهم الكثير من ناشئة القراء. فلما اصطفاني بالودّ، أخذت على نفسي أن أكون أذنه التي يسمع بها ما يقال عنه، وما يرى القراء في أسلوبه، فكنت إذا جلست إليه ليملي عليّ أحاوره فيما يدق على الإفهام من أسلوبه، وما تنبو عنه أسماع القراء. ثم لا أزال به حتى يغير العبارة فيجعلها أدنى إلى الفهم وأخف على السمع. وكان ينكر ذلك عليّ أول أمره، بما فيه من اعتداد بنفسه وكبرياء، وكان أحياناً يوشك أن يغضب، وأنا أتلطف له وأحتال عليه؛ ثم لم يلبث أن رضي ذلك مني، فكان يملي علي العبارة من المقال، ثم يسألني: (ماذا فهمت مما كتبت؟) فإذا كان يطابق ما في نفسه مضى في إملائه، وإلا عاد إلي ما أملاه بالتغيير والتبديل حتى يتضح المعنى ويبين المراد. وبدا في النهاية أن يسميني - على المزاج -: العقل المتوسط من القراء. . .!

لم يُنشر للرافعي في هذه الفترة شيء ذو بال، إلا أحاديث كان يمليها على بعض المرتزقة من كتاب الصحف الأسبوعية. وكان له طائفة من هؤلاء الكتاب يعطف عليهم ويعينهم على العيش، فكانوا يفدون إليه في المحكمة ليسألوه حديثاً فيملي عليهم جوابه ثم يذهبون لينشروه حيث يشاءون ويقبضوا أجره

في هذه الفترة، وكَلَ إليه الأديب حسام الدين القدسي الورّاق تصحيح كتاب (ديوان المعاني) لأبي هلال العسكري، وكان قد وقع منه على نسخة خطية فطبعها بأغلاطها وتصحيفها، ثم بدا له قبل أن يتم طبع الديوان أن يلجأ إلى الرافعي ليصحح أغلاطه ويتم نقصه على أن ينشره في الجزء الأخير من الكتاب

وقبِل الرافعي هذا التكليف على قلة أجره، ليقرأ الكتاب قبل أن يقرأه الناس، وليستمتع بلذة المعاناة في تصحيحه وتصويب خطئه؛ وإنها لرياضة عقلية ممتعة، لا يستشعرها ولا يقوي عليها إلا القليل من الأدباء. ومضى في هذا العمل شهراً أو يزيد، وكنت معه فيه، ثم انتكثت المعاهدة التي كانت بينه وبين القدسي فترك له كتابه بعد أن أصلح منه جزءاً غير قليل. وقد استطعت في تلك الفترة التي صحبت فيها الرافعي وهو يحاول تصحيح الكتاب أن أعرف مقدار اطلاعه وسعة علمه وقوة بصره بأساليب العربية؛ وقد رأيت منه في هذا الباب أشياء عجيبة من قوة الحافظة، وسرعة الاهتداء إلى مراجع البحث، ومهارة الاستدلال على مواضع النقص، حتى لكأنني بازاء مكتبة دقيقة الترتيب منتظمة التبويب ما شئت من بحث هَدَتْك إليه قبل أن تبحث عنه. على أنه كان أحياناً يعرف موضع النقص من الكتاب ثم لا يهديه البحث إلى تتمته، فيضع فكره موضع فكر المؤلف ليستقيم المعنى ويتساوق الكلام وأكثر ما كان يقع ذلك في الشعر المشطور. وقد حدث مرة أن ظلّ الرافعي يبحث يوماً كاملاً عن تمام بيت من الشعر في مظانه من كتب العربية؛ فلما أعياه البحث جعل تمامه من نظمه ثم مضى إلى تصحيح ما بعده من الكتاب. وفجأة ترك ما هو فيه وقال: (اسمع! ناولني الكتاب الفلاني) فمددت يدي إلى موضعه من المكتبة فناولته إياه، فأخذ بتصفحه قليلا ثم قال: (لقد وجدته. . . هذا هو البيت الذي كنت ابحث عنه وتمامه. عد إلى ما كتبت من قبل لتصححه!) وعدت إلى ما كتبت، ورجعت النظر في الكتاب الذي بين يديّ، فإذا تمام البيت فيما كتبت وفي الكتاب سواء، لا يختلفان إلا في حرف الجر. . . أكان فضل هذا إلى ذاكرة الرافعي، أم إلى قوة بصره بالشعر وبأساليب البيان؟

ولم يكتب الرافعي في هذه الفترة التي سبقت اشتغاله بالرسالة، إلا بضع مقالات في البلاغ؛ وكان لكل مقال حافزه وداعيه:

كان السيد حسن القاياتي يكتب في جريدة (كوكب الشرق) كليمات في موضوعات شتى من وحي الساعة وخواطر الحياة. فبدا له يوماً أن يكتب في الموازنة بين قول الله تعالى: (ولكم في القصاص حياة. . .) وقول العرب: (القتل أنفى للقتل!) فانزلق إلى رأي. . . وكان محرر الكوكب في ذلك الوقت هو الدكتور طه حسين، وهو من هو عند الرفعي في دينه وفي أدبه وفي إيمانه يقدس القرآن. . . ولم يكن الرافعي يواظب يومئذ على قراءة كوكب الشرق

وجاء البريد ذات صباح إلى الرافعي برسالة من صديقه الأستاذ محمود محمد شاكر، يلفت نظره إلى ما كتب الأستاذ القاياتي وإلى ضلاله في تفضيل الكلمة الجاهلية على آية القرآن. . . ودفع إليّ الرافعي برسالة الأستاذ شاكر وهو يقول: (أتصدّق هذا؟ أيجرؤ أحد أن يقولها، أم هي مبالغة وتهويل من محمود؟ أم هو لم يفهم ما كتب الكاتب المسلم وحمل كلامه على غير ما يريد؟)

ثم بعث في طلب الجريدة التي نشرت هذه الضلالة فجيء بها. فما كاد يقرؤها حتى اربدّ وجهه وبدا عليه الغيظ والانفعال، ودار لسانه بين شدقيه بكلام، ثم لم يلبث أن نهض مغضباً إلى الدار قبل موعده، فانقطع عني يومين ثم أرسل يستدعيني إليه، فأملى عليّ مقالة طويلة بعنوان: (كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة!)

وكانت مقالة من عيون مقالات الرافعي، نشرتها البلاغ في صفحتها الأدبية. وقد أورد فيها بضعة عشر رأياً في بيان إعجاز الآية ومبلغها من البلاغة بازاء الكلمة الجاهلية، وقد جعلها من بعدُ فصلاً من شواهد كتابه (أسرار الإعجاز) الذي لم يطبع بعد. . .

وقرأ الأستاذ القاياتي مقال الرافعي في الرد عليه، فاقتنع بها فيما بينه وبين نفسه، واعترف على نفسه في خلوته، ولكنه لاذ بالصمت، وكانت كرامته الأدبية أعز عليه من كرامة القرآن، فلم يردّ عليه ولم يعترف علانيةً بما كان من خطئه فيما انزلق إليه. .! وفتح مقال الرافعي أبواباً من القول لطائفة من الأدباء؛ إذ كان فيما ردّ به الرافعي أن كلمة (القتل أنفى للقتل) ليست جاهلية كما يعرف قراء العربية عامة، ولكنها نشأت في العصر العباسي لمثل ما استعملها له الأستاذ القاياتي في معارضة القرآن، واسندها مخترعها إلى حكيم الجاهلية اكثم بن صيفي ليتم له قصده؛ وجاز دعواه على قراء العربية حتى كشف الرافعي عن زيفها بعد ألف سنة!

كان تاريخ هذه الكلمة ميداناً للقول والمعارضة أياماً بين الرافعي وبعض الأدباء، ثم لم ينتهي إلى خاتمة؛ إذ كان الذي يعارض الرافعي في موضوعها ليس أهلاً لمناظرته، فلم يلبث أن شعر بالإعياء من أول شوط، فكتب إلى الرافعي رسالة خاصة في البريد يستعفيه ويعتذر إليه أنه مشغول البال بالاستعداد للزواج. . .

وفي هذه الفترة تم إنشاء (المجمع اللغوي) وكان الرافعي يمني نفسه بأن يكون من أعضاءه، فحال بينه وبين ما يتمنى أنه لا يسمع؛ وإن لم يمنعه أن يكون عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وقد اختير له هو والمرحوم حافظ بك إبراهيم قبل ذلك بسنوات، فلم يشهد جلسة من جلساته، ولم يشترك في قرار قرره، ولم يبعث إليه برسالة واحدة في موضوع من موضوعات العلم العربي. . .

وساء رأي الرافعي في المجمع اللغوي من يوم إنشائه، ولم يمنعه من الحملة عليه أنه كان موعوداً بأن يختار فيه عضواً مراسلاً كما أنبأه صديقه فارس نمر باشا عضو المجمع

وافتتح المجمع، وكان أول محرراته الأدبية برقية بالشكر إلى المرحوم الملك فؤاد

ولقيت الرافعي ذات مساء؛ فإذا هو يرفع إليّ جريدة البلاغ قائلاً: (أقرأ؛ هذا أديب صغير يهاجم المجمع اللغوي في يوم أنشائه، ويزعم أنه لم يستطع أن يكتب برقيه بريئة من الخطأ ليشكر بها منشئه. . .!)

وقرأت، فإذا نقد عنيف، وتهكم مر، وسخريه لاذعة. . . كانت كلمة صغيرة ولكنها ذات شأن، وقد اختار كاتبها أن يكون توقيعه (أديب صغير) مبالغه في السخرية والتهكم. . . وأخذ الكاتب على المجمع بضع غلطات لا ينتبه لمثلها إلا أديب دارس، له في العربية مكان. . .

وقال الرافعي: (ماذا رأيت؟) قلت: (نقداً مر لا يبلغ به هذا المبلغ على إيجازه إلا أديب كبير!) قال: (فمن تضنه؟) وكان سؤاله مشعراً بجوابه، ولكنني كذبت نفسي. . . أيكون هو؟ وما يحمله على أن يخفي عني؟ لقد كان معي أمس، وأمس الأول؛ فلماذا لم يحدثني بشيء من ذلك!

وقلت للرافعي: (أو تعرف كاتبه؟) قال: (حاول أن تفكر. . . لقد حاولت فلم أوفق!) وكان حسبي هذه الكلمة ليزول كل شك في نفسي، فما كذب عليّ الرافعي قبلها قط. . .! ولم اعرف إلا بعد أيام أنه هو. . .

ورد المرحوم الأستاذ حسين والي، وعاد الرافعي يرد ويتهكم ويسخر، ويتحدى المجمع اللغوي كله أن يرشده إلى الأطوار الاجتماعية التي مرت بها كلمة (حظِيَ) حتى ساغ للمجمع من بعد أن يستعملها بمعنى (ظفر) في برقية الشكر إلى جلالة الملك. . . وسكت المجمع، وسكت الأستاذ حسين والي، وظل الرافعي (الأديب الصغير) يكتب حتى جاءه الرجاء أن يسكت فسكت!

مقالات (الأديب الصغير) في نقد المجمع اللغوي هي أخر ما كتب الرافعي في النقد على أسلوبه وطريقته

ومما كتبه في تلك الفترة بحث طويل في البلاغة النبوية أنشأه إجابة لدعوت الهداية الإسلامية بالعراق، لتنشره في ذكرى المولد النبوي. وقد لقي الرافعي من العناء في إنشاء هذا الفصل ما لا احسب غيره يقوى عليه. وحسبك أن تعلم أن الرافعي لم يتهيأ لكتابة هذا الفصل حتى قرأ صحيح البخاري كله قراءة دارس، وانفق في ذلك بعضة عشر يوماً، وهو وقت قليل لا يتسع للقارئ العجل أن يقرأ في صحيح البخاري قراءة تلاوه؛ فكيف به دارساً متمهلاً يقرأ ليتذوق بلاغة الأسلوب ودقة المعنى؟ ولكن ليس عجيباً من الرافعي الذي كان يقرأ كل يوم ثماني ساعات متوالية لا يمل، فلا ينهض عن كرسيه حتى يوجعه قلبه!

وكتب الفصل بعد ذلك في ثلاثة أيام، ثم دفعه إليّ لأكتبه بخطي ولم يمله عليّ، فأنفقت في كتابته ثلاثة أيام أخرى

هذا الفصل يملأ نحو عشرين صفحة من صفحات الرسالة، ويصلح أن يكون خاتمه لكتاب إعجاز القرآن - لو قدر لإعجاز القرآن أن يطبع طبعة جديدة - فأنه أشبه لموضوعه وفيه تمامه وما فرغ الرافعي من كتابة هذا الفصل، حتى أحس بحاجته إلى الراحة بعد ما بذل من جهد، فاغلق دار كتبه وخرج إلى الشارع يشم الهواء، ثم لم يكد يأتي المساء حتى جاءه البريد برسالة من جمعية الكشاف المسلم بالشام، تطلب إليه أن يعد لها موضوعاً تنشره في صحيفتها لمناسبة المولد النبوي كذلك. . .!

وضاقت أخلاق الرافعي، فهم أن يلقي الرسالة ليفرغ لنفسه بضعة أيام للاستجمام، ثم تحرج، فعادت إليه ابتسامته وهو يقول: (سأفعلها قُرْبَى إلى محمد ﷺ، ولو رمى بي هذا الجهد المتواصل إلى تهلكه!) وعاد إلى مكتبه وهو متعب مكدود. . . ثم أملى عليّ مقالة (حقيقة المسلم) الذي أعاد نشره في الرسالة بعد ذلك وجمعه إلى وحي القلم

وكتب بضع مقالات أدبية في مجلة المقتطف

ثم دعته (الرسالة) ليكتب فصلاً عن الهجرة في العدد الممتاز الأول لسنة 1353هـ، فكان ذلك أول عهده بالكتابة فيها، ثم اتصل بها حبله، فظل يكتب لها كل أسبوع مقالاً أو قصة من قصصه الممتعه، لا يفتر عن هذا الواجب إلا أن يمنعه المرض أو تشغله شاغله من شواغل الحياة. ومات وهو يتهيأ لكتابة مقاله الأسبوعي لها، ولكن القضاء عاجله فخلفه على مكتبه ورقة بيضاء. .!

(لها بقية)

محمد سعيد العريان